جزاء المتقين الثابتين النصر والتمكين

محمد سليم
عناصر الخطبة
  1. تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من نقض عرى الإسلام .
  2. حال الأمة الإسلامية الآن كحال اليتيم .
  3. قيام الصحابة بأمر الدين خير قيام .
  4. وجوب التحاكم إلى شرع الله والتحذير من ترك شرعه تعالى .
  5. حال المسلمين الآن يُحزِن القلوب .
  6. على المسلمين الثبات على دينهم ومبادئهم مهما كانت المغريات .
  7. جزاء المؤمنين الثابتين النصر والتمكين .
  8. لابد للمسلمين من توبة صادقة خالصة .

اقتباس

وانتهى الحصار بمفاجأتين؛ الأولى: أن الأَرَضَة أكلت وثيقة المقاطعة الظالمة الخسيسة، والتي كانت قريش تعاهَدَتْ عليها؛ لتكون إشارة على أن الله مع المؤمنين الصادقين، والمفاجأة الثانية: أن من زعماء قريش من سعى إلى نقض صحيفة المقاطعة الجائرة، وكان لهم ما أرادوا...

الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين، قال وهو أصدق القائلين: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[آلِ عِمْرَانَ: 139]، فلا حول ولا قوة إلا بالله لنصرتنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله لعزتنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله لتفريج كرباتنا.

اللهم لكَ أَسْلَمْنا فمكِّن لنا في الأرض، اللهم بكَ آمَنَّا فلا تُخزِنَا يومَ العرض، اللهم أنتَ حسبُنا ونِعْمَ الوكيلُ، ونشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، يُحيي ويُميت، بيدِه الخيرُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ؛ قال سبحانه: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)[الْأَنْعَامِ: 82]، فاتقوا الله وأطيعوه؛ فالأمرُ أمرُه، والنهيُ نهيُه، فلا أمنَ ولا سلامَ للناس إلا باتباع شريعة رب الناس، ولا عزَّة للمسلمين إلا بحاكم مسلم صالح على منهاج النبوة، اللهم عَجِّلْ لنا بحُكمٍ رشيدٍ، وإمامٍ سديدٍ، يحكمنا بشرع القرآن المجيد.

ونشهد أن سيدنا وقائدنا وقرة عيوننا ومهجة قلوبنا محمد عبد الله ونبيه ورسوله، إمامُنا في الدين والدنيا، آمَنَّا به، وأحببناه ونصرناه، نفتديه بآبائنا وأمهاتنا، وبكل غالٍ ونفيس، اللهم ارزقنا شفاعتَه واللقاء به على حوضه، مع الصالحين الذين لم يُغيِّروا بعدَه، وارزقنا صحبتَه في الفردوس الأعلى، اللهم صلِّ وسلِّم على آله الطيبينَ الطاهرينَ، صلاةً وسلامًا دائمينَ متلازمينَ إلى يوم الدين، وصلِّ اللهم على أصحابه المؤمنينَ المجاهدينَ، الذين نصروا الدينَ، وعلى التابعينَ وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.

أيها المؤمنون: أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- خبرًا فيه تحذير لنا فقال: "لَتُنْقَضَنَّ ‌عُرَى ‌الْإِسْلَامِ ‌عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ".

يا عبادَ اللهِ: يا مُرابطونَ: عرى الإسلام هي شُعَبُه، وما يُتمَسَّكُ به من أمور الدين، ونقضُها هو حلُّها والتخلِّي عنها، والعجيب أن المسلمين كلما نُقضت عروة، لم يحاولوا التمسكَ بها مرةً أخرى، بل ينتقلون إلى التي تليها، وها نحن نرى عرى الإسلام تنقُص يومًا بعد يوم، وشيئًا فشيئًا، وأول ما دخل النقص على عرى الإسلام هو نقض الحكم بشريعة الله، ففي بداية أمرنا كانت نبوة وخلافة، وبعد انتقال النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى صار الحكم بشرع الله يُنتَقَص، حتى قُضِيَ على آخِر معقل للحكم بالإسلام في أوائل القرن الماضي، فكان زوال الحكم بالإسلام سببًا للويلات التي حلَّت بالمسلمين وبقضاياهم المصيرية.

أيها المؤمنون، أيها المرابطون: هل سمعتُم عن اليتيم الذي يُقهَر ويُنهَر؟ إنه أنتم، الأمة الإسلامية المقهورة المنهورة؛ لأنها فقدت أمَّها وأباها، فقدت الإمامةَ الكبرى؛ إمامة الدين والدنيا، وانشغلت عن مصدر عزتها فصارت كما وصفها الواصفُ كالأغنام الخائفة الجائعة، في الليلة المظلمة المطيرة، وصدَق اللهُ ربُّنا حيث يقول: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)[الشُّورَى: 30].

أيها المؤمنون: لقد حمَل نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- الإسلام بمفرده دعوةً وجهادًا، وبعد ثلاث وعشرين سنةً، وقَف على جبل عرفات بين ما يزيد عن المائة ألف مسلم، الذين هم ثمرة دعوته وجهاده؛ ليحملوا الأمانة من بعده؛ أمانة حمل الدين والدعوة إليه، والحكم بما أنزل الله، وأوصاهم وصيته المشهورة فقال: "‌إِنَّ ‌الشَّيْطَانَ ‌قَدْ يَئِسَ ‌أَنْ ‌يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ، وَلَكِنْ رَضِيَ أَنْ يُطَاعَ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ، ممَّا تَحقِرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَاحْذَرُوا، إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا أَبدًا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ".

أيها المسلمون، أيها المرابطون: أما الصحابة الكرام فقد حملوا الأمانة بحقها في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبعد مماته، فهذا سعد بن الربيع في غزوة أحد، وقبل أن يلفظ أنفاسه شهيدًا، يقول للصحابة الذين حولَه: "لا عذرَ لكم إن خُلِصَ إلى نبيكم وفيكم عينٌ تَطرُفُ"؛ لأنه أيقن كما أيقن الصحابة معه أنه لا بقاء للإسلام، ولا وجود للمسلمين إلا بأمرين: الأول: الثبات على الدين، والتمسُّك بأحكامه، والأمر الثاني: أن وجود إمام للمسلمين جزء لا يتجزأ من حياتهم؛ فهو روح الأمة، وأنفاسها، ولهذا تمسَّك الصحابةُ الكرامُ بهذين الأمرين؛ بالعمل بأحكام الدين، وبالمحافظة على الحكم بشريعة الإسلام، فكانت الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، أما المسلمون اليوم فقد نقضوا عرى الإسلام، وعروة الحكم بما أنزل الله، وينتقصون من دينهم شيئًا فشيئًا، الصحابة خلعوا الجاهلية على عتبات الإسلام، ونحن نضع الجاهلية على عتبات بيوتنا، الصحابة طلَّقُوا الدنيا ثلاثًا، ونحن رضينا بالغثائية، ورضينا بالوهن، وقد حذَّرَنا اللهُ -تعالى- من الجاهلية ومن الأخذ بها فقال: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)[الْمَائِدَةِ: 50]؛ فاتقوا الله يا مسلمون، وكونوا على ما استودعكم الله ورسوله أمناء، واحفظوا ما استحفظكم الله عليه من الإسلام، فمَنْ فرَّط في دينه ندم، ومن ضَلَّ عن شرع الله قُصِمَ.

يا عباد الله: الصحابة عملوا بأحكام الدين كلها، ولم ينقضوا عراها، فما بال المسلمين اليوم ينقضون عرى الإسلام، فمن المسلمين مَنْ يصلي ويصوم، وهو متعوِّد على الكذب وقاطِع للرحم، ومن المسلمين من تخرُج زوجتُه وبناتُه متبرجات، ومن المسلمين من ينافق جهارًا، ويعطي ولاءه للكافرين ليلًا ونهارًا، فكيف يرجو ناسٌ هذا حالُهم أن يوفِّق الله حُكَّامَهم، أو أن يحرِّر اللهُ أوطانَهم؟ أو أن يستجيب الله دعاءهم؟ وكيف يزعم هؤلاء أنهم من المرابطين ولم يربطوا قلوبهم وسلوكهم بربهم العظيم، فحال المسلمين اليوم، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنما الناس كالإبل المائة، لا تكاد تجد فيها راحلة".

فعُودُوا -يا عبادَ اللهِ- إلى ربكم عودةً صادقةً، وليكن كل واحد منكم تلك الراحلة التي تَحمِل الدينَ، وتنفع المسلمينَ، ولا تُجَزِّئوا دينَكم، فتأخذوا بعضَه، وتتركوا بعضَه، فالإسلام يُؤخَذ كلُّه، عقيدةً وعبادةً ومعاملاتٍ وأخلاقًا وسلوكًا، فهو منهاج حياتكم، وسبيل خلاصكم مما أنتم فيه من ذل وهوان وصَغار، وقد جعلكم الله حرَّاسًا لهذا الدين، وقد أمَّنَكُم الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- عليه، وتَرْكُ حراسةِ الدينِ وتضييعُه خيانةٌ، وقد حذَّرَكم اللهُ منها بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)[الْأَنْفَالِ: 27]، فاحذروا أن تَلقَوْا ربَّكم غدًا مفرطينَ، أو تلقوه غدًا خائنينَ.

يا مؤمنون: لقد حاوَلَتْ قريشٌ المشركةُ الكافرةُ أن تقطع على النبي -صلى الله عليه وسلم- الطريق، طريق الحكم بدين الله أو بشريعته، فعرضت عليه أن يكون حاكمًا عربيًّا عليها، يسمعون له ويطيعون، فرفض؛ لأنه كان يتطلَّع إلى الإمامة الكبرى، وأغروه بالوضع الاقتصادي بينَه وبينَهم؛ بأن يعطوه من أموالهم فيجعلوه أكثرهم مالًا، وأن يُزوِّجوه بأجمل النساء، فرفض؛ لأنه بتحقيق الإمامة في الدين والدنيا يكون المؤمن الحقيقي.

أيها المسلمون: وحاصرت قريش المشركة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في الشِّعْب، حتى أنهكهم الجوع وانقطعت بهم السبل، فصبروا واحتسبوا؛ لأن حاجتهم كانت أن يحكم دين الله في الأرض، وانتهى الحصار بمفاجأتين؛ الأولى:

أن الأَرَضَة أكلت وثيقة المقاطعة الظالمة الخسيسة، والتي كانت قريش تعاهَدَتْ عليها؛ لتكون إشارة على أن الله مع المؤمنين الصادقين.

والمفاجأة الثانية: أن من زعماء قريش من سعى إلى نقض صحيفة المقاطعة الجائرة، وكان لهم ما أرادوا، ولكن المسلمين اليوم تَعدادُهم بالملايين، ولم نسمع عن نقضهم للصحف التي تُفَرِّق الدِّينَ، وتُفَرِّق الصفَّ وتَنتَهِكُ حرماتِ المسلمين، والعرب والمسلمون اليوم تعدادهم مئات الملايين، ولكنهم لم يستطيعوا أن يجمعوا أنفسهم على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، لم يستطيعوا -على كثرة عددهم- أن ينصروا مسرى رسولهم -صلى الله عليه وسلم-، الذي تتوالى عليه الاعتداءات.

أيها المؤمنون: إن الحكام نقضوا أعلى عرى الإسلام والدين، وهو الحكم بشريعة الله -تعالى-، والشعوب المسلمة تريد من حكامها أن يحكموها بالإسلام وحده؛ لأن الأمر والنهي في الإسلام وحدَه، ولأن العدل في الإسلام وحده، ولأن أمن الناس من الجوع والخوف في الإسلام وحده، فالمسلمون اليوم يريدون حاكمًا مسلمًا صالحًا عادلًا كالفاروق عمر، يخاف على بغلة أن تعثر إن لم يُسوِّ لها الطريقَ، أن يُسأل عنها يوم القيامة، لا تريد الأمة المسلمة اليوم حكامًا يتنازلون عن عرى الدين، ويكتفون بالبكاء على المسجد الأقصى والرثاء لحاله.

اللهم اجعلنا من جنودك المخلِصين، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.

عباد الله: جاء في الحديث الشريف قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا يستجيب دعاء من قلبٍ غافلٍ لاهٍ"، فادعوا اللهَ وأنتُم موقِنونَ بالإجابة.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، ونشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله، اللهم وصلِّ وسلِّم على عبدِكَ ورسولِكَ محمد، وعلى آله وأصحابه التابعين له بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعدُ، أيها المسلمون: ورغم ما أصاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من محن وأذى فلقد صبر واحتسب حتى يؤدي وظيفته التي أُنيطت به من ربه -عز وجل-، وهو أن يكون إمامًا للمسلمين، مع كونه نبيًّا ورسولًا، حينها أكرمه الله -تعالى-، وأخذ بيده إلى طريق العزة والتمكين، حينها أكرمه الله -سبحانه وتعالى- وعرَّفه بأهم القضايا المركزية له، للمسلمين في زمانه ومن بعده، وهما قضيتان اثنتان:

المسجد الأقصى، فأسرى به ليلا ليفتتحه وليعلن إسلاميته إلى يوم القيامة، ولقد شَهِدَ معه على إسلامية بيت المقدس النبيون كلهم.

يا عباد الله: والقضية المركزية الثانية للمسلمين: الإسلام، مثله كمثل الحوت في البحر لا يستطيع أن يعيش خارِجَه، فإن أُخرِج من البحر مات، أو كاد أن يموت، حتى يأتي من ينقله للبحر، وهكذا الإسلام إن لم يكن على منصة الحكم؛ ولهذا كانت الهجرة إلى المدينة المنورة بعد إسرائه إلى بيت المقدس.

يا مسلمون: يا عباد الله: لقد كان الإسراء إلى بيت المقدس ثمرة صبره وثباته على الحق والدين؛ فهو القائل: "والله لو وضعوا الشمس في يدي، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركتُه"، فكان التكريم للنبي -صلى الله عليه وسلم- ولأمته من بعده، ببيت المقدس وأكنافه، فهلَّا ثبتنا على ديننا كما ثبَت نبيُّنا؟ وهلا صبرنا على المحن والبلاء حتى ينصرنا الله؟ وهلَّا تُبنَا إلى ربنا وأنبنا؟ هذا هو وباء "كورونا" يطالبنا بالتوبة النصوح؛ فهل رجعنا إلى ربنا وتُبنا إليه؟ وهذا وباء النفاق والكفر والظلم والفُرقة والشقاق أمام أعينكم فماذا أنتم فاعلون بها؟ وماذا أنتم قائلون لربكم غدًا يوم يقف أحدكم بين يدي ربه فردًا، ليس بينه وبينه ترجمان؛ ليسأله، فالسعيد من استحضر الإجابة في حياته، والشقي من غفل عنها حتى مماته.

فيا عباد الله: جدِّدُوا العهدَ مع الله، على أن نعود إليه عودة صادقة، وتمسكوا بشعائر الإسلام، لا تنتقِصُوا منها، خُذُوا بكل الأسباب؛ كي لا تنقضوا عرى الدين، كي تظلُّوا كما وصَفَكم رسولُنا -صلى الله عليه وسلم- على الحق ظاهرينَ، لعدوكم قاهرينَ.

يا عباد الله: ثِقُوا بأن النصر لهذا الدين، وأن المستقبل للإسلام والمسلمين، فقد أصاب مَنْ سبَقَكم مِنَ المسلمين أشدُّ ممَّا أصابكم، فصبروا على دينهم، وتمسكوا به، فنصرهم الله على عدوهم، وما يعيشه المسلمون في بقاع الأرض من الاستضعاف والهوان سيُصبح أثرًا بعد عين، وستعيشون -بإذن الله-تعالى- في ظل حاكمٍ مسلمٍ صالحٍ، إمامٍ للدِّين والدنيا، (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)[الرُّومِ: 4-5].

يا مسلمون: لقد ورَّثَكم النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الدينَ كلَّه، وورَّثَكم بيتَ المقدس وأكنافَه، فخذوا حظَّكم الوافرَ من هذا الميراث؛ حتى تنالوا سعادة الدنيا والرضوان في الآخرة.

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم كن مع العاملين بهذا الدين، وانصرهم على عدوهم وعدوك يا ذا القوة المتين، اللهم طهر مقدساتنا من عدوان المعتدين، ومن مكر الكافرين، اللهم أطلق سراح الأسرى والمعتقَلين، ورُدَّهم إلى ديارهم سالمينَ، واقضِ الدينَ عن المدينين، وفرِّجْ كرباتِ المؤمنينَ.

اللهم احفظ أقصانا من المعتدينَ، ومن مكر وغدر الكافرين، اللهم بَلِّغْنا رمضانَ آمنينَ، وارفع عنَّا الوباءَ والبلاءَ يا ربَّ العالمينَ، اللهم اغفر لنا ولَوالِدِينَا، وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات؛ إنك سميع قريب مجيب الدعوات، (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي