تعظيم النصوص الشرعية

إبراهيم بن محمد الحقيل
عناصر الخطبة
  1. عمر وقصة كتاب اليهود .
  2. من أعظم أسباب الزيغ والهلاك .
  3. صفة من صفات أهل الإيمان والتقوى .
  4. إهمال النصوص وإعمال العقل .
  5. موقف الإسلام من العقل .
  6. ويعود مذهب عقلنة الإسلام .

اقتباس

وما زاغ أهل الكلام قديمًا إلا لما سلكوا هذه الطريق الخاطئة، ثم تبعهم في هذه الأزمان أقوام كان جُلُّ حديثهم عن العقل ومنزلته في الإسلام، فغالَوْا في تعظيمه وتمجيده، حتى أعطوه السلطة المطلقة في الحكم على الوحي المنزل، تكذيبًا وتأويلاً، وردًّا وتحريفًا، وما دفعهم إلى ذلك إلا هزيمتهم النفسية أمام الحضارة المادية الإلحادية الأوروبية، التي ألَّهت العقل وأنكرت ما سواه...

 

 

 

 

الحمد لله، هدانا للإسلام، وعلَّمنا القرآن، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره؛ لا رب لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ له الأمر وله الحكم وإليه ترجعون. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أفضل البريات، ختم الله به النبوات، وأخرج به من الظلمات، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه؛ آمنوا واتبعوا، وحملوا الأمانة فما بدلوا، وانقادوا لأمر ربهم واستسلموا، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وعظموا شعائره وحرماته، وقفوا عند حدوده، فما سمي المسلم مسلمًا إلا لأنه استسلم لله تعالى بالتوحيد، وانقاد له بالطاعة، وخلص من الشرك، وتبرأ منه ومن أهله: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) [الزُّمر: 54].

أيها الإخوة المؤمنون: لقد أكمل الله الدين، ببعثه خاتم النبيين، فلا نبي بعده، ولا دين سوى دينه إلى يوم القيامة، ولا كتاب يعمل به غير الذي أنزل عليه، ولا هدي يتبع إلا هديه -عليه الصلاة والسلام-.

من آمن فلا يسعه إلا الاتباع والإذعان والخضوع لما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- لا كتب السابقين تغنيه، ولا أهواء البشر تهديه.

عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: أنه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب؛ فقرأه النبي -صلى الله عليه وسلم– فغضب, فقال: " أومتهوِّكون فيها يا ابن الخطاب؟! والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أنَّ موسى -صلى الله عليه وسلم- كان حيًّا ما وسعه إلا أن يتبعني". أخرجه الإمام أحمد.

لقد خشي النبي -صلى الله عليه وسلم- على أمته زيغ القلوب، وفساد العقول، وانحراف الفطرة، وتنكُّب الطريق، وتبديل الدين؛ قال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن نذكر الفقر ونتخوفه, فقال: "آلفقر تخافون؟! والذي نفسي بيده لتُصَبنَّ عليكم الدنيا صبًّا حتى لا يزيغ قلب أحدكم إزاغة إلا هِيَهْ، وايم الله لقد تركتم على مثل البيضاء ليلُها ونهارها سواء". قال أبو الدرداء: صدق والله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ تركنا والله على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء". أخرجه ابن ماجه بإسناد حسن.

أيها الإخوة: وإن من أعظم أسباب الزيغ والهلاك عدم الاستسلام لأمر الله تعالى، ورفض الخضوع والإذعان والانقياد لأوامره، والاستهانة بحرماته وشعائره، وتقديم أقوال البشر وأهوائهم على قول الله تعالى وقول رسوله -صلى الله عليه وسلم-. ولا فلاح ولا فوز للعباد في الدنيا والآخرة إلا بتعظيم الله تعالى وإجلاله، ولا يكون ذلك بمخالفة أمره.

مَن عظَّم الله تعالى طرح هواه، واتبع الكتاب والسنة، ونبذ ما سواهما، وهذه صفة أهل الإيمان واليقين والتقوى: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ) [النور: 51 - 52]، فإذا جاء الأمر من الله تعالى في الكتاب أو السنة فلا مجال للاختيار أو التردد؛ بل يجب التسليم والانقياد والطاعة: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب: 36].

ومن أعرض عن ذلك، ولم يتبع ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- فإنما حجبه عن ذلك الهوى: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ) [القصص: 50]، ومن كان كذلك فهو مستحق للوعيد الشديد، والعذاب الأليم: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور: 63]، وإنَّ من أعظم الضلال الذي تقع به الفتنة والعذاب إهمال النصوص الشرعية المعصومة، والمصير إلى العقل القاصر، وتحكيم أهواء البشر في نصوص الكتاب والسنة.

وما زاغ أهل الكلام قديمًا إلا لما سلكوا هذه الطريق الخاطئة، ثم تبعهم في هذه الأزمان أقوام كان جُلُّ حديثهم عن العقل ومنزلته في الإسلام، فغالَوْا في تعظيمه وتمجيده، حتى أعطوه السلطة المطلقة في الحكم على الوحي المنزل، تكذيبًا وتأويلاً، وردًّا وتحريفًا، وما دفعهم إلى ذلك إلا هزيمتهم النفسية أمام الحضارة المادية الإلحادية الأوروبية، التي ألَّهت العقل وأنكرت ما سواه؛ فحتى يكون هؤلاء العقلانيون متحضرين ومتفتحين لابد أن يحذوا حذو أهل الحضارة في تعظيم العقل، والمغالاة فيه، ولو على حساب النصوص الشرعية، فزاغوا وضلوا، ومنهم من ألحدوا وكفروا، فأنكروا الغيب كله، ولم يؤمنوا بما لم يشاهدوا، وفي هذا يقول قائلهم: "يمكن للمسلم المعاصر أن ينكر كل الجانب الغيبي في الدين ويكون مسلمًا حقًّا في سلوكه". ويقرر آخر أن: "البشرية لم تعد في حاجة إلى قيادتها في الأرض باسم السماء؛ فلقد بلغت سن الرشد، وآن لها أن تباشر شؤونها بنفسها"!!

وحينما يتكلم هؤلاء الزائغون فإنهم يتكلمون باسم الإسلام؛ إمعانًا في الإضلال، وإصرارًا على الضلال؛ إذ يقول أحدهم: "فلقد حرر الإسلام العقل البشري من سلطان النبوة من حيث إعلان إنهائها كلية، وتخليص البشرية منها". فهل بعد هذا الضلال ضلال؟! وتأملوا كيف يحاولون هدم الإسلام باسم الإسلام!!

إن ديننا بكماله وبيانه لم يعطل العقل أو يهمشه، بل جعله مناط التكليف، فلا تكليف إذا فُقِد العقل، وهو أحد الضرورات الخمس التي جاءت شرائع الإسلام وأحكامه بلزوم الحفاظ عليها؛ ولكن في الوقت نفسه لم يكن العقل في شريعة الإسلام حاكمًا على الوحي؛ لأن للعقل حدوده، وأما الوحي فهو منزل من عند خالق العقل، ومن العليم الخبير الذي ذرأ العباد، وهو أعلم بما يصلحهم.

فإذا تعدى العقل حدوده وصادم الوحي كانت الهلكة والضلال، وهل طرد إبليس من الجنة إلا لما أخضع الأمر الإلهي لميزان عقله القاصر؟! فضلَّ وهوى؛ إذ أمره الله تعالى بالسجود لآدم، فلم يرتضِ عقله أن يسجد مَن خُلق مِن نار لمَن خلق مِن طين، فجادل وامتنع، فحقت عليه اللعنة: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ) [ص: 76- 78].

وكفار مكة رفضوا الإسلام، وعارضوا القرآن؛ لأن عقولهم القاصرة مانعت أن يكون محمد اليتيم الفقير نبيًّا ورسولاً، وأرتهم عقولهم أن النبي لابد أن يكون عظيمًا غنيًّا قويًّا: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا القُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ القَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) [الزُّخرف: 31].

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "والداعون إلى تمجيد العقل إنما هم في الحقيقة يدْعون إلى تمجيد صنم سموه عقلاً، وما كان العقل وحده كافيًا في الهداية والإرشاد وإلا لما أرسل الله الرسل".

وقال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "وكل من كان له مسكة عقل يعلم أن فساد العالم وخرابه إنما ينشأ من تقديم الرأي على الوحي، والهوى على العقل، وما استحكم هذان الأصلان الفاسدان في قلب إلا استحكم هلاكه، وفي أمة إلا فسد أمرها أتم فساده، وأكثر أصحاب الجحيم هم أهل هذه الآراء الذين لا سمع لهم ولا عقل؛ بل هم شر من الحمير، وهم الذين يقولون يوم القيامة: (لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [الملك: 10]" اهـ.

إن السمع والطاعة، والقبول والإذعان لنصوص الشرع هو سبيل أهل الحق والعدل والإيمان، وإن الإعراض عن الوحي أو معارضته أو مجادلته هو سبيل المنافقين.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ) [النور: 47 - 52].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

 

  

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله حمدًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجهم واستنَّ بِسُنَّتهم إلى يوم الدين.

أيها المؤمنون: إن الدعوة التي يطرحها العقلانيون لعقلنة الإسلام، وجَعْلِه يتواءَمُ مع متطلبات العصر، ما هي إلا امتدادٌ لِتَسَلّطِ العقل على الشرع الذي أخذه فلاسفة العرب عن ملاحدة اليونان قديمًا، ثم أفرغوه في مذاهب المعتزلة والجهمية والخوارج وغيرهم من الضلال.

وها هو ذا المذهب يعود من جديد ولكن بصورة أخرى، وتحت شعارات براقة من تهذيب الإسلام وعقلنته، والنتيجة: تمييع أحكام الإسلام ليواكب العصر، ويوافق المزاج الغربي على حدِّ زعمهم؛ إذ هم يروْنَ أنَّ البشرية تتطور وَفْقًا للنظرية الإلحادية الأوربية الحديثة، كما يتطور الإنسان من الطفولة إلى المراهقة إلى الرجولة والعقل الواعي، فالبشرية كذلك يرون أنها مرت بثلاث مراحل: مرحلة البداوة والتوحش والسلطوية، ثم مرحلة التدين وانتظار الوحي، ثم مرحلة الرشد العلمي، واكتمال العقل الإنساني اجتماعيًّا وعلميًّا مما لا يحيجه إلى الوحي. ونهاية مقولاتهم: إلغاء الإسلام كشريعة يعمل بها، والاحتفاظ به في المتحف التاريخي للذكريات.

وأما من تمسك بالإسلام، وأعمل نصوص الكتاب والسنة، فهم -عند هؤلاء العقلانيين- رجعيون نصوصيون، وحرفيون متشددون، وغير ذلك من الأوصاف التي تحمل معنى الجمود والظلامية واللاعقلانية، ويخدعون عامَّة المسلمين بأنهم بعقولهم وأهوائهم يراعون روح الشريعة، ومقاصد الإسلام العامة، وما درى هؤلاء السفهاء أن مقاصد الإسلام لا سبيل إلى إدراكها إلا من خلال النصوص الشرعية.

ويتأثر بهذا الطرح الآثم جهلة المسلمين وعامتهم؛ حتى غدت كثير من أحكام الإسلام ومسلماته وثوابته تطرح للرأي والمناقشة والجدال!!

ألسنا نرى ونسمع ضُلالاً ومنحرفين يناقشون قضايا الدين الكبرى؟! ونبصر جهلة يستقون جُلَّ ثقافتهم من الملاحق الفنية والرياضية يعارضون كثيرًا من أحكام الشريعة؟! وإنك لتعجب كثيرًا حينما ترى مهرجًا، لا يستطيع عد فروض الوضوء، يناقش حرمة وإباحة التهريج!! أو مغنية فاجرة تقرر السفور والاختلاط والفساد، أو منحرفًا جاهلاً يبيح الربا! ثم يجدون من يسمع لهم، ويُعْجَبُ بهم وقد رفضوا شريعة الله تعالى وردوا أحكام الإسلام، فهل أمِنوا الفتنة والزيغ؟! (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور: 63]، (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) [النساء: 115]، فاتقوا الله ربكم وعظموه بتعظيم أمره ونهيه، واحذروا الفتنة والزيغ بالحذر من مخالفة شريعته، ثم صلوا وسلموا على نبيكم كما أمركم بذلك ربكم.
 

 

 

 


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي