صدأُ القلبِ بأمرينِ: بـالغفلة والذَّنْب، وجِلاؤُه بشيئينِ: بـالاستغفار والذِّكْر، فمَن كانت الغفلة أغلبَ أوقاته كان الصدأُ متراكبًا على قلبه، وصدؤُه بحسب غفلته، وإذا صَدِئَ القلبُ لم تنطبِع فيه صورُ المعلوماتِ على ما هي عليه، فيرى الباطلَ في صورة الحق، والحقَّ في صورة الباطل...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، أنارَ بصائر أوليائه فغدَوْا أيقاظًا والناسُ رقودٌ، أحمده سبحانه، وهو أعظم محمود وأشرف موجود، وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، الواحد الأحد المعبود، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، ذو المقام المحمود والحوض المورود، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى آله وصحبه الرُّكَّع السُّجُود، الموفِينَ بالعهود، ومَنْ تَبِعَهم بإحسان إلى اليوم المشهود.
أما بعدُ: فاتقوا الله -أيها المؤمنون-، وكونوا له كما أمركم يكن لكم كما وعدكم، أجِيبوا اللهَ إذا دعاكم، يُجِبْكُم إذا دعوتموه.
مَنْ صَفَا مع الله صافاه، ومَنْ آوى إلى الله آواه، ومَنْ فوَّض أمرَه إلى الله كَفَاهُ، ومَنْ باع نفسَه لله اشتراه، وجعَل ثمنَه جنتَه ورضاه، الحياةُ كلُّها في إدامة الذِّكْر، والعافية كلها في موافَقة الأمر، والنجاة مِنَ الهلاك في ركوب سفينة الكتاب والسُّنَّة، والفوزُ فوزُ مَنْ زُحزِحَ عن النار وأُدخِلَ الجنةَ.
أيها المسلمون: إن الله -تعالى- خلَق القلوبَ لتكون عارفةً به، متعرِّفةً إليه، موصولةً به، لا يصدُّها عن ذِكْرها صادٌّ، ولا يشغلها عن التفكُّر في آياته رادٌّ، غير أنه قد تعرِض لهذه القلوب أدواءٌ وحُجُبٌ، تَحُولُ بينَها وبينَ ما خُلِقَتْ له، وتُزِيلُها عن حالها التي أُرِيدَتْ لها، ومِنْ أخطرِ ما يَعرِض لها وأضرِّه داءُ الغفلة، فإنه رقاد القلب، وانصرافُه عن الذِّكْر، وإعراضه عن التَّذْكِرة، حتى يتابِع النَّفْسَ فيما تشتهيه، ويفقد الشعورَ بما حقُّه أن يَشعُرَ به ويُوقَفَ عندَه، ومن هذه الغفلات:
الغفلة عن التفكُّر في الآيات الكونية والشرعية: فتأتي واحدةً بعد واحدةً، والقلوبُ لاهيةٌ سامدةٌ، لا تنبعث إلى تصديق وإيمان، ولا تنجفل إلى خوف وخضوع وتضرُّع وإذعان، (وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ)[الْأَنْعَامِ: 4]؛ وذلك الشأن إذا ورَدَت الآياتُ على محلٍّ غافلٍ غيرِ قابِلٍ للتذكرة، فكأنما هي غيثٌ ينزل على أرض ليحييها، لكنها قيعانٌ لا تُمسِكُ ماءً ولا تُنبِتُ كلأً.
ومنها: الغفلة عن الدار الآخرة: وما تستحِقُّه من السعي لها حقَّ سعيها، وإعداد الحَرْث لها قبل أن يأتي يوم الحسرة للغافلينَ، قال سبحانه: (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)[الْأَعْرَافِ: 187-188]، فحظُّ هؤلاء الغافلين أنهم منقطعون إلى الدنيا، لا يتجاوز علمُهم هذه الدارَ إلى غيرها، وهم مع ذلك إنما يعلمون ظاهِرَها البرَّاقَ، دون حقيقتها وسرها، فيعرفون ملاذَها وملاعِبَها وشهواتها، ويجهلون مضارَّها ومتاعِبَها وآلامَها، يعلمون أنها خُلِقَتْ لهم، ولا يعلمون أنهم لم يُخلَقُوا لها، يشغلهم حالُ الإخلاد إليها، والاطمئنان بها، ويغفلون عن فنائها وزوالها، فهي قصيرةٌ وإن طالت، ذميمةٌ وإن تزيَّنَتْ.
عبادَ اللهِ: فإذا أَتَتِ الآخرةُ التي غفلوا عنها، هنالك حقَّت حسرتُهم، يومَ لا تنفعُ الحسرةُ، قال سبحانه يصوِّر ذلك الحالَ: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)[مَرْيَمَ: 39]، هذا يوم يُقضَى بين الخلائق، (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ)[هُودٍ: 105]، منهم خالدٌ في الجَنَّة، ومنهم خالدٌ في السعير، فأمَّا أهلُ الجنة ففي نعيم وحبور، وأمَّا أهلُ النارِ ففي حسرة وثبور، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ، فَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا المَوْتُ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ، ثُمَّ يُنَادِي: يَا أَهْلَ النَّارِ، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، فَيَقُولُ: وهَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا المَوْتُ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ، فَيُذْبَحُ ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ، خُلُودٌ فَلا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ، خُلُودٌ فَلا مَوْتَ، ثُمَّ قَرَأَ: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ)[مَرْيَمَ: 39]، وَهَؤُلاءِ فِي غَفْلَةٍ أَهْلُ الدُّنْيَا (وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)[مَرْيَمَ: 39]"(أخرجه الشيخان في صحيحهما).
والسبيلُ إلى علاج هذه الغفلةِ: العِلْم والبصيرة بحال الدنيا، وإنزالها منزلتها، وتَرْك الاستغراق فيها؛ حتى لا يستولي حُبُّها على القلوب، فتغفل عن الآخرة، فإن الدنيا والآخرة ضرتانِ، بقدر إرضاء إحداهما تسخط الأخرى، وبقدر تعلُّق القلبِ بإحداهما ينصرف عن الأخرى، ولا علاجَ لذلك إلا بأن تكون الآخرة هي الغاية، والدنيا هي الوسيلة إليها، فإذا كانت كذلك فهي مزرعةُ الآخرة، ونِعمَتِ المزرعةُ.
ومن الغفلة اللاهية أيضا: الغفلة عن الاعتبار والاتِّعاظ بأحوال مَنْ مضى من الأمم، فما أكثرَ العِبَرَ، وما أقلَّ الاعتبارَ، وما أُرِيدَ من تلك الأخبارِ غيرُ الاعتبارِ، فليست مجرَّدَ أحداث تاريخية، نمرُّ عليها ونحن عنها غافلون، وليست أحاديثَ تُحكى للتَّفَكُّه والتخُّيل ونحن مُعرِضُونَ، كلَّا واللهِ، بل هي ديوانٌ مفتوحٌ لِمَنْ كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيدٌ، وجل سبحانه إذ يقول: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)[يُوسُفَ: 111].
أيها المسلمون: وإن من أعظم أنواع الغفلات: الغفلة عن ذِكْر اللهِ -تعالى-، فهي الجالبةُ لغيرها من الغفلات، المحيطة بألوان مِنَ التِّيه والضياع والشتات؛ ولذلك قال تعالى آمِرًا نبيَّه بالذِّكْر وناهِيًا إيَّاهُ عن الغفلة: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ)[الْأَعْرَافِ: 205]، فجَعَل سبحانه تَارِكَ الذِّكْرِ غافلًا، وسبيل العلاج من هذه الغفلة، هو دوام الذِّكْر ومجاهدته؛ وذلك أن الذِّكْر يُنَبِّه القلبَ من نومته، ويُوقِظُه مِنْ سِنَتِه، والقلبُ إذا كان نائمًا فاتته الأرباحُ، وكان الغالبُ عليه الخسرانَ، فإذا استيقظ وعَلِمَ ما فاته في نومته، شدَّ المئزرَ، وأحيا بقيةَ عمره، واستدركَ ما فاته، ولا تحصُل يقظتُه إلا بالذِّكْر؛ فإن الغفلة نومٌ ثقيلٌ.
وممَّا يؤمِّن من هذه الغفلة، ويعصِم منها: ذلكم العلاجُ النبويُّ الشريفُ، الذي أخبَر عنه رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ القَانِتِينَ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ المُقَنْطِرِينَ"(أخرجه أبو داود بسند صحيح).
نفعني الله وإياكم بهدي الكتاب، وبسُنَّة النبي الأوَّاب، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفِروه واذكروه ذكرًا كثيرًا، ولا تكونوا من الغافلين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، الحمد لله أحسن الحمد وأوفاه، والصلاة والسلام على نبيِّه ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومَنِ استنَّ بسُنَّتِه وهداه.
أما بعدُ: فإن من أعظم أسباب الغفلة: تراكُم الذنوب على صفحات القلوب، وكلُّ ذنبٍ لم يَتُبْ منه صاحِبُه فلا بد أن يكون تأثيرُه على صفاء البصيرة ونورِها، وإنَّ العبد لَيُذنِبُ وإنها لَتُظلِم شيئًا فشيئًا، حتى تصدأ، كما يصدأ الحديدُ، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ العَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللهُ: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)[الْمُطَفِّفِينَ: 14]"(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "صدأُ القلبِ بأمرينِ: بـالغفلة والذَّنْب، وجلاؤُه بشيئينِ: بـالاستغفار والذِّكْر، فمَن كانت الغفلة أغلبَ أوقاته كان الصدأُ متراكبًا على قلبه، وصدؤُه بحسب غفلته، وإذا صَدِئَ القلبُ لم تنطبِع فيه صورُ المعلوماتِ على ما هي عليه، فيرى الباطلَ في صورة الحق، والحقَّ في صورة الباطل؛ لأنه لَمَّا تراكَم عليه الصدأُ أظلَم فلم تظهَر فيه صورةُ الحقائق كما هي عليه، فإذا تراكَم عليه الصدأُ واسودَّ ورَكِبَهُ الرانُ فَسَدَ تصوُّرُه وإدراكُه، فلا يقبل حقًّا ولا يُنكِر باطلًا، وهذا من أعظم عقوبات القلب"، وأصلُ ذلك من الغفلة واتباع الهوى، فإنهما يطمسان نور القلب، ويعميان بصره، قال تعالى: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)[الْكَهْفِ: 28].
ألا لقد أسمع منادي الإيمان لو صادف آذانًا واعيةً، وشَفَتْ مواعظُ القرآنِ لو وافَقَتْ قلوبًا خاليةً، ولكن عصفت على القلوب أهواءُ الشهوات والشُّبُهات، فأطفأت مصابيحَها، وتمكَّنَت منها أيدي الغفلة والجهالة، فأغلقت أبواب رشدها، وأضاعت مفاتيحَها، وران عليها كسبُها، فلم ينفع فيها الكلام، وسَكِرَتْ بشهواتِ الغيِّ فلم تُصْغِ بعدَه إلى الملام، ووعظت بمواعظ أنكى فيها من الأَسِنَّة والسهام، ولكن ماتت في بحر الجهل والغفلة، وأَسْر الهوى والشهوة، وما لِجُرحٍ بِمَيِّتٍ إيلامٌ.
هذا وصلُّوا وسلِّموا على خيرته من خلقه، المرفوع ذِكْرُه مع ذِكْرِه في الأولى، والشافع المشفَّع في الأخرى، كما أمرَكم بذلك ربُّكم -جل وعلا-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الآل والأصحاب، وعنا معهم برحمتك يا كريم يا وهَّاب.
اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأَذِلَّ الشركَ والمشركينَ، ودَمِّر أعداءَ الدِّينِ، واجعَلْ هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًّا، رخاءً سخاءً، وسائرَ بلاد المسلمين، اللهم بفضلك عمنا، وبلطفك حفنا، وعلى الإسلام والسنة والجماعة جمعا توفنا، توفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين ولا مبدلين ولا مغيرين، يا رب العالمين.
اللهم ما سألناكَ من خير فأَعْطِنا، وما لم نسألك فابتَدِئْنا، وما قَصُرَتْ عنه آمالُنا وأعمالُنا من خيرَيِ الدنيا والآخرة فبَلِّغْنا، اللهم إنَّا نسألكَ الهدى والتقى، والعفاف والغنى، اللهم إنَّا نسألكَ العفو والعافية في ديننا ودنيانا وأهلينا وأموالنا، اللهم استر عوراتنا، وآمِنْ روعاتنا، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا.
اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتَنا، وفي القبور وحشتَنا، ويومَ القيامة بين يديك ذُلَّ وقوفنا، يمِّمْ كتابَنا، ويَسِّر حسابَنا، وثبِّتْ على الصراطِ أقدامَنا، يا أرحم الراحمين، يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا ودُورِنَا، واحفظ أئمتَنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق والتوفيق والتسديد إمامَنا ووليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين، اللهم وفِّقْه لهداكَ، واجعل عملَه في رضاكَ، وأصلح له بطانتَه يا ذا الجلال والإكرام، اللهم وفِّقْه ووليَّ عهده لِمَا فيه صلاح البلاد والعباد، ولِمَا فيه عزُّ الإسلام والمسلمين، يا ربَّ العالمينَ.
اللهم مَنْ يحفظون أمنَنا فاحفظهم، اللهم مَنْ يحرسون صحتَنا فاحرُسْهم، ورُدَّهم إلى أهليهم سالِمِينَ، يا ربَّ العالمينَ.
يا الله، يا الله، رجوناكَ وأنتَ الكريمُ، وقصدناكَ وأنتَ العظيمُ، وناديناكَ وأنتُ أرحمُ الراحمينَ، فيا خالقنا، ويا سيدنا ويا مولانا، أخرجنا مما نحن فيه من البلاء والوباء، فأنتَ اللهُ الذي لا يَرُدُّ سائلًا، وأنتَ اللهُ الذي إذا دُعِيَ أجاب، يا ربَّ العالمينَ.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23].
اللهم اغفر لنا ولوالِدِينا، ولمشايِخنا، ولِمَنْ له حقٌّ علينا، ولمن أوصانا واستوصانا بدعاء الخير، عُمَّ الجميع بالرحمة والرضوان، وعاملنا وإياهم باللطف والإحسان، واجعل عاقبةَ أمرنا يا مولانا عندَكَ العفوَ والصفحَ والغفرانَ، والعتقَ من النيران، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182]، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي