إن المسلم له أخلاق طاهرة، وأمانة ظاهرة، لا يجهل بعد عِلْم، ولا يسفه بعد حِلم، وإن أولى الناس باتباع السُّنن أنتم يا أهلنا في أرضنا المبارَكة، أنتم أصحاب الأخلاق النبوية، والعزائم العَلويَّة، والنفحات القدُّوسِيَّة...
الحمد لله الذي خلق العباد بأمره، وعمَّر قلوب العباد بأنوار الدين وأحكامه، وفضَّل شهرَ رمضانَ بميزان التقى، وفرضية صيامه، نحمده -سبحانه وتعالى- على عوائدِه الجميلةِ، وهباتِه الجزيلةِ، ونِعَمِه السابقةِ، وآلائِه السابغةِ، فشهرُ رمضانَ شهرُ نعمةٍ وبركةٍ، وعزٍّ ونصرٍ لأُمَّتِنا الإسلامية، سبحانه تبارك وتعالى جعَل الصومَ حصنًا لأوليائه ومَنَعَة، وفتَح لهم به أبواب الجنة، فلَه الحمدُ وفاءً بما أنعَمَ، وله الشكرُ جزاءً على ما أَلْهَمَ، اللهم بلِّغْنا شهرَ رمضانَ ونحن في أمنٍ وأمانٍ، ومحبةٍ وسعادةٍ ووئامٍ وسلامٍ، وَاصْرِفْ عنا الجذامَ والسقامَ والمرضَ والهمَّ والغمَّ يا ربَّ العالمينَ.
وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، مجيب الدعوات، والقائم بأرزاق العباد، مغيث اللهفان وناصر الحق والعدل، وخاذل الباطل وحزبه، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبدُه ورسولُه، وسيد ولد آدم، شرَح اللهُ صدرَه، وأعلى أمرَه، ووضَع عن أمته إصرَه، عليه أفضلُ الصلوات، وأشرفُ التحيات ما دامت الأرضُ والسماءُ في مصابيحها، والأملاك في تسابيحها، عددَ ما كان وما يكون إلى يوم القيامة.
صلَّى الله عليه صلاةً تبلُغ النعمَ، وتسلُب النقمَ، وتدفَع السَّقَمَ، وتنفع قائلها يوم يقوم الأشهاد، وعلى آله الكرام وأصحابه نجوم الظلام، ومَنْ تَبِعَهم من الأنام، على سبيل الرشاد وقول الصواب.
أما بعد فيا عباد الله: حديثنا اليوم معكم عن الظلم وعاقبته والفساد الذي انتشر بين العباد، فقد ورَد عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اتقوا الظلم؛ فإنَّ الظلمَ ظلماتٌ يومَ القيامة، واتقوا الشُّحَّ فإن الشح أهلَك مَنْ كان قبلَكم، حمَلَهم على أن سفكوا دماءهم واستحلُّوا محارِمَهم".
عبادَ اللهِ: ما الذي نراه اليوم؟ لقد انتشر الظلم والفساد؛ وذلك لقلة إيمان الناس وضَعْفه بينهم، وعدم التزامهم لأحكام الله، اعتداءات صارخة من الناس بعضهم على بعض، القوي يعتدي على الضعيف، والأخ على أخيه، والجار على جاره، وأبناء الأسرة الواحدة في عداوات مستمرة، لقد استفحل القتل والاعتداء في أرضنا المبارَكة، المشاكل بين الأقرباء، كل ذلك بسبب الميراث والتركات، قطيعة مستمرة بين الإخوة وأبناء العمومة، الجيران والاعتداءات المستمرة، والكراهية الظاهرة بينَهم، أين حقوق الوالدينِ؟ أين العطف على الأولاد والزوجات والأخوات والبنات؟ أين نحن من كل ذلك؟
أيها المؤمنون: إذا أردتم حياة طيبة فاتبِعوا الأوامرَ واجتنِبوا النواهيَ، ارحموا بعضَكم بعضًا، قولوا للناس حسنى، لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واتقوا الله يجعل لكم مخرجًا، ويلٌ لمن استطال على مسلم فانتقَصَه حقَّه، ويلٌ له، ثم ويلٌ له، حسِّنُوا أحوالَكم، وخالِفوا أنفسَكم في شهواتها ونزواتها، لا تضيِّعوا أوقاتَكم في اللهو والغيبة والنميمة، وتتبُّعِ عورات المسلمين، من علامة حُسْن الخُلُق ألا يظلم المسلم، ولا يمنع، ولا يجفو أحدًا، وإن ظُلِمَ غفَر، وإن مُنِعَ شكَر، وإن ابتُلي صَبَرَ، ارحموا المساكين، وارزقوهم مما رزقكم الله، امسحوا على رأس اليتيم، كما ورد عن النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "والذي بعثني بالحق لا يعذِّب اللهُ يومَ القيامةِ مَنْ رَحِمَ اليتيمَ، ولانَ له في الكلام، ورَحِمَ يُتْمَه وضَعْفَه، ولم يتطاوَلْ على جاره بفضل ما آتاه الله".
إن من مُوجِباتِ المغفرةِ إدخالَ السرور على أخيك المسلم، إذا أردتَ أن تعرف المسلمَ انظر إلى صلته للرحم، وعطفَه على الجار، ومراعاته للصاحب، ونُصحه للمسلمين، لقد انتشرت الخلافاتُ الزوجيةُ، الزوج يشتكي من عدم طاعة زوجته واحترام زوجته له، وأنها دائمة اللهو، وتضيِّع الوقت على وسائل الفساد المنتشرة، والزوجة تشتكي زوجَها، ومن سوء خلقه، وتشتكي من بخله وعدم الاهتمام بالبيت والأولاد، والسهر خارجَ البيت، وربما إلى منتصف الليل، وقد يتعامل مع المحرَّمات؛ من قمار وخمر وشهوات وملذَّات ومعاصٍ وآثام، ويهدِّد ويتوعَّد بالفراق والشقاق والطلاق، وقد كثرت معامَلات الطلاق في هذه الأيام.
اسألوا أنفسَكم: لماذا كل ذلك؟ فبالله عليكم: من يقرأ القرآن ويحفظه، ويجلس في مجالس العلم والذِّكْر ويحافظ على الصلوات في جماعات وبخاصة صلاة الفجر، ويفعل الخيرات والمبرَّات هل يفعل ذلك؟! كلا والله؛ (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[الْمُلْكِ: 22].
فيا أهلَنا في أرضنا الطاهرة: إذا أردتُم النجاةَ والخلاصَ فعليكم بالإخلاص، إذا أردتُمُ السعادةَ فعليكم بدُور العبادة.
عبادَ اللهِ: يبدأ صلاح الأسرة بصلاح الزوجين؛ لأنهما القدوة الحسنة للأولاد والبنات، وإذا كان الأزواج في طاعة الله، فسوف تقوم الأسرة على أُسُس إيمانية.
عبادَ اللهِ: قالت امرأة عن زوجها: "إن دخَل دخَل ضاحكًا، وإن خرَج خرَج بسَّامًا، إن سألتُ أعطى، وإن سكتُّ ابتدا، وإن عملتُ شَكَرَ، وإن أذنبتُ غَفَرَ"، هكذا ينبغي أن يكون المسلم، وللأسف بعض الرجال سَؤُولٌ جهولٌ، مِلْحَافٌ بخيلٌ، إن قال فشرُّ قائلٍ، وإن سكَت فذو غوائل ودغائل، لَيْثٌ حيث يَأْمَنُ، ثعلبٌ حيث يخاف، شحيحٌ حين يُضاف، ضيفُه جائعٌ، وجارُه ضائعٌ، لا يحمي ذمارًا، ولا يُضرِم نارًا، ولا يرعى جوارًا، ما هكذا -يا عبادَ اللهِ- أوصافُ المسلم.
وبعضُ النساءِ -للأسف- كثيرةُ الضجرِ والصخبِ، مُهِينةٌ للأهل، مؤذيةٌ للبَعْل، إن ذُكِرَ أمامَها الخيرُ دفَنَتْه، وإن ذُكِرَ الشرُّ أذاعَتْه، تُخبِر بالباطل، وتَقِيل مع المهازل، ولا يزال زوجُها معها في تعب، تضيِّع الصلواتِ ولا تفعل الخيراتِ، ولا ترى منها المسرَّات ولا الأعمال الصالحات.
عبادَ اللهِ: إن المسلم له أخلاق طاهرة، وأمانة ظاهرة، لا يجهل بعد علم، ولا يسفه بعد حِلم، وإن أولى الناس باتباع السُّنن أنتم يا أهلنا في أرضنا المبارَكة، أنتم أصحاب الأخلاق النبوية، والعزائم العَلويَّة، والنفحات القدُّوسِيَّة، نساؤنا -والحمد لله- من أشرف النساء، وبناتُنا من أهل الحياء، ما تحلَّت المرأة حليةً أحسنَ من لُبٍّ طاهرٍ، تحتَه أدبٌ كاملٌ، قال الصحابي الجليل أبو الدرداء لأم الدرداء -رضي الله عنهما-: "إذا غضبتِ أرضيتُكِ، وإذا غضبتُ فَأَرْضِنِي، وكوني زوجتي في الجنة"، وقد ورَد عن عون بن عبد الله: "جلَسْنا إلى أم الدرداء فقلنا لها: أمللناكِ، فقالت: أمللتموني! لقد طلبتُ العبادةَ في كل شيء، فما أصبتُ شيئًا أشفى من مجالَسة العلماء ومذاكراتهم"، وكانت أم الدرداء من الصحابيَّات الحافظات العالِمات، هكذا فلتكن نساؤنا في أرضنا المقدسة.
عبادَ اللهِ: الطاعةُ مقرونةٌ بمحبة؛ فالمطيعُ محبوبٌ، وإن نأَتْ دارُه، وقلَّت آثارُه، والمعصيةُ مقرونةٌ بالبُغْضِ؛ فالعاصي ممقوتٌ، وإن مَسَّتْكَ رحمتُه، ونالَكَ معروفُه.
توجَّهُوا إلى الله، وادعو الله وأنتم مُوقِنون بالإجابة، فيا فوزَ المستغفِرينَ؛ استغفِروا الله.
الحمد لله الذي تواضَع كلُّ شيء لعظمته، وذلَّ كلُّ شيء لقدرته، وخضَع كلُّ شيء لِمُلْكه، واستسلم كلُّ شيء لقدرته، ونشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، لا موهبةَ إلا منه، ولا بلوى إلا بقضائه، ولا مفزعَ إلا إليه، نحمدك اللهم على ما أرسلتَ من وابل الآيات، وأزلتَ من وبيل اللأواء، ونسألك أن تصلي على نبينا المصطفى، سيد أصفيائك، وخاتم أنبيائك.
أما بعدُ، فيا عبادَ اللهِ: انظروا كيف كانت عاقبة القوم الظالمين، لقد رأينا رجالًا ونساءً وقادةً وقعوا في الظلم، فكانت نهايتُهم عجيبةً وذليلةً، فيا حسرةً على العباد، هذا أصابَه المرضُ والنسيانُ والخِذْلانُ، ورُدُّوا إلى أرذلِ العمرِ، لكي لا يعلموا من بعد علم شيئًا، وتلك أصبحت عجوزًا لا تُغني شيئًا سوى الحسرة والندامة على ظلمها، وفسادها واعتداءاتها، وذاك العالِم الذي قصَّر في حق الله وفرَّط في جنبه، يندم ندمًا شديدًا، فأصبح من الخاسرين، والقائد الذي خان رعيتَه يَعَضُّ على يديه، ويقول: يا ليتني اتخذتُ مع الرسول سبيلًا.
مِنْ أخونِ الخيانةِ تجارةُ الوالي في رعيته، الظَّلَمة وأعوانهم في النار، مَنْ تبسَّم في وجه ظالم أو وسَّع له في مجلسه فقد قطَع عُرى الإسلامِ، وكان من أعوانه وإخوانه، لَمَّا حُبِسَ جعفرُ بن يحيى البرمكي ووالدُه في سجن الرشيد، قال جعفر: "يا أَبَتِي، بعد الأمر والنهي والأموال العظيمة صيَّرَنا الدهرُ إلى القيود والحبس ولُبْس الصوف؟ فقال له أبوه: "يا بُنَيَّ، دعوةُ مظلومٍ سرَتْ بليل، غفَلْنا عنها، ولم يغفل المولى -تبارك وتعالى- عنها"، ثم تُوفي في حبس الرشيد، ووُجد في جيبه رقعةٌ مكتوبٌ فيها بخطه: "قد تقدَّم الخصمُ، والمدَّعى عليه في الأثر، والقاضي هو الحَكَم العدل الذي لا يجور ولا يحتاج إلى بينة"، فحُمِلت الرقعةُ إلى الرشيد، فلم يزل يبكي يومَه، وبقي أيامًا يُتبيَّن الأسى في وجهه.
اتقوا دعوةَ المظلوم؛ فإنها تُحمل على الغمام، ويقول الله -تبارك وتعالى-: "وعزتي وجلالي لأنصرنكِ ولو بعد حين"، وفي رواية: "فإنها تصعد إلى السماء كأنها الشرارُ"، وفي رواية ثالثة: "فإنها ليس بينَها وبينَ الله حجابٌ"، وفي روايةٍ رابعةٍ: "يرفَعُها اللهُ دونَ الغمام، ويفتح لها أبوابَ السماءِ".
أيها الظالمُ: إن الموت يعمُّنا، والقبرُ يضمُّنا، والقيامة تجمعنا، والديان يحكم بيننا.
عبادَ اللهِ: لا تتكلموا بالحكمة عند الجُهَّال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلَها فتظلموهم، ولا تُهادِنُوا ظالِمًا لظلمه.
أيها الظالم: غدًا ستدخل قبرَكَ، ثم يوم القيامة سوف تقف وحدَكَ، فكيف سيكون الجواب؟ هل ستقول: إنكَ افتريتَ واعتديتَ؟ ونقلتَ الأخبارَ الكاذبةَ؛ من أجل المحافَظة على دنيا فانية؟ كلَّا واللهِ، لن ينفعك الندمُ، ولاتَ ساعةَ مندمٍ، ولاتَ حينَ مناصٍ؛ فبادِرْ اليومَ قبل الغد، وتُبْ إلى مولاكَ، واستسمِحْ مَنْ ظلمتَه، وردَّ المظالمَ والحقوقَ إلى أصحابها، وابكِ على خطيئتك بقيةَ عمرِكَ.
عبادَ اللهِ: والواجب على مَنْ يلي أمورَ المسلمين أن يكون حاميًا للديار، حافِظًا لحرماتهم، ويذود عن أرضهم ومقدَّساتهم، فلا يَسفك الدماءَ بغير حِلِّها، ولا يهتكُ الحُرُمات بلا مراقبة لله -تبارك وتعالى- فيها، يجب عليه أن ينشر العدل.
إن أَسْرَانَا يعيشون اليومَ حياةً مريرةً، وأهلُنا محاصَرون، وبيوتُنا تُهدَم، وأقصانا يشكو ظلمَ الظالمينَ وتقصيرَ المسلمينَ، وتُجَّارُنا يعانون، وشبابُنا عاطلون عن العمل، تشديد الخناق على أهل بيت المقدس، ورُوَّاد المسجد الأقصى، ونحن على أبواب هذا الشهر الفضيل، فالحمد لله، العاملون في المسجد يعملون من أجل سعادتكم وراحتكم، وأداء عبادة هذا الشهر الفضيل، من الصلوات والقراءات ودروس العلم، وصلاة التراويح، يعملون من أجل أن تكون السعادة قد انتشرت بين المصلين.
إذا العشرون من رمضان ولَّتْ *** فواصِلْ صومَ يومِكَ بالقيامِ
ولا تأخذْ بحظِّكَ من منامٍ *** فقد ضاق الزمانُ عن المنامِ
سقى الله أوقاتًا تقضَّت بصخرة *** وبالمسجد الأقصى الشريف المكرَّم
فما كان أهنانا ونحن بقربه *** صيامًا قيامًا ضمن شهر معظَّم
عباد الله: من أراد أن يجعل له في قلوب المؤمنين مودة فليستغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات.
جعلنا الله وإياكم عامِلينَ بكتابه، متَّبعينَ لأوليائه، حتى يُحلنا وإياكم دارَ المقامة من فضله، جعلنا الله وإياكم ممن سمع الوعظ فقَبل، ودُعي إلى العمل فعَمل.
نسأل الله العافية والسلامة، وأن يعاملنا بلطفه وإحسانه.
اللهم ثبِّت قلوبَنا على طاعتك، ووفقنا لما تحب وترضى، وأبرِمْ لهذه الأمة أمرَ رشدٍ يعَزُّ فيه أهلُ طاعتك، ويُذَلُّ فيه أهلُ معصيتِكَ، ويؤمَر فيه بمعروف ويُنهى فيه عن المنكر، إنك سميع الدعاء.
اللهم لك الحمد وإليك المشتكى، وبكَ المستغاثُ، وأنتَ المستعان، ومنك الفَرَج، ولا حول ولا قوة إلا بك.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك قريب مجيب الدعوات.
عبادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي