طلوع الشمس كل يوم يذكر بالتوبة اليومية، فإشراقة الشمس تنبهك أنك في فرصة ثمينة، إنها تذكرك بطلوع الروح، ألا فاستغفر، ألا فتب، قبل أن تغلق عليك فلا تقدر، فالله الله بالتوبة إلى المولى...
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب:70-71]، أما بعد:
أيها المؤمنون: إن من أشراط الساعة الكبرى التي تقع آخر الزمان، ظهور الدّخان، وقد دلت النصوص على ذلك؛ ففي صحيح مسلم، عن حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ قَالَ: كَانَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- فِى غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ مِنْهُ فَاطَّلَعَ إِلَيْنَا فَقَالَ: "مَا تَذْكُرُونَ؟". قُلْنَا السَّاعَةَ. قَالَ: "إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَكُونُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ -وذكر منها- وَالدُّخَانُ وَالدَّجَّالُ وَدَابَّةُ الأَرْضِ وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا"؛ فهنا بين النبي -صلى الله عليه وسلم بصريح العبارة وصحيحها- أن من أشراط الساعة الكبرى ظهور الدّخان. وهذا يكون في آخر الزمان.
أيها المؤمنون: ولا بد أن نشير على أنه قد وقع اختلاف بين العلماء هل ظهرت وانقضت علامة الدخان أو أنها ما زالت وستظهر مستقبلا؟
فمن العلماء من يرى أنها ظهرت وانقضت وهم قلة، ومنهم من يرى أنها لم تظهر بعد وهم أكثر العلماء ولكل منهم دليله. والرأي الراجح -والله أعلم- هو الجمع بين الرأيين لتوافر الأدلة في ذلك بأن يقال إن علامة الدخان تقسم إلى علامة صغرى وعلامة كبرى.
أيها المؤمنون: أما العلامة الصغرى فهي التي كانت على عهد قريش حينما دعا عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالقحط، فهي ظهرت وانقضت، ودليلها، ما جاء في صحيح البخاري عنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: "كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا رَأَى مِنْ النَّاسِ إِدْبَارًا قَالَ اللَّهُمَّ سَبْعٌ كَسَبْعِ يُوسُفَ فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى أَكَلُوا الْجُلُودَ وَالْمَيْتَةَ وَالْجِيَفَ وَيَنْظُرَ أَحَدُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى الدُّخَانَ مِنْ الْجُوعِ، فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ تَأْمُرُ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَبِصِلَةِ الرَّحِمِ وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا فَادْعُ اللَّهَ لَهُمْ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ)، وَقَدْ مَضَتْ الدُّخَانُ".
أيها المؤمنون: وأما علامة الدخان الكبرى فهي لم تقع بعد، وتكون آخر الزمان مع ظهور أشراط الساعة الكبرى. ودليلها ما ثبت في صحيح مسلم من قول النبي صلى الله عليه وسلم: قَالَ: "إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَكُونُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ -وذكر منها- وَالدُّخَانُ وَالدَّجَّالُ وَدَابَّةُ الأَرْضِ". نقل القرطبي في التذكرة أن ابن مسعود كان يقول: "هما دخانان قد مضى أحدهما، والذي بقي يملأ ما بين السماء والأرض ولا يجد المؤمن إلا كالزكمة ، وأما الكافر فتثقب مسامعه"، وقال النووي: "ويحتمل أنهما دخانان للجمع بين هذه الآثار".
وهذا ما جمع به بعض أهل التفسير بين أقوال أهل العلم في المراد بالدخان في الآية الكريمة: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ)[الدخان:10-12]. وأنه ما وقع لأهل قريش، وقد يكون المراد به الدخان الذي يكون آخر الزمان مع علامات الساعة الكبرى.
ويرى الشوكاني أنه لا منافاة بين القولين فهذا دخان وذاك دخان آخر. وقال السعدي: "وقيل: إن المراد بذلك ما أصاب كفار قريش حين امتنعوا من الإيمان واستكبروا على الحق فدعا عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فصاروا يرون الذي بين السماء والأرض كهيئة الدخان وليس به، وذلك من شدة الجوع. فيكون -على هذا- قوله: (يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ) أن ذلك بالنسبة إلى أبصارهم وما يشاهدون وليس بدخان حقيقة. وقيل: إن المراد بذلك أن ذلك من أشراط الساعة وأنه يكون في آخر الزمان دخان يأخذ بأنفاس الناس ويصيب المؤمنين منهم كهيئة الدخان".
أيها المؤمنون: ما يعنينا أنه لا يمكن بحال أن ننفي وجود علامة كبرى من علامات الساعة هي الدخان لصحة الأحاديث في ذلك، ولما ورد أيضا في صحيح مسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا أَوِ الدُّخَانَ أَوِ الدَّجَّالَ أَوِ الدَّابَّةَ..."؛ فالدخان هو علامة من علامات الساعة الكبرى التي ترافق العلامات الكبرى؛ كالدجال والدابة وغيرها.
ولم يثبت في السنة مزيد من التفاصيل عن هذه العلامة الكبرى، وبما أن أشراط الساعة من علم الغيب فنحن ملتزمون بمنهجنا باعتماد الآيات القرآنية والأحاديث الثابتة. ولذلك فقد وردت أحاديث ضعيفة حول علامة الدخان أعرضت عنها.
أيها المؤمنون: ومن أشراط الساعة الكبرى طلوع الشمس من مغربها، وهي آية كونية عظيمة الشأن خطيرة الحدث، تذهل العقول حقا؛ ففي صحيح مسلم، عن حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- فِى غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ مِنْهُ فَاطَّلَعَ إِلَيْنَا فَقَالَ: "مَا تَذْكُرُون". قُلْنَا السَّاعَةَ. قَالَ: "إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَكُونُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ -وذكر منها- وَالدُّخَانُ وَالدَّجَّالُ وَدَابَّةُ الأَرْضِ وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا"، قال ابن حجر: "إن طلوع الشمس من مغربها إنما يقع عند إشراف قيام الساعة"؛ فيكون طلوع الشمس مقترن بخروج الدابة، وفي صحيح مسلم، قال رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَوَّلَ الآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا"، قال ابن كثير: "المراد في الحديث بيان أول الآيات غير المألوفة؛ فالدجال وغيره -وإن كان قبل ذلك- هو وأمثالُه مألوف لكونه بشراً، فأما خروج الدابة على شكل غريب غير مألوف، ومخاطبتُها الناس ووسمُها إياهم بالإيمان أو الكفر فأمر خارج عن مجاري العادات، وذلك أول الآيات الأرضية، كما أن طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الأيات السماوية".
أيها المؤمنون: لقد جاء في كتاب الله ما يدل على أن طلوع الشمس من مغربها هو من أعظم آيات الله، وأشراط الساعة الكبرى، وحلول نهاية الدنيا، قال تعالى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ)[الأنعام:158]؛ قال السعدي: "(أَوْ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ) الدالة على قرب الساعة. (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ) الخارقة للعادة، التي يعلم بها أن الساعة قد دنت، وأن القيامة قد اقتربت.
(لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا)؛ أي: إذا وجد بعض آيات الله لم ينفع الكافر إيمانه إن آمن، ولا المؤمنَ المقصر أن يزداد خيرُه بعد ذلك، بل ينفعه ما كان معه من الإيمان قبل ذلك، وما كان له من الخير المرجوِّ قبل أن يأتي بعض الآيات.
وقد تكاثرت الأحاديث الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن المراد ببعض آيات الله طلوع الشمس من مغربها، وأن الناس إذا رأوها آمنوا فلم ينفعهم إيمانهم ويُغلق حينئذ بابُ التوبة. وفي الكتاب والسنة من هذا شيء كثير وفيه أن من جملة أشراط الساعة طلوع الشمس من مغربها وأن الله تعالى حكيم قد جرت عادته وسنته أن الإيمان إنما ينفع إذا كان اختياريا لا اضطراريا كما تقدم، وأن الإنسان يكتسب الخير بإيمانه؛ فالطاعة والبر والتقوى إنما تنفع وتنمو إذا كان مع العبد الإيمان، فإذا خلا القلب من الإيمان لم ينفعه شيء من ذلك".
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
عباد الله: حينما تطلع الشمس من مغربها، ينذهل الناس وينصدمون ويتفاجؤن، ويعلنون إيمانهم، ويعلنون توبتهم؛ فلا يقبل منهم شيء من ذلك، الله أكبر، ما أعظمها من لحظات، جاء في صحيح البخاري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ فَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ فَذَلِكَ حِينَ (لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا)، وفي صحيح مسلم، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ثَلاَثٌ إِذَا خَرَجْنَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَانِهَا خَيْرًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَالدَّجَّالُ وَدَابَّةُ الأَرْضِ".
عباد الله: طلوع الشمس كل يوم يذكر بالتوبة اليومية، فإشراقة الشمس تنبهك أنك في فرصة ثمينة، إنها تذكرك بطلوع الروح، ألا فاستغفر، ألا فتب، قبل أن تغلق عليك؛ فلا تقدر، فالله الله بالتوبة إلى المولى -سبحانه-؛ ففي صحيح مسلم، عَنْ أَبِى مُوسَى عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِىءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِىءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا".
قال القرطبي: "قال العلماء: وإنما لا ينفع نفسا إيمانها عند طلوع الشمس من مغربها؛ لأنه خلص إلى قلوبهم من الفزع ما تخمد معه كل شهوة من شهوات النفس، وتفتر كل قوة من قوى البدن، فيصير الناس كلهم لإيقانهم بدنو القيامة في حال من حضره الموت في انقطاع الدواعي إلى أنواع المعاصي عنهم وبطلانها من أبدانهم؛ فمن تاب في مثل هذه الحالة لم تقبل توبته كما لا تقبل توبة من حضره الموت".
وهنا نصحنا نبينا -صلى الله عليه وسلم- بالمسابقة للأعمال الصالحة قبل فوات الأوان. وفي صحيح مسلم، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا أَوِ الدُّخَانَ أَوِ الدَّجَّالَ أَوِ الدَّابَّةَ أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ أَوْ أَمْرَ الْعَامَّةِ".
أيها المؤمنون: هذه الشمس عظيمة الحجم وشديدة اللهب؛ تتلقى أمرها بالطلوع من المغرب من خالقها الذي تسجد له كل يوم، فاستمع معي، كما في صحيح البخاري، عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتْ الشَّمْسُ: "أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلَا يُقْبَلَ مِنْهَا وَتَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا يُقَالُ لَهَا ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا".
يا عباد الله: الشمس تسجد لربها سجودا حقيقيا، نؤمن بذلك ونصدقه ولا نحده ولا نستغربه، فهي خلق من خلق الله تعالى، ألم يقل ربنا -جل شأنه-: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)[الحج:18].
اللهم اجعل أعمالنا صالحة واجعلها لوجهك خالصة.
وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي