أنه من تمام عدل الله ألا يعذب قومًا حتى يقيم عليهم الحجة ويستفرغ معهم المعاذير، فلا يعذبهم حتى يبعث لهم رسولًا ينذرهم ويعلمهم، قال الله -تعالى-: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)، وقال -تعالى...
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب:70-71]، أما بعد:
عباد الله: صفة في الإنسان ممدوحة، بها يعتدل الميزان وتتزن الأركان، وبدونها يختل النظام وينهار البنيان؛ إنها صفة العدل وضدها الظلم، لكن الإنسان مهما كان عادلًا فإنه قد يقع في الظلم؛ فيظلم غيره بعمد أو بغير عمد، ولو بإساءة الظن فيه، وقد يجتهد ليعدل فيظلم من حيث يظن أنه يعدل؛ لجهل أو غفلة، وإن لم يظلم سواه من البشر فقد يظلم نفسه بالذنوب والمعاصي!
والعدل صفة من صفات الله -عز وجل-، وعدله -تعالى- هو العدل المطلق، فهو -سبحانه- عدل لا يظلم أبدًا وهو العليم الخبير الذي يدري كيف يكون العدل، فتجب له -تعالى- كل صفة كمال، وتستحيل عليه أضدادها من صفات النقص.
أيها المسلمون: وإن أصل العدل هو المساواة في الأشياء؛ فكل ما خرج عن الظلم والاعتداء سمي عدلًا (تفسير الخازن)، والعدل -أيضًا- هو التوسط في كل شيء بين الإفراط والتفريط، ويأتي العدل بمعنى العدالة وهي: الاعتدال والثبات على الحق (الحدود الأنيقة لزكريا الأنصاري)، وتأتي العدالة بمعنى الاستقامة على طريق الحق باجتناب ما هو محظور في الدين، وهي ملكة في الشخص تحمله على ملازمة التقوى والمروءة"(التعريفات الفقهية للبركتي)، وهذا معنى العدل على العموم.
أما معنى صفة العدل في حق الله -تبارك وتعالى-: فهو -سبحانه- العادل في الحكم بين العباد، فيحكم بينهم في الدنيا والآخرة بعدله وقسطه؛ فلا يظلم مثقال ذرة، ولا يحمل أحدًا وزر أحد، ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه، ويؤدي الحقوق إلى أهلها؛ فلا يدع صاحب حق إلا وصل إليه حقه (تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي).
ومن معاني صفة العدل بالنسبة إلى الله -تعالى-: العدل عند حساب الناس يوم القيامة؛ فالله -عز وجل- يحاسب الخلائق يوم القيامة بعدله، ويزن أعمالهم بالميزان، ولا يبخس أحدًا مثقال ذرة، ولا يضيعها، وهو يحصي على العبد وللعبد أعماله كلها صغيرها وكبيرها ليجازيه بها، وهذا من تمام العدل، يقول -عز من قائل-: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)[الأنبياء:47].
ومن معاني صفة العدل بالنسبة إلى الله -تعالى-: العدل في التدبير والتقدير: فما يقدر الله -عز وجل- أمرًا ولا يدبره إلا كان تدبيره وتقديره قائمًا على العدل التام؛ فلا يظلم أحدًا من خلقه مهما عصاه وإن كان كامل القدرة عليه، وهذا معنى قول هود -عليه السلام- لقومه: (إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[هود: 56]؛ "يعني: إن ربي وإن كان قادرا وأنتم في قبضته كالعبد الذليل، فإنه -سبحانه وتعالى- لا يظلمكم ولا يعمل إلا بالإحسان والإنصاف والعدل"(تفسير الخازن).
ومن معاني صفة العدل بالنسبة إلى الله -تعالى-: أنه -تعالى- هو الخالق للعدل الآمر به عباده، الذي جعله بينهم فريضة، قال -عز من قائل-: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ)[النحل: 90]، وقال: (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)[النساء: 58].
أيها المؤمنون: إن كل ذرة في هذا الكون الفسيح لتنطق بلسان فصيح تنبئك عن عظيم عدل الله -عز وجل- فيها، يفهمه كل من كان له قلب سليم وعقل سديد، ومن مظاهر عدل الله -سبحانه- ما يلي:
أولًا: أن جميع أفعال الله في الكون تقع بمقتضى العدل والحكمة، ليس فيها شبة ظلم ولا عبث، يشهد بذلك القرآن قائلًا: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ)[الدخان: 38-39]؛ فيخبر -تعالى- أنه خلق السموات والأرض بالحق، أي: بالعدل والقسط (تفسير ابن كثير)؛ فالإنسان خلق في أحسن صورة، وجُعل له من الجوارح والأطراف ما به يستطيع أداء مهام حياته من عبادة وسعي على معاش وإعمار للأرض... وكذا الحيوان له من المواهب ما تقوم به حياته، ومن الأدوات ما يدافع به عن نفسه، أما النبات فقد زوده الله -تعالى- بما يستخلص به الغذاء من التربة والهواء وأشعة الشمس...
ثانيًا: العدالة في التكاليف التي فرضها الله -تعالى- على عباده: فإنه -سبحانه وتعالى- لا يكلف أحدًا فوق طاقته، فلا زكاة على من لا يملك نصابًا، ولا حج على من لا يستطيعه ماديًا أو صحيًا، ولا صوم على مريض يضره الصوم، ولا نفقة على أولاد وزوجة إلا بما يقدر عليه مما أعطاه ربه... قال -تعالى-: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)[البقرة: 286]، وقال: (يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا)[الطلاق: 7]...
ثالثًا: أن الله -تعالى- عدل في أقداره، فلا يظلم أحدًا بقضاء ولا بقدر، حتى من قرر أن يبتليه من عباده فإنما يكون ذلك وفق حكمته وعدله، تاركًا للعباد الاختيار غير مجبر لهم على معصية، قال -عز وجل-: (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)[النحل: 118]، حتى إن عاقب -عز وجل- فإنما يعاقب بعدل لا بظلم: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)[العنكبوت: 40].
رابعًا: أنه -تعالى- وإن خلق العباد في الدنيا ليمتحنهم فإنه بعدله قد وضح لهم أنهم ممتحنون بالخير وبالشر، ليدركوا ذلك فينتبهوا: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً)[الأنبياء: 35]، وكما جعل لهم شيطانًا يغويهم بالمعاصي فقد جعل لهم ملكًا يدعوهم إلى الطاعة؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن، وقرينه من الملائكة"(الدارمي وأصله في مسلم)، وقد أكثر -تعالى- في قرآنه من تحذير عباده من عدوهم وتخويفهم بعقابه ليرتدعوا، وكما زين لهم الدنيا وشهواتها فقد زين لهم أيضًا الإيمان والتقوى: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ)[الحجرات: 7]... وهذا كله من تمام عدله -سبحانه-.
خامسًا: أنه من تمام عدل الله ألا يعذب قومًا حتى يقيم عليهم الحجة ويستفرغ معهم المعاذير؛ فلا يعذبهم حتى يبعث لهم رسولًا ينذرهم ويعلمهم، قال الله -تعالى-: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)[الإسراء: 15]، وقال -تعالى-: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ)[القصص: 59]، ولا يعذبهم ومنهم مصلحون: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)[هود:117]، ولا يعذبهم وهم يعتذرون ويستغفرون: (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)[الأنفال: 33].
سادسًا: أنه -تعالى- قد جعل كل عضو من أعضاء البدن في مكانه المناسب الذي يؤدي به وظيفة على خير ما يكون، فالذراعين من الكتفين لا أعلى ولا أخفض، والظهر مستو قائم لا مائل، والوجه معتدل على الجسد... وصدق -عز وجل- إذ يقول: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)[التين: 4]، وقد امتن -تعالى- علينا بهذه النعمة قائلًا: (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[الملك: 22].
فلله الحمد والشكر على فضله وإحسانه أولا وآخرا وظاهرا وباطنا.
قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
عباد الله: ولما لصفة العدل من مكانة عالية؛ جُعِلَ التحلي بها من الأمور التي أوجبها على عباده المؤمنين في جميع مجالات الحياة، ومن مجالات العدل التي يجب على المسلم أن يتصف ويتحلى بها، ما يلي:
الأول: العدل بين من هم تحت ولايتك؛ فالإنسان مسئول عنهم وعن العدل بينهم يوم القيامة، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته..."(متفق عليه)، وممن تحت مسئوليتك: الأولاد ذكورًا وإناثًا، والعدل بينهم واجب؛ فعن النعمان بن بشير قال: تصدق علي أبي ببعض ماله، فقالت أمي عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانطلق أبي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليشهده على صدقتي، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أفعلت هذا بولدك كلهم؟" قال: لا، قال: "اتقوا الله، واعدلوا في أولادكم"، فرجع أبي، فرد تلك الصدقة (متفق عليه).
وممن يسأل المرء عن العدل بينهم عدله بين زوجاته، وقد نبه الله -تعالى- من البداية قائلًا: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً)[النساء:3]، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا كان عند الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط"(رواه الترمذي).
ثم الولاية العامة على الناس؛ فالعدل فيها أوجب، والظلم فيها أشنع، يروي معقل بن يسار أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من ولي أمة من أمتي، قلت أو كثرت، فلم يعدل فيهم، كبه الله على وجهه في النار"(الطبراني في الأوسط، وأصله في الصحيحين).
الثاني: العدل بين من احتكموا إليك؛ سواء كنت قاضيًا أو حكمًا، وقد حذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القضاة قائلًا: "القضاة ثلاثة، اثنان في النار، وواحد في الجنة، رجل علم الحق فقضى به فهو في الجنة، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار، ورجل جار في الحكم فهو في النار"(ابن ماجه)، وقد سبق قوله -تعالى-: (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)[النساء: 58].
الثالث: العدل في القول والكلام؛ سواء كان شهادة أو سواها، وهو أمر الله -تعالى- حين قال: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى)[الأنعام: 152]، وحذرنا أن نحيف أو نظلم فنحابي بشهادتنا قريبًا أو حبيبًا، فقال -عز من قائل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا)[النساء: 135].
الرابع من مجالات العدل وهو من رقي تعاليم الإسلام وشريف مقاصده: هو العدل مع الأعداء والكارهين، يقول الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)[المائدة: 8]؛ ولما أرادوا أن يرشوا عبد الله بن رواحة وهو يخرص عليهم ثمارهم، قال لهم مجسدًا معنى هذه الآية: "يا أعداء الله أتطعموني السحت، والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إلي، ولأنتم أبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير، ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه على أن لا أعدل عليكم"، فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض! (رواه ابن حبان).
فاللهم اجعلنا ممن يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا؛ لتجعلنا بفضلك على منابر من نور يوم القيامة.
ألا صلوا وسلموا على الحبيب المصطفى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي