والذل والانكسار روح العبادة ومخها ولُبُّها، والله -سبحانه- أقرب ما يكون إلى عبده عند ذله وانكسار قلبه، والقصد أن شمعة الخير والفضل والعطايا، إنما تنزل في شمعدان الانكسار، وللعاصي التائب من ذلك نصيب وافر...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله رفيع الدرجات، بديع الأرض والسموات، أحمده -سبحانه-، يحب التوَّابين ويبدِّل سيئاتهم حسنات، وأشهد ألَّا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، غافر الذنب وقابل التوب، مُقِيل العثرات، وأشهد أن نبينا محمدا عبدُه ورسولُه، نبيُّ المكرمات، المبعوث بأشرف الرسالات، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلَّم تسليمًا دائما إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- حقَّ التقوى، وراقِبوه في السر والنجوى، ولا تغرنَّكم الحياةُ الدنيا، فإنها دار فرار لا دار قرار، ومطية عمل لا مطية كسَل، ومتجرٌ بضاعتُه الطاعة، وربحُه الفوزُ يوم تقوم الساعة.
أيها المسلمون: إن من الحقائق الكبرى التي لا تحجبها الأهواءُ، ولا تُغيرها الآراءُ أن هذا العالَم علويه وسفليه، إِنْسَه وجِنَّه، وجميع خلقه مفتَقِر إلى الله غايةَ الافتقار، مضطر إليه أبلغَ الاضطرار، لا غنى له عنه طرفةَ عين، ولا قيامَ له من دونه، ولا حياةَ له أصلا، فإنه -تعالى- الحي القيوم الذي يقوم على خلقه بما يُصلحهم، فلا صلاح لهم من دونه أبدا، غيرَ أن هذا الافتقار وإن تعددت أنواعه، واختلفت أحواله فإن هناك نوعا هو أشرفها وأكرمها وأعلاها وأغلاها، وهو نوع يتسامى عن زخرف الحياة وملذاتها؛ إنه الافتقار إلى الله -تعالى- أن يغفر الذنوب، ويستر العيوب، ويطهر القلوب، ويأذن بالتوبة، ويفتح لها المغاليق.
وقد كان السعي إلى هذا المطلب هو دأب المرسلين وهِجِّيرهم، الذي أقضَّ منهم المضاجع وأقامهم بين يدي ربهم، لا يفتؤون يسألونه -تعالى- المغفرة والرحمة، بقلوب ملتهبة، وأنفُس مبتَهِلة، وأعين خاشعة، فهذا آدم -عليه السلام- وقد قرع سن الندم بما ذلت القَدَم، يناجي ربه (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، وهذا نوح -عليه السلام- وقد دعته شفقةُ الأبوة إلى الرجاء في نجاة ابنه الذي كتب الله -عز وجل- هلاكه، فعاتبه ربه -سبحانه- بقوله: (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)[هُودٍ: 46]، فسلَّم لأمر ربه -تبارك وتعالى- مستغفِرًا تائبًا، (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[هُودٍ: 47]، ولما عَلِمَ عليه السلام شرفَ هذا المطلب وأنه رأس المطالب لم يختص نفسَه به، بل أشرك معه كل مؤمن ومؤمنة، فدعا ربه: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا)[نُوحٍ: 28].
وهذا خليل الرحمن، الأُمَّة القانت، الحليم الأوَّاه المنيب، إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، يلهج بهذا المطلب ويجعل له حظًّا من دعائه راجيا خائفا، (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ)[إِبْرَاهِيمَ: 41]، وما يزال هذا الهم مستوليًا عليه آخِذًا بِلُبِّه وهو يدعو قومَه إلى مِلَّتِه، ويعرفهم ربه بصفته، فيقول: (قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ * رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ * وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ * وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[الشُّعَرَاءِ: 75].
وهذا الهم أيضا برَّح بالنبي الكريم عيسى -عليه السلام- في شأن قومه فقال مُعَرِّضًا برحمة الله: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[الْمَائِدَةِ: 118]، وذلكم الكريم موسى -عليه السلام- لَمَّا رجَع إلى قومه غضبان أسفًا مِنَ اتخاذهم العجل إلها أدركه هذا الهمُّ وَعَجِلَ إلى ربه داعيًا منيبًا: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)[الْأَعْرَافِ: 151]، ولَمَّا أراد عليه السلام إغاثةَ رجل من شيعته استغاثه على رجل من عدوه وكزه فقضى عليه، ثم تذكَّر وأناب، وأقبَل إلى ربه مُقِرًّا: (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[الْقَصَصِ: 16]، وذلك نبي الله داود -عليه السلام- ذو الأيدي الذي شدَّ اللهُ له مُلْكَه، وآتاه الحكمة وفصل الخطاب لَمَّا رأى أنه ذهَب عن الحق في قضاء قضاه بين خصمين هرع إلى ربه مستغفرا: (وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ)[ص: 24-25].
أما سيد الأولين والآخِرين، ورحمة الله للعالَمين، محمد بن عبد الله، عليه صلوات الله ما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون فكان أرغب الناس إلى ربه، وأخوفهم من مقامه، وأشدهم رهبًا من غضبه وعقابه وأليم عذابه، وقد ألهمه -سبحانه- الاستغفارَ والتوبةَ إليه، فكان ذلك يجري منه مجرى النَّفَس؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة"(أخرجه البخاري).
وكان هذا شأنه في ليله ونهاره، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "فقدتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ليلة من الفِرَاش، فالتمستُه فوَقَعَتْ يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول: اللهم إني أعوذ برضاكَ من سخطك، وبمعافاتِكَ من عقوبتِكَ، وأعوذ بكَ منكَ لا أُحصي ثناءً عليكَ، أنتَ كما أثنيتَ على نفسك"(أخرجه مسلم).
وحَكَت أُمُّ المؤمنين أيضا مشهدا بديعا آخَر مِنْ تعبُّدِه وتقرُّبِه قالت: "افتقدتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فظننتُ أنه ذهَب إلى بعض نسائه فتحسستُ ثم رجعتُ، فإذا هو راكع أو ساجد يقول: سبحانكَ وبحمدكَ لا إلهَ إلا أنتَ، فقلتُ: بأبي أنتَ وأمي، إني لفي شأن، وإنك لفي آخَر"(أخرجه مسلم).
صَارَتْ مُشَرِّقَةً وَصِرْتُ مُغَرِّبًا *** شَتَّانَ بَيْنَ مُشَرِّقٍ وَمُغَرِّبِ
وما يزال هذا الخوف من الذَّنْب وعاقبته مُلَازِمًا لأولئك المرسَلين حتى يصحبهم في الموقف الأكبر يوم يجمع اللهُ الأولينَ والآخِرينَ على صعيد واحد، فَتَبْلُغُ النَّاسُ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ وَمَا لَا يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ، أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: أَبُوكُمْ آدَمُ، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ كَانَ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ، فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ. فَيَأْتُونَ نُوحًا، ثُمَّ يَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ مُوسَى، ثُمَّ عِيسَى. فكلهم يقول كما قال آدم -عليه السلام-، حتى يأتوا إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- فيشفع لهم... الحديثَ.(أخرجه الشيخان، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
فهذه أحوال مَنِ اصطفاهم اللهُ لوحيه، واجتباهم لرسالته، هم أشد الناس له خشيةً ورهبةً، وأرغب الناس في مغفرته ورحمته، وأسرعهم إلى الإنابة والتوبة إليه، وبقدر معرفة العبد لربه يكون خوفه منه، وتعظيمه له، (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)[فَاطِرٍ: 28]، نفعني الله وإياكم بما أنزله من البينات والهدى، وبارك لنا في سُنَّة خير الورى، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفِرُوه، فيا فَلاحَ المستغفرينَ.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، الحمد لله الذي جعل التوبة من خير منازل السائرين، أحمده -سبحانه-، يحب التوابين ويحب المتطهرين، وأصلي وأسلم على إمام المتقين، وخاتم المرسلين، ورحمة الله للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون: فلا غروَ أن كانت تلك هي حال الأنبياء والمرسلين -عليهم السلام- في توبتهم إلى الله -عز وجل-، فإن منزلة التوبة هي أول المنازل وأوسطها وآخرها، فلا يفارقها العبد السالك إلى الله، ولا يزال فيها إلى الممات، فالتوبة هي بداية العبد ونهايته، وحاجته إليها ضرورية في النهاية؛ كحاجته إليها في البداية، وإنما كانت التوبة بهذه المنزلة؛ لأن عبودية التوبة مِنْ أَحَبِّ العبوديات إلى الله -تعالى- وأكرمها عليه؛ فإنه -سبحانه- يحب التوابين، ولو لم تكن التوبة أحب الأشياء إليه لَمَا ابتلى بالذنب أكرمَ الخلق عليه، ولهذا يفرح سبحانه بتوبة عبده أعظم فرح يُقَدَّر، كما مثَّلَه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بفرح الواجد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض الدوية المهلكة، بعدما فقَدَها وأيس من أسباب الحياة، ولم يجئ هذا الفرحُ في شيء من الطاعات سوى التوبة، ومعلوم أن لهذا الفرح تأثيرا عظيما في حال التائب وقلبه، وهو من أسرار تقدير الله الذنوب على العباد، فالعبد ينال بالتوبة درجةَ المحبوبية، فيصير حبيًا لله؛ فإن الله -تعالى- يحب التوابين، ويحب العبد المفتَّن التوَّاب؛ لِمَا في عبوديته من الذل والانكسار والخضوع والتملق لله والتذلل له.
والذل والانكسار روح العبادة ومخها ولُبُّها، والله -سبحانه- أقرب ما يكون إلى عبده عند ذله وانكسار قلبه، والقصد أن شمعة الخير والفضل والعطايا، إنما تنزل في شمعدان الانكسار، وللعاصي التائب من ذلك نصيب وافر.
اللهم إنا نسألك بعِزِّكَ وذُلِّنا، اللهم إنا نسألك بعزك وذلنا لك إلا رحمتنا، نسألك بقوتك وضَعْفنا وبغناك عنا وفقرنا إليكَ، هذه نواصينا الكاذبة الخاطئة بين يديك، عبيدك سوانا كثير، وليس لنا رب سواك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليكَ، نسألك مسألة المساكين، ونبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل، وندعوك دعاء الخائف الضرير، سؤال مَنْ خضعت لك رقبتُه، وَرَغِمَ لك أنفُه، وفاضت لك عيناه، وذلَّ لك قلبه، يا من نلوذ به فيما نؤمله، ومن نعوذ به فيما نحاذره، لا يجبر الناسُ عظمًا أنت كاسره، ولا يهيضون عظمًا أنت جابِرُه.
ثم صلوا وسلموا -رحمكم الله- على نبينا محمد سيد ولد عدنان، كما أمركم بذلك ربكم فقال في محكم البيان: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على سيدنا ونبينا محمد، وارض اللهم عن صحابته الكرام، وإخوانه وأزواجه وذريته، وعنا معهم بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم بفضلك عمَّنَا، وبلطفك حُفَّنَا، وعلى الإسلام والسنة والجماعة جمعًا تَوَفَّنا، توفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم ما سألناك من خير فأعطنا، وما لم نسألك فابتدئنا، وما قصَّرَت عنه آمالنا وأعمالنا من خيري الدنيا والآخرة فبلغناه، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق والتوفيق والتسديد إمامَنا وولي أمرنا، اللهم وفقه وولي عهده لما فيه صلاح البلاد والعباد، ولما فيه نصر الإسلام وعز للمسلمين، يا رب العالمين.
اللهم انصر جنودنا المرابطين على حدود بلادنا، اللهم انصر جنودنا المرابطين على حدود بلادنا، يا رب العالمين، اللهم هذه ذنوبنا نعرضها على عفوك، وسيئاتنا نعرضها على إحسانك اللهم جُدْ علينا بالعفو والمغفرة والصفح، إنك أنت البر الرحيم، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم ما نسيناه وأحصاه كتابُكَ اللهم عُدْ عليه بالعفو والمغفرة يا رب العالمين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمن له حق علينا، ولمن أوصانا بدعاء الخير، عُمَّ الجميعَ بالرحمة والرضوان وعامِلْنا وإياهم باللطف والإحسان، واجعل عاقبة أمرنا يا مولانا عندك العفو والصفح والغفران، والعتق من النيران.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180]، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي