يا مؤمنون، يا عباد الله: الصيام صبر وطاعة، ومن الصيام أن يصبر بعضكم على إيذاء بعض؛ فلا تشاجروا، ولا تشاتموا، ومَنْ كظَم غيظًا وهو قادر على أن ينفِّذه دعاه الله على رؤوس الخلائق؛ حتى يُخيِّره من الحور العين ما شاء، والمسلم إذا كان صائمًا لا يرفث، فلا يتكلم بفحش القول...
الحمد لله ربِّ العالمينَ، يُجيب الدعاءَ، وينصر الضعفاءَ، فاللهم ارفع عنا الوباءَ، وردَّ عنا مكرَ الأعداء، وبلِّغْنا شهرَ رمضانَ طائعينَ شاكرينَ، وتائبينَ إليك منيبينَ، نحن الضعفاء وأنتَ القويُّ فقوِّنا، نحن الفقراء وأنتَ الغني فأَغْنِنا، نحن عبيدُكَ وأنتَ الكبيرُ العليُّ، فخُذْ بنواصي مَنْ يريد صدَّنا عن ديننا، اللهم حسِّن في رمضان أخلاقَنا، وزِدْ فيه أرزاقنا، ولا تُخرجه من بيننا إلا وأنتَ راضٍ عنا، اللهم أَهِلَّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، اللهم اجعله شهرَ عزٍّ وتمكينٍ للمسلمين، اللهم ألِّف بينَ قلوبنا، واجمَعْ على نصرة الدِّين والقدس والأقصى كلمتَنا ورايتَنا، ونشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ، وحدَه لا شريك له، الملك الكريم الرحمن الرحيم، يفتح لكم أبواب الجنة في رمضان، فلا تُغلِقوها، ويُغلِق أبوابَ جهنم، فلا تفتحوها، ويصفِّد الشياطينَ، فلا تفكُّوا أغلالَها؛ (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)[الْبَقَرَةِ: 185].
ونشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله، وخاتم المرسَلين، وسيد المرسَلين والآخِرين، وسيد الأولينَ والآخِرِينَ، نحيا في كنف شريعته، ونموت في سبيلها، ومن قال غير ذلك فقد أعظم الفريةَ على المسلمين، فالزموا هديَ رسولكم، وخُذُوا بسُنَّته واعمَلُوا بها، تُؤْجَروا وتُحفَظُوا وتُنصَرُوا.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ على نبيِّكَ محمد، وعلى آلِه الطاهرينَ، وعلى أصحابِه والتابعينَ، وعلى مَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد يا مسلمون، يا مرابطون، يا مؤمنون: بعد أيام تستضيفون شهر رمضان، شهر الخيرات والبركات، فنُهَنِّئُكم بهذا الشهر الكريم المبارك، ونتقدَّم بالتهاني والتبريكات إلى العرب والمسلمين، بقدوم شهر الصيام، ونذكِّرُهم أن المسجد الأقصى منذ ما ينيف عن النصف قرن من الزمان ينتظر قدومهم أعزاءَ مُكرَّمِينَ، لا أذلاءَ مَخذُولِينَ أو مُخَذِّلِينَ.
يا عباد الله يا مؤمنون: ها أنتم -بفضل الله وكرمه- يدخل عليكم رمضان بعد أيام؛ لترجعوا إلى المسجد الأقصى بعد أن قدَّر اللهُ غيابَكم عنه في شهر رمضان الماضي، وتلك -واللهِ- نعمةٌ عظيمةٌ؛ فحافِظوا عليها، وعاجلُ بشرى لكم أيها المرابطون، أن الليل لن يطول، وأن الظلم سحابة صيف عابرة، وقد قال الله -عز وجل-: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)[آلِ عِمْرَانَ: 140]، فجدِّدوا النيةَ على الرباط في أقصانا المباركِ في كل وقت وحين، وفي كل أوقاتكم من شهر رمضان، بالصلوات الخمس، والتراويح، والاعتكاف ودروس العلم والذكر والطاعات، فذلك كله أقوى سلاح تصدون به أعوان الشيطان عن النيل منكم ومن رباطكم، فأنتم في بيت المقدس جبلٌ لا يَهُزُّه الريحُ، وقدرُ اللهِ في الرباط إلى يوم القيامة.
أيها المؤمنون: رمضان فرصتكم لتغيروا ما بأنفسكم؛ فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم؛ فأنتم تجوعون في نهار رمضان؛ لتذكروا بجوعكم جوع يوم القيامة، وأنتم تعطشون في أيام رمضان لتذكروا بعطشكم عطشَ يوم القيامة، فلا يقابلنَّ أحدُكم ربَّه يوم القيامة بصيام لا يُسمِن ولا يُغني من عطش وجوع؛ فإن الصيام لا يتم بترك المباحات من الطعام والشراب ومعاشَرة الزوجات حتى يترك المسلمُ المحرماتِ؛ كالربا وأخذ المال الحرام، وشتم المسلمين، ومقاتلتهم، فالجوع والعطش لا يكفيان في رمضان كي يتقبل الله صيامكم حتى تصوم جوارحكم عن المعاصي والمنكرات، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ لم يَدَعْ قولَ الزور والعملَ به والجهلَ فليس لله حاجةٌ أن يدع طعامَه وشرابَه"، فاحذروا يا عباد الله؛ فرُبَّ صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوعُ والعطشُ؛ فتوبوا إلى الله من ذنوبكم، وأَرُوا اللهَ من أنفسكم خيرًا، فتنافَسُوا في فعل الصالحات، وفِرُّوا من المعاصي المهلِكات.
واعلموا أنه في أول ليلة من رمضان ينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصِرْ، فخاب وخسر من أدركه رمضان ولم يَتُبْ إلى ربه، وخاب وخَسِرَ مَنْ أدرَكَه رمضانُ ولم يَتُبْ من اتفاقية "سيداو" ومن مخرجاته، وخاب وخسر من أدركه رمضان وهو يريد إخراج أبناء شعبنا من دينهم الذي ارتضاه الله لهم، فيا باغي الشر في شعبنا وقضيتنا أقصر، ويا باغي الخير في رمضان فينا كُنْ عاليَ الهمة وأَقْبِلْ، ولا تُدْبِرْ؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[الْبَقَرَةِ: 183]، فاتقوا الله يا عباد الله، ولا تجعلوا أيام صومك، وأيام فطركم سواء.
أيها المرابطون: شهر رمضان أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، فحافِظوا فيه على صيامكم، وأكثِروا فيه من تلاوة القرآن، فإن الصيام والقرآن يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ"، قَالَ: "فَيُشَفَّعَانِ".
يا مسلمون: أكثروا في رمضان من النوافل؛ صلاةً وبِرًّا وصدقاتٍ؛ كي تثقل موازينكم يوم الحساب، وصِلُوا أرحامَكم؛ فمن وصَل الرحمَ وصَلَه اللهُ برحمته، ومَنْ قطَع الرحمَ قطَع اللهُ عنه رحمتَه، واعلموا أن صلة الرحم أن تصل مَنْ قَطَعَكَ، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، فرحم الله منكم من سارع إلى العفو عن الزلات وصلة القرابات.
يا مؤمنون يا عباد الله: الصيام صبر وطاعة، ومن الصيام أن يصبر بعضكم على إيذاء بعض؛ فلا تشاجروا، ولا تشاتموا، ومن كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفِّذه دعاه الله على رؤوس الخلائق؛ حتى يُخيِّره من الحور العين ما شاء، والمسلم إذا كان صائمًا لا يرفث، فلا يتكلم بفحش القول، ولا يصخب، فلا يصيح ولا يخاصم ولا يجهل، فالصائم لا يرتكب شيئًا من أفعال الجاهلية، وإن شاتَمه أحدٌ أو قاتَلَه قال: إني صائم، ويكف شرَّه عن المسلمين.
يا عباد الله، يا مسلمون: خصِّصوا لياليكم في شهر رمضان لقيام الليل وطاعة ربكم وعبادته، ولا تجعلوها للغناء والفجور، واللهو والضلالات؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)[التَّحْرِيمِ: 6]، واعلموا أن أنفسكم مرهونة بأعمالكم، ففكوا رهانها بالإنابة، تحننوا على الأيتام ولاطِفوهم، وواسُوا أبناء الأسرى والشهداء وسانِدوهم، وتصدَّقوا على الفقراء والمساكين، من غير مَنٍّ ولا أذًى؛ فإن الله -تعالى- يقول: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ)[الضُّحَى: 9-10].
أيها المؤمنون: احفظوا ألسنتَكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أسماعكم عن كل حرام، ووسعوا على عيالكم في شهر رمضان؛ فإن التوسعة على العيال يحبها الله -تعالى-، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة"، وأنتم -أيها التجار- لا ترفعوا أسعارَ سِلَعِكم، وارحموا إخوانكم؛ فالمسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسلِمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربةً فرَّج اللهُ عنه بها كربةً مِنْ كُرَبِ يومِ القيامةِ.
وأنتم يا أصحاب المطاعم: لا تُقدِّموا الطعام والشراب للمفطِرِين في رمضان، من المسلمين وغير المسلمين؛ فإن ذلك حرام ومنكَر عظيم، ومن يفعل ذلك يغضب الله عليه ويعذبه، فإن الله -سبحانه وتعالى- يقول: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)[الْمَائِدَةِ: 2]، وتقديم الطعام والشراب للمفطِرين إثم وعدوان، وتهاوُن بأحكام الدين، ونشرٌ للمعاصي والمنكَرات، والكافرُ مطالَب بدخول الإسلام، ويعاقَب يوم القيامة على كُفره وتركه عبادة الله، فلا تُعينُوهم على الكفر والضلال.
يا عباد الله، يا مؤمنون: أنتم مدعُوُّون في رمضان إلى ضيافة ربكم، فكونوا خير ضيوف، وأنتم في رمضان، من أهل كرامة الله، فحافِظوا على هذه الكرام؛ حتى ينظر الله إليكم، وحتى تستغفر الملائكة لكم، وحتى تتزيَّن لكم الجنة، وحتى توفَّوْن أجورَكم في آخر ليلة من رمضان؛ مغفرةً من الله ورضوانًا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ".
اللهم اجعلنا من عتقاء رمضان، وأهله المقبولين عندك يا رب العالمين.
عبادَ اللهِ: جاء في الحديث الشريف قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا يستجيب دعاءً مِنْ قلبٍ غافلٍ ساهٍ لاهٍ"، فادعوا الله وأنتم موقِنون بالإجابة.
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، بلَّغ رسالةَ ربِّه، وأدَّى أمانتَه، ونصَح أُمَّتَه، صلى الله عليه، وعلى آله الأطهار، وعلى أصحابه الأخيار، وعلى التابعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة.
أما بعدُ، أيها المسلمون: من مقاصد الشريعة الإسلامية وحدة المسلمين، ومن مظاهر هذه الوحدة إذا تحققت رؤية هلال رمضان في بلد من البلاد الإسلامية فإنه يجب الصوم على جميع المسلمين الذين تشترك بلادهم من البلد الإسلامي الذي ثبتت فيه الرؤية في جزء من الليل؛ امتثالًا لقول الله -سبحانه-: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)[الْبَقَرَةِ: 185]، وامتثالًا لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "صوموا لرؤيته"، وهو الرأي الذي رجَّحَه مؤتمرُ علماء المسلمين بالأزهر، عامَ (1966م) من القرن الماضي، وعليه نطالب دوائرَ الإفتاء في بلاد الشام خاصةً، أن يلزَموا هذا المظهرَ، من الوحدة بين المسلمين، حتى نبدأ صيامَنا معًا، وننهي صيامَنا معًا، وحتى يكون صيامُنا وعيدُنا حينئذ مظهرًا من مظاهر وحدتنا.
أيها المؤمنون: وشعبنا بقياداته وأفراده، وهو يستقبل شهر رمضان مطالَب بالتوبة من المظالم كلها، التوبة من الركون إلى الدنيا، والتوبة من استبدال شريعة الله بشرائع الكفر، والتوبة من الولاء للكافرين، والتوبة من الالتفاف حول المنافقين، والتوبة من تجويع الناس وعدم وفاء الموظَّفين أجورَهم، والتوبة من سكوتكم على المناهج الدراسية التي تغيِّر تاريخَكم، وقِيَمَكُم، والتوبة مِنْ تَرْكِ الأمرِ بالمعروف، والتوبة من عدم التناهي عن المنكر، فما بالكم تنساقون وراء الظالمين سَوْقًا، بل كيف تستقبلون شهر الصيام بهذا الظلم وأعناقكم تُثقِلُها المظالمُ، وكيف لا تتوبون منها؟ فالتوبةَ التوبةَ، عجِّلُوا بها وسارِعُوا إليها، قبل أن يدقَّ الموتُ أعناقَكم، فالتوبةُ فريضةٌ على كل مسلم؛ لقوله -تعالى-: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النُّورِ: 31].
أيها المطبِّعون: من أبناء الملة والدين: توبوا من تطبيعكم، وكُفُّوا ألسنتَكم، ومواقفكم عن معاداة قضيتنا ومسرى رسولنا، فمن طبَّع ومات على تطبيعه من الكافرين لا ينال إلا الخزي في الدنيا، والعذاب في الآخرة.
أيها المؤمنون: ونؤكد على فتاوى علماء الأمة في القديم والحاضر على أن مَنْ باع أو سرَّب عقارًا أو أرضًا للاحتلال خارجٌ من ملة المسلمين، ولا يُصلَّى عليه، ولا يُدفَن في مقابرنا، وأن مصيره الخزي والعار في الدنيا، والعذاب الشديد والدائم في النار يوم القيامة، وقد حكم الله فيمن طبع أو خان وارتد فقال سبحانه: (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[الْبَقَرَةِ: 217].
أيها المرابطون: نشكر العشائر التي أعلنت براءتها من أبنائها الذين باعوا وسرَّبوا العقارات، ولكن هذا ليس حلًّا، وإنما الحل الأمثل يكون بوقف العقارات، الحل الأمثل يكون بوقف العقارات كلها؛ فهو من أنجع السبل لحمايتها من التسريب والبيع للاحتلال.
أيها المسلمون، أيها المؤمنون: والمسجد الأقصى أمانة الله في أعناقكم، وأنتم أهل لهذه الأمانة، وقد أكرمكم الله بخير الأمكنة؛ ببيت المقدس، وخير الأزمنة؛ بشهر رمضان، وخير الرباط؛ بالرباط الدائم إلى أن يأتي أمر الله ونصره، فحياكم الله يا أهل بيت المقدس وأكنافه، وثبَّتَكم اللهُ يا أهل بيت المقدس وأكنافه، ونصركم الله يا أهل بيت المقدس وأكنافه، نحن على موعد معكم بعد أيام لنلتقي معكم وبكم في رحاب الأقصى، وفي مساجده المسقوفة، صائمينَ مصلينَ مرابطينَ، ولربنا طائعينَ، وعليه متوكلينَ، أن الفرجَ آتٍ، وأن النصر قريب.
فاللهم حرِّر أقصانا، وحرِّر بلاد المسلمين من الظلم والظالمينَ، اللهم انصرنا على مَنْ عادانا، ولا تُمَكِّنْ بيننا للمنافقين، اللهم مَنْ أراد استبدالَ شرعِكَ بشرائع الكفر فخُذْه وأَهْلِكْهُ، وأخرِجْه من بلادنا صاغرًا مذمومًا، اللهم وفقنا لصيام رمضان وقيامه، اللهم قربنا في رمضان إلى مرضاتك، واجعلنا فيه من عبادك الصالحين، ومن أوليائك المقربين.
اللهم اقضِ لنا في رمضان حوائجَنا، واحفظنا في ديارنا ومقدساتنا وأهلينا وأموالنا، اللهم اغسلنا من الذنوب، وطهِّرْنا من العيوب، اللهم وحِّد صفوف المسلمين، واجمع كلمتَهم على الحق والدين، اللهم فكَّ الحصارَ عن المحاصَرين، وارفع الظلم عن المظلومين.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمن لهم حق علينا، واغفر اللهم للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، وأنتَ يا مقيمَ الصلاة أقِمِ الصلاةَ؛ (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي