الستر: معناه وفضائله وأسبابه

ماهر بن حمد المعيقلي
عناصر الخطبة
  1. معنى الستر .
  2. بعض ثمرات التخلق بخلق الستر .
  3. مشهد الستر الأعظم .
  4. أسباب ستر الله على العبد .
  5. أصناف من الناس لا يُستَر عليهم .

اقتباس

إن الستر نعمة من نعم الله وهباته، لا تطيب حياة الناس إلا به، ولا تسعد النفوس إلا تحت ظلاله، فهو زينة وجمال، وبهاء وجلال، به تَحفظ الأمةُ كيانَها، وترابُطَها وبنيانَها...

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علمًا، وجعل لكل شيء قدرًا، وأسبغ على الخلائق من نعمته سترًا، أحمده -سبحانه- وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبده ورسوله، أرسَلَه ربُّه إلى الناس عذرًا ونذرًا، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه الذين أخلَد اللهُ لهم ذِكرًا، وأَعْظَم لهم أجرًا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعدُ معاشرَ المؤمنينَ: أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فمن اتقى الله وقاه، ومن استتر بستر الله ستره وعافاه، وتقوى الله أعظم وصية، وخير لباس وأكرم سجية، (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 281].

أمة الإسلام: إن الستر نعمة من نعم الله وهباته، لا تطيب حياة الناس إلا به، ولا تسعد النفوس إلا تحت ظلاله، فهو زينة وجمال، وبهاء وجلال، به تَحفظ الأمةُ كيانَها، وترابُطَها وبنيانَها، والستر -يا عباد الله- هو تغطية العيوب وإخفاء الهَنَات، وكتم المساوئ والزلات، قولًا وعملًا، حسًّا ومعنًى، ولقد اتصف ربنا بهذه الصفة الجليلة؛ فهو -سبحانه- السِّتِّير، ففي (سنن أبي داود)، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله -عز وجل- حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، يحبُّ الحياءَ والسترَ".

فمن ثمرات الإيمان بهذه الصفة الكريمة: الحياء منه -جل جلاله-، فيجاهد العبد نفسه بألا يتلبَّس بمعصية خالقه؛ فإن غلبته نفسُه فليستتر بستر الله عليه، فإن الرب رحيم كريم، ومن رحمته وفضله أنه لا يعاجل العبد بالعقوبة، ولا يسارع إليه بالمحاسَبة، بل يرخي عليه ستره، حتى لا ينفضح أمره، ولا يزال خيره -سبحانه- إلى العبد نازلًا، وبره وإحسانه واصلًا، بل ويدعوه إلى الرجوع والإنابة إليه، ولا يقنِّطه من رحمته، ويناديه بشرف العبودية، ويفرح بتوبته، وهو -جل جلالُه- وتقدَّست أسماؤه يحب التوابين، (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[الزُّمَرِ: 53]، ومن ينظر في سيرة نبينا -صلى الله عليه وسلم- يجده حريصًا على ستر العورات، وإخفاء المعايب والزلات، فها هو -صلى الله عليه وسلم- يوجه من وقع في معصية أن يستر نفسه، كما حصَل لماعز -رضي الله عنه- وغيره، فقد صدَّهم مرارًا حين أقرُّوا على أنفسهم بالفاحشة، وقال: "أيها الناس، قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله، من أصاب من هذه القاذورات شيئًا فليستَتِرْ بسترِ اللهِ، وإذا بلَغَه -صلى الله عليه وسلم- ما يكره عرَّض ولم يصرِّح، وستر ولم يفضح، فقال: "ما بال أقوام يقولون كذا وكذا"، وفي (صحيح مسلم) عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: "جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إني عالجتُ امرأةً في أقصى المدينة، وإني أصبتُ منها ما دون أن أمسَّها، فأنا هذا فاقضِ فيَّ ما شئتَ، فقال له عمر: لقد ستركَ الله لو سترتَ نفسك، قال: فلم يردَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئًا، فقام الرجل، فانطلق فأتبعه النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلًا دعاه، وتلا عليه هذه الآية: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)[هُودٍ: 114]، فقال رجل من القوم: "يا نبي الله، هذا له خاصة؟ قال: بل للناس كافة".

ولقد فَقِهَ الصحابةُ -رضي الله عنه- وأرضاهم هديَ النبي -صلى الله عليه وسلم- في التعامل مع المذنبين والمخطئين، في ستر العيوب، وإخفاء الزلات والذنوب، فأخرج ابن أبي شيبة في مصنَّفِه أن الصِّدِّيق -رضي الله عنه- قال: "لو أخذت شاربًا -أي: شارِبَ خمرٍ- لأحببتُ أن يستره الله، ولو أخذت سارقًا لأحببتُ أن يستره الله".

أمَّا مشهدُ السترِ الأعظمُ حيث تتجلى فيه رحمة الله وعفوه، فيوم يجمع اللهُ الأولين والآخرين، (ففي الصحيحين) قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ، قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ"؛ يعني: محا الله عنه ذنوبه وسيئاته التي سترها عليه في الدنيا وغفرها له في الآخرة.

بل من عظيم رحمة الرب -جل جلاله- لمن ستر نفسه وتاب إلى ربه، رجاء ستر الله وتوبته عليه، أن الله -بمَنِّه وكرمه- يبدِّل سيئاتِه إلى حسنات، ففي (صحيح مسلم) من حديث أبي ذر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكَر رجلًا يؤتَى به يوم القيامة فيقال: "اعرضوا عليه صغار ذنوبه، وارفعوا عنه كبارها، فتُعرض عليه صغارُ ذنوبه فيقال: عملتَ يوم كذا وكذا، كذا وكذا؟ فيقول: نعم، لا يستطيع أن يُنكِر وهو مُشفِق من كبار ذنوبه أن تُعرَض عليه، فيقال له: فإن لكَ مكان كل سيئة حسنة، فيقول: رب قد عملت أشياء لا أراها هاهنا، قال أبو ذر -رضي الله عنه-: فلقد رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضحك حتى بدت نواجذه"، (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)[الْفُرْقَانِ: 70].

إخوة الإيمان: الستر الجميل مروءة ووفاء، وسماحة وإخاء، ومن صوره الدالة على حسن العشرة، الستر بين الزوجين، والله -عز وجل- يقول: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)[الْبَقَرَةِ: 187]، في حلو الحياة ومرها، ويسرها وعسرها، فكلاهما للآخر لباس ستر وجمال، وحب وعطف وكمال، يتشاركان الأفراح، ويتقاسمان الأتراح، فلا يليق بعد الميثاق الغليظ والمودة والرحمة أن ينشر كل منهما سر صاحبه، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الرُّومِ: 21].

وإن من فضائل الستر -يا عباد الله-، وإن فضائل الستر -يا عباد الله- عظيمة، فمنها: نشر المحبة والألفة، وحسن الظن بين المسلمين، وإعانة العاصي على أن يستدرك نفسَه، ويتوب إلى ربه، ولِعِظَم مكانة الستر كره سبحانه إشاعة السوءات، ونشر الموبقات، وتوعَّد أصحابها بعذاب الدنيا والآخرة، فقال جل جلاله: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[النُّورِ: 19]، فإذا كان هذا الوعيد الشديد لمجرد محبة إشاعة الأمور المستقبَحة وفرح القلب بها، فكيف بمن أفشاها؟ وفي (الأدب المفرد للإمام البخاري) كان يقال: "من سمع بفاحشة فأفشاها فهو فيها كالذي أدَّاها، وأعظمُ من ذلك -يا عباد الله- من عرَّض نفسه للطرد من عفو الله، فهتك الستر الذي بينَه وبينَ ربه، فيعمل الذنب فيستره الله عليه، ثم يصبح فيفضح نفسه، قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- وهو يعدد أخطار الذنوب والمعاصي: "إنه ينسلخ من القلب استقباحها، فتصير له عادة، فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له، ولا كلامهم فيه؛ حتى يفتخر أحدهم بالمعصية، ويحدِّث بها من لم يعلم أنه عملها، فيقول: "يا فلان، عملتُ كذا وكذا، وهذا الضرب من الناس لا يُعافَوْن، وتسد عليهم طريق التوبة، وتغلق عنهم أبوابها في الغالب، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان، عملتُ البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه".

فيا من أكرمه الله بستره: لا تأمن مكر الله، (فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)[الْأَعْرَافِ: 99]، وبادر بالتوبة من قريب، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ومن تاب تاب الله عليه، ومن ستر نفسه ستره الله، وفي (صحيح مسلم)، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة"، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)[الرَّعْدِ: 22-24].

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه كان غفورًا رحيمًا.

الخطبة الثانية:

الحمد لله المتفضِّل على عباده بالستر، يمحو عن التائبين الذنب والوزر، ويكتب لهم الثواب والأجر، والصلاة والسلام على من جاء بالبشارة والنذر، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعدُ معاشرَ المؤمنين: إن من أعظم أسباب ستر الله -تعالى- على عبده مجاهدة النفس على الإخلاص، فمن أخلص لله -تعالى- في أقواله وأعماله ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن أراد بعمله السمعة وثناء الناس عليه، سخط الله عليه، وأطلع الناس على فساد قلبه، (وفي الصحيحين)، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من سمَّع سمَّع اللهُ به، ومن راءى راءى الله به".

ومن أسباب ستر الله على العبد: التخلي بخلق الستر على العباد، فالجزاء من جنس العمل، فمن كان حريصًا على ستر إخوانه، فإن الله -تعالى- يستره، في موقف هو أشد ما يكون احتياجًا إلى ستر الله وعفوه، (ففي الصحيحين) قال صلى الله عليه وسلم: "من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة"، ويتأكَّد ذلك مع انتشار وسائل التواصل الحديثة، التي أفشى فيها بعض الناس الخصوصيات، وتتبَّع العورات، وتعدَّى على الحقوق والحريات، خاصة في حق الضعفاء والصغار، فلا يحق لأحد هتك سترهم، واستغلال جهلهم، وقلة معرفتهم، بما يضرهم في مستقبلهم، فمن كشف عورة أخيه كشف الله عورته، حتى يفضحه في بيته، ففي (سنن الترمذي)، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "صَعِدَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلا تُعَيِّرُوهُمْ وَلا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ"، وفي (سنن أبي داود) قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمعاوية -رضي الله عنه- وأرضاه: "إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم، أو كدتَ أن تفسدهم".

ولنعلم -إخوة الإيمان- أن من اشتهر بالفساد والشرور وعُرف بالأذى والفجور، ومن تعدى ضرره، من أصحاب الأفكار الضالة، ومن يهدد الأمن والاستقرار في البلاد فلا يُسكَت عنهم، ولا يستر عليهم، بل يجب تبليغ المسئولين عنهم، وتحذير الناس منهم؛ صيانةً للدماء والأعراض، وأمن البلاد والعباد، ومن تستر عليهم كان شريكًا في إجرامهم وإفسادهم، وفي (صحيح مسلم)، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لعن الله من آوى محدِثًا"؛ يعني الطرد من رحمة الله -تعالى-، لكل من ستر جانيًا وأجاره، وحال بينه وبين أن يُقتص منه.

اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا، وأهلينا وأموالنا، اللهم استر عوراتنا، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا، اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين؛ أبي بكر وعمر، وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك ومنتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واحم حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا، وسائر بلاد المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم إنا نسألك بفضلك ومنتك، وجودك وكرمك، أن تحفظ بلاد الحرمين، وبلاد المسلمين من كل مكروه وسوء، اللهم ادفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن، وسوء الفتن، ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك، اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، اللهم اجعل لنا بعد العسر يسرا، وبعد الهم فرجا، وبعد الضيق مخرجًا.

اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وكن للمستضعفين منا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، وفق خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، واجزه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، اللهم وفقه وولي عهده الأمين لما فيه خير للإسلام والمسلمين، اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين.

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الْحَشْرِ: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي