الحي –جل جلاله-

د عبدالله بن مشبب القحطاني
عناصر الخطبة
  1. اسم الله الحي ومعناه ودلائله .
  2. الحياء من الإيمان .
  3. الحث النبوي على لزوم الحياء .
  4. الحياء كله خير .
  5. نماذج من أهل الحياء. .

اقتباس

الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِالْخَيْرِ، مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى رَجُلٍ يُعَاتِبُ آخَرَ فِي حَيَائِهِ: إِنَّكَ لَتَسْتَحْيِي! حَتَّى كَأَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ.. وَمَنْ زَادَ إِيمَانُهُ زَادَ حَيَاؤُهُ، لِذَا كَانَ الْأَنْبِيَاءُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ...

الخطبة الأولى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

أَيُّهَا النَّاسُ: صَحَّ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ؛ فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ"(حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ)؛ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-"الْحَيِيُّ".

فَرَبُّنَا -سُبْحَانَهُ- هُوَ الْحَيِـيُّ، الْمَوْصُوفُ بِكَمَالِ الْحَيَاءِ، الَّذِي يَلِيقُ بِكَمَالِهِ وَجَلَالِهِ وَعُلُوِّهِ؛ لَيْسَ كَحَيَاءِ الْمَخْلُوقِينَ، الَّذِي هُوَ: تَغَيُّرٌ وَانْكِسَارٌ.

حَيَاءُ الرَّبِّ -سُبْحَانَهُ- نَوْعٌ آخَرُ، لَا تُدْرِكُهُ الْأَفْهَامُ، وَلَا تُكَيِّفُهُ الْعُقُولُ؛ فَإِنَّهُ حَيَاءُ كَرَمٍ وَبِرٍّ وَجُودٍ وَجَلَالٍ؛ فَمِنْ جَلَالِ اللَّهِ -سُبْحَانَهُ-: أَنَّ حَيَاءَهُ هُوَ: تَرْكُ مَا لَيْسَ يَتَنَاسَبُ مَعَ سِعَةِ رَحْمَتِهِ وَكَمَالِ جُودِهِ وَكَرَمِهِ وَعَظِيمِ عَفْوِهِ وَحِلْمِهِ، وَمِنْ ذَلِكَ؛ أَنَّهُ يَسْتَحِي أَنْ يَرُدَّ عَبْدَهُ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ بِالدُّعَاءِ.

وَمِنْ جَلَالِهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: أَنَّهُ -مَعَ كَمَالِ غِنَاهُ، وَتَمَامِ قُدْرَتِهِ- يَسْتَحِي مِنْ هَتْكِ سِتْرِ الْعَبْدِ وَفَضْحِهِ؛ فَالْعَبْدُ يَتَقَوَّى وَيَسْتَعِينُ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، وَاللَّهُ -مَعَ كَمَالِ غِنَاهُ- يَتَحَبَّبُ إِلَى عَبْدِهِ بِالنِّعَمِ، وَهُوَ يَتَبَغَّضُ إِلَيْهِ بِالْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ فِي كُلِّ الْأَوْقَاتِ.

وَهُوَ الْحَيِيُّ فَلَيْسَ يَفْضَحُ عَبْدَهُ *** عِنْدَ التَّجَاهُرِ مِنْهُ بِالْعِصْيَانِ

لَكِنَّهُ يُلْقِي عَلَيْهِ سِتْرَهُ *** فَهُوَ السِّتِّيرُ وَصَاحِبُ الْغُفْرَانِ

وَمِنْ كَرَمِ اللَّهِ: أَنَّهُ يَسْتَحِي مِنَ الْعَبْدِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا، جَاءَ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ"(حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ).

وَمِنْ عَدْلِ اللَّهِ: أَنَّهُ لَا يَسْتَحِي مِنَ الْحَقِّ، قَالَ تَعَالَى: (وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ)[الْأَحْزَابِ: 53]، وَعَلَى قَدْرِ الْمُشَاهَدَةِ لِلَّهِ تَكُونُ قَوَّةُ الْحَيَاءِ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ.

وَمَنْ زَادَ إِيمَانُهُ زَادَ حَيَاؤُهُ، لِذَا كَانَ الْأَنْبِيَاءُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ حَيَاءً، وَقَدْ وُصِفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأَنَّهُ: "أَشَدُّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا".

جَاءَ فِي "صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ": أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلًا حَيِـيًّا سِتِّيرًا، لَا يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ؛ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ، فَآذَاهُ مَنْ آذَاهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ فَقَالُوا: مَا يَسْتَتِرُ هَذَا التَّسَتُّرَ إِلَّا مِنْ عَيْبٍ بِجِلْدِهِ؛ إِمَّا بَرَصٌ، وَإِمَّا أُدْرَةٌ، وَإِمَّا آفَةٌ". وَإِنَّ اللَّهَ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّئَهُ مِمَّا قَالُوا لِمُوسَى، فَخَلَا يَوْمًا وَحْدَهُ، فَوَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى الْحَجَرِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ إِلَى ثِيَابِهِ لِيَأْخُذَهَا، وَإِنَّ الْحَجَرَ عَدَا بِثَوْبِهِ، فَأَخَذَ مُوسَى عَصَاهُ وَطَلَبَ الْحَجَرَ؛ فَجَعَلَ يَقُولُ: ثَوْبِي حَجَرُ! ثَوْبِي حَجَرُ! حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ فَرَأَوْهُ عُرْيَانًا أَحْسَنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ، وَأَبْرَأَهُ مِمَّا يَقُولُونَ، وَقَامَ الْحَجَرُ، فَأَخَذَ ثَوْبَهُ فَلَبِسَهُ، وَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا بِعَصَاهُ، فَوَاللَّهِ! إِنَّ بِالْحَجَرِ لَنُدَبًا مِنْ أَثَرِ ضَرْبِهِ، ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا)[الْأَحْزَابِ: 69].

وَالْحَيَاءُ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ الْإِيمَانِ، جَاءَ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، وَالْحَيَاءُ: شُعْبَةُ مِنَ الْإِيمَانِ"(أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ).

وَأَعْظَمُ الْحَيَاءِ وَأَحَبُّهُ: الْحَيَاءُ مِنَ اللَّهِ -سُبْحَانَهُ-، وَلَـمَّا قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأَصْحَابِهِ: "اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا نَسْتَحْيِي؛ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ! قَالَ: "لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنْ مَنِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ؛ فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَلْيَحْفَظِ الْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْيَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ"(حَدِيثٌ حَسَنٌ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ).

اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ الْحَيَاءِ.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ لِلَّـهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عِبَادَ اللَّهِ: الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِالْخَيْرِ، مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى رَجُلٍ يُعَاتِبُ آخَرَ فِي حَيَائِهِ: إِنَّكَ لَتَسْتَحْيِي! حَتَّى كَأَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ أَضَرَّ بِكَ! فَقَالَ لَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دَعْهُ! فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ"(حَدِيثٌ صَحِيحٌ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ).

وَفِي "الصَّحِيحَيْنِ" عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ"، وَفِي لَفْظٍ: "الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ"(أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ).

الْحَيَاءُ: دَلِيلٌ عَلَى الْمُرُوءَةِ، وَعُنْوَانٌ عَلَى الشَّهَامَةِ، وَآيَةٌ عَلَى حُسْنِ الْخُلُقِ.

الْحَيَاءُ: اسْتِشْعَارٌ لِعَظَمَةِ اللَّهِ، وَاسْتِحُضَارٌ لِهَيْبَتِهِ، وَمُرَاقَبَةٌ لِجَلَالِهِ -سُبْحَانَهُ-.

قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ مُطَّلِعٌ عَلَيَّ؛ فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ يَرَانِي عَلَى مَعْصِيَةٍ.

وَإِذَا خَلَوْتَ بِرِيبَةٍ فِي ظُلْمَةٍ *** وَالنَّفْسُ دَاعِيَةٌ إِلَى الْعِصْيَانِ

فَاسْتَحْيِ مِنْ نَظَرِ الْإِلَهِ وَقُلْ لَهَا *** إِنَّ الَّذِي خَلَقَ الظَّلَامَ يَرَانِي

قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "مَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ، وَمَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ".

وَهَذَا عُثَمَانُ بْنُ عَفَّانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-؛ تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ؛ لِشِدَّةِ حَيَائِهِ مِنْ رَبِّهِ.

قِيلَ: مِنْ عُقُوبَاتِ الْمَعَاصِي: ذَهَابُ الْحَيَاءِ وَصَفَاءِ الْوَجْهِ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ مِـمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّـبُوَّةِ الْأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ"(أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ).

إِذَا لَمْ تَخْشَ عَاقِبَةَ اللَّيَالِي *** وَلَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَعْ مَا تَشَاءُ

يَعِيشُ الْمَرْءُ مَا اسْتَحْيَا بِخَيْرٍ *** وَيَبْقَى الْعُودُ مَا بَقِيَ اللِّحَاءُ

اللَّهُمَّ! ارْزُقْنَا الْحَيَاءَ مِنْكَ، وَوَفِّقْنَا لِتَحْقِيقِ خَشْيَتِكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَالسِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ.

اللَّهُمَّ! إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعِفَّةَ وَالْغِنَى، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَأَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لَنَا خَيْرًا.

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَأَخْرِجْنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّاتِنَا، وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّتِنَا وَأَمْوَالِنَا، وَاجْعَلْنَا مُبَارَكِينَ أَيْنَمَا كُنَّا.

وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي