عباد الله: إنَّ حرب الأعداء على بلادنا إنَّما هي حرب على الإسلام وأهله؛ ذلك أنَّ أعداء دين الله -تعالى- غاظهم ما تنعم به هذه البلاد وأهلها من نعمة التوحيد والأمن والاستقرار، والقوة والتقدم الاقتصادي، وقوة المحبة والولاء والتلاحم والترابط بين الراعي والرعية، وقوة تمسكها بالدين إذ...
(الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ)[الأنعام: 1]، ولدينه وأوليائه يحاربون. أحمده تعالى وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، وعلى سائر عباد الله الصالحين.
أما بعد: فيا أيها المؤمنون: أوصيكم ونفسي بتقوى الله.
أيها المؤمنون: بِكُلِّ حزن وخوف وقلق تَابَعْنَا أَحْدَاثَ الهجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ عَلى مصافي الْبِتْرُولِ فِي بَقِيقَ وخُرَيصٍ؛ بِقَصْدِ الْإِضْرَارِ بِاقْتِصَادِ الْمَمْلَكَةِ والعالم، وَمُحَاوَلَةِ زَعْزَعَةِ أَمْنِهَا !
انْطَلَقَ الاعْتِدَاءُ مِنْ فِئَةٍ معتدية مجوسية مشركة؛ إنَّهُمُ الرَّافِضَةُ الحاقِدُونَ، وأعوانهم من الكفار والمشركين.
عباد الله: إنَّ حرب الأعداء على بلادنا إنَّما هي حرب على الإسلام وأهله؛ ذلك أنَّ أعداء دين الله -تعالى- غاظهم ما تنعم به هذه البلاد وأهلها من نعمة التوحيد والأمن والاستقرار والقوة والتقدم الاقتصادي، وقوة المحبة والولاء والتلاحم والترابط بين الراعي والرعية، وقوة تمسكها بالدين إذ لا مظاهر للشرك فيها.
أيها المسلمون: ومنْ يتأملُ واقعَ العالمِ اليومَ يرى أحداثًا وحروباً وأزمات اقتصادية وغيرها. فما موقف المسلمِ في مثل هذه الأحداث، وماذا عليه أن يفعل؟
عباد الله: يجب علينا في مثل هذه الأحداث وفي غيرها ترسيخُ مفاهيمِ العقيدةِ الإسلامية في نفوسنا، وأنَّ اللهَ -تعالى- بيدهِ الأمرُ كلُّه، وإليهِ يرجعُ الأمرُ كلُّه، فالخلقُ والرزق، والإحياءُ والإماتة والنفعُ والضُّر، والرفعُ والخفضُ؛ كلُّها بيدِ الله، قال سبحانه: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[يونس: 107]. أما البشرُ فهمْ مهما امتلكوا منْ قوةٍ فإنهم ضُعفاء.
عباد الله: اعلموا أنَّ اللهَ بكلِّ شيءٍ عليمٌ، وعلى كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأنهُ (الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ)[البقرة: 255]، وأنه (الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)[الحشر: 23].
إن استشعارَ المسلمِ لأسماءِ الله، وصفاته يمنحهُ الرِّضى بما قضى، والطمأنينةَ بما قدَّر.
عباد الله: علينا في مثل هذه الأحداث وفي غيرها الإكثار من الدعاءِ والتضرعِ لله: (فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)[الأنعام: 43]، وقال سبحانه: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ)[النمل: 62].
عباد الله: يجب علينا أن نكون مع ولاة أمرنا في السراء والضراء وفي الأمن والخوف، يقول ربنا: (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ)[النساء: 83].
فعلينا أن نلتف مع ولاة أمرنا وعلماءنا في السراء والضراء وفي الأمن والخوف.
أيها المؤمنون: وليسَ كلُّ ما يُسمعُ بصحيح، احذروا التهويلَ الإعلامي، ولا تكونوا أداةً للترويجِ والترويعِ بما لا يصحُّ ولا يثبتُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)[الحجرات: 6].
عباد الله: في المصائب والفتن ينكشف أعداء المسلمين على حقيقتهم، منهمُ الظاهرُ بعداوته، ومنهمُ المنافق، وإذا كانَ خيرُ القرونِ قيل لهم: (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا)[آل عمران: 166- 167] ففي الفتن يَميزُ اللهُ الخبيثَ منَ الطيِّب، والصادقَ منَ الكاذب.
أيها المؤمنون: عليكم بكتاب الله فهو من أسباب الثبات في الفتن فتدبِّروهُ والزَموه: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)[النحل: 102].
لقد ذكر لنا ربنا في كتابه أسبابَ النصر وعواملَ الهزيمة، وهلْ تكونُ المصائب سببًا للإقبال على القرآن: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)[محمد: 24].
بارك الله لي ولكم ...
الحمد لله ربِّ العالمين، أحمده سبحانه وأشكرُه على نِعمةِ الأمن والدّين، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له وليُّ الصالحين، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبده ورسوله إمام المتّقين، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبِه أجمعين.
أما بعدُ: فيا عباد الله: نحن اليوم بأمسِّ الحاجة إلى اجتماع الصفِّ، ووحدة الكلمة، والوقوف مع قيادتنا ضدَّ من يهدّد ديننا وأمنَنا وخيرنا.
نحن بأمسِّ الحاجة إلى التحامٍ قويّ، واتفاقِ الكلمة، والتعاونِ المطلوب في حماية الدين والعقيدة وأمن هذا البلد ورخائه.
هذا البلد الذي يعيش أمنا واستقراراً يحسده الأعداء على نعمته، ولن يجدوا لذلك سبيلاً بتوفيق من الله إن نحن تمسكنا واجتمعت كلمتنا.
عباد الله: إن بلادنا المملكة العربية السعودية بلادُ خير وبلاد دعوة إلى الخير، وبلادٌ تمدّ يد الخير لكل من أراد، وبلاد -ولله الحمد- سياستها قائمةٌ على الكتاب والسنة ، وحكومتها تحكم بالعدل والإنصاف، ليس فيها ظلم ولا تعدٍ، بل فيها الخير وبثّ الخير للغير، والكلمة الطيبة هي الصادرة من هذا البلد، فهذا بلدٌ منّ الله عليه بهذه النعمة، فلنشكر الله على نعمته، ولنحذر من أسباب زوالها، فإن الله إذا أنعم على قوم أحبّ منهم أن يقابلوه بشكره على هذه النعمة: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم: 7].
ولنحذر من أسباب زوال النعم: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ)[الأنفال: 53].
عباد الله: صلوا وسلموا على رسول الله...
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي