وَإِذَا كَانَتْ مَحَبَّةُ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاجِبَةً عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَفَرْضًا عَلَيْهِ، فَإِنَّهَا لَدَى صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَشَدُّ وَأَقْوَى؛ فَهُمْ الَّذِينَ امْتَثَلُوا الأَمْرَ الرَّبَّانِيَّ بِتَحْقِيقِ مَحَبَّةِ رَسُولِهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَحَبُّوا نَبِيَّهُمْ حُبًّا فَاقَ كُلَّ حُبٍّ، وَآثَرُوهُ عَلَى الْمَالِ وَالْوَلَدِ....
الخُطْبَةُ الأُولَى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا النَّاسُ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ -تَعَالَى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُّسْلِمُونَ)[آل عمران:102].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: يَقُولُ اللهُ -تَعَالَى-: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)[التوبة:10].
فَمَحبَّةُ النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَصْلٌ مِنْ أُصُولِ الإِيمَانِ، وَهِيَ مَقْرُونَةٌ بِمَحَبَّةِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، فَلاَ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِنًا حَتَّى يُقَدِّمَ مَحَبَّةَ الرَّسُولِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى مَحَبَّةِ جَمِيعِ الْخَلْقِ؛ بَلْ لاَ يَكْتَمِلُ إِيمَانُ الْعَبْدِ حَتَّى يَكُونَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَمَالِهِ وَنَفْسِهِ.
وَإِذَا كَانَتْ مَحَبَّةُ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاجِبَةً عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَفَرْضًا عَلَيْهِ، فَإِنَّهَا لَدَى صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَشَدُّ وَأَقْوَى؛ فَهُمْ الَّذِينَ امْتَثَلُوا الأَمْرَ الرَّبَّانِيَّ بِتَحْقِيقِ مَحَبَّةِ رَسُولِهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَحَبُّوا نَبِيَّهُمْ حُبًّا فَاقَ كُلَّ حُبٍّ، وَآثَرُوهُ عَلَى الْمَالِ وَالْوَلَدِ؛ حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ"، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ، وَاللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الآنَ يَا عُمَرُ"(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ).
وَمِنْ عَظِيمِ حُبِّهِمْ لَهُ: امْتِثَالُهُمْ أَمْرَهُ فِي كُلِّ مَا يَقُولُ، وَسَمَاعُ رَأْيِهِ، وَإِجَابَةُ مَا يَأْمُرُ بِهِ، وَالاِنْتِهَاءُ عَمَّا يَنْهَى عَنْهُ، بَلْ كَانُوا يَفْهَمُونَ عَنْهُ حَتَّى مِنْ إِشَارَتِهِ، قَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَسَمِعَهُ وَهُوَ يَقُولُ: "اجْلِسُوا"؛ فَجَلَسَ مَكَانَهُ خَارِجًا عَنِ الْمَسْجِدِ حَتَّى فَرَغَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ خُطْبَتِهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ فَقَالَ لَهُ: "زَادَكَ اللهُ حِرْصًا عَلَى طَوَاعِيَةِ اللهِ وَطَوَاعِيَةِ رَسُولِهِ"(رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ).
وَمِنْ صِدْقِ حُبِّهِمْ لِنَبِيِّهِمْ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَلَذَّذُونَ بِأَصْنَافِ الْعَذَابِ فِي سَبِيلِ نَجَاتِهِ وَسَلاَمَتِهِ مِنَ الأَخْطَارِ؛ وَمِنْ ذَلِكَ مَا ذَكَرَ ابْنُ هِشَامٍ فِي سِيرَتِهِ فِي قِصَّةِ مَقْتَلِ زَيْدِ بْنِ الدَّثِنَّةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَقَوْلِ أَبِي سُفْيَانَ لَهُ حِينَ قُدِّمَ لِيُقْتَلَ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ يَا زَيْدُ، أَتُحِبُّ أَنَّ مُحَمَّدًا عِنْدَنَا الآنَ في مَكَانِكَ نَضْرِبُ عُنُقَهُ، وَأَنَّكَ في أَهْلِكَ؟ قَالَ زَيْدٌ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ مُحَمَّدًا الآنَ فِي مَكَانِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ تُصِيبُهُ شَوْكَةٌ تُؤْذِيهِ، وَأَنِّي جَالِسٌ في أَهْلِي".
فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: "مَا رَأَيْتُ مِنَ النَّاسِ أَحَدًا يُحِبُّ أَحَدًا كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا". ثُمَّ قُتِلَ زَيْدُ بنُ الدَّثِنَّةِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-.
وَلَمْ يَكُنْ أَمْرُ مَحَبَّةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَقْصُورًا عَلَى الرِّجَالِ مِنَ الصَّحَابةِ دُونَ النِّسَاءِ، بَلْ كَانَ فِيهِنَّ مَنْ ضَرَبَتْ فِي ذَلِكَ مَثَلاً، فَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: "لَمَّا كَانَ يَومُ أُحُدٍ حَاصَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ حَيْصَةً، وَقَالُوا: قُتِلَ مُحَمَّدٌ، حَتَّى كَثُرَتِ الصَّوارِخُ في نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، فَخَرَجَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ مُتَحَزِّمَةً، فَاسْتُقبِلَتْ بِابْنِهَا وَأَبِيهَا وَزَوجِهَا وَأَخِيهَا، لاَ أَدْرِي أَيُّهُمُ اسْتُقْبِلَتْ بِهِ أَوَّلاً، فَلَمَّا مَرَّتْ عَلَى آخِرِهِمْ قَالَتْ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: أَبُوكِ، أَخُوكِ، زَوْجُكِ، ابْنُكِ، تَقُولُ: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ يَقُولُونَ: أَمَامَكِ، حَتَّى دُفِعَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخَذَتْ بِنَاحِيَةِ ثَوْبِهِ، ثُمَّ قَالَتْ: "بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، لاَ أُبَالِي إِذَا سَلِمْتَ مِنْ عَطَبٍ".
فَرَضِيَ اللهُ عَنْ صَحَابةِ رَسُولِ اللهِ وَأَرْضَاهُمْ، وَجَزَاهُمْ خَيْرًا عَنْ نَبِيِّهِمْ وَدِينِهِمْ، فَقَدْ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ رَبِّهِمْ، وَنَاصَرُوا نَبِيَّهُمْ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشيطانِ الرجيمِ (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُم وَرَضُوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنَّاتٍ تَجرِي تَحتَهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ)[التوبة:100].
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ وَسَلَّم تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللهَ -تَعَالَى-، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْمَحَبَّةَ الصَّادِقَةَ تَقْتَضِي الْمُتَابَعَةَ وَالْمُوَافَقَةَ فِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ وَتَقْتَضِي نَصْرَ سُنَّتِهِ؛ فِي تَعَلُّمِهَا، وَتَبْلِيغِهَا؛ قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نَضَّر اللهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا"(رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ)، وَهَذَا دُعَاءٌ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُحْسِنَ اللهُ خَلْقَ كُلِّ مَنْ سَمِعَ كَلاَمَ النَّبِيِّ أَوْ فِعْلَهُ أَوْ تَقْرِيرَهُ فَنَقَلَهُ إِلَى غَيْرِهِ كَمَا سَمِعَهُ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: نَبِيُّنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْسَ بِحَاجَةٍ إِلَى شِعَارَاتٍ تُرْفَعُ، وَعِبَارَاتٍ تُرَدَّدُ، بَعِيدَةٍ كُلَّ الْبُعْدِ عَنْ تَحْقِيقِ صِدْقِ الْمُتَابَعَةِ لِنَبِيِّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالْبُعْدِ عَنِ الْبِدَعِ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَكَيْفَ يَنْصُرُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ يَطُوفُ حَوْلَ الْقُبُورِ وَيَدْعُو مِنْ دُونِ اللهِ الْمَقْبُورَ؟، وَمَنْ يَتَقَرَّبُ بِالنُّذُورِ وَالذَّبْحِ لِلأَوْلِيَاءِ وَيَتْرُكُ رَبَّ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَمَنْ يَحْلِفُ بِنَبِيِّ اللهِ وَيَطْلُبُهُ الْغَوْثَ وَالْمَدَدَ مِنْ دُونِ اللهِ؛ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، بِصِدْقِ الإِخْلاَصِ لِرَبِّكُمْ، وَصِدْقِ الْمُتَابَعَةِ لِنَبِيِّكُمْ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]، وَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا"(رَوَاهُ مُسْلِم).
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي