ومن تلك العلامات: أن صاحبه يَحنُّ إلى الطاعة ويهواها، كما يشتاق الجائع إلى الطعام، والظمآن إلى الماء، والعليل إلى الدواء؛ لأنه يرى في الطاعة راحةَ الروح، وملء فراغاتها؛ فقد...
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَنْ يهده الله فلا مضلَّ له، وَمَنْ يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71]، أمَّا بعدُ:
معاشرَ المؤمنينَ: اتقوا الله -تعالى- حقَّ التقوى وراقِبُوه في السِّرِّ والنجوى، واعلموا أن ما تُوعَدُونَ لَآتٍ، وما أنتم بمعجزين.
إخوةَ الإيمانِ: مع انشغال المرء بالدنيا، ومُضِيّ الأيام وتصرُّم الليالي، يتحسَّس المرءُ ويتفقد كلَّ ما يملك، فيُصلح ما فسد ويقوِّم ما اعوجَّ، ويحافظ على ما سَلِمَ، وإنَّ أَوْلَى ما يجب أن يَهْتَمَّ به المرءُ ويتفقده مما يملكه قلبُه الذي بين جنبيه، هذا العضوُّ الذي هو أشرفُ أعضاء الإنسان، مَلِكُ جوارحِه؛ فبصلاحه يصلح القولُ ويصفو العملُ، وتستقيم الجوارحُ، قال عليه الصلاة والسلام: "أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ"(متفق عليه).
وخير تلك القلوب هي القلوب السليمة التي تطمئن بِذِكْرِ رَبِّهَا وسيدها ومولاها؛ ذلكم القلب السليم الذي لا يُفلح يومَ القيامة إلا مَنْ جاء به، قال -تعالى-: (يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[الشعراء: 88-89].
فما هو القلب السليم يا عبادَ اللهِ؟، وما علاماته، وما وسائل الوصول إليه كي نلقَى اللهَ -تعالى- به فننجو ونفوز.
إن القلب السليم هو القلب الذي سَلِمَ من كل شهوة مخالِفَة لأمر الله ونهيه، وَمِنْ كل شُبْهَة تخالف خبرَه، وَسَلِمَ من عبودية ما سواه، وَسَلِمَ من تحكيم غير رسوله ومولاه، وَسَلِمَ من محبة غير الله -تعالى-، وَمِنْ خوفِ ورجاءِ غيرِ اللهِ، وَسَلِمَ من التوكل على غير الله، ومن الإنابة إلى غيره، والذلّ لغيره، إنه قلبٌ يُؤْثِرُ مرضاتَ الله -تعالى- في كل حال، بعيد عن سخطه بكل طريق؛ فهو قلب سالم من الذنوب والآفات، جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير". والمقصود في الحديث أنها قلوب سليمة نقية، خالية من الذنب، سالِمَة من العيب، يحرصون على النصح والإخلاص، والمتابَعَة والإحسان، تعيش في الدنيا بسلام، وتنعم في الأخرى بالنعيم والجنان.
والقلب السليم -معاشر المسلمين-: يمر بمراحل مختلفة:
الأولى: الخُلُوُّ من الغِلّ والحقد والحسد، مع حُبّ الخير للناس، وكفّ الشرّ عن الخَلْق، وبهذه الصفة يكمُل إيمانُه، قال عليه الصلاة والسلام: "لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ"(رواه البخاري ومسلم).
والمرحلة الثانية التي يمر بها القلب السليم: الإقبال على الآخرة والإدبار عن الدنيا، مع الزهد فيما في أيدي الناس، وحين يبلغ المؤمنُ هذه المرحلةَ يجعل اللهُ -تعالى- همَّه همًّا واحدًا، هو همُّ الآخرة، ويجعل غناه في قلبه، ويرزقه من حيث لا يحتسب، كما في الحديث: "مَنْ كانتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ: جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ في قَلْبهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنيا وهي رَاغِمَةٌ"(صححه الألباني).
ثم المرحلة الأخيرة وهي مرحلة متقدِّمة على تلك المرحلتين الأوليين، وفيها يمتلئ قلبُ المؤمن بحبِّ الله -تعالى- ويتشرَّب بذلك الحُبّ حتى يُصبح حُبّ الله -تعالى- أعظمَ مِنْ كُلِّ حُبٍّ، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)[البقرة:165].
معاشرَ الموحدين: إن للقلب السليم علاماتٍ يُعرف ويتميز بها عن غيره، فَلْيَنْظُرْ كلٌّ منا في هذه العلامات ليعرف أين قلبُه من هذه منها، فإن كانت متوفرة في قلبه فليحمَدِ اللهَ، وإلا فليراجع قلبَه، ويبحث عن أسباب بُعْد قلبه عنها.
وأُولى تلك العلامات: أن يرتحل قلبه عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة، ويحلّ فيها، حتى يبقى كأنه من أهلها وأبنائها، وقد جاء إلى هذه الدار غريبًا يأخذ منها حاجتَه، ويعود إلى وطنه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمر: "كُنْ في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"(رواه البخاري).
ومن تلك العلامات: أن صاحبه يَحنُّ إلى الطاعة ويهواها، كما يشتاق الجائع إلى الطعام، والظمآن إلى الماء، والعليل إلى الدواء؛ لأنه يرى في الطاعة راحةَ الروح، وملء فراغاتها، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا حَزَبَهُ أمرٌ فَزِعَ إلى الصلاة، وكان يقول: "أَقِمِ الصلاةَ، أَرِحْنَا بها يا بلالُ"(رواه أبو داود).
كما أن من علامات القلب السليم: أنه لا يزال يضرب على صاحبه حتى يُنِيبَ إلى الله وَيُخْبِتَ إليه، ويتعلق به تعلُّق المحب المضطر إلى محبوبه، الذي لا حياةَ له ولا فَلَاحَ ولا نعيمَ ولا سرورَ إلا برضاه وقُرْبه والأُنْس به، فذِكْره قُوَّتُه، وغذاؤه محبته، والشوق إليه حياته ونعيمه ولذته وسروره، والالتفات إلى غيره والتعلق بسواه داؤه، والرجوع إليه دواؤه، كما قال بعض العارفين: "مساكينُ أهلِ الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيبَ ما فيها؛ قيل: وما أطيبُ ما فيها؟ قال: محبة الله، والأُنْس به، والشوق إلى لقائه، والتنعم بِذِكْره وطاعته".
وقال آخرُ: "إنه لَيَمُرّ بي أوقاتٌ أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لَفِي عيش طيِّب".
ومن العلامات التي تدل على سلامة القلب أيضًا: أنه إذا فاته وِرْدهُ أو طاعةٌ من الطاعات، وجَدَ لذلك أَلَمًا أعظمَ من تألُّم الحريص بفوات ماله وفقده.
ومن العلامات -أيضًا-: أن صاحب القلب السليم يشحّ بوقته على الدنيا وتوافهها أشدَّ من شح البخيل بماله، فجُلّ عُمْره في طاعة الله؛ كما قال -تعالى-: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الأنعام: 162].
ومن علامات القلب السليم: أن صاحبه لا يَفْتُرُ عن ذِكْر ربه، ولا يسأم من خدمته، ولا يأنس بغيره إلا بمَن يدله عليه ويذكِّره به.
ومن العلامات كذلك: أن يكون اهتمام صاحبه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل، فيحرص على الإخلاص فيه، والنصيحة، والمتابَعَة، والإحسان، ويشهد مع ذلك مِنَّةَ الله عليه فيه، وتقصيره في حق الله.
هذه بعض علاماتِ صحة القلب وسلامته، جعلَنا اللهُ وإياكم ممن ظَفِرَ قلبُه بها.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه... أما بعدُ:
إخوةَ الإسلامِ: إن القلب السليم عزيز، والظفر به مغنَم، والاتصاف به فضيلة، وحيازته فلَاح وفوز في الدنيا والآخرة، وللوصول لهذا القلب أسبابٌ يمكن للعبد العمل بها ليظفر به ويحوزه، ومن تلك الأسباب:
إخلاص العمل لله -تعالى- وعدم الإشراك به، قال -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)[البينة: 5]، وعن زيد بن ثابت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاث لا يغل عليهن قلبُ مسلمٍ أبدًا؛ إخلاصُ العمل لله، ومناصَحَةُ ولاةِ الأمرِ، ولزومُ جماعةِ المسلمينَ، فإن دعوتهم تُحيط من ورائهم"(رواه أحمد).
قال ابن القيم رحمه الله: -في معنى هذا الحديث-: "أي لا يبقى فيه غِلّ، ولا يحمل الغِلّ مع هذه الثلاثة، بل تنفي عنه غله، وتنقِّيه منه وتُخرجه عنه، فإن القلب يغل على الشرك أعظم غل، وكذلك يغل على الغش، وعلى خروجه عن جماعة المسلمين بالبدعة والضلالة، فهذه الثلاثة تملؤه غِلًّا، ودواء هذا الغِلّ واستخراج أخلاطه، بتجريد الإخلاص والنصح ومتابَعَة السُّنَّةِ".
ومن أسباب صلاح القلوب: الدعاء، فهو من أهم وسائل سلامة القلوب، فيدعو المؤمن بسلامة قلبه، قال -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[البقرة: 186].
معاشرَ الموحدين: إن تلاوة القرآن وسيلة وسبب عظيم من أسباب صلاح القلوب، وهو أعظم دواءٍ لأمراض القلوب، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)[يونس: 57].
وقال سبحانه: (ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا)[الإسراء: 82]. قال ابن القيم -رحمه الله-: "القرآن هو الشفاء التامّ من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كلّ أحدٍ يؤهَّل ويوفَّق للاستشفاء به، وإذا أحسَن العليلُ التداويَ به ووضعه على دائه بِصِدْق وإيمان وقبول تامّ واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه، لم يقاوِمْه الداءُ أبدًا، وكيف تُقاوم الأدواءُ كلامَ ربِّ الأرض والسماء، الذي لو نَزَلَ على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه الله فَهْمًا في كتابه".
ومن أسباب ووسائل سلامة القلب: إفشاء السلام؛ فهو يجمع بين القلوب المتنافرة وينشر المحبة ويزيل العداوة والبغضاء بين المسلمين، قال عليه الصلاة والسلام: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم"(رواه مسلم).
معاشرَ المؤمنين: إن التهادي وبَذْل العطايا وسيلة وسبب من أسباب سلامة القلب؛ فلها أثَر كبير في قلب الْمُهْدَى إليه، فالقلوب مجبولة على حُبّ مَنْ أحسَن إليها، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تَهَادَوْا تَحَابُّوا"(رواه البخاري).
معاشرَ المسلمينَ: تلكم هي أسباب سلامة القلوب، فمَن أراد لقلبه السلامة فليتمسَّك بها ويسلك سبيلَها، فإن أصحاب القلوب السليمة موفَّقون محبوبون، ومن الله قريبون، فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: "قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أيُّ الناسِ أفضلُ؟ قال: "كل مَخْمُوم القلب، صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: "هو النقي، التقي، لا إثم عليه، ولا بغي، ولا غل، ولا حسد"(رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- ذاتَ يومٍ جالسًا مع أصحابه، فقال لهم: يَطْلُع عليكم الآنَ رجلٌ من أهل الجنة فطلع رجلٌ من الأنصار، فلما كان الغدُ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل ذلك، فَطَلَعَ ذلك الرجلُ مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل مقالته أيضا، فطلع ذلك الرجلُ على مثل حاله الأولى، فبات عنده عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه-، ثلاثَ ليالٍ، لينظر ماذا يفعل، فلم يره يتميز بكثير عمل ولا طول قيام، فسأله عن عمله، وما السبب الذي جعَل الرسولَ -صلى الله عليه وسلم- يقول فيه ذلك الكلام، فقال الرجل: ما هو الا ما رأيتَ غيرَ أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غِشًّا ولا أحسد أحدًا على خير أعطاه اللهُ إياه، فقال عبد الله: هذه التي بلغت بكَ وهى التي لا نطيق. (رواه أحمد).
فيا فوزَ أصحابِ تلك القلوب، سَلِمَتْ في الدنيا فاطمأنت، وَسَلِمَتْ في الآخرة وفي دار الكرامة استقرت.
وصلُّوا وسلموا- على خير البرية، كما أمركم اللهُ بذلك في كتابه؛ فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56].
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي