لماذا نتعلم؟! ماذا نتعلم؟! كيف نتعلم؟! هذه أسئلة ثلاثة مهمة، ينبغي على كل طالب علم أن يوردها على ذهنه، وأن يجيلها في خاطره، وأن يتحرر جوابها لديه؛ ليكون سيره في التعلم وخطواته في التحصيل سيرًا حثيثًا، وخطوات ثابتة، يبلغ فيها الغاية المأمولة والهدف المنشود...
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
معاشر المؤمنين عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فإن من اتقى الله وقاه، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه, ثم اعلموا -رعاكم الله- أن مكانة العلم في الدين عظيمة، ومنزلته رفيعة، فقد فضَّل الله -جلّ وعلا- العلم وأهله، ورفع مكانة العلماء وميَّز بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون؛ قال الله -تبارك وتعالى-: (يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة: 11]، وقال الله -تبارك وتعالى-: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) [الزمر: 9]، وقال -جل وعلا-: (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الملك: 22]، وقال -جل وعلا-: (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى) [الرعد: 19]، والآيات في هذا المعنى كثيرة وفيرة.
والسنة -عباد الله- مليئةٌ بالأحاديث العظيمة المنوِّهة بالعلم، المبيِّنة لشرفه وعظيم فضله، والترغيب في تعلمه وتحصيله، وبيان مكانة العلماء وشرف قدرهم عند الله؛ يقول -صلى الله عليه وسلم-: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع، وإن العلماء ورثة الأنبياء، فإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما وَرَّثوا العلم؛ فمن أخذه أخذ بحظ وافر". وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من يرد الله به خيرًا يفقِّهْهُ في الدين". والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
فإن المسلم عظيم العناية بالعلم، شديد الرغبة في تحصيله؛ لعظم مكانة العلم في قلبه، ولعظم منزلته في نفسه، ولما يراه من الآثار الحميدة، والعوائد المباركة على تحصيل العلم واكتسابه ونيله.
معاشر المؤمنين: إننا نستقبل عامًا دراسيًّا جديدًا، فغدًا -عباد الله- يتوافد طلاب العلم على المدارس، ويتزاحمون على أبوابها، مبتدئين عامًا دراسيًّا جديدًا، كلٌّ يتوجه إلى مرحلته لتلقي العلم وتحصيله، ولكن -عباد الله- ونحن نستقبل هذا العام ونبتدئ أيامَه هل تحرَّر في أذهاننا غاية العلم والمراد منه؟! هل تبين لنا ماذا ينبغي أن نتعلم وما مكانةُ العلم ومنزلتُه؟! هل تحرر لدينا كيفيةُ التحصيلِ والسبلُ النافعةُ لنيلِ العلم واكتسابه؟! عباد الله: ثلاثة أسئلة ينبغي أن تتوارد في الأذهان وتدور في الخواطر، لا سيما ونحن في بداية عام جديد:
السؤال الأول: لماذا نتعلم؟!
والسؤال الثاني -عباد الله-: ماذا نتعلم؟!
والسؤال الثالث: كيف نتعلم؟!
فهذه أسئلة ثلاثة مهمة، ينبغي على كل طالب علم أن يوردها على ذهنه، وأن يجيلها في خاطره، وأن يتحرر جوابها لديه؛ ليكون سيره في التعلم وخطواته في التحصيل سيرًا حثيثًا، وخطوات ثابتة، يبلغ فيها الغاية المأمولة والهدف المنشود.
طالب العلم: عليك وأنت تتوجه إلى المدرسة وتسير بخطواتك مُيمِّمًا أبوابها أن تورد هذه الأسئلة الثلاث على نفسك: لماذا أتعلم؟! وماذا أتعلم؟! وكيف أتعلم؟!
أما السؤال الأول -عباد الله- فإن جوابه عند الناس متفاوت بتفاوت أغراضهم وتباين مقاصدهم ونياتهم، إلا أن المؤمن الصادق، والمسلم الموفق، يطلب العلم لغاية واحدة، وهدف محدد، ألا وهو نيل رضا الله -جلّ وعلا-؛ لأن الله -عزّ وجل- أمره بالعلم، ودعاه إلى تحصيله، ورغَّبه في نيله: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ) [العلق: 1 – 3]، فهو يتعلم لأن ربَّه وخالقه وسيِّده ومولاه أمره بالعلم، ورغَّبه فيه، وحثَّه على الاستزادة منه؛ قال الله -جلّ وعلا- مخاطبًا نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) [طه: 114].
فالمسلم يتعلم لينال بتعلمه رضا الله، ولينال بالعلم الفلاح والسعادة والرفعة في الدنيا والآخرة؛ فإن ذلك منوط بالعلم النافع الصحيح المتلقى من كتاب الله -عز وجل- وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، المسلم الموَفَّقُ -عباد الله- يتعلم اقتداءً بإمام العلماء، وقدوة الخلق -عليه الصلاة والسلام- الذي امتثل أمر ربه في طلب العلم وتحصيله، ودعا أمَّته إلى العلم، ورغَّبها فيه، وقد مرَّ معنا شيء من أحاديثه المنيفة المرغِّبة في العلم، والداعية إلى تحصيله، فلأجل هذا -عباد الله- يتعلم المسلم، ولهذا فلابد من نية صادقة مع الله -جلّ وعلا-، تنوي بتحصيل العلم رضا الله -جل وعلا-، وابتغاء ثوابه سبحانه؛ يقول الإمام أحمد -إمام أهل السنة رحمه الله-: العلم لا يعدله شيء إذا صلحت النية, قيل: وما صلاحها؟! قال: أن تنوي بالعلم رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك.
عباد الله: والنية تحتاج إلى معالجة ومجاهدة؛ لأن النفس تتفلت، والأغراض تتباين، فلا بد من مجاهدة للنفس على استصلاح نيتها، وإطابة مقصدها، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".
وأما السؤال الثاني -عباد الله-: ماذا أتعلم؟! فإن خير العلوم وأكملَها وأتـمَّها وأزكاها وأطيبها علوم الشريعة، علمُ قال الله قال رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ فإن هذا -عباد الله- أزكى العلم على الإطلاق، وأطيبه وأنفعه، والآيات والأحاديث التي فيها تفضيل العلم ومدح العلماء والثناء عليهم، المراد بالعلم فيها هذا العلم: علم كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، علم الغاية التي خُلق العبد لأجلها، وأُوجِد لتحقيقها، علم التوحيد والعقائد الدينية الصحيحة، وعلم أركان الإسلام ومباني الدين، وعلم الحلال والحرام، فهذا -عباد الله- أزكى علم وأطيبه على الإطلاق، ومن هذا العلم -عباد الله- ما لا يُعذر أحد بجهله، يجب على كل مسلم أن يتعلمه، وأن يعيه، وذلك ما لا يتم الواجب إلا به: كيف تصلي, وكيف تصوم, وكيف تعبد الله, وكيف تبتعد عن الشرك وتُخلِصُ العبادة لله, وكيف تبيع بيعًا صحيحًا سالمًا من البيوع المحرمة... إلى غير ذلك من العلوم الواجبة المتأكد علمها على كل مسلم.
ثم يزداد المسلم علمًا، ويحرص على تعلم علوم الشريعة قراءةً وتدبرًا لكتاب الله، ودراسة وتفهمًا لسنة رسول الله، وتفكرًا وتأملاً في سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومطالعةً وتبصرًا في هدي الصحابة -رضي الله عنهم-، وتاريخ الأمة المجيد... إلى غير ذلك -عباد الله- من علوم الشريعة ومتمماتها ومكملاتها؛ فهذا العلم -عباد الله- علم يضيء الطريق، ويبصِّر المسلم بالجادة، وينير له جادته، فيسير على هدى مستبين، وصراط مستقيم؛ قال الله -جل وعلا-: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الشورى: 52 ].
عباد الله: ثم إن العلوم الأخرى -علمَ الطب والهندسة وغيرها من العلوم- إذا قَصَدَ بها من يتعلمها نفعَ أمته -أمة الإسلام- ونوى بها نية صالحة، فإنه يثاب على ذلك، ويكون تعلُّمه في صالح عمله عندما يلقى الله -جل وعلا-.
عباد الله: وأما السؤال الثالث: كيف نتعلم؟! فإن لطلب العلم وتحصيله آدابًا لابد من ضبطها، وضوابط لا بد من التقيّد بها؛ لتكون خطوات المرء في تعلمه، خطوات صحيحة توصله إلى الغاية المقصودة بأقرب طريق وأيسر سبيل، ومن أعظم ذلك -عباد الله- أن تستعين في طلبك للعلم بالله؛ فإن العلم هبة من الله، ومنة منه، يهبه من يشاء، ويفتح به على من يشاء، وهو الفتاح العليم سبحانه، وقد كان نبينا وقدوتنا -صلوات الله وسلامه عليه- يقول كل يوم بعد صلاة الصبح: "اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، وعملاً صالحًا ورزقًا طيبًا". وثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه يقول في دعائه: "اللهم علمني ما ينفعني، وانفعني بما علمتني، وزدني علمًا".
ثم إن المسلم بعد استعانته بالله وطلبه للعون منه يبذل الأسباب الصحيحة، ويسلك المسالك القويمة لتعلم العلم، ومن ذلك -عباد الله- أن يصبر على طلبه، وأن يطيل ملازمة تحصيله، وأن يجد ويجتهد في نيله، وأن يلازم العلماء، وأن يحرص على الإفادة منهم، وأن يُكثر من الاحتكاك بطلاب العلم الجادين والمحصِّلين النابهين؛ لأن الصاحب ساحب، ومؤثر في جليسه غاية التأثير، ومع ذلك -عباد الله- فلا بد من العمل بالعلم، فإذا سمعت بالحديث فاعمل به تكن من أهله, وأما من كان يكثر من العلوم ويحصِّل منها ولا يعمل بما يعلم فإن علمه يكون وبالاً عليه، وحجَّة يوم القيامة، وقد قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "يهتف بالعلم العمل، فإن أجابه وإلا ارتحل".
ومن آداب العلم: حسن الإصغاء، وطيب الإنصات، وحسن السؤال، والاجتهاد في الفهم والمذاكرة، فكل ذلك لا بد منه -عباد الله-.
ومن الأمور المتأكدة على طالب العلم أن يكون متأدبًا مع المعلمين، محترمًا لهم، فمن كان متأدبًا مع معلميه فحري بالفائدة أن تعظم له، وكذلك -عباد الله- الأدب مع الكتاب واحترامه، ولا سيما كتاب الله -عز وجل-؛ فاحترام الكتاب لا بد منه، والعناية به وعدم رميه أو الاستخفاف به والاستهانة، فمن كان مستهينًا مستخفًا بالكتاب فإنه حري بالحرمان من العلم والفائدة.
وللعلم آداب كثيرة بيَّنها العلماء في كتب عديدة تناولت أدب العالم والمتعلم، ويحسن في مثل هذه الأوقات مطالعة أمثال هذه الكتب؛ ليسير طالب العلم على جادة طيبة مباركة في تحصيله للعلم، وتلقيه له.
أسأل الله -جل وعلا- بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعل عامنا هذا عامًا مباركًا على الجميع، وأن يمنَّ علينا فيه باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والعلم النافع والعمل الصالح، إن ربي لسميع الدعاء، وهو أهل الرجاء، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
الحمد لله عظيم الإحسان، واسع الفضل والجود والامتنان, وأشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
عباد الله: إن العلم مسؤولية عظيمة، فكلُّ واحد منا يسأل يوم القيامة عندما يقف أمام الله -جل وعلا- عن كل علم تعلمه؛ فقد ثبت في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع"، وذكر منها: "عن علمه: ماذا عمل به؟!"، وفي هذا -عباد الله- تنبيه لكل مسلم أنه يجب عليه في هذا الباب أمران: الأمر الأول: جد واجتهاد في تحصيل العلم؛ ليكون من أهله وحملته أهل الفلاح والرفعة والسعادة في الدنيا والآخرة.
والأمر الثاني: أن يعلم أن العلم مسؤولية عظيمة، يجب عليه أن يتحملها بصدق، وأن يؤديها على التمام والكمال، فسيقف أمام الله -جلّ وعلا- يومًا ويسأله عن كل علم تعلمه؛ ولهذا -عباد الله- من علم أنه سيقف بين يدي الله -جل وعلا- وأن الله -عز وجل- سائله فليعد للمسألة جوابًا، وليعد للجواب صوابًا، والكيس من عباد الله من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، وصلوا وسلموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرًا". اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد, وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورين، وأبي الحسنين علي, وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين, اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين, اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمنّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا ربَّ العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وأعنه على البر والتقوى، وسدده في أقواله وأعماله، وألبسه ثوب الصحة والعافية، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة، اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، واجعلهم رحمة ورأفة على عبادك المؤمنين.
اللهم آتِ نفوسنا تقواها، زكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نسألك الهدى والسداد، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفّة والغنى، اللهم إنا نسألك علمًا نافعًا، وعملاً صالحًا، ورزقًا طيبًا.
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا، اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، ونعوذ بك اللهم من هؤلاء الأربع، اللهم إنا نسألك من الخير كلِّه، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم, ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرَّب إليها من قول أو عمل, ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل, وأن تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرًا، اللهم أصلح ذات بيننا، وألِّف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وأزواجنا وذرياتنا وأموالنا، واجعلنا مباركين أينما كنا، ربنا إنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. عباد الله: اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي