ليس في الشرع الإسلامي أيُّ خصام أو صراع بين الدِّين والعِلْم، كالصراع الذي دار بين الكنيسة والمفكِّرين الغربيين ورواد العلم في عصر النهضة، بل الإسلام على عكس ذلك، فما بينَه وبينَ العِلْم هو الانسجام التامّ، وفي ديننا القويم دعوة جادَّة للعلم والتعليم، فطَلَبُ العلمِ فريضةٌ على كل مسلم ولم يقيد حرية الباحثين ولا العلماء...
الخطبة الأولى:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَنْ يهده اللهُ فلا مُضِلَّ له، وَمَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71]، أما بعدُ:
أيها المسلمون: إنَّ الدينَ عند الإسلام، ولن يقبل الله من العباد دينًا غيرَه، أكمله الله لعباده، ورضيه لهم ملةً وشريعةً، وأوجب عليهم التحاكمَ إليه، والتعبد به، فهو الدين الحقّ، والملة الخاتمة، والطريقة القويمة، والصراط المستقيم.
وقد أنزل -سبحانه وتعالى- إلى عباده كتابًا هو القرآن الكريم، تبيانًا لكل شيء، وهدى ورحمة لقوم يؤمنون، وأرسل رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق، ففتح الله برسالته أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غُلْفًا.
ومع هذا النور العظيم الذي جاء به الإسلام، والذي بدَّد ظلماتِ الجهل، وأنقذ العقولَ من الأغلالِ التي كانت عليها، إلا أنَّ الباطل لم يَزَلْ باقيًا، والشرُّ مادتُه مستمرةٌ، وشياطينُ الإنس والجن لا يزالون يروجون الضلالاتِ، وينشرون الشبهاتِ، وَيُزَخْرِفُونَ الشهواتِ، قال الله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) [الأنعام: 112]، لذا يجب علينا أن نعرف طرقَ الغَيّ، لكي نحذرها ونحذِّر منها، ونكشف ما ترمي إليه، ونوضح أبعادَها، ونقوم بسدِّ السُّبُل على مَنْ يَدْعُونَ إليها، حتى يكون أهلُ الإسلام على بَيِّنَةٍ مِنْ ربهم -سبحانه وتعالى-، وبصيرة من سبيلهم، ولا يضرهم الكيد الكائدين، ولا انتحال المبطلين.
ومن هذا الغي الذي انتشر، وغُرِّرَ به الكثيرُ، الغزو الفكري، وانتشار الأفكار الهدامة التي يُزَخْرِفُهَا المبطلون، ويبلسون بها على البسطاء أو مَنْ في قلوبهم مرضٌ، ومنها الفكر العلماني الذي دبَّ وتسرَّب إلى المجتمعات المسلمة، ومازال إلى الآن ينخر في جسدها.
معاشِرَ المسلمينَ: إنَّ كلمة "علمانية" التي يروِّج لها للأسف الكثيرُ من أبناء جِلْدَتنا، بوصاية الغرب ومباركتهم وتزيينهم، إن لم يشاركوا مباشرةً في الترويج، إنَّ هذه الكلمة تَعْنِي: الدعوةَ إلى إقامة الحياة على غير الدين، وتعنى في جانبها السياسي بالذات "اللادينية" في الحكم، فهي تعني بالدرجة الأولى تحكيم غير شرع الله، والحكم بغير ما أَنْزَلَ، وأن يقبل المرءُ الحكمَ والتشريعَ والطاعةَ من الطواغيت دون الله –تعالى-، قال -سبحانه وتعالى-: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) [المائدة: 44].
وهي اصطلاح لا صلة له بكلمة العلم بمعناه الشامل كما قد يُفهم من لفظها، أو من تلميع دعاتها، بل هي اصطلاح جاهلي غربي يُشير إلى انتصار العلم على الكنيسة النصرانية التي حاربت التطورَ باسم الدِّين، وكون دينهم محرفًا، ويواجه العلم بكهنوته المستبدّ أفادتهم فكرة العلمانية، أما ديننا فدينٌ قويمٌ، يشجِّع على العِلْم، ويحثّ عليه، فلا فائدةَ من استيرادِ أفكارٍ وأنظمةٍ كهذا النظام العلماني المتهافت.
إخوةَ الدينِ: قد تيقَّن أعداءُ الدين الإسلامي أنَّ القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية المطهرة بما يقررانِه من تشريع هما مصدرَا قوة المسلمين، وَعَلِمُوا أنه لا أملَ أبدًا في أن يقضوا على الإسلام والمسلمين مادام أهل الإسلام قد طبَّقُوا تعاليمَه تطبيقًا عمليًّا في جميع نواحي حياتهم، لهذا وضعوا أساليبَ جديدةً لمقاوَمَة هذا الدين، ومن أهمها محاولة تنحيته عن مجال الحياة كلها، واستبداله بالقوانين الغربية الوضعية، حتى يصلوا من خلال ذلك إلى مبتغاهم من هدم لعقيدة الإسلام، وإخراج أهله من نور التوحيد إلى ظلمات الشرك، وهذا ما عناه أعداءُ الإسلام حين نادوا في مجتمعات المسلمين بفكرة إبعاد الدين الإسلامي عن مجال التطبيق، واستبداله بأنظمة الغرب وقوانينه، وهذا هو ما عُرف في التاريخ بفصل الدين عن الدولة.
ومن أجل التلبيس أكثر، والإمعان في التضليل سَمَّى أهلُ الفكرِ الغربيِّ هذه الدعوةَ "بالعلمانية" ليُوهم هذا الاصطلاحُ بأن لهذه الفكرة صلة بالعِلْم، حتى ينخدع الناسُ بصواب الفكرة وأنها مستقيمة، ويُنكرون على مَنْ يقف في وجهها، فكيف يقف المرءُ في وجه دعوة تُظهر للناس أن العلم هو عمدتها وأساسها.
وللأسف انْطَلَتْ هذه الخدعةُ على بعض الجهلة وَمَنْ يدَّعُون العلمَ، فتقبلوا هذا الفكرَ وهم منبهرون بشعاراته البراقة، دون أن ينتبهوا إلى ما يرمي إليه، ولم يُمَحِّصُوا عن حقيقته وأبعاده.
والحقُّ الذي لا شك فيه -أيها الإخوة- ولا مرية؛ أنَّ الدين الإسلامي لا يصدُّ أبدًا عن العلم ولا يمنع من الانتفاع به، بل يشجع عليه، ويدعو للاستفادة منه.
معاشرَ المؤمنينَ: في عُجَالةٍ سنبين أهمَّ أسباب ظهور العلمانية عند الغرب، والتي سوَّغت لهم الفكرَ العلمانيَّ بتنحية الدين عن الدولة، وحصرهم التدين في أماكن العبادة، ورأوا أن ذلك أحسن لهم من التدين بِدِين منحرف وكهنوتيّ، ومن خلال تلك الأسباب سيتضح لنا أن لا مجالَ لهذه الفكرة في المجتمعات التي تدين بالإسلام؛ إِذْ لا مبررَ ولا داعيَ لوجود مثل هذه الأفكار في أوساطها؛ إِذْ لا سببَ أبدًا يدعو لانتهاج هذا النهج.
السببُ الأولُ من الأسباب التي أدت لظهور العلمانية في الغرب: (الطغيان الكنسيّ)؛ فالكنيسة النصرانية زاد طغيانُها وتجبرها، وصارت تفرض على أتباعها عقائدَ لا صحةَ لها، بل هي باطلة وغير متفقة مع النقل والعقل؛ وذلك كعقيدة العَشَاء الربانيّ، وعقيدة التثليث، وعقيدة الخطيئة الموروثة، والصَّلْب والفداء، كما أن تلك الكنيسة أصبحت تُحَلِّل وتحرِّم حسب ما تُملي عقول وأهواء رجال الدين، بل لم تكتفِ الكنيسةُ بذلك فعززت سلطتَها الدينيةَ بأن ادَّعَت حقوقًا لا يملكها إلا اللهُ -سبحانه وتعالى-، وذلك مثل حقّ الغفران، وحقّ الحرمان، وحقّ التَّحِلَّة، ولم تقتنع بطغيانها الدينيّ بل صاحَبَه طغيانٌ سياسيّ، وطيغانٌ وتسلطٌ اقتصاديّ كبير.
ثانيًا: من الأسباب التي أدَّت إلى ظهور العلمانية ونجاحها في الغرب الصراع الذي دار بين الكنيسة والعلم، فلقد قام صراع على أَشُدِّهِ بين الكنيسة والحقائق العلمية، فلقد كانت الكنيسة هي مصدر المعرفة الوحيد، فلما ظهرت بعضُ الحقائق العلمية التي خالفت ما قررته الكنيسةُ حَصَلَ صراعٌ شديدٌ بينها وبين العِلْم، ومن هنا كان منشأ فكرة أن العلم لا صلة له بالدِّين، وأن الدِّين يحارب العلم.
ثالثُ الأسبابِ التي أدت إلى ظهور العلمانية: ما حصَل من اضطرابات وثورات في أوربا؛ كالثورة الفرنسية وغيرها من الثورات.
كذلك من تلك الأسباب انتشار الأنظمة والمذاهب الاجتماعية والنظريات الهدامة كنظرية التطور ونحوها.
وأيضًا ما كان يعاني منه الأوربيون من خواءٍ روحيٍّ، لأنَّ دينَهم النصراني المحرَّف لا يزكِّي الأرواحَ، ولا يُخَلِّص أتباعَه مما يدور في أنفسهم من الأسئلة القاتلة عن الكون والإلهية والمصير وما شابه ذلك.
ومن الأسباب التي كان وراءها ظهور العلمانية: غياب المنهج الصحيح عن أوربا وهو الدين الإسلامي القويم، وتقصير الأمة الإسلامية في أداء رسالتها تجاه البشرية.
معاشرَ المؤمنينَ: ولقد ساهَم أيضًا في ظهور هذا المذهبِ الفاسدِ خلوُّ أناجيلِ النصارى من أي تصوُّرٍ محدَّدٍ ينظم السياسة، أو يوضح النظام الاجتماعي أو العلمي، أو الاقتصادي.
وأيضًا المكر اليهودي الذي يحرص كلّ الحرص على ابتداع وإنشاء الأفكار والمذاهب الهدامة، أو احتوائها، وذلك رغبةً منهم في أن تفسد البشرية، وأن يصبح البشر مطية يتسلق عليها مَنْ يزعم أنه شعب الله المختار.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفِرُوه إنه الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسَّلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد النَّبي الأمي الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعدُ...
معاشرَ المؤمنينَ: يتبين لنا ولكل متمعِّن في الأسباب التي ذكرناها أنَّ العلمانية ظهرت بدايةَ أمرها في أوربا؛ وذلك لظروفٍ وأسبابٍ خاصة بها، بعض هذه الظروف يتعلق بالكنيسة نفسها، وبديانتها التي حُرفت، والطغيان الكبير الذي طَغَتْهُ في جميع المجالات سواء كانت دينية أو سياسية أو اقتصادية، وبعض هذه الظروف تعلَّقت بتعاليم الدين النصراني نفسه ودور اليهود، وكل تلك الظروف لا تنطبق على ديننا الإسلامي القويم؛ وذلك لعدة أسباب، سنذكر أهمها وأبرزها:
أولًا: أنَّ أولَ ما يُلاحظ في الدين الذي كان يَسُودُ أوربا هو التحريف الذي أصاب العقيدة والشريعة، فعقيدتُهم التثليثُ وهي عقيدة مضطربة، وأناجيلهم التي يَسْتَقُونَ منها تعاليمَهم الدينيةَ محرَّفة بل ومتناقضة، ثم النظرة القاصرة التي أدَّت إلى أن يُفصل الدِّين عن الحياة والدولة ويُحْصَر في الكنائس والأديرة.
أما الدين الإسلامي فهو عقيدة سليمة قوية، وشريعة دين ودولة، فهو قد وَضَعَ نظامًا شاملًا وكاملًا يحدِّد كلَّ شأن من شئون الحياة، قال الله –تعالى-: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89].
ثانيًا: أنَّ الإسلام لا كهنوتَ فيه، ولا يحتاج المسلم لواسطة بينه وبين خالقه وربه -سبحانه وتعالى-، بل بإمكان كلِّ مسلم في بقاع الأرض، وفي أي أزمنة اليوم والليلة أن يتصل بربه -عز وجل- بلا قسيس ولا كاهن، ولا رجل دين، قال الله –تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186]، وقال -عزَّ وجلَّ-: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: 135]، والإسلام إنَّما أتى ليحرر العبادَ من عبودية العباد إلى عبادة ربِّ العباد دون غيره، ولا يجوز في شرعِهِ –تعالى- أن يُصرفَ أيُّ نوعٍ من أنواع التعبد لغير الله -سبحانه وتعالى- كائنًا مَنْ كان.
ثالثًا: الإسلام جاء مقرِّرًا أنَّه لا عصمةَ لبشر غير رسولنا محمد –صلى الله عليه وسلم- فيما يبلغه عن ربه، وغير ذلك فالجميع سواء، رجلُ الدين كرجل الدنيا، (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات: 13]، وبهذا سدَّ الإسلامُ كلَّ باب أمام نظام الكهانة الذي اخترعه القساوسةُ، كما أنَّ الإسلام لا يعترف بوجود طبقة عالية وممتازة؛ تُدْعَى "رجال الدين" لها العصمة والقداسة، وأيضًا أساس التحاكم في شريعة الإسلام الخالدة هو كتاب الله –تعالى-، وسُنَّة رسوله – صلى الله عليه وسلم- قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) [النساء: 59].
رابعًا: ليس في الشرع الإسلامي أيُّ خصام أو صراع بين الدِّين والعِلْم، كالصراع الذي دار بين الكنيسة والمفكِّرين الغربيين ورواد العلم في عصر النهضة، بل الإسلام على عكس ذلك، فما بينَه وبينَ العِلْم هو الانسجام التامّ، وفي ديننا القويم دعوة جادَّة للعلم والتعليم، فطَلَبُ العلمِ فريضةٌ على كل مسلم ولم يقيد حرية الباحثين ولا العلماء.
إخوةَ الإسلامِ: تَبَيَّنَ لكم مما ذكرناه أن العلمانية مذهبٌ واهٍ لا مكانَ له مع الدين الإسلامي، ويستحيل أن يحلّ محلّ هذه الشريعة السماوية المتكاملة؛ إِذْ لا يمكن أن يتنافى ما جاء عن الرب الحكيم مع العقل السليم، ولا يمكن لقوانين بشرية أن تحكم هذه الخليقةَ كشريعة مَنْ خَلَقَهَا ودبَّر أمرَها.
هذا وصلُّوا وسلِّموا على مَنْ أمرَكم اللهُ بالصلاة عليه فقال -عَزَّ مِنْ قائلٍ-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي