أيها الإخوة: يجب على المؤمن في زمن الابتلاء، وحال الضر أن يلجأ إلى الله -تعالى-، ويتضرع إليه، مع صدق الإخلاص والتوبة، ومن أوجه اللجوء والتضرع للخالق -جل وعلا-: التوبة وكثرة الاستغفار، ويكون الاستغفار مع التوبة ومع الندم لا مجرد كلام. إن الاستغفار سبب لتفريج الكربات، ورفع الابتلاءات، وهو من لوازم...
الحمد لله القائل: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ)[هود: 3]. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل: "طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا"(رواه ابن ماجه، وصححه الألباني) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
وبعد: فيا أيها الأخ المبارك: الزم التقوى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)[التوبة: 119].
أيها الإخوة في الله: يجب على المؤمن في زمن الابتلاء، وحال الضر أن يلجأ إلى الله -تعالى-، ويتضرع إليه، مع صدق الإخلاص والتوبة، ومن أوجه اللجوء والتضرع للخالق -جل وعلا-: التوبة وكثرة الاستغفار، يقول الله -جل وعلا-: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)[الأنفال: 33]، ويكون الاستغفار مع التوبة ومع الندم لا مجرد كلام.
وعنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضِي اللَّه عنْهُما- قَال: قالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "منْ لَزِم الاسْتِغْفَار جَعَلَ اللَّه لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مخْرجًا، ومنْ كُلِّ هَمٍّ فَرجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ"(أخرجه أبو داود والنسائي في الكبرى، وابن ماجه، وضعفه الألباني).
وعنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّه -صلى الله عليه وسلم-: "منْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّه الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُو الحيَّ الْقَيُّومَ وأَتُوبُ إِلَيهِ، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ"(رواه الحاكِمُ، وقال: "حدِيثٌ صحيحٌ على شَرْطِ البُخَارِيِّ ومُسلمٍ").
وعنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ -رضي الله عنه- عن النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قالَ: "سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ " قَالَ: «وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ"(رواه البخاري).
أقول قولي هذا، وأستغفر الله...
الحمد لله على إحسانه...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].
وكما أن الاستغفار سبب لتفريج الكربات ورفع الابتلاءات، فكذلك هو من لوازم تقوى الله -جل وعلا-، فعلينا بالاستغفار -عباد الله- لنكثر منه في البيوت وعلى الموائد والفرش، وفي الطرقات والأسواق والمراكب وأينما كنا، فإنا لا ندري متى تنزل المغفرة، لنكثر منه خاصةً في هذا الوقت الذي عمّ به بلاءُ هذا الوباء، ليكن الاستغفار سلاحًا ضده -أعاذنا الله منه-، وليكن سبيلاً يُصَدُّ به تسلُّطُ الأعداء، ومنكرات السفهاء، والأمراض المعدية، والزلازل والفيضانات، وسائر الابتلاءات..
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم وباركْ على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومَن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنِّك ورحمتك، يا أرحم الراحمين.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي