سورة الكوثر ... وقفات وعظات

صالح بن عبد الله بن حميد
عناصر الخطبة
  1. بعض المعاني والفوائد من سورة الكوثر .
  2. الصلاة والنسك أجل ما يُتقرَّب به إلى الله تعالى .
  3. المعنى الصحيح للأبتر ومن هو .
  4. التحذير من رد سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
  5. اختلاف مقاييس الخالق عن مقاييس المخلوقين .

اقتباس

فليحذَرِ المسلمُ أن يكره شيئًا ممَّا جاء به الرسولُ -صلى الله عليه وسلم-، أو يردَّه لأجل هواه، أو انتصارًا لمذهبه، أو شيخه، أو حزبه، أو طائفته، أو لأجل انشغاله بالدنيا وشهواتها؛ إن على المسلم أن يلزم السنة والجادَّة؛ حتى لا يكون أبترَ مردودًا عليه عملُه...

الخطبة الأولى:

الحمد لله العليم بخلقه، الخبير في تقديره، الكريم في عطائه، الحكيم في تدبيره، -سبحانه- وبحمده، خلَق الخلقَ ليعبدوه، وأنعَم عليهم ليشكروه، أحمده -سبحانه- وأشكره، شرَع لعباده من الشرائع ما يقرِّبهم إليه ويُدنِيهم، ومنَحَهم من الخير والفضل ما يكفيهم عن غيره ويغنيهم، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، المنعوت بكمال الصفات، المعروف بجميل الهبات، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمَّدًا عبد الله ورسوله، أرفع الخلق قدرًا، وأكرمهم جاهًا، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، وأتباعه بإحسان، صلاةً وسلامًا، وبركات طيبات زاكيات، لا تنقضي ولا تتناهى.

أما بعدُ: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله؛ فاتقوا الله -رحمكم الله-، ولا تحزنوا على الدنيا، فعاقبتُها الرحيلُ، وتوكَّلوا على ربكم، فهو حسبُنا ونعم الوكيل، واشتغِلوا بذكر الله وشكره، يزدكم من خيره الجزيل، وأكثِروا من الاستغفار؛ فهو للهم مُزيل، والثقة بالله ليس لها بديل، مَنْ أَنِسَ بالقرآن لم يُوحشه مُوحِشٌ، ومَنْ عَظُمَ رجاؤُه حسنت عبادتُه، والتأسُّفُ على الماضي تفويتٌ للحاضر، ومن رأى خيرًا فلينشره، ومن رأى عيبًا فليستره، ومَنْ أيقَن بخلف أكثَر العطاءَ، ومَنْ أحسَن الظنَّ أحسَن العملَ، ومَنْ ظنَّ أن حياةَ غيرِه خيرٌ من حياته فقد حُرِمَ القناعةَ؛ (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[النَّحْلِ: 97].

معاشر المسلمين: بين أيديكم سورة عظيمة، سورة خالصة لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، سورة يُسلِّي فيها اللهُ -عز وجل- قلبَ نبيِّه محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويَعِدُه بالخير الكثير، ويُوعد أعداءه بقطع الدابر وبئس المصير؛ وهذه الصورة -في الوقت نفسه- سورة تمثِّل حياة المسلم في دينه، وفي دعوته، وفي موقفه من أعداء الله، وأعداء دينه.

هذه السورة العظيمة تُظهِر حفظَ الله لعبده، ورعايتَه له، وتثبيتَه، وجميلَ موعوده لنبيِّه وللمؤمنين، وعظيمَ وعيدِه لأعداء الله، وأعداء رسوله من الظالمين والكافرين، إنها سورة قصيرة، بل هي أقصرُ سورة في كتاب الله، سورة ما أجمَلَها، وما أغزرَ فوائدَها، وما أعظمَ بـــركاتِها؛ إنها سورة الكوثر، بسم الله الرحمن الرحيم: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)[الْكَوْثَرِ: 1-3]، في هذه السورة الكريمة التي يُخاطِب اللهُ -جلَّ وعلا- بها نبيَّه وخليله، ومصطفاه وحبيبه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بهذا الخطاب الكريم المبهِج، خطابًا يتضمَّن هذه المنحَ الربانيةَ، والعطايا الإلهية: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)[الْكَوْثَرِ: 1]، والكوثر: نهر في الجنة، كما وردت بذلك الأحاديثُ الصحيحةُ الصريحةُ، بل قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إن نهر الكوثر الذي في الجنة، هو من جملة الخير الكثير الذي أعطى اللهُ نبيَّه محمدًا -صلى الله عليه وسلم-"، فالكوثر -حفظكم الله- مأخوذٌ من الكثرة، فهو الكثير والغزير والفائض والدائم غير المنقطع ولا الممنوع، وهو الخير الكثير: من القرآن، والحكمة، والنبوة، والدِّين، والحق، والهدى، وكلِّ ما فيه سعادة الدنيا والآخرة؛ كوثرٌ لا نهايةَ لفيضه، ولا إحصاءَ لعدده، ولا حدَّ لدلالاته.

معاشر المسلمين: وفي مقابل هذا الخير الكثير، والعطاء الجزيل أمَر اللهُ نبيَّه محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، بقوله -عز شأنه-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)[الْكَوْثَرِ: 2]، أمَرَه أن يجمع بين هاتين العبادتين العظيمتين: الصلاةِ، والنُّسُكِ؛ فالصلاة والنسك هما أَجَلُّ ما يُتقرَّب به إلى الله -عز وجل-؛ فأجلُّ العبادات البدنية الصلاة، وما يجتمع للعبد في الصلاة لا يجتمع له في غيرها من سائر العبادات؛ فالصلاة تتضمَّن خضوعَ القلب والجوارح، والتنقلَ في أنواع العبودية، كما يعرف ذلك أربابُ القلوب والهمم العالية، والنَّحْرُ أجلُّ العبادات المالية، وما يجتمع في النحر؛ من إيثار الله، وحُسْن الظن به، وقوة اليقين، والوثوق بما في يد الله أمرٌ عجيبٌ، إذا قارَن ذلك الإيمانُ والإخلاصُ، وقد جاء الأمر بالصلاة والنحر معطوفًا بـ(الفاء) الدالَّة على السببية -كما يقول أهل العلم-؛ فالصلاةُ والنحرُ سببٌ للقيام بشكر ما أعطاه الله من الكوثر، والخير الكثير.

أيها المسلمون: وقد تمثَّل النبي -صلى الله عليه وسلم- أمْرَ ربِّه؛ فكان كثيرَ الصلاة حتى تفطَّرت قدماه، وهو يقول: "أفلا أكون عبدًا شكورًا"، وكان كثير النحر، حتى نحر بيده ثلاثًا وستين بدنةً في حجة الوداع، وهو قد أهدى مائة من الإبل وكان ينحر في الأعياد وغيرها.

معاشر المسلمين: إن آخر هذه السورة هو الذي يفسر معناها، ويوضح غايتَها، والمراد منها، فقال -عز شأنه-: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)[الْكَوْثَرِ: 3]، إن مبغضك يا محمد، وكارهك ومن لا يحبك، هو الأبتر، هو الأذل، وهو المنقطع دابرُه، الذي لا يعقب له ولا أثر، أبتر مقطوع لا يرجى منه خير ولا عمل صالح ولا ولد صالح، وكل شانئ لمحمد -صلى الله عليه وسلم- ومبغض له فهو أبتر، وكل شانئ لهذا الدين، وشانئ لأتباعه فهو أبتر، فمن شنأ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وكَرِهَهُ، وكَرِهَ ما جاء به، بترَه اللهُ من كل خير، بتَر اللهُ ذكرَه، وبتَر أهله، وبتَر مالَه، وخَسِرَ دنياه وآخرتَه، بَتَرَ حياتَه؛ فلا ينتفع بها، وبَتَرَ قلبَه فلا يعي الخير، ولا يُؤهِّله لمعرفته، ولا لمحبته، بتَر أعمالَه؛ فصرَفَها عن الطاعة والعمل الصالح، بتَرَه من الأنصار والأعوان، وبتَرَه من جميع القُرَب وأعمال البر، لا يذوق للإيمان طعمًا، ولا للطاعة حلاوةً، وإِنْ باشَرَها بظاهرِ جوارحِه، فقلبُه مصروفٌ عنها، ومَنْ شنَأ وكَرِهَ بعضَ ما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- وردَّه لأجل هواه، أو متبوعِه، أو شيخِه، أو طائفتِه أو حزبه، فصار يُوثِر كلامَ الناس، وعلومَهم وآراءهم على كلام الله، وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وعلوم القرآن والسنة؛ فهو داخل في هذا، فكل من ناوأ هذا الدين فهو المخذول والمقطوع والمبتور.

وتأمَّلوا -رحمكم الله- هذه المقولة، لأبي بكر بن عياش -رحمه الله-، فقد قيل له: "إن بالمسجد قومًا يَجلسون ويُجلَس لهم -يعني: يلتف الناس حولهم ويكثرون- فقال: "مَنْ جلَس للناس جلَس الناسُ إليه، ولكن أهل السُّنَّة يموتون ويحيا ذكرُهم، وأهل البدع يموتون ويموت ذكرهم؛ لأن أهل السُّنَّة أحيوا ما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكان لهم نصيب من قوله -سبحانه-: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)[الشَّرْحِ: 4]، وأهل البدع والانحراف شنؤوا ما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان لهم نصيب من قوله -سبحانه-: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)[الْكَوْثَرِ: 3].

فليحذَرِ المسلمُ أن يكره شيئًا ممَّا جاء به الرسولُ -صلى الله عليه وسلم-، أو يردَّه لأجل هواه، أو انتصارًا لمذهبه، أو شيخه، أو حزبه، أو طائفته، أو لأجل انشغاله بالدنيا وشهواتها؛ إن على المسلم أن يلزم السنة والجادَّة؛ حتى لا يكون أبترَ مردودًا عليه عملُه؛ فالمهلكات ثلاث: "اتباع الهوى، والتعصُّب للمذهب والجماعة، والانشغال بالدنيا وشهواتها".

معاشرَ الأحبةِ: وفي مقابل هذا البغض والكره والشناءة، أعطى المولى -عز وجل- حبيبَه، ونبيَّه، وخليلَه، محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، وأعطى أتباعَه، والصادقينَ في محبته، ولزومِ سُنَّته، أعطاهم هذا الكوثرَ، أعطاهم خيرَي الدنيا والآخرة، أعطاهم في الدنيا الهدى، والنصرَ، والتأييدَ، وقرةَ العينِ، وابتهاجَ النفسِ، وشَرْحَ الصدرِ، وتنعُّم القلب بذِكْر الله، وحبه، نعيمًا لا يُشبِهه نعيمٌ في الدنيا، كما أعطى نبيَّه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- في الآخرة الوسيلةَ، والمقامَ المحمودَ، والحوضَ المورودَ، والشفاعةَ الكبرى، وأعطاه لواءَ الحمد في الموقف العظيم.

وبعد عبادَ اللهِ: فالمسلم حينما يتتبَّع هذا الكوثرَ العظيمَ الذي أعطاه الله لنبيِّه محمد -صلى الله عليه وسلم-، فهو واجدُه في النبوة وحفظها، وفي القرآن الكريم وحفظه، ويجده في حفظ دين الله، وفي السنة المطهَّرة، ويجده في هذا الانتشار العظيم لدين الإسلام، والأتباع الذين يزيدون ولا ينقصون، ويقوَوْن ولا يضعفون، لا يزالون على الحق ظاهرين، كلها تلهَج بذكر محمد -صلى الله عليه وسلم- وبدِينه، تُحِبُّه، وتحوطه، وتدافع عنه، وتحفظ دينَه، وكتابَه، وتعظِّم شريعتَه لقد أبقى اللهُ ذكرَه على رؤوس الأشهاد، وشرعَه، ودينَه، لجميع العباد، محفوظًا أبد الآباد إلى يوم المعاد، صلوات الله وسلامه وبركاته الدائمات المتكاثِرات إلى يوم التناد.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا)[النِّسَاءِ: 113]، نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأقول قولي هذا وأستغفِر اللهَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، الحمد لله شرَع لنا من الدين ما وصَّى به نبيَّه والمرسَلينَ، وأكمله وأتم به النعمة للمؤمنين، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادة الحق واليقين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمَّدًا عبد الله ورسوله، سيد الحنفاء، وإمام المتقين، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغر الميامين، هم حمَلة الشرع وحماة الدين، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا مزيدًا، دائما أبد الآبدين.

أيها المسلمون: إن مقاييس الله غير مقاييس البشر، وموازينَ العزيز الكريم، غيرُ موازين الضعفاء المهازيل، فانظروا حينما قال الكفارُ وصناديدُهم في حق محمد -صلى الله عليه وسلم-: "دعوه؛ فإنه أبتر، سوف ينتهي أمره، ويموت بلا عقب، فجاءت هذه السورة العظيمة لتبيِّن: أين يكون الانقطاع والامتداد، وأين يكون الخير، والفيوض، وأين موارد النقص، والهلاك، والخسران، وأين ميادينُ الربح والفوز، والعلوِّ والتمكينِ، البشر ينخدعون ويغترُّون فيحسبون أن مقاييسهم، ونظرياتهم، ومعايِرَهم هي التي تقرِّر الحقائقَ، وتتحكَّم في مجاري الأمور، إن الدين الحق، والدعوة إلى الله لا يمكن أن تكون بتراءَ، ولا يمكن أن يكون صاحبها أبترَ، بل هي العز والنصر، والتمكين والرفعة، في الدنيا والآخرة.

ألا فاتقوا الله -رحمكم الله-، واعلموا أن هذه السورة العظيمة تمثِّل الدينَ وأهلَه، بما فيهم وما لهم من الهدى والخير والإيمان وفيوض الله، ومدده وكرمه، وما لأعداء الدين وأهل الكفر والضلال والشرك والانحراف من الخسران والهلاك وقطع الدابر.

ألَا وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيكم محمد رسول الله، فقد أمرَكم بذلك ربُّكم في محكم تنزيله فقال وهو الصادق في قيله، قولًا كريمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ على عبدك ورسولك، نبينا محمد الحبيب المصطفى، والنبي المجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك، وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، ، وأَذِلَّ الشركَ والمشركينَ، واخذل الطغاة والملاحدة وسائر أعداء الملة والدين، اللهم آمنًا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا ربَّ العالمينَ، اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين بتوفيقك وأعزه بطاعتك، وأَعْلِ به كلمتَكَ، واجعله نصرة للإسلام والمسلمين، ووفقه وولي عهده وإخوانه وأعوانه لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، وبسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، واجعلهم رحمة لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتهم على الحق والهدى، يا ربَّ العالمينَ.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم احقن دماءهم، واجمع على الحق والهدى والسنة كلمتهم، وأبرِمْ لأمة الإسلام أمر رشد، يعز فيه أهل الطاعة، ويهدى فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، إنَّكَ على كل شيء قديرٌ.

اللهم انصر جنودنا، اللهم انصرهم بنصرك، وأيدهم بتأييدك، اللهم سدد سهامهم وآراءهم وانصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم ارحم شهداءهم، وداو جرحاهم، واشف مرضاهم، اللهم أعدهم سالمين غانمين ظافرين منتصرين بقوتك وعزتك يا قوي يا عزيز

اللهم عليك باليهود، اللهم عليك باليهود الغاصبين المحتلين، فإنهم لا يعجزونك، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم إنا نسألك العافية من كل بلية، والشكر على العافية، اللهم إنا نستدفع بك كل مكروه، ونعوذ بك من شره، اللهم إنا نعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيئ الأسقام.

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201].

عبادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي