الإبل في الإسلام, دروس وأحكام (7) السماحة والانقياد ولينُ الجانب

محمد بن إبراهيم النعيم
عناصر الخطبة
  1. استفادة المسلم من أخلاق بعض الحيوانات .
  2. من الخصال الحميدة عند الإبل .
  3. فضل حسن الخلق .
  4. فضل لين الجانب في التعامل .
  5. مظاهر السماحة واللين لدى المسلم. .

اقتباس

ونفهم من قوله -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمنون هينون لينون كالجمل الأَنِف، إن قيد انقاد، وإذا أنيخ على صخرة استناخ"، استجابة المرء لأوامر الله -تعالى- دون تلكأ، كالجمل الذلول الذي يسوقه الصغير والكبير، لا يمتنع عن أحد منهم...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

  

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وخليله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].

 

أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

إن الأخلاق الحسنة وحسن التعامل مع الغير له شأن عظيم، ومنزلة عالية عند الله -عز وجل-، إن حسن الخلق منحة ربّانية ومِنّة إلهية، لا يعطيها الله -عزّ وجل- إلا لمن اصطفاه وأحبّه، وأكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا، وأولئك أقربهم مجلساً من النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة.

 

أيها الإخوة في الله: لا نزال في سلسلة من الخطب عن الإبل في الإسلام - دروس وأحكام، ومع الخطبة السابعة من هذه السلسلة، التي أعرض فيها بعض الصفات الحميدة التي أُمرنا فيها بالتشبه بالإبل وهي: السماحة, والانقياد, وأخذ الأمور بالهوْنِ ولينُ الجانب. 

 

وهل يعقل أن نأخذ بعض الأخلاق الحميدة من الإبل؟! نعم؛ فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها، حتى لو كانت من الحيوانات أو الطيور، ألم يرسلِ اللهُ -تعالى- لقابيل غراباً يعلمه كيف يواري سوءة أخيه؟؛ فقال -تعالى-: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)[المائدة: 31], لذلك يُضرب المثل بوفاءِ الكلاب، وصبر الجمال, ونشاط النمل وانتظام النحل, وغير ذلك.

 

ولقد أُمرنا بالتشبه بالإبل بخصال عديدة حميدة والتي منها: السماحة, والانقياد, وعدم العناد، وقبول النصيحة، وأخذ الأمور بالهوْنِ ولينُ الجانب؛ فقد روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "المؤمنون هينون لينون؛ كالجمل الأَنِف -أي الذلول-؛ إن قيد انقاد، وإذا أنيخ على صخرة استناخ"(رواه البيهقي وابن المبارك في الزهد).

 

وأما ثواب من اتصف بهذه الصفات الحميدة، فنسمعه من الحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "حُرِّمَ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ، سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنْ النَّاسِ"(رواه أحمد والترمذي), فالأصل في المؤمنين أن يكونوا هينين لينين فيما بينهم، وأشداء على عدوهم، وليس العكس كما هو حالنا، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)[الفتح: 29].

 

فبيَّن الحديثان أن حُسن الخلق يُدخل صاحبَه الجنة، وليس ذلك فحسب؛ بل ويُحرمه على النار أثناء المرور على الصراط, فإن حسن الخلق يدعو المسلم ليكون سهل العريكة، لين الجانب، طلق الوجه، قليل النفور، طيب الكلمة، سهل الانقياد، يقبل النصيحة ويأخذ بها من أي فرد، يتصف بالسماحة، لا يكبر الأمور، وإنما يأخذها بالهون واللين, فاللّين: هو سهولة الانقياد للحقّ، والتلطّف في معاملة النّاس وعند التّحدّث إليهم. 

 

فما هو حالنا مع هذا الحديث الشريف والتوجيه النبوي الكريم؟. 

عندما أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلٌ فَكَلَّمَهُ، فَجَعَلَ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ, قَالَ لَهُ -صلى الله عليه وسلم-: "هَوِّنْ عَلَيْكَ؛ فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ، إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ"؛ وهو اللحم المجفف المملح, ولذلك كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله فتنطلق به حيث شاءت، حتى يحل لها مشكلتها ويقضي حاجتها؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- هين لين مع الناس، يتواضع لهم.

 

فالإنسان الهين اللين السهل تستطيع أن تتكلم معه بسهولة وأريحية، وعندما تعتذر له يقبل منك الاعتذار، دون أدنى صعوبة، لا يُصعب الأمور ولا يعقدها؛ فهو سهل في المعاملة، يعيش على مبدأ المسامحة، ولذلك تراه قريباً من الناس. 

 

فبعض الناس لو دخل بيته فوجد الزوجة لم تُعد طعامه، لأقام الدنيا ولم يقعدها، وضخم حجم المشكلة، وكم سمعنا من قصص كانت نهايتها الطلاق بسبب أمور تافهة، بينما الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان أحياناً يدخل بيت عائشة -رضي الله عنها- فيقول "هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟", فتقول: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ، فيقول: "فَإِنِّي صَائِمٌ"؛ انظروا كيف هون المشكلة، وليس شرطا أن تصوم، فالمطاعم منتشرة  في كل مكان، فسهل الأمور فالمؤمنون هينون لينون كالجمل الأَنِف، إن قيد انقاد، وإذا أنيخ على صخرة استناخ. 

 

وترى البعض هيناً ليناً مع الناس، ولكنه صعب مع أهل بيته، لا يأخذ بمشورة أهله أو أولاده، ويرى أنهم لا زالوا صغارا في عينيه، بل ويرى أن الأخذ برأيهم عيباً أو نقصاً في أبوته أو رجولته، ونسي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخذ بمشورة أم سلمة -رضي الله عنها-، حين أمر الصحابة أن يحلوا إحرامهم ويحلقوا رؤوسهم في صلح الحديبية، فالمؤمنون هينون لينون كالجمل الأنٍف, قال -تعالى-: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)[آل عمران: 159].

 

وعلى عكس ذلك، فبعض أفراد المجتمع عندما يرون الرجل هيناً ليناً طيب المعشر مع الناس، عابوا عليه هذه الخصلة، وأعدوه ضعيف الشخصية، وكأنّ الرجلَ في نظرهم لا تكتمل رجولته إلا بالقسوة والغلظة ونبذ المشورة. 

 

ومن الناس من يرفض أن ينصحه أحد ولا يأخذ إلا برأيه، ويرى رأي غيره هو الخطأ، وقد يرد عليه متعالياً: "أمثالك لا يعلمني"، بينما المؤمنون هينون ليون كالجمل الأنٍف، يقبلون النصح من أي فرد. 

 

ولا بد من العلم بأن اللين له حدود، كي لا يصبحَ ضعفاً وخنوعاً ونوعاً من اللامبالاة، وقديماً قيل: "لا تكن رطباً فتعصر ولا يابساً فتكسر"؛ ولهذا رُوي عن لقمان -عليه السلام- أنه قال لابنه: "يا بني! لا تكن حلواً فتبلع، ولا مراً فتُلفظ، فإن خير الأمور أوسطها"؛ أي أعدلها.

 

وينبغي العلم أن المرادَ بأن المؤمنين هينون لينون: أن تكون سهلاً في أمر دنياك ومهمات نفسك، وأن يكون اللين في غير ذل ولا ضعف، أما في أمر الدين، فلا هوادة في الحق ولا تنازل، وإنما يكونُ المرءُ شديدُ الانقياد للشارع في أوامره ونواهيه. 

 

أيها الأخوة في الله: ونفهم من قوله -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمنون هينون لينون كالجمل الأَنِف، إن قيد انقاد، وإذا أنيخ على صخرة استناخ"، استجابة المرء لأوامر الله -تعالى- دون تلكأ، كالجمل الذلول الذي يسوقه الصغير والكبير، لا يمتنع عن أحد منهم، والمتتبع لأحوال الصحابة -رضوان الله عليهم-، يرى سرعة استجابتهم وذلولهم لأوامر الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، كذلول الجمل.

 

فعَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا اسْتَوَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَالَ: "اجْلِسُوا"، فَسَمِعَ ذَلِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَجَلَسَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "تَعَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ!"(رواه أبو داود), وروى ابْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: اتَّخَذَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنِّي اتَّخَذْتُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ"، فَنَبَذَهُ وَقَالَ: "إِنِّي لَنْ أَلْبَسَهُ أَبَدًا"، فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ.(متفق عليه), وعندما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عن أحد أبواب مسجده: "لَوْ تَرَكْنَا هَذَا الْبَابَ لِلنِّسَاءِ", لَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ عبد الله بنُ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ، والقصص في ذلك كثير.

 

أيها الأخوة في الله: "المؤمنون هينون لينون، كالجمل الأَنِف، إن قيد انقاد، وإذا أنيخ على صخرة استناخ"، نأخذ من هذا الحديث الشريف العديد من المفاهيم والخصال الحميدة التي ينبغي التحلي بها: كالسماحة في التعامل، ولين الجانب، وسرعة الاستجابة، والسمع والطاعة بالمعروف، وسهولة الانقياد وقبول النصيحة، كسهولة اقتياد الجمل، فهل نتحلى بذلك؟.

 

أقول قولي هذا, وأستغفر الله العظيم من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 الخطبة الثانية :

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلامُ على من لا نبي بعده وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:

 

 فاتقوا الله -تعالى- وتخلقوا بالأخلاق الفاضلة، واعلموا أن من صفات المؤمن أنه سهل الطاعة والانقياد، لين الجانب، متواضع لا يتكبر على الغير، فشأنه تَرْك التَّكَبُّر وَالْتِزَام التَّوَاضُع، فَيَكُون ‏‏كَالْجَمَلِ الأَنِف ‏الَّذِي جُعِلَ الزِّمَام فِي أَنْفه، فَيَجُرّهُ مَنْ يَشَاء مِنْ صَغِير وَكَبِير، إِلَى حَيْثُ يَشَاء ‏‏حَيْثُمَا سِيقَ.

 

ومما يؤخذ من هذا الحديث الشريف -أيضا-: أن المؤمن سهل القياد إذا أُمر بالخير ودُل عليه كالجمل الأٍنف؛ أي: الذلول، ألا ترون كيف سخر الله -تعالى- الجمل يسوقه الصغير والكبير لا يمتنع عن أحد منهم؟! كذلك المسلم، يسهل قياده في طاعة الله -تعالى-، وطاعة ولي أمره بالمعروف, وقد روى الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ قال: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟, قَالَ: "قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلاَّ هَالِكٌ، مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا؛ فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الأَنِفِ حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ"(رواه أحمد وابن ماجه).

 

ذكر الشيخ عبد الكريم الخضير-حفظه الله-: أن قوله -صلى الله عليه وسلم-: "فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الأَنِفِ حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ"، يعني سهل القياد، لا ينتصر لحظوظ نفسه ويعاند ويصر, -لا-, يتبع الحق حيثما انقيد، حيثما قيد بالحق انقاد، كالجمل الأَنِف، الذي يُجعل الزمام في أنفه ويجر به، هذا الجمل الذي خُرم أنفه، ووضع فيه القياد -الزمام- وقيد به، لا يستطيع أن يخالف قائده، فعلى هذا: المؤمن ينقاد حيثما قيد بالنصوص، لا أنه مغفل يُجر حيثما أراد من أراد أن يجره، ويستهويه من حيث من أراد أن يجلبه إلى هواه, -لا-, المؤمن كيس فطن، ومع ذلك سهل القياد، وقد جاء في الحديث: "لينوا بأيدي إخوانكم"، ومن الناس من هو -وإن انتسب إلى الإسلام- من هو عسر الطبع، بحيث يكون معانداً في كل ما يُؤمر به، كما قال بعضهم: السهل يوطأ، ولا شك أن الإنسان إذا دعي إلى الحق عليه أن يستجيب، وليس له خيرة، فينقاد لأمر الله وأمر رسوله، ومن يأمر بهما" اهـ.

 

أيها الأخوة في الله: عرفنا أن المؤمنين هينون لينون كالجمل الأَنِف، إن قيد انقاد، وإذا أنيخ على صخرة استناخ، وأن من اتصف بذلك حُرِّمَ عَلَى النَّارِ.

 

أسأل الله -تعالى- أن يحسن أخلاقنا، ويغفر زلاتنا، ويكبت عدونا, وأن يحبب إلينا الإيمان, اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق, اللهم أحينا على أحسن الأحوال, اللهم ارزقنا الثبات حتى الممات, اللهم أصلح لنا ديننا, اللهم احفظ علينا أمننا واستقرارنا، وأصلح ولاة أمرنا.  

 

 


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي