أيها المؤمنون: حاذروا الفتن واتقوها؛ فإن في اتقاء الفتن السعادة. والفتن في أول بروزها وبدوِّ ظهورها تشتبه على كثير من الناس؛ ولهذا يُقال عن الفتن: ِفتنٌ عمياء، وفِتنٌ صماء، لكثرة اشتباهها، وعدم اتضاحِ أمرِها للناس. وإن أعظمَ ما تُتقى به الفتنة: تقوى الله -جل وعلا-، وأن يتبصرَ المسلم في العواقب، وأن لا يخطوَ خطوةً لا بنفسِه ولا بغيرِه حتى يطمئن أن ما يخطوهُ في هذا الباب، وفي هذا المقام على القوامِ والسداد؛ وإلا فإن...
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وأمينه على وحيه، ومبلّغ الناس شرعه، ما ترك خيراً إلا دل الأمة عليه، ولا شراً إلا حذّرها منه، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: أيها المؤمنون: اتقوا الله -تعالى- وراقبوه جل وعلا في السر والعلانية، والغيب والشهادة مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه ويراه.
وحاذروا -أيها المؤمنون- الفتن واتقوها؛ فإن في اتقاء الفتن السعادة، ففي سنن أبي داود عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: "إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ" قالها عليه الصلاة والسلام ثلاث مرات. وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي"، وثبت في صحيح مسلم من حديث زيد بن ثابت -رضي الله عنه- أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ".
أيها المؤمنون: والفتن في أول بروزها وبدوِّ ظهورها تشتبه على كثير من الناس؛ ولهذا يُقال عن الفتن: ِفتنٌ عمياء، وفِتنٌ صماء، لكثرة اشتباهها، وعدم اتضاحِ أمرِها للناس.
وإن أعظمَ ما تُتقى به الفتنة: تقوى الله -جل وعلا-، لما وقعت بعضُ الفتنةِ في زمن التابعين أتى قومٌ إلى طلقِ ابنِ حبيب -رحمهُ الله- وقالوا: لقد وقعت الفتنة فبمَ نتقيها؟ قال: اتقوها بالتقوى، قالوا: أجمِل لنا التقوى؟ قال: تقوى الله عملٌ بطاعة الله على نورٍ من الله رجاءَ ثواب الله، وتركٌ لمعصيةِ الله على نورٍ من الله خِيفةَ عذابِ الله.
أيها المؤمنون: وإن من أعظمِ ما يتأكدُ في هذا المقام -مقامِ الفتن- وطريقةِ التعامُلِ معها: أن يتبصرَ المسلم في العواقب، وأن لا يخطوَ خطوةً لا بنفسِه ولا بغيرِه حتى يطمئن أن ما يخطوهُ في هذا الباب، وفي هذا المقام على القوامِ والسداد؛ وإلا فإن الخطورةَ في هذا الباب عظيمةَ، والضررَ جسيم: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا)[الطلاق: 2]، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)[الطلاق: 4].
أيها المؤمنون: ولقد أكدَ أهل العلم في قديمِ الزمانِ وحديثِه على أهميةِ البصيرةِ في مآلات الفتنِ وعواقبَها؛ بمعنى أن المرءَ قبلَ أن يُقدِم ليتأمل كثيراً في العواقب، ولا يكونَ نظرُه آنِيّاً وقتيّا، بل يتأمل في عواقبِ الأمور وإلى أي شيءٍ تؤول بمثل هذهِ الأعمال، فبالبصيرةِ والأناةِ والسكينةِ والطمأنينةِ وحسنِ الالتجاءِ إلى الله، واستشارة أهل العلمِ الراسخين، والأئمةِ المحققين، وسؤالِ اللهِ -تباركَ وتعالى- التوفيق، بمثلِ ذلكَ -أيها المؤمنون- تتحققُ للناس العواقبُ الطيبةُ، والمآلاتُ الحميدة.
عبادَ الله: وعندما يتأملُ المؤمن في عواقبِ الفتنِ ومآلاتِها قبل أن يقدِم على شيءٍ منها فإن هذا التأملَ -بإذن الله- يكونُ عاصماً له من الفتن، ومبعداً له عن الوُلُوجِ فيها.
وفي هذهِ الوقفة -أيها المؤمنونَ- إشارةٌ إلى شيءٍ قليل وأمرٍ يسير مما هو من عواقبِ الفتنِ ومآلاتِها التي لا تُحمد. أيها المؤمنون: إن من أعظمِ عواقبِ الفتن وما تؤولُ به أو تؤدِي إليه في من انخرَطَ فيها وسلَكَها: أنها تشغلُ العبدَ عما خُلقَ له وأوجدَ لتحقيقِه؛ من عبوديةٍ لله وخضوعٍ له سبحانَه وتعالى، وانكسارٍ بين يديه وضراعةٍ وسؤالٍ ودعاء، إلى انشغالٍ بقيلٍ وقالٍ وهَرجٍ ومَرجٍ وعُدوانٍ وبغيٍ وظلمٍ، وغير ذلك من الأمورِ، والعواقبِ الوخيمة، جاءَ في الأثر عن الحسن البصري -رحمه الله تعالى- لما وقعت الفتنةُ زمن التابعين جاء عنه رضي الله عنه أنه قال: "أيها الناس إنهُ والله ما سلّطَ الله الحجاجَ عليكم إلا عقوبة فلا تُعارِضُوا عقوبةَ اللهِ بالسيف، ولكن عليكم بالسكينةِ والتضرع؛ فإن اللهَ يقول: (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ)[المؤمنون: 76]، فأرشدَهم رحمه الله تعالى في مثلِ هذهِ الفتن إلى السكينةِ والتضرعِ وحُسنِ الالتجاءِ إلى الله -جلَ وعلا-، وعدمِ الدخولِ في غِمارِ الفتن.
ومن عواقبِ الفتنِ الوخيمةِ -أيها المؤمنون-: أنها تصرِفُ الناسَ عن أهلِ العلمِ الراسخين، والأئمةِ المحققين، بل وتصرِفُهم عن البصيرةِ في دينِ الله والفقهِ في شريعةِ الله، ومعرفةِ أحكامِ الله وحدودِهِ سبحانه، بل وإنها تُفضي بكثيرٍ من الناس إلى انتقاصِ العلماءِ، واحتقارِهم وازدِرائِهم، من الأمثلةِ على ذلك في الفتنةٍ آنفةِ الذِكر التي وقعت زمن التابعين: دخل نفرٌ على الحسنِ البصري -رحمه الله- وقالوا: ما تقولُ في هذا الطاغية -أي الحجاج- الذي سفكَ الدمَ الحرام وأخذَ المال وفعَل وفعَل؟ وذكروا له شيئاً من أفعال الحجاج، فقال الحسن: "أرى أن لا تقاتِلُوه فإنها إن تك عقوبةً من الله -أي تسليطُ الحجاج- فما أنتم برادِي عقوبة اللهِ بأسيافكم، وإن يكن بلاء فاصبروا حتى يحكمُ الله وهو خيرُ الحاكمين" انتهت وصيته رحمه الله إلا أنهم لم يستجيبوا لهذه الوصية وخرجوا من عنده وهم يقولون: "نطيع هذا العِلج!" ازدراءً وانتقاصًا واحتِقارًا لمقام هذا الإمام العلَم والفقيهِ المحقق، ثم إنهم خرجوا؛ خرجوا وقُتلوا أجمعين في تلك الفتنة ولم يقدّموا لا لأنفسهم ولا لأمتهم خيرا.
ومن عواقب الفتن -أيها المؤمنون-: أنها تصدّرُ السفهاء ومن لا علمَ عنده ومن لا فقهَ لديه فيصبحُ بيده زمامَ أمرٍ يوجّهُ ويرشد ويدعو إلى غير ذلكم من الأمور مما هو يؤول إلى أيدي سفهاءِ الأحلامِ، قليلي العلمِ والبصيرةِ بدين الله -جل وعلا-، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "والفتنةُ إذا وقعت عجِز العقلاء فيها عن دفعِ السفهاء".
أيها المؤمنون: ومن عواقب الفتن: أن من يدخلها يتورطُ فيها ويبوء بالعواقب المردية والمآلات السيئة من قتلٍ وحبسٍ وهربٍ وخرابٍ ودمار، والشواهد أيها المؤمنون على ذلك في تاريخ الأمة وما حلّ بها في بعض مراحلِ تاريخها من فتنٍ ومحنٍ ومصائب بسببِ ذلك كثيرة؛ ومن ذلكم: في زمن الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- لما أظهر الواثق أنواعاً من الباطل وحمَل الناس على أنواعٍ من الضلال؛ أتى نفرٌ إلى أبي عبد الله -الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله- وقالوا: يا أبا عبد الله إن الأمر قد فشا وتفاقم، وهذا الرجل يفعلُ ويفعل وقد أظهرَ ما أظهر ونحن نخافُه على أكثر من هذا، فقال لهم أبو عبدِ الله: وماذا تريدون؟ أيُ شيءٍ تريدونَ أن تفعلون؟ وماذا تريدون؟ قالوا: أتيناك نشاورُك فيما نريد، قال: فما تريدون؟ قالوا: لا نرضى بإمرتِه ولا بسلطانِه -أي أنهم أرادوا نزع اليدِ من الطاعة- فناظرهم -رحمه الله تعالى- ساعة، حتى قال لهم رحمه الله تعالى-: أرأيتم إن لم يبقَ لكم هذا الأمر أليس قد صرتم من ذلك إلى المكروه!".
ولنتأمل في هذه الكلمةِ العظيمة: "أرأيتم إن لم يبق لكم هذا الأمر" أي إن لم يتحقق لكم ما خرجتم لأجله وتجمعتم لطلبِه وتحقيقه -عليكم بالنُكرَةِ بقلوبكم، ولا تخلعوا يدًا من طاعة، ولا تَشُقُوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دمائكم ولا دماء المسلمين معكم، انظروا إلى عاقبةِ أمرِكم ولا تعجلوا؛ حتى يستريح بَرٌّ أو يُسترَاح من فاجر"، ودار بينهم في ذلك كلامٌ كثير واحتج عليهم أحمد -رحمه الله- بحججٍ وأدلة، فقال له بعضهم: إنا نخاف على أولادنا إذا ظهر هذا الأمر لم يعرفوا غيره ويُمحى الإسلام ويُدرَس، فقال أبو عبد الله -رحمه الله-: "كلا؛ إن الله -عز وجل- ناصرُ دينِه، وإن هذا الأمرَ له ربٌ ينصره، وإن الإسلام عزيزٌ منيع".
إلا أن هؤلاء أيضا لم يستجيبوا لوصيةِ هذا الإمامِ الناصح والعلَمِ المشفق -رحمه الله تعالى- فخرجوا فكان ما كان؛ قُتل من قُتل، وهرب من هرب، وسُجن من سجن، وسُفكت دماءٌ وانتُهكت أرواح.
أيها المؤمنون: ومن عواقب الفتنِ الوخِيمة: اشتباهُ الأمورِ واختلاطُها على كثيرٍ من الناس؛ فلا يَميزُ فيها كثيرٌ من الناس بين حقٍ وباطل، ولا يفرّقون بين هدىً وضلال فيُقتل الرجلُ في الفتنة ولا يدري فيمَ قُتل؟ ويقتل القاتلُ أخاه ولا يدري فيمَ قتله، وقد جاء في صحيح مسلم عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: "مَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً ؛ فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ".
وقد ضرب الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة؛ ضرب مثلاً عجيباً بديعاً يصوِّرُ حالَ الناسِ في الفتن فقال رحمه الله: "إن حال الناسِ في الفتن كحالِ جماعةٍ خرجوا في صحراء فعجّت ريحٌ وثارت عجاجا فلم يصبح الناس بسببِ العجاج والغبار لم يصبح الناس يبصرون طريقهم؛ فقومٌ منهم أخذوا ذات اليمينِ فضاعوا وتاهوا، وقومٌ آخرون أخذوا ذاتِ الشمالِ وضاعوا وتاهوا، وقومٌ قالوا نبقى في مكانِنِا الذي كنا عليه وأمْرنِا الذي كنا عليه حتى ينقشعَ العجاجُ ويزولَ الغُبارُ فنسير فسلِموا".
وهذا فيه أن القاعد في الفتنة هو السالم، وأن السعيد -كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام- من جُنِّب الفتن.
أيها المؤمنون: ومن عواقب الفتنِ الوخيمة: الجُرأَةُ على القتلِ، وسفكِ الدماء؛ تُقتل الروحُ المسلمة، وتُزهق النفسُ المؤمنة ولا كأن الأمرَ شيئا، جاءَ عن الصحابي الجليل ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: "في الفتنةِ لا ترونَ القتلَ شيئا، بينما القتلُ -قتل النفس- أمرهُ عظيمٌ عند اللهِ -جل جلاله-"، فقد جاء في جامع الترمذي بسند ثابت أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ"؛ رجلٌ واحد مسلم زوال الدنيا أهون عند الله من قتله، فكيف بأرواحٍ تُزهق وأرواحٍ تُقتل في مثل الفتن التي تعج وتـثور بالناس؟
أيها المؤمنون: ومن عواقبِ الفتنِ الوخيمة: اختلالُ الأمن، وكثرةُ القلاقل؛ فتُراقُ الدماء، وتُزهقُ الأرواح، وتُنتهبُ الأموال، وتُنتهكُ الأعراض، وتُدمرُ الممتلكات، إلى غيرِ ذلك من الأمورِ السيئات، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم"، وقال عليه الصلاة والسلام: "كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ".
ألا -أيها المؤمنون- لنتق الله جل شأنُه، ولنتعوّذ باللهِ من الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطن، ولنسألِ اللهَ ربنا أن يحفظنا والمسلمين، وأن يقينا من الفتنِ والشرور، وأن يرزقنا الأمن والأمان والسعادةَ والطُمأنينة في ظلِ طاعتِه وعبادتِه واتباعِ نبيه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
أقولُ هذا القول، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كل ذنب فاستغفروهُ يغفِر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الحمدُ لله حمدَ الشاكرين، وأُثني عليه الخيرَ كُله، لا أُحصي ثناءً عليه هو جل وعلا كما أثنى على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسوله؛ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعدُ: أيها المؤمنون: اتقوا الله -تعالى-.
أيها المؤمنون: دعاءُ المسلم لأخيهِ المسلم بظهرِ الغيبِ مستجاب، ويتأكدُ الدعاء لعمومِ المسلمين في الأوقاتِ التي تبرزُ فيها الفتن وتكثرُ فيها المِحن ويتورطُ فيها كثيرٌ من الناسِ بورطاتٍ لا زمامَ لها ولا خِطام؛ بأن يدعى -أيها المؤمنون- للمسلمين عموما بأن يحفظهمُ اللهُ بحفظِه، وأن يكلأَهُم برعايتِه، وأن يحقنَ دماءَهم، وأن يسترَ عوراتِهم، وأن يؤمِّنَ روعاتِهم، وأن يهديهم إليه صراطاً مستقيما، وأن لا يكِلهم إلى أنفسهم طرفة عين.
اللهم يا ربَ الأرضِ والسماء، اللهم يا من بيده ملكوتُ كل شيء، اللهم يا من بيدهِ أزمّةَ الأمور، يا ربنا يا عظيم يا خالقنا ويا مولانا ويا سيدنا ويا إلهنا نسألك بأسمائِك الحسنى وصفاتِك العليا وبأنك أنت الله لا إله إلا أنت يا حليم يا عظيم يا قوي يا متين يا عزيز يا ذا الجلال والإكرام يا من لا تردُ عبداً دعاك ولا تخيِّبُ مؤمناً ناجاك نسألُك بأن لك الحمد وحدك لا شريك لك يا منان يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام أن تحقن دماء المسلمين، اللهم احقن دماء المسلمين، اللهم احقن دماء المسلمين، اللهم احفظ إخواننا المسلمين في كل مكان، اللهم جنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم ربنا وإلهنا استر عوراتهم وآمن روعاتهم، اللهم واحفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم.
اللهم يا قوي يا متين يا عزيز يا عظيم أعِنّا وجميع المسلمين ولا تعِن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسِّر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا.
اللهم اجعلنا لك شاكرين، لك ذاكرين، إليك أواهين منيبين، لك مخبتين، لك مطيعين.
اللهم تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، وثبت حجتنا، واهد قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخيمة صدورنا.
اللهم إلهنا وربنا وسيدنا ومولانا ولِّ علينا خيارنا، اللهم ولِّ علينا خيارنا، اللهم ولِّ علينا خيارنا واصرف عنا شرارنا إله الحق يا من بيده أزمة الأمور.
اللهم أنت مالكُ الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير اللهم لا حول لنا ولا قوة إلا بك وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
اللهم وأصلح ذات بينِنا، وألّف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وأزواجنا وذرياتنا وأموالنا وأوقاتنا، واجعلنا مباركين أينما كنا.
اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا في من خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
اللهم إلهنا ارحم موتى المسلمين، اللهم ارحم موتى المسلمين، واشف مرضاهم، وأغنِ فقيرهم، واجبر كسيرهم، وسدّدهم إله الحق إلى ما تحبه وترضاه من سديد الأقوال، وصالح الأعمال.
اللهم صلِّ على نبينا محمدٍ النبي الأمي وآله وصحبه.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي