قصة العريس المسحور

سامي بن خالد الحمود
عناصر الخطبة
  1. كثرة الزيجات من مظاهر الخير المقتضية للشكر .
  2. قصة الزوج المسحور .
  3. وقفات مع منكرات الأفراح .
  4. خطورة السحر على الأزواج .
  5. أسباب الوقاية من السحر .
  6. أسباب العلاج من السحر .

اقتباس

الزواج حياة جديدة، وتجربة فريدة، تمثل أعظم نقطة تحول في حياة الشاب والفتاة، وقد وقفت قبل أيام على قصة حقيقية مليئة بالأحداث والمواقف العجيبة، أنقلها لكم مباشرة من صاحب التجربة، وأذكر خلال القصة بعض الدروس والعبر والأحكام والآداب الشرعية ..

 

 

 

 

 

أما بعد: فإن من مظاهر الخير الموجبة لشكر الله، كثرة الزيجات في هذه الإجازة، ولا شك أن الزواج هو سنة الحياة، وهو من أعظم أسباب العفة والاستقرار؛ ففي حياة الشباب والفتيات، كما هي وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ: مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ".

الزواج حياة جديدة، وتجربة فريدة، تمثل أعظم نقطة تحول في حياة الشاب والفتاة، وقد وقفت قبل أيام على قصة حقيقية مليئة بالأحداث والمواقف العجيبة، أنقلها لكم مباشرة من صاحب التجربة، وأذكر خلال القصة بعض الدروس والعبر والأحكام والآداب الشرعية.

يقول محدثي -وهو شاب فاضل أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله-: بدأت قصتي ببدايات الزواج، تقدمت لخطبة إحدى الفتيات، تمت الموافقة بحمد الله وتحديد يوم الزواج، وبعد طول انتظار حل اليوم الموعود، توجهت إلى صالة الزواج وأنا في قمة السعادة، وبعد تلقي سيل من التهاني والدعوات من الحضور والمهنئين، توجهت إلى صالة النساء، في الحقيقة لم أكن على درجة كبيرة من الاستقامة، لم أكن ألقي بالاً للمنكرات التي تنتشر في صالات الأفراح، وبالذات في صالة النساء، من دخول الرجل على النساء وجلوسه مع زوجته باسم ما يسمى الزفة، وتصوير النساء، وغيرها من المنكرات التي كانت أمامي.

يقول: عندما توجهت إلى بوابة صالة النساء، تغيرت الأحوال، أحسست بضيق واكتئاب غير طبيعي، كنت أشعر أن شيئًا مثل الهواء يدخل في أذني وجسمي، تحاملت على نفسي ومشيت، فلما جلست على المنصة بجوار زوجتي، اشتد الضيق، زوجتي تحدثني وأنا لا ألقي لها بالاً، حتى قال بعض الحاضرين: لماذا العريس متضايق، هل عنده مشكلة؟! مضت اللحظات ونزلت أنا وزوجتي من المنصة والحالة تشتد، أصبحت كالذي في دوامة، كنت أمشي بجوار زوجتي، فسبقتها وتركتها خلفي وأنا لا أدري، وأخيرًا، وصلنا إلى صالة الطعام، وكان بها كعكة (أو تورتة) الزواج، وحسب ما يسمى الإتيكيت، لا بد أن أقوم بقطعها أنا وزوجتي بالسكين، أخذت السكين وقطعتها، ثم أخذت منها قطعة وأكلتها، لما ابتلعت هذه القطعة شعرت بحرارة شديدة تشتعل في جوفي كالنار، خرجنا من الصالة إلى الفندق، فلما كان الصباح شعرت بكرهٍ شديدٍ لزوجتي، لا أريد رؤيتها، لا أطيق الجلوس معها.

ذهبت بها إلى أهلها في اليوم الثالي، تغيرت حياتي، اضطراب في النوم، قلق واكتئاب، وربما أبكي كما يبكي الطفل، أكسر الزجاج وأجرح به جسمي، سوء تفاهم وخلاف مع زوجتي المسكينة لأتفه سبب، وبعد أيام من المشاكل والخلافات تركت زوجتي في بيت أهلها، قررت الطلاق، لكني اكتشفت أن زوجتي حامل.

ذهبت إلى سوق الحراج وبعت كل أثاث البيت بثمن بخس، ضاقت بي الدنيا، فتوجهت إلى المطار، فقال لي موظف الخطوط: إلى أين تريد؟! فقلت له: لا أدري، تعجب موظف الخطوط، ثم قلت له: إلى مكة، قال: مكة ليس فيها مطار، يعني جدة؟! قلت: طيب جدة، وصلت إلى جدة، ومنها توجهت إلى مكة، لما وصلت السيارة مشارف مكة، اشتدت عليّ الحالة، وأحسست بضيق شديد، وبدأت أبكي كالطفل، وأخيرًا وصلت إلى ساحات الحرم، حاولت الدخول إلى الحرم فلم أستطع، بدأت أطوف في الساحة خارج أبواب الحرم، أذن العشاء، فتأثرت كثيرًا بسماع الأذان، مكثت تلك الليلة في ساحة الحرم، رآني رجل فاضل وأنا في حال يرثى، وقد خلعت ثوبي، قال لي: صل، قلت: لا أريد أن أصلي! فقال لي: أين ثوبك؟! قلت: هذا، فألبسني ثوبي، ووقف معي جزاه الله خيرًا، ثم اتصلت بأخ لي في جدة، وذهبت إليه، فلما رآني أخذني إلى أحد المشايخ القراء، فسألني عما أشكو، وقرأ عليّ القرآن، فكان كلما قرأ خرج الدم من فمي، ثم قرأ علي أكثر من شيخ، فقالوا لي كلهم: أنت مسحور بسحر مأكول، ولابد من المداومة على الرقية الشرعية لفك السحر.

أحبتي في الله: قبل أن أكمل القصة، دعوني أقف هذه الوقفات السريعة:

1. لا بد من وصية الزوجين أن يبنيا حياتهما وبيتهما على تقوى من الله ورضوان، وأن يحذر الزوجان وأهلهما من المنكرات التي تكون في ليلة الزواج، من دخول الرجال على النساء باسم ما يسمى الزفة، وتصوير النساء، وأصوات الموسيقى المحرمة، ولبس الذهب للرجال، والاعتقاد الباطل في دبلة الخطوبة، فهذه المنكرات تغضب الرب، وتنزع الخير، وتمحق البركة، وربما كانت سببًا لوقوع المنغصات والمكدرات، من السحر والعين والهم والقلق، وفي المقابل، فإن أعظم سبب للبركات وكثرة الخيرات، هو ما قاله ربنا -تبارك وتعالى-: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) [الأعراف: 96]. فبالإيمان والتقوى تستنزل البركات وتستمطر الرحمات.

ومن منكرات الزواج المعاصرة: الإسراف والتبذير، وإن من المخزي ما نشرته الصحف مؤخرًا أن عروسين من دولة خليجية قررا إقامة مراسم زواجهما في الفضاء، في رحلة تستغرق ساعة واحدة عبر صاروخ يطوف بهما على ارتفاع مائة كيلو متر، مقابل مليونين ونصف المليون دولار أمريكي، أي ما يقارب ثمانية ملايين ريال سعودي، ينتقل العروسان إلى مقعديهما في الصاروخ، ومعهما ثلاثة أشخاص فقط: المأذون وشاهدان لإتمام مراسم الزواج، ثم يحصل العروسان على ألبوم صور تذكارية للرحلة، وعقد زواج يثبت أنه تم في الفضاء، فهل بعد هذا إسراف وتبذير ومباهاة وتفاخر؟! وهل هذا إلا سبب لمحق البركة، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "خير النكاح أيسره". كما ثبت عند أبي داود.

كان الشاب صاحب القصة يقول لي: أنا أظن أن الله أدبني بسبب كثرة المنكرات في ليلة زواجي، وصدق الله: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى: 30].

2. ومع المطالبة بتيسير الزواج، فإنه يجب تعظيم شأن الزواج، وعدم التسرع في الطلاق، وأن يحرص الزوج والزوجة وأهلهما على ردم أي خلاف يهدد بيت الزوجية.

أليس من الظلم أن يسارَع إلى الطلاق، والزوج أو الزوجة مصاب بمرض عارض أو سحر أو سبب أو حالة نفسية يمكن علاجها؟! أليس من الظلم أن تطلق فتاه في ليلة زواجها، بسبب خلاف من أجل قيمة حلويات؟!

وفي حادثة أخرى، نقلتها إحدى الصحف قبل أيام، زوج طلق زوجته في ليلة العرس، بسبب الخلاف بين الزوجة وبين أم العريس حول قيمة (الطقاقات) ضاربات الدف.

بل إن من المحزن والمضحك معًا، أن أحد الإخوة الفضلاء كان في دولة عربية، فإذا بالأصوات والسكاكين والتهديدات بالقتل والثأر، لماذا؟! قال أبو العروس: إننا اشترطنا على العريس أن يحضر ثلاثة صناديق من البيبسي، وهو يقول: لن أحضر إلا صندوقين، كيف يحرجنا أمام الضيوف؟!

يقول الأخ الفاضل: فقلت لهم: لكم من عندي خمسة صناديق، فسمعني أبو العروس، فغضب وهم بضربي، وقال: لا نريد صدقة من أحد، الموضوع موضوع كرامة واتفاق، وإلا لن يتم الزواج.

يقول الأخ: وفي اليوم التالي، يتصل بي صاحبي، ويقول: هل ستحضر معنا الزواج الليلة؟! قلت: والمشكلة؟! قال: أبشرك، الطرفان اتفقا على صندوقين ونصف.

سبحان الله.. هل الزواج لعبة؟! وهل حياة ابننا وبنتنا مرتهنة بنصف صندوق من البيبسي؟!

ربما تكون هذه الحادثة مرفوضة -بحمد الله- عند كثير من العقلاء، لكن حدثوني عن زواجات تعطلت، وأسر تهدمت، بسبب أمور هامشية أو مزاجية عند الزوج أو الزوجة أو أهلهما، فيا هؤلاء: اتقوا الله في الزواج وعظموه، والويل لمن كان سببًا في طلاق زوجين، أو إفساد ذات البين.

3. أرأيتم -يا عباد الله- كم هو خطير وشنيع ما يقوم به السحرة الكفرة من الإضرار والإفساد في الناس والتفريق بين المرء وزوجه، صورهم مظلمة شوهاء، وأيديهم ملطخة بدماء الأبرياء، كم من أسرة هدموها، وكم من فرحة قتلوها، وكم من بسمة سرقوها!! عليهم لعائن الله والملائكة والناس أجمعين، وهتك الله أستارهم، وفضح أسرارهم، وأعاننا جميعًا على التعاون مع الجهات المختصة للقبض عليهم، وإقامة حد الله فيهم، بأن تضرب رقابهم، ويستأصل شرهم.

4. السحر والعين حق، ولهما تأثير، لكن بما قدره العليم الخبير، وكل شيء بقضاء وقدر، ولن يغني حذر من قدر، ولكننا أمرنا بالتحصن وفعل الأسباب النافعة للوقاية من من السحر والعين ونحوها، ومن أهم أسباب الوقاية:

1) كمال التوحيد والتوكل على الله، فمن توكل على الله كفاه ووقاه وحماه: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 3].

2) المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة المعوذتين والإخلاص، فإن من قرأها ثلاث مرات إذا أصبح وثلاث مرات إذا أمسى كفتاه من كل شيء، كما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

3) قراءة سورة البقرة في المنزل؛ فإن أخذها كما يقول -صلى الله عليه وسلم- بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة، أي السحرة.

4) قراءة آية الكرسي قبل النوم، وخلال اليوم والليلة.

5) المحافظة على صلاة الفجر جماعة، فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله"، وإذا كنت في ذمة الله فممن تخاف؟!

6) المحافظة على دعاء الخروج من المنزل: بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فإنه يقال لمن قاله: كفيت ووقيت، ويتنحى عنه الشيطان.

7) الحرز الرباني، وهو قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، مائة مرة في الصباح، ومائة مرة في المساء، كما ثبت في الحديث.

8) ما في الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ" وقد أفتى العلامة ابن باز -رحمه الله- بأن الحديث يرجى أن يعم التمر كله.

9) بذل الصدقات وصنع المعروف والقيام بحاجات الناس: فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب". الطبراني حسن.

أقول ما تسمعون، وأسأل الله لي ولكم العفو والعافية، إنه على كل شيء قدير.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله... ذكرنا فيما مضى بعض أسباب الوقاية من السحر والعين ونحوها، لكن ماذا عن أسباب العلاج بعد وقوع السحر لا قدر الله؟!

دعوني أعود بكم -أيها الأحبة- إلى قصة صاحبنا، وقد اكتشف أنه مسحور في ليلة الزواج.

يقول لي الأخ: قبل اكتشاف السحر، كان من توفيق الله لي أني التقيت بأحد الدعاة المشهورين في المطار، رآني في المصلى، تحدث معي، وقرأ علي القرآن، وكان هذا الرجل سببًا في هدايتي واستقامتي على الدين ومحافظتي على الصلاة والذكر، وهذا من أعظم أسباب العلاج، ثم أرشدني الشيخ إلى بعض الرقاة في الرياض، وبدأت بالمداومة على الرقية الشرعية.

مضت الأيام، وعرض علي بعض المحيطين بي أن أذهب إلى ساحر لفك السحر، فرفضت الأمر تمامًا، لأني أعلم أنه لا يجوز الذهاب إلى السحرة.

وبعد أيام، فوجئت باتصال هاتفي على جوالي من دولة عربية، قالت: اسمك فلان، قلت: نعم، قالت: أنت مسحور، وأنا سأفك السحر عنك بمبلغ كذا، أعطني فقط اسمك واسم أمك، فغضبت وقمت بسب هذه المرأة ومن أعطاها رقمي وأقفلت الخط.

قلت في نفسي: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ) [الذاريات: 50]، كان عندي يقين أن التوجه إلى الله هو العلاج، كنت أقرأ القرآن على نفسي والدم يخرج من فمي، مع الاستمرار على الرقية الشرعية، ثم أقبلت على حفظ القرآن، فحفظت البقرة في أسبوع، كنت أدعو الله وأبكي في آخر الليل، حتى كانت ساعة الفرج، في يوم الاثنين، وأنا صائم، أحسست بألم في بطني قبل المغرب، فتوجهت إلى أحد القراء، ثم دخلت الحمام في بيته، كنت حينها لم أتبرز -أكرمكم الله- منذ ثمانية أشهر بسبب السحر، في ذلك اليوم خرج من دبري قطعة الكعك التي أكلتها ليلة العرس، كأنها لم تمضغ، وفيها شيء من الشعر، ثم استمر معي الألم إلى الساعة الحادية عشرة من الليل، حتى خرجت الكرزة التي كانت فوق قطعة الكعك، ومرت الأيام -بحمد الله- والأعراض تزول شيئًا فشيئًا، وكنت إذا ظهر منها شيء صليت وذكرت الله، فأنام بعدها نومًا هانئًا بحمد الله.

لقد رجعت زوجتي ومعها بنتي إلى البيت بفضل الله، ومن الله علي بالشفاء بحمد الله، وأتم الله لي النعمة بإكمال حفظ القرآن الكريم، والحمد لله رب العالمين.

ومن خلال هذه القصة، لعلي أشير -أيها الأحبة- باختصار إلى أهم طرق علاج السحر وإبطاله، ومنها:

- المداومة على الرقية الشرعية بالقرآن والدعوات الطيبة.

- ومنها: استخراج السحر إذا عرف مكانه، وفكه مع القراءة عليه.

- ومنها: التداوي بالعسل والحبة السوداء وزيت الزيتون وماء زمزم، وغيرها من الأدوية المباركة.

- ومنها: الصدقة والبر، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "داووا مرضاكم بالصدقة". رواه الطبراني وأبو داود في المراسيل بسند حسن.

- ومن علاج السحر: أن يأخذَ سبع ورقات من السدر الأخضر، فيدقها بحجر أو نحوه، ويجعلها في إناء ويصب عليها من الماء، ثم يقرأ فيها: آية الكرسي وسور المعوذتين والإخلاص والكافرون وآيات السحر، ثم يشرب بعض هذا الماء ويغتسل بالباقي.

- وختامًا، إن من أعظم الأدوية: الإكثارَ من الدعاء والتضرعَ إلى الله تعالى بالشفاء.

فيا كل مريض ومكروب، ويا كل مسحور وحسود: لا تنس -أيها الحبيب- أن ما أصابك هو ابتلاء من ربك، ليمتحن به صبرك، ويكفر به ذنبك، ويمحص به إيمانك؛ "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، و"يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض".

المطلوب: أن ترضى بقضاء الله، وتستعين بالله وتتوكل عليه مع فعل الأسباب النافعة من الرقية الشرعية والأدوية النافعة، ولا تنس أخي أن أعظم سبب للعلاج: أن تحقق التوحيد، أن تعلق أملك ورجاءك بالشافي سبحانه الذي قال عنه خليله إبراهيم -عليه السلام-: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [الشعراء: 80].

اللهم فرج هم المهمومين، وفك السحر عن المسحورين، وارفع البلاء عن المحسودين، اللهم من ابتلي من إخواننا المسلمين بسحر أو عمل، اللهم فأبطل السحر عنه عاجلاً غير آجل يا رب العالمين، اللهم وفق كل من يسعى في نفع إخوانه المرضى والمسحورين، وبارك في عمله وقوِّ عزيمته واربط على قلبه واكتب على يديه النفع بحولك وقوتك.
 

 

 

 


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي