هدفهم الأكبر احتلالُ للحرمين، وتصفية أهل السنة، والقضاء على الحكومات القائمة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. والحوثية رافضة هم اثنا عشرية باسم جديد، وزعيم جديد. وأصولَ عقائد الحوثيين الضلال؛ في الألوهيَّة والعبادة لله -تعالى- سلكوا مسلَكَ القبوريِّين، وفي بابِ أسماءِ الله -تعالى- وصفاتِه منهجَ التأويلِ، متأثِّرين في ذلك بأهل...
إِنَّ الحَمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِراً.
أَمَا بَعْدُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].
أيها الإخوة: عَن أَبي نَجِيحٍ العربَاضِ بنِ سَاريَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: "وَعَظَنا رَسُولُ اللهِ مَوعِظَةً وَجِلَت مِنهَا القُلُوبُ، وَذَرَفَت مِنهَا العُيون، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوصِنَا؟ قَالَ: "أُوْصِيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ -عز وجل- وَالسَّمعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافَاً كَثِيرَاً؛ فَعَلَيكُمْ بِسُنَّتِيْ وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المّهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فإنَّ كلّ مُحدثةٍ بدعة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ"(رواه أبو داود والترمذي وقال: "حديث حسن صحيح").
ووصفها الصحابة كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ وذلك لتأثيرها في إلقائها، وفي موضوعها، وهيئته صلى الله عليه وسلم في إلقائها.
ومن فجر الإسلام ناصب أهل البدعة أهل السنة العداء، وأعظم عداء واجهه أهل السنة كان من الفرق الباطنية بجميع فرقهم ومللهم، وكانوا وما زالوا مصدر عداء وعدوان سافر، والأحداث قديماً وحديثاً تشهد بذلك، ومن أعظمها: هجوم أبي طاهر القرمطي -أخزاه الله- على الحجيج بمكة في القرن الثالث الهجري وشهود المسجد الحرام أعظم مقتلة في التاريخ فقد زاد عدد القتلى عن ثلاثين ألف قتيل داخل السجد الحرام غير من قتل في طرق مكة وسككها.
وسقطت الخلافة العباسية على أيدي المغول بسبب خيانتهم؛ ولو سرحت الطرف في التاريخ القديم والحديث لهالك العداء والبغض والمكيدة التي يكنها الباطنيون في نفوسهم لأهل السنة، فعليها تربوا ورضعوها مع لباء أمهاتهم.
والباطنيون الحاقدون من أشرّ أهل الأرض وأخطرهم على الإسلام وأهله، ومن أشد الفرق والمليشيات الحديثة شراً في هذه الأيام على أهل السنة: الحوثيون، وكانت بدايات شرارة الحوثيين المأفونة في تجمع أطلقوا عليه منتدى الشباب المؤمن أسسه: "محمد سالم عزان"، و "محمد بدر الدين الحوثي"، في آخر الثمانينيات الميلادية الماضية.
ثم حدث انقلاب على هذا المنتدى على يد الهالك: "حسين الحوثي"، بالإضافة إلى أخيه "محمد"، وبعض من وافقهم في معتقد الاثنا عشرية، ثم تحول من منتدى إلى تنظيم، وكان المرجع فيه والد حسين الهالك "بدر الدين الحوثي".
وسبب الانشقاق هو خروج الحوثي عن مذهب الزيدية ومبادئه إلى انتحال مذهب الاثني عشرية بعد تأثرهم بإيران.
ولذا كانت الحوثية عونا وسنداً للثورة الإيرانية الخمينية الإرهابية، وأمام التدهور الاقتصادي في اليمن، واستغلت هذه الحركة المتمردة حاجة الناس وفاقتهم في خدمة معتقداتها ومتطلباتها، وأعانتهم على ذلك إيران، وتخيلوا أن لكل واحد يردد الشعارات الزائفة لنصرة الحوثيين مائة دولار أمريكي.
وادعت هذه الحركة الحرب على إسرائيل وأمريكا، وأطلقوا صيحاتهم الكاذبة: "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، النصر للإسلام، اللعنة على اليهود".
وهذه النداءات هي نداءات الهالك الخميني، وهو يصدر الثورة، ويباشر أتباعه قتل حجاج بيت الله الحرام، عام 1407هـ.
وقد واصل الحوثي الهالك تهييج الشباب الصغار وألهبهم بالحماس للانتصار لفكرتهم، والانتصار لآل البيت -رضي الله عنهم- كما زعم، وآل البيت منهم براء، وتنكروا لمذهبهم الزيدي الصحيح وتدريسه، وتهجموا عليه، وتبنوا المذهب الجعفري الاثنا عشري الذي هو مذهب أسياده في إيران.
وبعد هلاك "حسين الحوثي" سنة 2004م تولى القيادة أبوه بدر الدين، وبعد هلاكه بالربو وقد نيف على الثمانين تولى ابنه "عبدالملك" -أهلكه الله وحزبه؛ إنه جواد كريم-.
أيها الإخوة: وأصولَ عقائد الحوثيين الضلال؛ في الألوهيَّة والعبادة لله -تعالى- سلكوا مسلَكَ القبوريِّين، وفي بابِ أسماءِ الله -تعالى- وصفاتِه منهجَ التأويلِ، متأثِّرين في ذلك بأهل الكلامِ.
ومن عقيدتِهم: جواز التقيَّة، قال عنها شيخ الإسلام: "هِيَ شِعَارُ النِّفَاقِ؛ فَإِنَّ حَقِيقَتَهَا عِنْدَهُمْ أَنْ يَقُولُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَهَذَا حَقِيقَةُ النِّفَاقِ".
وعقيدتِهم في الإمامة: الدعوة إلى إحياء فكرة الوصية للإمام علي -رضي الله عنه-، وأن الحكم لا يصح إلا في أبناء علي بن أبي طالب.
وعقيدتِهم في الصَّحابة: أنَّهم كفَّروهم بدعوى أنَّهم قَصَّروا في معرفةِ إمامةِ عليٍّ -رضي الله عنه- التي يزعمونَ أن النبيَّ-صلى الله عليه وسلم- نصَّ عليها بالوَصفِ، فنَصَّبوا أبا بكرٍ باختيارِهم، فكَفروا بذلك، واتِّهام الصَّحابة باغتصابِ الخلافةِ وتآمُرهم على ذلك.
وعقيدتِهم: التبرؤ من الخلفاء الراشدين الثلاثة خصوصاً، والصحابة عموماً؛ لأنهم أصل البلاء الذي لحق بالأمة إلى اليوم حسب اعتقادهم، قال الهالك "بدر الدين الحوثي": "أنا عن نفسي أؤمن بتكفيرهم (أي الصحابة) كونهم خالفوا رسول الله -صلى الله عليه وآله-".
وهم يَدْعُونَ إلى سبِ أصحابِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويلعنون أمهات المؤمنين، يقول الهالك "حسين الحوثي": "كل سيئة في هذه الأمة، كل ظلم وقع لهذه الأمة، وكل معاناة وقعت الأمة فيها؛ المسؤول عنها أبو بكر وعمر وعثمان، وعمر بالذات؛ لأنه هو المهندس للعملية كلها".
ويقولون بخَلقِ القرآن، ويشكِّكون في طريقةِ جَمعِه ويقولونَ بتَحريفِه، ويُنكرُون السنَّة، ولا يعترفونَ بها، ويقدحونَ في الكُتب المعتَمَدة عند أهلِ السنَّة، ويقدحونَ في بعضِ رواةِ الحديث.
وأمَّا عن عقيدتِهم في المُتعةِ، فهم يرَوِّجون بعضَ المطبوعاتِ والكُتُب التي تتضمَّنُ عقائدَهم المنحرفةٍ؛ مثل: كتابُ "المُتعتان"، ونشْرهم لكتبٍ تتكلَّم عن المتعة، فيها أقوال المُجيزين والمُحَرِّمين، وترجيح القولِ بالجواز.
ومن عقائدهم: الترويج لفكرة الخروج، والإعداد لمواجهة نظام الحكم، والتحريض على لجم "السُّنيِّة"، ومرادهم أهل السنة؛ لأنهم يوالون أبا بكر وعمر ويقدمونهما على علي.
ويقولُون بالرَّجعةِ وهي: الحياة بعد الموت قبل يوم القيامة، حيث يخرج نفر من الناس من قبورهم للانتقام ممن أساء للشيعة، أو لكي ينتقم منهم أئمة الشيعة، وهي ثابتة للأئمة الاثنا عشر عندهم.
وهدفهم الأكبر: احتلالُ للحرمين وتصفية أهل السنة والقضاء على الحكومات القائمة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية..
وبعد الحوثية: هم رافضة اثنا عشرية باسم جديد وزعيم جديد.
أسأل الله -تعالى- أن يكسر شوكتهم، وينهي اغتصابهم لليمن، ويكفي أهل السنة شرهم.
بارك الله لي ولكم...
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه.
وبعد: أيها الإخوة: ونحن نرى ونسمع اعتداءات هذه الفرقة المارقة الضالة على بلادنا وإطلاقها الصواريخ أو الطائرات المسيرة بدون طيار، وكذلك ما تفعله في بلاد اليمن من تخريب وتقتيل، وبث للألغام في كل مكان، وآخر ما حدث من استهدافهم لمطار أبها الدولي، وأسفر عن إصابة عددٍ من المدنيين.
ونحن نتألم أشد الألم لذلك، ونؤمن أن هذا من الابتلاء الذي يوجب الصبر، وزيادة القرب من الله -تعالى- والتضرع له، والإعداد لمواجهته بكل قوة وبسالة، ونحمد الله -تعالى- أن جعل قيادتنا تمتلك قوة تضادهم، وستنتصر عليهم بحول الله وقوته.
أيها الإخوة: يجب علينا نحن أهل السنة عموماً مواطنين سعوديين، ومقيمين فيها، أو غير مقيمين أن ندعو ونلح بالدعاء أن يهلك الحوثيين وأنصارهم وأعوانهم، وندعو للمجاهدين الذين يجاهدونهم داخل اليمن من قوى الحق، ونلح بالدعاء لجنودنا المرابطين على حدودنا المدافعين عن حياض السنة وبلاد الحرمين ومقدسات الأمة، وكذلك جنود التحالف بالنصر؛ ذلك أن المساس بأمن هذه البلاد مساس بالأمة كلها.
وأن نتعرف على عقيدتهم ومنهجِهم وضلالِهم وخبثِ مقاصدهم، ونحذر منها في كل وسيلة إعلامية نستطيعها، وأن نعلم أن الباطل وإن انتفش وبقي زمناً يصارع ويهاجم فهو إلى بوار.
وأن لا نغتر بأعدادنا وقواتنا ونتسلح معه بالإيمان والعقيدة الصحيحة، وأن لا ننشر الأسرار التي تعين العدو علينا ونحن لا نشعر، وأن نتفاءل بأن الله -جل جلاله- سيجلي الغمة، فإن حسن الظن بالله –سبحانه- من أعظم أسباب النصر، وأن نبتعد عن اسباب الفرقة والاختلاف، ونترك الشحناء والبغضاء بيننا، ونبتعد عن إثارة الأحقاد بين الأمة، ومعرفة علاقتنا التاريخية بأهل اليمن الكرام الأبرار وهم العون لنا بعد الله -تعالى- في القضاء على هذه الفئة الضالة، وأن نلتف حول قيادتنا وندعو له بالنصر والتوفيق، وأن نكون عوناً لهم على مواجهة هذا الداهم الذي الخاسر فيه جميع الشعب وجميع الأمة.
أسأل الله أن يخيب ظنهم، وأن يخزيهم وأن يذلهم، وأن يجعلهم غنيمة للمسلمين.
وصلوا وسلموا على نبيكم...
إلخ الدعاء...
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي