فَجَاءَ يَوْمًا بِشَيْءٍ فَأَكَلَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ, فَقَالَ لَهُ الْغُلاَمُ: تَدْرِي مَا هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لإِنْسَانٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمَا أُحْسِنُ الْكِهَانَةَ، إِلاَّ أَنِّي خَدَعْتُهُ، فَلَقِيَنِي فَأَعْطَانِي بِذَلِكَ، فَهَذَا الَّذِي أَكَلْتَ مِنْهُ؛ فَأَدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ فَقَاءَ كُلَّ شَيْءٍ...
الْخُطبَةُ الْأُولَى:
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على رسوله الكريم, وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعد: فإنَّ أبا بكرٍ -رضي الله عنه- هو أفضلُ الأمة, وخليفةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-, وموضِعُ ثقته وسِرِّه ومشاورتِه, أول الناس إسلاماً, وأخلصهم إيماناً, وأشدهم لله يقيناً, وأخوفهم لله, وأعظمهم بذلاً في دين الله, وأحوطهم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, وأحسن القوم صحبة, وأكثرهم مناقب, وأفضلهم سوابق, وأرفعهم درجة, وأشبههم برسول الله -صلى الله عليه وسلم- هَدْياً وسَمْتًا, وأحبُّهم لديه.
صَدَّقه حين كذَّبه الناس, وسمَّاه الله في تنزيله صِدِّيقاً, عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "لَمَّا أُسري بالنبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المسجد الأقصى, أصبح يتحدث الناسُ بذلك؛ فارتدَّ ناسٌ ممن آمنوا به, وسَعَوا إلى أبي بكر؛ فقالوا: هل لك في صاحِبِك؟! يزعم أنه أُسْرِيَ به الليلة إلى بيت المقدس! قال: أو قال ذلك؟, قالوا: نعم، قال: لئن كان قال ذلك لقد صَدَق، قالوا: وتُصدِّقه! قال: إني لأُصدِّقه فيما هو أبعد من ذلك، أُصدِّقه بخبر السماء في غدوة أو روحة؛ فلذلك سُمِّي أبو بكر الصديق"(رواه الحاكم).
وأثنى عليه اللهُ -تعالى- فأنزل فيه آياتٍ تُتلى, قال -سبحانه-: (وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى)[17-21]؛ ذَكَرَ غيرُ واحدٍ من المفسرين بأنَّ هذه الآيات نزلت في أبي بكرٍ الصديق -رضي الله عنه-, قال ابنُ كثيرٍ -رحمه الله-: "فإنه كان صِدِّيقًا تَقِيًّا كَرِيماً جوادًا بَذَّالاً لأمواله في طاعة مَولاه، ونُصرَةِ رسول الله، فكم من دراهم ودنانير بَذَلَها ابتغاءَ وجْهِ ربِّه الكريم، ولم يكن لأحدٍ من الناس عنده مِنِّةٌ يحتاج إلى أنْ يُكافئه بها، ولكن كان فضله وإحسانه على السادات والرؤساء من سائر القبائل".
وامتدحه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً غَيْرَ رَبِّي لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلاَمِ وَمَوَدَّتُهُ، لاَ يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلاَّ سُدَّ، إِلاَّ بَابَ أَبِي بَكْرٍ"(رواه البخاري).
ولذا كان من أهل الدرجات العُلَى في الجنة, يقول النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ؛ كَمَا تَرَوْنَ النَّجْمَ الطَّالِعَ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ, وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ, وَأَنْعَمَا"(رواه الترمذي)؛ أي: زَادَا في الرُّتبة وتَجاوَزَا تلك المَنزِلة, قال عمر -رضي الله عنه-: "أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا وَخَيْرُنَا, وَأَحَبُّنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-"(رواه الترمذي).
ومن أعظم مناقبه: أنه سَبَقَ الناسَ كلَّهم للإسلام؛ يقول النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ؛ فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ, وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقْتَ, وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ؛ فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي" مَرَّتَيْنِ فَمَا أُوذِيَ بَعْدَهَا.(رواه البخاري).
قال أهل السِّيَر: لَمَّا أسلَمَ أبو بكر جعل يدعو إلى الله وإلى الإسلام مَنْ وَثَقَ به مِنْ قومه، مِمَّنْ يغشاه ويجلس إليه؛ فأسلَمَ على يديه: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، فجاء بهم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين استجابوا له فأسلموا.
ولَمَّا أَخبر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر, وقال له: "إنَّ اللهَ قد أَذِنَ لِي في الخُروجِ والهِجرة", نَسِيَ أبو بكر كلَّ شيء؛ نسي أهلَه, ومالَه, وقَومِيَّتَه, ووطَنه, وصاح بصوت بَلَّلَتْه الدموع: "الصُّحبة يا رسول الله!", قالت عائشة -رضي الله عنها-: "فواللهِ ما شعرتُ قطُّ قبل ذلك اليوم أنَّ أحداً يبكي من الفرح؛ حتى رأيتُ أبا بكرٍ يبكي يومئذ".
ومن عظيم حبِّه للنبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان ينحاز عن الظلِّ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-, ويمشي أمامه خشية الرصد, ويمشي خلفه خشية الطلب, فإذا كان حُبُّ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- معياراً لكمال الإيمان, فمَنْ يُباري أبا بكرٍ ومَنْ يُجاريه؛ بل مَنْ يُقارِبه ومَنْ يُدانيه؟! فقد سَطَّرَ -رضي الله عنه- دروساً في المحبة والفِداء بدمائه, ودموعه, وماله.
وكان أبو بكرٍ أشجع الناس, ومِمَّنْ شهد بذلك عليٌّ -رضي الله عنه-؛ حيث قال: "رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأخَذَتْهُ قريشٌ؛ فهذا يُحادَّه, وهذا يُتَلْتِله, ويقولون: أنتَ جعلتَ الآلهةَ إلهاً واحداً! فواللهِ ما دنا مِنَّا أحدٌ, إلاَّ أبو بكر يضرب ويُجاهد, ويُتلتِل هذا, وهو يقول: ويْلَكُمْ؛ أتقتلون رجلاً أنْ يقول: ربِّيَ اللهُ", ثم قال عليٌّ -رضي الله عنه-: "أَنْشُدُكم اللهَ: أَمُؤمِنُ آلِ فرعونَ خير أم هو؟", فسكتَ القومُ, فقال عليٌّ: "فواللهِ لساعة من أبي بكرٍ خير من مِلءِ الأرض من مؤمن آل فرعون؛ ذاك رجلٌ يكتم إيمانه, وهذا رجلٌ أعلَنَ إيمانَه".
قُلْتُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم؛ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى الْمَبْعُوثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين، وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى هَدْيِهِ وَاقْتَفَى أَثَرَهُ إِلَى يَوْمِ الدِّين.
أيها المسلمون: أمَّا ورعُه وشِدَّةُ خوفِه من الله -تعالى- فأشهر من أنْ يُذْكَر, وأكتفي -هنا- بقول عائشة -رضي الله عنها-: "كَانَ لأَبِي بَكْرٍ غُلاَمٌ يُخْرِجُ لَهُ الْخَرَاجَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْكُلُ مِنْ خَرَاجِهِ، فَجَاءَ يَوْمًا بِشَيْءٍ فَأَكَلَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ, فَقَالَ لَهُ الْغُلاَمُ: تَدْرِي مَا هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لإِنْسَانٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمَا أُحْسِنُ الْكِهَانَةَ، إِلاَّ أَنِّي خَدَعْتُهُ، فَلَقِيَنِي فَأَعْطَانِي بِذَلِكَ، فَهَذَا الَّذِي أَكَلْتَ مِنْهُ؛ فَأَدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ فَقَاءَ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَطْنِهِ"(رواه البخاري).
الله أكبر! إنه الإيمان الوَرَع؛ ولذا قال عمر -رضي الله عنه-: "لو وُزِنَ إيمانُ أبي بكرٍ بإيمانِ أهلِ الأرض لَرَجَحَ بهم", وعن أسلم قال: "إنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -وَهُوَ يَجْبِذُ لِسَانَهُ-, فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَهْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ؟! فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ"(رواه مالك).
وكان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُقَدِّم أبا بكر لِيُصَلِّيَ بالناس, وكان يُهَيِّئُه لخلافة المسلمين من بعده, لَمَّا أتَتْ امرأةٌ رسولَ -صلى الله عليه وسلم- فَكَلَّمَتْهُ فِي شَيْءٍ، فَأَمَرَهَا بِأَمْرٍ, فَقَالَتْ: أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنْ لَمْ أَجِدْكَ؟ -كَأَنَّهَا تَعْنِي الْمَوْتَ-, قَالَ: "إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ"(رواه البخاري).
وأعظم دليلٍ على قوة إيمانه -رضي الله عنه- وعِظَمِ يقينه بالله -تعالى-؛ ثباتُه في نبأ وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتثبيته للناس, عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: "أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ, فَقَالَ: اجْلِسْ يَا عُمَرُ! فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ, فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَتَرَكُوا عُمَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَّا بَعْدُ؛ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا -صلى الله عليه وسلم- فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللَّهَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ، قَالَ اللَّهُ -تعالى-: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)[آل عمران: 144], وَقَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الآيَةَ حَتَّى تَلاَهَا أَبُو بَكْرٍ؛ فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ, فَمَا أَسْمَعُ بَشَرًا مِنَ النَّاسِ إِلاَّ يَتْلُوهَا".
عباد الله: ومن أهم الأحداث الكبار زمن خلافته: إنفاذ جيش أسامة, وفي ذلك درس عظيم في حُسْنِ الاتِّباع؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- عقد لأسامة لواءً بيده.
وأيضاً قِتالُ المُرتدِّين في خلافته؛ عندما اشتهرتْ وفاةُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بالنواحي، ارتدَّتْ طوائِفُ كثيرةٌ من العرب عن الإسلام ومَنَعوا الزكاة، فنهض أبو بكر الصديق لقتالهم، فقال له عمر: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ, وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ؛ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ, فَمَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؛ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلاَّ بِحَقِّهِ, وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ"؛ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ؛ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ, وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالاً كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ, فَقَالَ عُمَرُ: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ"(رواه مسلم), والنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- نفسُه امتدحَ أبا بكرٍ وخِلافَتَه بقوله: "أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ"(رواه الترمذي).
وفي مرضه دَخَلَ عَلَيه أُنَاسٌ مِنْ إخْوَانِهِ يَعُودُونَهُ, فَقَالُوا له: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ! أَلاَ نَدْعُو لَك طَبِيبًا يَنْظُرُ إلَيْك؟ قَالَ: قَدْ نَظَرَ إلَيَّ، قَالُوا: فَمَاذَا قَالَ لَك؟ قَالَ: إنِّي فَعَّالٌ لِمَا أُرِيد.
ومن ثناء الصحابةِ على أبي بكر: قال عمر -رضي الله عنه-: "لوددت أني شعرة في صدر أبي بكر", وقال أنس -رضي الله عنه-: "نَظَرْنَا فِي صَحَابَةِ الأَنْبِيَاءِ, فَمَا وَجَدْنَا نَبِيًّا كَانَ لَهُ صَاحِبٌ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ", ولَمَّا دخل عليٌّ -رضي الله عنه- على أبي بكرٍ وهو مُسجَّى قال: "ما أحدٌ ألقى اللهَ بصحيفته أحب إليَّ من هذا المُسجَّى".
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي