ويتفنّن المبتزّون في طرائق ابتزازهم وأساليب احتيالهم وأدوات مكرهم، ولا يتورعون عن استخدام كلّ أداة أو وسيلة وكل تقنية حديثة، خصوصا الهاتف النقال والإنترنت لمحاصرة ضحاياهم وترويعهم، وصولا إلى أغراضهم الدنيئة ورغباتهم الشيطانية، سواء كانت مالا أو شهوة جنسية محرّمة، فالغايات مبررة والأهداف محدّدة والنتائج قاصمة ..
أما بعد:
فيا أيها الإخوة: يكاد لا يمرّ يوم أو أسبوع إلا وتتناثر على صفحات الصحف والمجلات المحلية قصص عن ابتزاز النساء والفتيات، تتفاوت حدتها وقسوتها وإسفافها من حالة إلى أخرى ومن شخص إلى آخر، وإن كانت تجتمع بالكلية تحت باب الابتزاز.
ويتفنّن المبتزّون في طرائق ابتزازهم وأساليب احتيالهم وأدوات مكرهم، ولا يتورعون عن استخدام كلّ أداة أو وسيلة وكل تقنية حديثة، خصوصا الهاتف النقال والإنترنت لمحاصرة ضحاياهم وترويعهم، وصولا إلى أغراضهم الدنيئة ورغباتهم الشيطانية، سواء كانت مالا أو شهوة جنسية محرّمة، فالغايات مبررة والأهداف محدّدة والنتائج قاصمة.
هذه السلوكيات والتصرّفات الشاذة الإجرامية تستهدف هدم الفضائل ونشر الرذائل والعبث الفاجر بأعراض النساء والاستغلال الوضيع لظروف وسذاجة وأخطاء البعض منهن، دون اعتبار للقيم والمثل العليا التي تحكم أخلاقيات المسلمين في تعاملاتهم البينية وأدوارهم في هذه الحياة.
هذه الحوادث التي سمعنا عن بعضها وقرأنا عن بعضها الآخر قد تكون جزءًا من حوادث وقصص أخرى مؤلمة لم نعلمها ولم نسمع عنها، وقصص وحوادث لا تزال أحداثها مستمرة بين مجرمِها وفريستها؛ لتنتهي وقائعها بموت حقيقي أو موت نفسي أو فضيحة خاصة أو عامة عبر الوسائل والتقنيات الحديثة، وتنتهي في الهيئات أو مراكز الشرطة.
تبدأ العلاقة الشيطانية بنظرة خادعة أو كلمة رقيقة، ثم ابتسامة كاذبة تتساهل معها وبها الفتاة الغافلة، ثم تتطور إلى كلام وتبادل مشاعر وأحاسيس كاذبة، يكذب فيها طرف ويصدقها غالباً طرف آخر، ثم يتم عبر هاتف وجوال أو إنترنت، ويتم خلالها تسجيل المكالمات من الطرف المخادع، ثم يسري الشيطان في العروق ويزين للنفوس ويسهّل الخطأ، فتأتي الموافقة على ركوب السيارة فقط، ثم يزداد ضعف الجانب الإيماني والأخلاقي ويتبلّد الحسّ الفطري بإشراف مباشر من الشيطان، وصدق الله -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) [النور: 21]
فتكون الموافقة بعد ذلك على النزول إلى الأسواق والمطاعم والملاهي والحدائق بقصد التجول والتسلية والترويح لا غير، ثم الذهاب إلى سهرة بريئة، وقد يتخللها تصوير بعلم أو بدون علم، وقد يقع بعد ذلك المنكر الكبير والجرم الخطير، وقد تُفضّ البكارة إن كانت بكرًا ويهتك العرض، ثم تسكب الدموع والعبرات، ويطير المجرم فرحًا بتحقّق الحلم والظفر بالفريسة، ثم تظهر حقيقة ذلك الحبّ الكاذب والوهم الخادع.
وينقلب الحمل الوديع إلى ذئب مفترس، يهدّد ويتوعّد بالفضيحة والعار إن لم تنفّذ الفتاة أوامرَه الشيطانيّة وتلبي رغباته الحيوانية، أما هي فتعود بعد ذلك منكسِرة قد فقدت شرفَها وعفّتها، فتسكت ولا تخبر أحدا خشية العار، ثم إذا جاء الخاطب للزواج منها ترفض ذلك خشيَة الفضيحة.
وقد حدث هذا فعلاً حتى إنّ إحدى الفتيات قالت: "إنني فقدت عذريّتي مع أحد الذئاب البشرية، ثم جاءني الخطّاب فرفضتهم خشيةَ العار، وأهلي لا يعرفون السببَ، وسوف أعيش بقية حياتي هكذا بدون زواج، خوفَ الفضيحة"، وصدق الله -سبحانه وتعالى-: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) [الإسراء: 32]
ولو أردنا أن نستعرض بعضَ أسباب هذه الظاهرة السيئة لوجدنا أنها تتركز في الأسباب الآتية:
أولاً: ضعف الوازع الديني: نعم، قليل الدين لا يبالي بما يقول ويفعل، وكذلك قليلة الدين لا تبالي. قليل الدين لا يبالي أوقع على المعصية أم وقعت المعصية عليه، وأمثال هؤلاء مهما وعظتهم أو ذكّرتهم فحالهم كحال الذي يقول: (سواء علينا أوَعظت أم لم تكن من الواعظين).
إنهم لا يبالون بانتهاك أعراض المسلمين؛ لأن قلوبهم قد ماتت بسبب ولعهم بارتكاب الفواحش والمنكرات، يقول ابن القيم -في وصف أمثال هؤلاء من أصحاب القلوب الميتة-: "وهو القلب الميت الذي لا حياة به، فهو لا يعرف ربه، ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه، بل هو واقف مع شهواته ولذاته لو كان فيها سخط ربه وغضبه، فهو لا يبالي إذا فاز بشهوته وحظه رضي ربه أم سخط".
إنه إن أحب أحب لهواه، وإن أبغض أبغض لهواه، وإن أعطى أعطى لهواه، وإن منع منع لهواه، فهو آثر عنده وأحبّ إليه من رضا مولاه، فالهوى إمامه، والشهوات قائده، والجهل سائقه، والغفلة مركبه، فهو بالفكر في تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور، وبسكرة الهوى وحب العاجلة مخمور، ينادى إلى الدار الآخرة من مكان بعيد، ولا يستجيب للناصح، ويتبع كل شيطان مريد, الدنيا تسخطه وترضيه، والهوى يصمه عما سوى الباطل ويعميه".
ثانياً: الجهل بالتربية من قبل الوالدين: كان حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- يقول: "كان الناس يسألون النبي عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه".
وبعض الأسر لا تقوم بتوعية بناتها توعيه كافية بشأن الشر الموجود في هذا العصر؛ مما جعل الفتاه تعيش في خيال سببه أن تعامل محارمها وأقاربها معها يعتمد على الصدق والأمانة، فإذا تورطت في علاقة مع شاب مستهتر تظنّه صادقا أيضا عندما يدّعي لها أن قصده شريف وأنه يريد الزواج بها فتصدّقه وتنقاد إليه حتى تقع الفأس في الرأس.
ثالثاً: الفضائيات والإعلام: إن الأفلام والمسلسلات التي تعرض في أغلب الفضائيات وتشاهدها الفتيات والشباب علمت الكثير أنه لا يمكن أن يتزوج شاب بفتاة إلا عن طريق إقامة علاقة حبّ ابتداء، وأن كل زواج لا يستند إلى علاقة حب هو زواج فاشل؛ مما جرأ كثيراً من الشباب من الجنسين على إقامة هذه العلاقات، إضافة إلى المشاهد الجنسية في الأفلام والمسلسلات وأغاني الفيديو كليب التي أججت العواطف وأشعلت المشاعر وجعلت الكثير يتّجهون إلى الحرام من أجل إشباع هذه العواطف والرغبات التي أشعلها شياطين الإنس والجن في الجنسين، وصدق الله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) [الأنعام: 112]
رابعاً: الاختلاط: لقد اتضح أن قضايا الابتزاز تقع كثيرا في أماكن العمل المختلط، مع ارتباط مصالح النساء العاملات برجال ليسوا أحياناً من أهل الأمانة والمروءة؛ مما يؤدي إلى وقوع بعض التحرشات الجنسية أو الابتزاز بدافع العوز الماديّ أو من خلال ما ينشر في الصحف عما يسمّى بمؤسسات التوظيف أو الإعلان عن وظيفة، حيث اتضح أن هناك صورا من ابتزاز المرأة من خلال بعض المؤسسات والإعلانات، والتي كثيراً ما تكون وهمية، يتم الإيقاع بالضحايا من خلال الاختلاط في العمل وتفصيل العمل على أساس الإيقاع بهنّ من خلال الخلوة بين الجنسين، وصدق رسول الله: "ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما".
والناظر في أي جريمة زنا يرى في الاختلاط رأس المشاكل وأصل البلاء، وليست المعاينة كالسماع، فنظرة واحدة في أحوال الغارقين في الوحل تغني عن آلاف الخطب والمواعظ وصيحات التحذير، ومن لم تنفعه عيناه لم تنفعه أذناه، قال يحيى بن معاذ: "ومن لم يعتبر بالمعاينة لم يتعظ بالموعظة، ومن اعتبر بالمعاينة استغنى عن الموعظة".
خامساً: فقدان العاطفة والحب في كثير من البيوت: من الوالدين من يحرم أولاده من الشفقة والحنان وإشباع العواطف؛ مما يحدوهم إلى البحث عن ذلك خارج المنزل، ويشتد الأمر إذا كان ذلك في حق البنات، فهن أرق شعوراً وأندى عاطفة، فإذا شعرت بفقر من هذا الجانب أظلمت الدنيا في وجهها، وربما قادها ذلك إلى البحث عما يشبع عواطفها.
ولعل هذا من أسباب المعاكسات وضياع الآداب، ولا ندري أين نحن من قول النبي الذي قال له رجل: نحن لا نقبل أبناءنا، فقال له: "أوَأملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟!" وكانت السيدة فاطمة -رضي الله عنها- تدخل عليه فيقوم إليها ويقبلها. يقوم إليها ويقبلها هو ولا يقول لها: "قبلي رأسي"، بل يجلسها مكانه بعد أن يضمّها إليه ضمة الشوق والحنان، فأين نحن من تربيته؟!
سادساً: ضعف الرقابة الأسرية على الأبناء: لأنه إذا غاب جانب المتابعة والنقد والتوجيه من الوالدين أصبح من السهل على أفراد الأسرة الانحراف واتباع طرق غير سوية، فالابن الذي يقضي ساعات طويلة خارج منزله ويتغيب عن مدرسته كثيراً أو يتجه إلى الانحراف أو الإدمان كل ذلك بسبب غياب الرقابة الأسرية، كذلك الفتاة التي تكثر من الخروج إلى الأسواق بسبب أو بدون سبب، أو تخرج للترفيه بدون رقيب أو مرافق، أو تقضي الساعات الطويلة أمام شاشات الإنترنت في المحادثات الهاتفية لثقتها التامة بانعدام الرقابة الأسرية، وقد يؤدي هذا كله إلى الانحراف الأخلاقي والفكري، والأسرة هي السبب الرئيسي بتهاونها في الرقابة على أبنائها وإعطائهم الحرية المطلقة دون ضوابط أو حدود، ثم الذي يدفع الثمن هي الأسرة من سمعتها وشرفها ومكانتها في المجتمع.
نعم: الأولاد والبنات يجرون إلى آباءهم وأمهاتهم ما يسوؤهم وما ينغّص عليهم حياتهم إذا لم يحرصوا على تربيتهم تربيه صحيحة سليمة؛ لهذا قال بعض السلف: "أول من يشقى بفساد الأولاد آباؤهم وأمهاتهم".
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ) [التغابن: 14]
لا بد أن يتعاون الجميع في القضاء على هذه الظاهرة السيئة، وذلك من خلال الخطوات التالية:
أولاً: يجب على الأسرة تقوية الوازع الديني في نفوس الأبناء والبنات، وتحذيرهم من الغفلة والاستهانة بالمعاصي، وأن ارتكاب الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإصرار على ذلك ما هو إلا دليل على قسوة القلوب التي توعّد النبي أصحابها بقوله: "ويل لأقماع القول، ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوه وهم يعلمون" صحيح الجامع.
فكما أن القمع يدخل ما يوضع فيه من جانب ويخرج من الجانب الآخر فكذلك قاسي القلب أذناه طرفا قمع، يدخل الكلام من الأذن اليمنى ليخرج من اليسرى، دون أن يستقر منه شيء، وبعض الناس الذين يمارسون الفواحش مهما نصحتهم أو وعظتهم لا يتغيرون ولا يرتدعون؛ لهذا كان جزاؤهم عظيماً، كما قال.
ثانياً: لا بد من توفر العطف والحنان للأبناء، وبخاصة البنات؛ لكي لا تذهب الفتاة وتبحث عنه خارج الأسرة من أي شخص آخر قد يسمعها هذا الكلام، فالأم لا بد أن تكون صديقة لابنتها، والأب لا بد أن يُسمع ابنته كلام العطف والحنان ولمسات الحبّ والإعجاب بها، حتى تكون معتادة على سماع هذا الكلام الجميل، فيكون ذلك حامياً لها من الوقوع في أي كلام معسول قد تسمعه من ذئب من الذئاب.
ثالثاً: لا بد من إعطاء الثقة للأبناء، ولا بد من المتابعة والمراقبة لهم ولو بشكل غير مباشر، فلا بد من ضبط أوقات الدخول والخروج، ولا بد من معرفة أصدقاء الابن والابنة، ولا بد من مراقبة واستبعاد القنوات الفضائية التي تؤثر على أخلاقهم وإفهامهم أنه لا انفراد في غرفة مغلقه أثناء الكلام بالهاتف أو الجوال أو الإنترنت، لا بد أن نفعل ذلك، وإلا دفع أبناؤنا الثمن بسبب صغَر أعمارهم وقلة خبرتهم بالحياة وكثرة الإغراءات التي تواجههم.
رابعاً: الحذر والحرص من عدم استخدام أجهزة الجوالات في تصوير أفراد العائلة من الإناث خصوصاً؛ لأنه قد يُفقد الجهاز أو يُسرق فيقع في أيدي من لا يخافون الله.
وننبه هنا إلى عدم إرفاق ذاكرة الهاتف مع الجهاز أثناء صيانته؛ لأن بعض العاملين في هذه المحلات يستغلون وجود صور الفتيات أو يستخدمون برنامج استرجاع المحذوف من الذاكرة، فيحصلون على بعض الصور والمقاطع، ويستغلونها في ابتزاز الفتيات، وقد ثبت ذلك في بعض الوقائع.
خامساً: على من تقع من الفتيات في الابتزاز مصارحةُ الأم أو الأب أو أحد الأهل والأقارب بحقيقة الأمر والاعتراف بالذنب والخطأ وإعلان التوبة والندم. وفي هذه الحالة ندعو أولياء الأمور إلى التعقّل وضبط النفس؛ لأن التوبة والاعتراف خير من التمادي في الباطل، ثم إنه لا يوجد هناك من لا يخطئ، فكل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، كما قال.
سادِساً: عدم الانصياع وعدم اللين والخضوع للمبتزّ مهما تهدّد وتوعّد، وللفتاه أن تبلغ الجهات المعنية كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي أثبتت فعاليتها، وسجلت نجاحاً كبيراً في حلّ كثير من قضايا الابتزاز وتخليص الفتيات بكل سرية ومحافظة على سمعتهن.
سابعاً: نقول للشاب الذي استغلّ غفلة وزلة أخته المسلمة: اتق الله، وتذكر أن الله -عز وجل- مطلع عليك، ولا يرضى بما تقوم به من ابتزاز للمسلمات، فكما للناس أعراض يخشون عليها فأنت لك أيضاً عرض تخاف عليه وتخشى عليه، فأين الغيرة والحمية على أعراض المسلمات؟!
إن الذي لا يغار على أعراض المسلمات إنسان ساقط لا قيمة له في الدنيا والآخرة، فأصل الدين هو الغيرة، قال ابن القيم: "أصل الدين الغيرة، ومن لا غيرة له لا دين له، ومن عقوبات المعصية أنها تضعف الغيرة، وكلما اشتدت ملابسته للذنوب أخرجت من قلبه الغيرة على نفسه وأهله وعموم الناس، وقد تضعف في القلب جدّا، فلا يستقبح بعد ذلك القبيح، وكثيراً من هؤلاء لا يقتصر على عدم الاستقباح، بل يحسن الفواحش والظلم لغيره، ويزينه له، ويدعوه إليه؛ ولهذا كان الديوث أخبث خلق الله، والجنة عليه حرام".
فهل يرتدع أمثال هؤلاء ويتوبون إلى الله فينقذون أنفسهم من الهلاك في الدنيا والآخرة؟! نعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا).
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي