مواضع تجاب فيها الدعوات -2

عبد الله بن علي الطريف
عناصر الخطبة
  1. مكانة الدعاء وفضائله .
  2. من مواطن استجابة الدعاء .
  3. أهمية سؤال الله العافية .
  4. تعليمات للوقاية من الوباء. .

اقتباس

قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ؛ عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ"(رواه مسلم), وَكَانَ بَعْضُ السَّلَفِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ لِنَفْسِهِ، يَدْعُو لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ بِتِلْكَ الدَّعْوَة؛ لِيَدْعُوَ...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

إنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].

أيها الإخوة: الدعاء من أجلِّ العبادات وأحبها إلى رب البريات، وهو سمة العبودية، وأبرز علاماتها, وفيه يستشعر الداعي الافتقار والانكسار والتذلل بين يديه, قال -صلى الله عليه وسلم-: "الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ"(رواه الترمذي وابن ماجه عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، وصححه الألباني).

وفي الدعاءِ تتجلى الطاعةُ للهِ، والامتثالُ لأمرِه, قال -تعالى-: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)[غافر:60], والسين في "أَسْتَجِبْ" سِينُ التَّوْكِيدِ، وَهُوَ يَقُومُ مَقَامَ الْقَسَمِ عِنْدَ أَصْحَابِ الْمَعَانِي, والدعاء أكرم شيء على الله -تعالى-, قال -صلى الله عليه وسلم-: "لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ -تعالى- مِنْ الدُّعَاءِ"(رواه ابن ماجه، والترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي وحسنه الألباني)؛ أي: لا يُوجَدُ شيءٌ في العباداتِ أفضلُ عِندَ اللهِ -سبحانه وتعالى- مِن الدُّعاءِ؛ لأنَّ الدُّعاءَ فيه إظهارُ العَجْزِ والخُضوعِ والفَقرِ إلى اللهِ، والاعترافُ بقوَّةِ اللهِ -سبحانه-.

والدعاء سبب لدفع غضب الله قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّهُ مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ؛ يَغْضَبْ عَلَيْهِ"(رواه البخاري في الأدب المفرد, والترمذيُّ وابن ماجه، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني).

والمتكاسل عن الدعاء من أعجز الناس, قال -صلى الله عليه وسلم-: "أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنْ الدُّعَاءِ, وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ"(رواه ابن حبان وصححه الألباني)؛ قَالَ الطِّيبِيُّ: "مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ يُبْغِضْهُ, وَالْمَبْغُوضُ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِ, وَاللَّهُ يُحِبُّ أَنْ يسْأَل" انْتهى.

ويكفي الداعي شرفاً أنه في معية الله, قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي, وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي"(رواه مسلم).

أيها الإخوة: أعظم ما يريده المسلم أن يستجيبَ اللهُ دعاءَه, وينبغي له أن يتخير لدعائه أو قات الإجابة ومواضعها، وقد ذكرنا فيما مضى شيئاً منها، ومن الأحوال التي يُتحرّى فيها الدعاء؛ حين الصيام, قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ لِلصَّائِمِ عَنْدَ فِطْرِهِ دَعْوَةٌ مَا تُرَدُّ", عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- وإسناده صحيح), وَزَاَدَ -صلى الله عليه وسلم- فِيِ حَديثٍ آَخَرَ: دَعوةُ المظلُومِ، ودعوةُ المسافِرِ؛ فقال: "ثلاثُ دَعَواتٍ مُستجاباتٍ: دعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المظلُومِ، ودعوةُ المسافِرِ"(رواه الطبراني وهو صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-).

ومما ترجى استجابته دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب في أي وقت, بحيث لا يعلم المدعو له بذلك، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ؛ عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ"(رواه مسلم عَنْ أُمَّ الدَّرْدَاءِ), وَكَانَ بَعْضُ السَّلَفِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ لِنَفْسِهِ، يَدْعُو لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ بِتِلْكَ الدَّعْوَة؛ لِيَدْعُوَ لَهُ الْمَلَكُ بِمِثْلِهَا، فَيَكُونَ أَعْوَنَ لِلِاسْتِجَابَةِ!.

قال شيخنا محمد العثيمين: "يعني لك بمثل ذلك, فالملَكُ يؤمن على دعائك إذا دعوت لأخيك بظهر الغيب، ويقول: لك مثله, وهذا يَدُلُ على فضيلةِ هذا، لكنه فيمن لم يطلب منك أن تدعو له، أما من طلب منك أن تدعو له فدعوت له فهذا كأنه شاهد؛ لأنه يسمع كلامك؛ لأنه هو الذي طلب منك، لكن إذا دعوت له بظهر الغيب بدون أن يطلب منك فهذا هو الذي فيه الأجر وفيه الفضل, والله الموفق" أهـ, فإذا أردت أن تستجاب دعوتك فادع لإخوانك؛ حتى يدعو لك الملك لأن دعاءه مستجاب.

أيها الإخوة: ومن مواطن استجابة الدعاء إِذَا حَضَرْتُمْ عند الْمَرِيضَ أَوْ الْمَيِّتَ، فَـعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَرِيضَ أَوِ الْمَيِّتَ، فَقُولُوا خَيْرًا؛ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ"، قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَدْ مَاتَ، فَمَا أَقُولُ؟ قَالَ: "قُولِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ, وَأَعْقِبْنَا عُقْبَى صَالِحَةً", قَالَتْ: فَأَعْقَبَنِي اللَّهُ -تعالى- بِهِ مُحَمَّدًا -صلى الله عليه وسلم-"(رواه مسلم).

ومن أوقات الدعاء المستجاب الذي أقسم الباري -جل جلاله- بعزَّته وجلاله أنه لا يَرُدُ صاحبَها: دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهَا تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ، يَقُولُ اللهُ -جَلَّ جَلَالُهُ-: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ"(رواه الطبراني وابن حبان عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وصححه الألباني)، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى اليَمَنِ: "وَاتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ"(رواه البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-)؛ أَيْ: لَيْسَ لَهَا صَارِفٌ يَصْرِفُهَا وَلَا مَانِعٌ، وَالْمُرَادُ أَنَّهَا مَقْبُولَةٌ وَإِنْ كَانَ صَاحِبُهَا عَاصِيًا؛ كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ: "دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ، وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا؛ فَفُجُورُهُ عَلَى نَفْسِهِ"(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عِنْدَ أَحْمَدَ مَرْفُوعًا وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ).

أيها الإخوة: ومن الدعاء المستجاب الذي لا يرد: دعوة الوالد لولده, قال شيخنا محمد العثيمين: "دعوة الوالد لولده أو عليه مستجابة، أما دعوته لولده؛ فلأنه يدعو لولده شفقة, ورحمة والراحمون يرحمهم الله -عز وجل-, وأما الدعاء عليه؛ فإنه لا يمكن أن يدعو الوالد على ولده إلا باستحقاق, فإذا دعا عليه وهو مستحق لها؛ استجاب الله دعوته, والوالد سواء الأم أو الأب" أهـ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "ثلاثُ دَعَواتٍ لَا تُرَدُّ: دَعْوَةُ الوَالِدِ لِوَلَدِهِ, وَدَعْوَةُ الصَّائِمِ, ودَعْوَةُ المُسافِرِ"(رواه أَبُو الْحسن بن مهرويه في الثلاثيات الضياء عن أنس، وحسنه الألباني في صحيح الجامع)، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثُ دَعَواتٍ مُسْتَجاباتٌ لاَ شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الوَالِدِ على وَلَدِهِ, وَدَعْوَةُ المُسافِرِ, وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ"(رواه أحمد وأبو داود والترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وحسنه الألباني في صحيح الجامع).

ودعاء الولد الصالح لوالديه مستجاب، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ"(رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-).

اللهم أصلح ذريتنا واجعلنا هداة مهتدين, قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم؛ إنه غفور رحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه.

أيها الإخوة: والدعاء سببٌ لرفع البلاء: قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ فُتِحَ لَهُ مِنْكُمْ بَابُ الدُّعَاءِ؛ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ, وَمَا سُئِلَ اللَّهُ شَيْئًا يَعْنِي أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ الْعَافِيَةَ", وَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ, فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ"(رواه الترمذي والحاكم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- وحسنه الألباني).

أيها الإخوة: ونحن في زمن هذه الجائحة علينا جميعاً أن نتوجه لله -تعالى- بالدعاء بالعافية منها, سواء نزلت بنا أو لم تنزل, وقد أكد المسؤولون بأن علينا مع الدعاء الالتزام بالاحترازات الوقائية؛ من لبس الكمام, والتباعد الجسدي في جميع الأحوال, والتأكيد على النظافة, والبعد عن التجمعات بقدر الإمكان, وإن اضطر المرء لذلك فليحترز.

ويجب على من أصيب أن يعتزل الناس حتى يشفى, وعلينا السمع والطاعة فيما لا معصية فيه، فكيف بما يجب علينا؟! فعله فيزداد تأكد الأمر كذلك فيما يتعدى ضرره للمسلمين.

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي