دفاعًا عن مقام الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم

الشيخ د عبدالرحمن السديس
عناصر الخطبة
  1. من مقاصد شريعة الإسلام تزكية الروح والأخلاق .
  2. اصطفاء الله لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
  3. بعض شمائله الخَلْقية والخُلُقية صلى الله عليه وسلم .
  4. الرد البليغ على المستهزئين بمقام خير البشر صلى الله عليه وسلم .

اقتباس

فما الرسوم المسيئة، والأعمال المشينة، إلا نوعٌ من الإرهاب، وضربٌ من التطرف المذكِي للكراهية والعنصرية البغيضة، وليس من حرية التعبير توجيه الإهانات أو الاستهزاء من المقدسات، والرموز الدينية، بل هو تجاوُز للآداب والأعراض، مردودٌ على صاحبه...

الخطبة الأولى:   إن الحمد لله، نحمدك ربي ونستعينك ونستغفرك ونتوب إليك، ونُثني عليك الخيرَ كلَّه.   فللَّه حمدٌ لا انقضاءَ لعهده *** على عدِّ ما أسدى وقد قَصُرَ الشكرُ   ونسأله الغفران عن كل فارط، وعمن غفى أو حط من حظِّه الوزر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، أسدى إلينا نعمًا غداقًا، وأولانا مننًا دفاقًا، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، أزكى البرايا محتدًا وأعراقًا، وأزهرهم شمائلَ وأخلاقًا، وأسناهم سيرةً عمَّت الدُّنا إشراقًا، صلوات ربي وتسليماته تترى عليه؛ إجلالًا لعظيم حقه ووفاقًا، وعلى آله وصحبه، الناصرين لمحجته تنافسًا واستباقًا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان اقتداءً واشتياقًا. أما بعد:   فيا عباد الله: اتقوا الله إقرارًا وتعظيمًا، وحبًّا يتوِّجه الولاءُ، فأهل التقوى أهل المحجة البيضاء لم يزل شأنُهم ساميًا مرفوعًا إلى العلياء، ومن يطع اللهَ ورسولَه ويخشَ اللهَ ويتَّقِه فأولئك هم الفائزون. وإذا اتقى اللهَ امرؤٌ وأطاعه *** فيداه بين مكارم ومعالي وعلى التقي إذا ترسَّخ في التُّقى تاجان *** تاج سكينة وجلال   أيها المسلمون: في غمار الحياة ونوائبها ومشاق الدنيا ومباهطها، يتضح بمزيد الجلاء، ويستعلن بمديد الشفافية والصفاء، كون شريعتنا الغراء إنما عمدت في تكاليفها المزهِرة، ومقاصدها المبهِرة لترقية الخُلُق والسلوك، وتزكية النفس والروح كي تسمو بها إلى لباب المشاعر الرقيقة، وصفوة الإيمان الهتَّان وقُنَّة الإحسان الفينان، الذي يحقِّق أسمى المعاني، وأقومَ المباني، ولقد تجسَّد ذلك كله قولًا وعملًا في هدي وشمائل خاتم الأنبياء، وسيد الأصفياء، نبينا سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم.   إخوة الإيمان: منذ ما يربو عن أربعة عشر قرنًا من بعثة سيد الرسل -عليه الصلاة والسلام- وشمائلُه المؤنقَّة البلجاءُ، تعطِّر الأقطارَ والأرجاءَ، بما انهمرت به من حقائق المهابة والجمال، والخشية والجلال، والحكمة المجلِّية في الأقوال والفعال. إذا ما المجد فاخَر في علاه *** بَدَا محبوبُنا أبهى انتسابَا إذا ما العز أخجلنا صداه *** بَدَا في الناس أرفعهم جنابَا   صلى الله عليه وسلم، وما خصَّ اللهُ به نبيَّه -عليه الصلاة والسلام- من الشمائل والفضائل والمناقب والاصطفاء والاجتباء الثاقب، لا تستقلُّ به اليراعاتُ والمحابرُ، ولا الطُّروسُ والمزَابِرُ، بل تصدح به وتجلجِله على الدوام المنائر، وتهتز له أعواد المنابر، وكفَاه قولُ ربنا -جل في علاه- (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)[الشَّرْحِ: 4].   تحيا القلوب إذا تتلى شمائله *** كالأرض تحيا إذا ما جاءها المطرُ طابت خلائقه راقت فضائله *** جادت جوامعه إذ كلها دُرَرُ   لقد حملت شمائلُه الخيرَ كلَّه، والبِرَّ دقَّه وجلَّه، والهدى أجمعه، والعدل أكتعه، فكان -صلى الله عليه وسلم- جميلَ الخَلق والخُلق، كان في الخَلق أزهرَ اللونِ، ظاهرَ الوضاءةِ، أبلجَ الوجهِ. وسيمٌ قسيمٌ في عينيه دعج، وفي أشفاره وطف، وفي صوته صحل، وفي عنقه سطع، شديد سواد الشعر، إذا صمت علاه الوقارُ، وإن تكلَّم علاه البهاءُ، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنهم وأجلاهم من قريب، حلو المنطق، فضل، لا نزر، ولا هزر، كأنَّ منطقه خرزاتٌ نُظمن يتحدرن، ربعة، لا تَقحَمُه عينٌ من قصر، ولا تشنؤه من طول، كثُّ اللحية، عظيم المنكبين، رَحْبُ الكفَّيْن والقدمَيْن، ليس بالطَّويل البائن، ولا بالقصير المتردِّد، رَجِلُ الشَّعْرِ، إذا تكلَّم رُؤِيَ كالنُّور يخرج من ثناياه، روى البخاريُّ -رحمه الله- عن البَرَاءِ بنِ عازِبٍ -رضي الله عنه- أنه سُئِلَ: "أكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثلَ السَّيْفِ؟"، قال: "لا؛ بل مثل القمر". وقال أيضًا -رضي الله عنه-: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلًا مربوعًا، بعيدَ ما بين المنكبين، عظيمَ الجُمَّة إلى شحمةِ أذنيهِ"(أخرجه البخاري)، وعن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: "لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- بالطويل ولا بالقصير، شَثِنَ الكَفَّيْن والقدمين، ضخمَ الرأسِ والكراديسِ، طويلَ المسربَة، إذا مَشَى تَكَفَّأ تَكَفُّؤًا، كأنما يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ، لم أرَ قبلَه ولا بعدَه مثله"، بأبي هو وأمي -صلى الله عليه وسلم-.   وعن جابر بن سَمُرَة -رضي الله عنه- قال: "رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة إضْحِيَان (أي: مُقْمِرَة)، وعليه حُلَّة حمراء، فجعلتُ أنظر إليه وإلى القمر، فلَهُوَ عندي أحسنُ من القمر"، ولله درُّ حسان بن ثابت -رضي الله عنه-، شاعر النبي -صلى الله عليه وسلم- حين وصَفَه فقال: وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني *** وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ خُلِقْتَ مبرَّأً منْ كلّ عيبٍ *** كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاءُ   إخوة الإسلام: أحباب سيد الأنام، عليه الصلاة والسلام، أمَّا عن كلامه ومنطقه: فكان -صلى الله عليه وسلم- طويل الصمتِ، لا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلامَ ويختتمه باسم الله -تعالى-، ويتكلم بجوامع الكلم، وكلامُه فَصْلٌ، عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما كان رسول الله يَسْرِدُ كَسَرْدِكُم هذا، ولكنَّه كان يتكلَّم بكلامٍ بَيِّنٍ فَصْلٍ، يحفظه مَنْ جلَس إليه"، (أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح).   وكان صلى الله عليه وسلم كثيرَ التَّبَسُّمِ لأصحابه وجُلَسَائِه، فعن عبد الله بن الحارث -رضي الله عنه- قال: "ما رأيتُ أحدًا أكثرَ تبسُّمًا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، وقال أيضًا: "ما كان ضَحِكُ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إلا تَبَسُّمًا"، وعن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال : "ما حجَبَنِي رسولُ اللهِ منذ أسلمتُ، ولا رآني إلا تَبَسَّمَ"(أخرجه البخاري)، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قالوا: يا رسول الله، إنكَ تُدَاعِبُنَا، قال: "إني لا أقول إلا حقًّا".   وكان صلى الله عليه وسلم أشدَّ الناسِ تواضعًا؛ عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: "أن امرأة جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت له: إنَّ ليَ إليكَ حاجة قال: "يا أم فلان، اجلسي في أي نواحي السِّكَكِ شئتِ أجلس إليكِ"، قال: فقعدَتْ، فقعد إليها رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حتى قضت حاجتَها". (أخرجه الإمام أحمد في مسنده)، وعنه أنه قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَعُودُ المريضَ، ويَشْهَدُ الجنائزَ، ويركبُ الحِمَارَ، ويُجِيبُ دعوةَ العبدِ؛ تواضعًا منه -صلى الله عليه وسلم-، وكان يومَ بني قريظة على حمار مخطوم بحبل من لِيفٍ، وعليه إكافٌ من ليف"(أخرجه الترمذي في الشمائل).   يا راغبًا في حصر فضل محمد *** خفض عليك ففضله لا يُحصرُ إن قلت مثل الرمل أو مثل الحصى *** أو مثل قطر الغيث قلنا: أكثرُ   أمة الإسلام: ذلك غيضٌ من فيض البحار الزاخرة، وشُؤْبُوبٌ من عذب السحائب الماخرة، من أنوار وشمائل الرسول الأطهر -صلى الله عليه وسلم-، صاحب الهدي الأبهر، والخُلُق الأزهر، الذي كلَّمَه اللهُ بأسمى المناقب، وسوامق المجد الثاقب، وحباه أبهى الشمائل، وأسمى الفضائل، فهي مَعِينٌ ثرٌّ وينبوع صافٍ متدفق، يرتوي من نميره كلُّ من أراد السلامة في دنياه وأخراه، بل هي المنظومة المتألِّقة، والكوكبة المتلألئة، والشمس الساطعة، والسنا المشرق، والْمِشْعل الوضاء ولئن فات كثيرا رؤيته -صلى الله عليه وسلم- بأبصارهم، فإن في تأمُّل شمائله لَعزاءً وسلوانًا، فالمطبقون لشمائله إن لم يصحبوا نفسَه أنفاسَه صحبوا إن فاتكم أن تروه بالعيون، فما يفوتكم وصفُه، هذي شمائله: مكمَّل الذات في خَلْق وفي خُلق *** وفي صفات فلا تحصى فضائله   ألا فاتقوا الله -عباد الله- واقتدوا بشمائل نبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم-، فهو عنوان محبته التي هي أسمى نُبلًا، وأشرف غاية، من أن تكون مجرد مظاهر وشكليات، وتجمُّعات واحتفالات، وسرد قصص وروايات، ومدائح وترنمات، فذلك أهشُّ أنواعِه وضروبِه. سَلْهُمْ عن الحب الصحيح ووصفه *** فلسوف تسمع صادق الأخبار حُبّ الرسول تمسُّكٌ بشريعة *** غراء في الإعلان والإسرار حب الرسول -صلى الله عليه وسلم- تعلق بصفاته *** وتخلق بخلائق الأطهار   وأبلغ من ذلك وأعز قول المولى جل وعز: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[آلِ عِمْرَانَ: 31]. بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفِر اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم، فاستغفِروه وتوبوا إليه، إنه كان حليمًا غفورًا.     الخطبة الثانية:   الحمد لله عمَّ فضلُه كلَّ موجود، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، نطق بوحدانيته لسان الوجود، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا، عبد الله ورسوله، خُصَّ بالمقام المحمود، والحوض المورود، واللواء المعقود، اللهم فيا رب صلِّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، الباذلينَ لنصرته كلَّ طوق ومجهود، ومن تبعهم بإحسان، يرجو الفوزَ بجنات الخلود، أما بعد:   فاتقوا الله -عباد الله- وتأسَّوْا بشمائل خير خلق الله، يكن العزُّ رديفَكم، والنصرُ والتمكينُ حليفَكم.   إخوة الإيمان: إن صلة الأمة ومحبتها لرسولها وحبيبها وشفيعها -صلى الله عليه وسلم- وسيرته وشمائله العطرة، ليس ارتباط أوقات ومناسبات، بل إنه ارتباطٌ وثيقٌ في كل الظروف، وجميع الشؤون وأحوال الحياة إلى الممات.   وإننا من هذا المنبر الشريف؛ منبر الخير والحق والسلام، لَنُطْلِقُها دعوةً صادقةً عالميةً، لكل العالمينَ، في شتى البقاع والأصقاع، للتحلي بأخلاق الرُّسُل الكرام، وعلى رأسهم نبيُّنا وحبيبُنا -صلى الله عليه وسلم- الداعية إلى السلام الشامل، والوئام والتراحم الكامل، بين أبناء الشرائع المختلفة، دون إساءة أو تنابُذ، أو سخرية أو تلامز، من كل الرموز الدينية، وعلى رأسها أشخاص الأنبياء والرسل الأطهار، -صلوات الله عليهم أجمعين- (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ)[الْبَقَرَةِ: 285]، وإننا باسم مليار وثمانمائة مليون مسلم لَنَدِين بأشد العبارات، ونستنكر أشدَّ الاستنكار، التطاولَ على مقامات النبوات والرسالات، ولا سيما خاتمهم، نبي الهدى والرحمة، سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا وقدوتنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فما الرسوم المسيئة، والأعمال المشينة، إلا نوعٌ من الإرهاب، وضربٌ من التطرف المذكِي للكراهية والعنصرية البغيضة، وليس من حرية التعبير توجيه الإهانات أو الاستهزاء من المقدسات، والرموز الدينية، بل هو تجاوُز للآداب والأعراض، مردودٌ على صاحبه؛ لأن حرية التعبير لا بد أن تراعي القِيَمَ الإنسانيةَ التي تقوم على احترام مشاعر الآخرين، ومتى خرَجَت عن تلك القيم فإنها تسيء للمعنى الأخلاقي للأديان والثقافات والحريات، ومثل هذه الإساءات تخدم أصحابَ الأفكار المتطرفة، الذين يريدون نشرَ أجواء الكراهية بين المجتمعات الإنسانية، والإسلام براءٌ من كل هذا وذاك، وهو بريءٌ من إلصاق تهم الإرهاب به؛ فهو دين التسامح والتراحم والتلاحم، وليس فيه إرهابٌ أو تطرُّفٌ أو تخريبٌ أو استهزاءٌ أو سخريةٌ أو تفريقٌ بين أنبياء الله -تعالى- ورسله -عليهم الصلاة والسلام-.   كما أن الدعوى موجهة إلى ضبط العواطف والانفعالات، وعدم الاستفزاز والمجازفات وغير المنضبط والمدروس، من ردود الأفعال والتصرفات، والنظر في العواقب واعتبار المآلات، فلن تطال تلك التطاولاتُ شيئًا من مقام النبوات والرسالات، قال -تعالى-: (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)[الْمَائِدَةِ: 67]. يكفيك عن كل مدحٍ مدحُ خالقِه *** واقرأ بربك مطلع سورة القلم هو الله كمَّل أوصافَه *** وسمَّاه بين الورى أحمدا فما منكر فضله ساخر *** ولن يحجب النور لما بدا دمانا فداه وآباؤنا *** فما غيره اليوم من مفتدى   فليطمئنَّ المسلمون، وليَقَرُّوا أعينًا أمام هذه الفقاعات العابرة، فلن تضر إلا أصحابَها، (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ)[التَّوْبَةِ: 40]، (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ)[الْحِجْرِ: 95]، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[يُوسُفَ: 21].   ألَا وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على مَنْ بلَغ العلا بجلاله، سطع الدجى بجماله، شرفت جميع خصاله، صلوا عليه وآله، كما أمركم بذلك ربُّكم -جل في علاه- فقال -تعالى- قولًا يهمي دومًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، وقال -عليه الصلاة والسلام-: "مَنْ صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللهُ عليه بها عشرًا". صلَّى عليك الله ما صحب الدجى حادٍ *** وحنت بالفلا وجناء واستقبل الرضوانَ في غرفاتهم *** بجنات عدن آلُكَ السمحاءُ   صلاة لا يمل السامع همسها ونداءها، ولا تسأم الألسنُ إعادتَها وإبداءها، اللهم صلِّ وسلِّم على نبيك وحبيبك، النبي المختار، وارضَ اللهم عن آله الأطهار، وصحبه الكرام الأبرار، المهاجرين منهم والأنصار، ما تعاقَب الليلُ والنهارُ، وارضَ اللهم عن الأربعة الخلفا، الأمة الحنفا، ذوي القَدْر العلي، والشرف الجلي؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، يا خيرَ مَنْ تجاوَز وعفا، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.   اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمِنًا مطمئنًّا وسائرَ بلاد المسلمين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِحْ أئمتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا، اللهم أيِّدْه بتأييدك، ووفقه بتوفيقك اللهم اجعل خادم الحرمين الشريفين موفَّقًا مؤيَّدًا مسدَّدًا، بمنِّكَ وكرمك يا أكرم الأكرمين، اللهم وفِّقْه ووليَّ عهده إلى ما فيه عزُّ الإسلام وصلاح المسلمين، وإلى ما فيه الخيرُ للبلاد والعباد، اللهم وفِّق جميعَ ولاة أمور المسلمين، اللهم اجعلهم لشرعك محكِّمين، ولنبيك -صلى الله عليه وسلم- ناصرينَ، ولأوليائك مؤيِّدين، يا أرحمَ الراحمين.   اللهم اشف مرضانا، اللهم اشف مرضانا، وارحم موتانا، وأيدنا بتوفيقك وتأييدك يا رب العالمين، اللهم انصر دينك وكتابك، وسُنَّةَ نبيِّكَ -صلى الله عليه وسلم- يا رب العالمين، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، برحمتك نستغيث، فلا تَكِلْنا إلى أنفسنا طرفةَ عينٍ، وأصلح لنا شأنَنا كلَّه، اللهم ادفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن، ما ظهَر منها وما بطَن، اللهم ادفع عنَّا الأمراضَ والبرصَ والجنونَ والجذامَ وكورونا وسيءَ الأسقامِ، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام.   اللهم اكشف الغمة، اللهم اكشف الغمة عن هذه الأمة، اللهم فرِّج همَّ المهمومين، ونفِّس كربَ المكروبين، واقضِ الدينَ عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل، على من آذانا وآذى مشاعر المسلمين، يا رب العالمين.   اللهم انصر جنودنا، اللهم انصر جنودنا، ورجال أمننا، المرابطين على ثغورنا وحدودنا، اللهم انصرهم نصرًا مؤزَّرًا عاجلًا، غير آجِل، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم احفظ مقدَّسات المسلمين، اللهم احفظ مقدَّسات المسلمين، اللهم احفظ مقدسات المسلمين، من الغاصبين المعتدين، اللهم أنقذ المسجد الأقصى، اللهم أنقذ المسجد الأقصى، اللهم أنقذ المسجد الأقصى، واجعله شامخًا عزيزًا إلى يوم الدين يا رب العالمين.   (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان واليقين، وبلادنا بالخيرات والأمطار والغيث العميم.   (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 127-128]، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات، وآخِرُ دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.  


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي