من أشراط الساعة الكبرى: نزول عيسى عليه السلام

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي
عناصر الخطبة
  1. ثبوت نزول عيسى ابن مريم في الكتاب والسنة .
  2. من صفات عيسى -عليه السلام- ومكان نزوله .
  3. من الأعمال الصالحة التي يقوم بها عيسى -عليه السلام- آخر الزمان .
  4. موت عيسى وصلاة المؤمنين عليه. .

اقتباس

يا أيها المؤمن بالكتاب والسنة: إياك ثم إياك بعد هذه الحجج والبيّنات من أخبار الوحي أن يساورك الشك في أن عيسى -عليه السلام- ما زال حيا في السماء وأنه سينزل في هذه الأمة في...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب:70-71]، وبعد:

أيها المؤمنون: إن من أشراط الساعة الكبرى التي جاء بها الوحي ونصدق بها تصديقا جازما ولا نرتاب فيما أخبر به الوحي نزول عيسى بن مريم -عليه السلام- آخر الزمان، ونقول نزوله؛ لأن قرآننا أخبرنا بأن عيسى -عليه السلام- لم يقتل ولم يصلب ولم يمت، وإنما رفعه الله تعالى إلى السماء بإرادته وقدرته وهو حيّ منذ رفعه الله إلى الآن وحتى موعد نزوله من السماء ثم موته الموت الطبيعي في الأرض. من هنا قلنا نزوله فهو الآن في السماء وسينزل منها إلى الأرض، قال تعالى: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)[النساء:157-158].

أيها المؤمنون: فإن من الآيات القرآنية الدالة على نزول عيسى آخر الزمان وأن نزوله هذا من أشراط الساعة الكبرى ومقدماتها العظمى: قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا)[الزخرف:61]، قال الطبري: "وإن عيسى ظهوره علم يعلم به مجيء الساعة؛ لأن ظهوره من أشراطها، ونزوله إلى الأرض دليل على فناء الدنيا وإقبال الآخرة"، وقال القرطبي: "وقرأ ابن عباس والضحاك (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) -بفتح العين واللام- أي أمارة".

ومن الأدلة القرآنية كذلك على نزول عيسى آخر الزمان: قوله الله تعالى في عيسى: (بلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)[النساء:158-159]. قال ابن كثير: "(إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) ذلك عند نزول عيسى ابن مريم -عليه السلام- لا يبقى أحد من أهل الكتاب إلا آمن به"، وقال السعدي: "المعنى: وما من أحد من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بالمسيح -عليه السلام- قبل موت المسيح، وذلك يكون عند اقتراب الساعة وظهور علاماتها الكبار".

عباد الله: وأما في السنة النبوية فقد ثبتت الأحاديث الصحيحة في نزول عيسى -عليه السلام- آخر الزمان، ووصف ابن كثير هذه الأحاديث بقوله: "فهذه أحاديث متواترة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، وقال السفاريني في ذلك: "أجمعت الأمة على نزوله، ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة، وإنما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة، ممن لا يعتد بخلافه". وقال الألباني: "اعلم أن أحاديث الدجال، ونزول عيسى -عليه السلام- متواترة، يجب الإيمان بها، شهد بذلك أئمة هذا العلم كالحافظ ابن حجر وغيره".

ومن الأدلة في السنة النبوية على نزول عيسى -عليه السلام-: ما جاء في صحيح البخاري، أن رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا)، وفي صحيح مسلم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:"وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ -صلى الله عليه وسلم- حَكَمًا مُقْسِطًا"، ولذلك -يا أيها المؤمن بالكتاب والسنة- إياك ثم إياك بعد هذه الحجج والبيّنات من أخبار الوحي أن يساورك الشك في أن عيسى -عليه السلام- ما زال حيا في السماء وأنه سينزل في هذه الأمة في آخر الزمان وأنه علامة كبرى من علامات الساعة، واحذر أن تتسرب إليك شبهات المغرضين والملحدين والعقلانيين باستبعاد ذلك عقلا؛ فهو الحاكم على العقل ونحن نصدق الوحي ونؤمن بأخباره الصحيحة؛ فلا نرتاب بأمر عيسى ونزوله آخر الزمان -عليه السلام- وإنْ ارتاب فيه المبطلون.

أيها المؤمنون بلقاء الله العظيم: بما أن نزول عيسى -عليه السلام- آخر الزمان هو من علامات الساعة الكبرى التي ستقع آخر الزمان مستقبلا فإن مرجعيتنا في توصيف هذه العلامة من علامات الساعة هو الخبر الصحيح الثابت، وقد قدمت لنا السنة النبوية أصدق الأخبار عن مرحلة نزول عيسى عليه والسلام.

أيها المؤمنون: لقد أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصفات الجسدية لعيسى -عليه السلام-؛ ففي صحيح البخاري قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في رحلة الإسراء والمعراج: "وَرَأَيْتُ عِيسَى رَجُلًا مَرْبُوعًا مَرْبُوعَ الْخَلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ سَبِطَ الرَّأْسِ"، أي: مربوعا؛ لا قصيرا ولا طويلا، "مربوع الخلق" معتدل الخلقة مائلا إلى الحمرة، "سبط الرأس" مسترسل الشعر.

وفي الحديث الصحيح في سنن أبي داود، أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَيْسَ بَيْنِى وَبَيْنَهُ نَبِىٌّ- يَعْنِى عِيسَى- وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ". ومعنى "مَرْبُوع": أَيْ بَيْن الطَّوِيل وَالْقَصِير، و(بَيْن مُمَصَّرَتَيْنِ)، أَيْ يَنْزِل عِيسَى -عَلَيْهِ السَّلام- بَيْن ثَوْبَيْنِ فِيهِمَا صُفْرَة خَفِيفَة "كَأَنَّ رَأْسه يَقْطُر وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَل": كِنَايَة عَنْ النَّظَافَة وَالنَّضَارَة. وتأمل معي قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته: "فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فاعْرِفُوهُ"؛ فإن هذا حرص منه -صلى الله عليه وسلم- على معرفة عيسى -عليه السلام- المعرفة الصحيحة والواقعية الموافقة لخبر الوحي؛ حتى لا يقع الناس في شباك الدجالين والمدّعين للنبوة وغيرها كذبا وزورا.

أيها المؤمنون: أين ينزل عيسى -عليه السلام-، وما صفة نزوله؟ هذا من علم الغيب الذي أخبرتنا به السنة الثابتة؛ ففي صحيح مسلم من حديث النواس بن سمعان الطويل، وفيه: "إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِىَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأَسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ"، والمهرودة: الحلة أو الثوب الذى يصبغ بالورس والزعفران. قال ابن كثير: "الأشهر في موضع نزوله أنه على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق"، وقال ابن رجب: "وبالشام ينزل عيسى ابن مريم في آخر الزمان".

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أيها المؤمنون: فإن نزول عيسى -عليه السلام- آخر الزمان يعد من علامات الساعة الطيبة الخيّرة المباركة للأمة ورحمة للعالمين من أهل الشرك والطغيان، إذ هو نبي من أنبياء الله، فلا بد أن يأتي بالحق والعدل والخير والرحمة والفضيلة، فما الذي يقوم به عيسى -عليه السلام- لما ينزل آخر الزمان؟.

عباد الله: لقد أخبرتنا السنة النبوية بذلك، ففي صحيح البخاري، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ"، وفي رواية أخرى: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا"، وفي صحيح مسلم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "وَاللَّهِ لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلاً فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلاَصُ- الشابة من الإبل- فَلاَ يُسْعَى عَلَيْهَا وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ فَلاَ يَقْبَلُهُ أَحَدٌ".

قال النووي: "ومعناه أن يزهد الناس فيها، ولا يرغب في اقتنائها لكثرة الأموال، وقلة الآمال وعدم الحاجة والعلم بقرب القيامة، وإنما ذكرت القلاص لكونها أشرف الإبل التي هي أنفس الأموال عند العرب".

وفي صحيح مسلم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فَيَطْلُبُهُ-أي يطلب عيسى الدجالَ- حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتِى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِى الْجَنَّةِ". قال شراح الأحاديث: "(ليوشكن) ليقربن (حكما)؛ أي حاكما بهذه الشريعة لا ينزل نبيا برسالة مستقلة وشريعة ناسخة بل هو حاكم من حكام هذه الأمة (مقسطا) المقسط العادل (فيكسر الصليب) معناه يكسره حقيقة ويبطل ما يزعمه النصارى من تعظيمه (ويضع الجزية) أي لا يقبلها ولا يقبل من الكفار إلا الإسلام ومن بذل الجزية منهم لم يكف عنه بها بل لا يقبل إلا الإسلام أو القتل"، وقال ابن حجر: "قوله ويقتل الخنزير أي يأمر بإعدامه مبالغة في تحريم أكله، وفيه توبيخ عظيم للنصارى الذين يدعون أنهم على طريقة عيسى ثم يستحلون أكل الخنزير ويبالغون في محبته".

فهذه الأحاديث الصحيحة تبين أن عيسى -عليه السلام- لما ينزل آخر الزمان يقوم بأعمال مشروعة عظيمة؛ فهو يحكم بين الناس بالعدل والحق وبالكتاب والسنة، ويكسر الصليب الذي تعظمه النصارى وتجعله شعارهم المقدس الدال كذبا على صلب عيسى -عليه السلام-، ويقتل الخنزير، ولا يقبل الجزية من كافر؛ فإما الإسلام وإما القتل، ويفيض المال ويزهد الناس فيه، وتشيع الأخلاق الكريمة وتزول الكراهية في المجتمع المسلم، ويزهد الناس بالمال والعطية، ويخبر بعض المؤمنين بدرجاتهم في الجنة، ويقتل الدجال وغير ذلك من الأعمال الصالحة.

أيها المسلمون: ولا بد من التنبيه إلى أمر مهم في فقه نزول عيسى -عليه السلام- آخر الزمان وفي فقه أعماله التي يقوم بها، وهو أن عيسى -عليه السلام- يحكم لما يحكم وقت نزوله بشريعة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وليس بشريعة الإنجيل؛ فأمة محمد تُحكم فقط بشريعة نبيها محمد -صلى الله عليه وسلم- ولو كان الحاكم فيهم نبيا.

قال القرطبي: "فلا يجوز أن يتوهم أن عيسى ينزل نبيا بشريعة متجددة غير شريعة محمد نبينا -صلى الله عليه وسلم- ، بل إذا أنزل فإنه يكون يومئذ من أتباع محمد -صلى الله عليه وسلم- كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال لعمر : "لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي"، فعيسى -عليه السلام- إنما ينزل مقررا لهذه الشريعة مجددا لها؛ إذ هي آخر الشرائع ومحمد -صلى الله عليه وسلم- آخر الرسل".

أيها المؤمنون: وتجري سنة الله تعالى في الموت على نبي الله عيسى -عليه السلام- فتحين ساعة موته الحقيقي، فتقبض روحه ويصلي عليه المؤمنون من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، آنذاك؛ ففي سنن أبي داود ومسند أحمد والحديث صحيح: "فَيَمْكُثُ فِى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّى عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ".

اللهم اجعل أعمالنا صالحة واجعلها لوجهك خالصة.

وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي