قصة قارون

إسماعيل القاسم
عناصر الخطبة
  1. تنويع الله الرزق بين عباده .
  2. وقفات مع قصة قارون .
  3. دروس مستفادة .
  4. هلاك قارون والخسف به. .

اقتباس

نصيحة أَهلِ العلم واجبةٌ لعموم الناس دَلالةً وهداية، فقد وعظه الناصحون، وأرشدوه إلى ما فيه صلاحُ دنياه، وفلاحُ آخرته، فأولُ هذه النصائح، قالوا: لا تفرح، أي: لا تفرح فرحًا يوصلك للبطر، فتفخر على غيرك بما وهبك الله من مال. وأرشدوه إلى أنّ هذا الفرحَ مذمومٌ عند الله -تعالى-، لأنه يُميت النفسَ عن الاهتمام بأمور الصالحات.

الخطبة الأولى:

تكفَّل الله بأرزاق خلقه، قال -سبحانه-: (وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)[هُود: 6]، وقَسَم الأرزاق بين عباده فبسط لمن شاء، وقدّر لمن شاء، وكلُّ ذلك بعدله وحكمته، قال -عز وجل-: (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ)[الرّعد: 26].

وقد ذكَر الله -سبحانه- في كتابه الكريم قصة رجل أعطاه الله مالاً وافرًا، وأسبغ عليه صنوفًا من زينة الحياة الدنيا، ولكنه طغى وتكبر، وآثر الحياة الدنيا على الآخرة، قال الله -عز وجل- عن حاله: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلاَ يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلاَ يُلْقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلاَ أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)[القَصَص: 76-83].

في هذه الآيات الكريمات مشاهدُ وعبرٌ متنوعة، تُجْمِل حياةَ قارون، وقَدْرَ مالِه، وذِكرَ حالِه، ونصيحةَ قومِه، وعاقبةَ َأمرِه، ولنا فيها وقفات:

الوقفة الأولى: أن قارون كان ابنَ عمِّ موسى، وقيل: عمُّ موسى، وكان يسمى المنوّر، لحسن صوته بالتوراة، قال البغوي -رحمه الله-: "لم يكن في بني إسرائيل أقرأ للتوراة من قارون، فأهلكه البغي لكثرة ماله".

وهذه القرابة لا تُغْنِي صاحبها من الله شيئًا، فنبينا -صلى الله عليه وسلم- حين أنزل الله عليه: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)[الشُّعَرَاء: 214]، قال: "يا معشر قريش! اشتروا أنفسكم من الله، لا أغنى عنكم من الله شيئًا، يا بني عبد المطلب! لا أغنى عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب! لا أغنى عنك من الله شيئًا، يا صفية عمة رسول الله! لا أغنى عنك من الله شيئًا، يا فاطمة بنت رسول الله! سليني ما شئت لا أغنى عنك من الله شيئًا"(متفق عليه).

فلم تنفع قارونَ قرابتُه من موسى من عذاب الله، ولم يَثْنِ موسى -عليه السلام- في الدعوة والبلاغ مع تكبر أقرب الناس لدعوته، فعلينا أن نسأل الله دومًا الثبات على دينه، وكان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم مُصرِّف القلوب، صرف قلوبنا على طاعتك"(رواه مسلم).

الوقفة الثانية: أن قارون بغَى على قومه، قيل: بظلمه لهم، أو تسلُّطه عليهم، وقيل: بغى عليهم بكثرة ماله، وقيل: زاد في طول ثيابه شبرًا، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا ينظر الله يوم القيامة من جر ثوبه خيلاء"(متفق عليه).

وقيل: إنه بغي عليهم باستخفافه بالفقراء، فلم يُعطهم حقَّهم مع كثرة أمواله، وقد نهى الله عن البغي في كتابه الكريم، في قوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النّحل: 90]، وقولِه: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[الأعرَاف: 33].

فمن طغا وتجاوز الحد فإنما يذوق وبال أمره، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ)[يُونس: 23]، أي: إنما يذوق وبال هذا البغيَّ أنتم أنفسُكم، ولا تضرون به أحدًا غيَركم، فكانت نهايةُ طغيانه وبغيهِ معجلةً له في الدنيا قبل الآخرة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما من ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته في الدنيا، مع ما يدخر الله لصاحبه في الآخرة، من البغي وقطيعة الرحم"(رواه أبو داود).

الوقفة الثالثة: أن الله -سبحانه-: (يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)[البَقَرَة: 212]، فقد أعطى قارون مالاً وفيرًا يُضرب به المثل، حتى إن مفاتح خزائنِه يَثقلُ حَمْلُها على الفئامِ من الناس، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "كان يحمل مفاتيحه أربعون رجلاً أقوى ما يكون من الرجال"، وقد وصف الله ثقل مفاتيح الخزائن: (مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ)[القَصَص: 76].

والمال إذا كان بيدِ مَن أحسن العملَ به في طاعة الله فهو الصالح، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "نعم المال الصالح للمرء الصالح" رواه الإمام أحمد، وعندما أتى عثمان بألف دينار في تجهيز جيش العسرة قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما ضر عثمانُ ما عمل بعد اليوم -مرتين-"(رواه الترمذي).

الوقفة الرابعة: أن نصيحةَ أَهلِ العلم واجبةٌ لعموم الناس دَلالةً وهداية، فقد وعظه الناصحون، وأرشدوه إلى ما فيه صلاحُ دنياه، وفلاحُ آخرته، فأولُ هذه النصائح، قالوا: لا تفرح، أي: لا تفرح فرحًا يوصلك للبطر، فتفخر على غيرك بما وهبك الله من مال.

وأرشدوه إلى أنّ هذا الفرحَ مذمومٌ عند الله -تعالى-، لأنه يُميت النفسَ عن الاهتمام بأمور الصالحات.

وبيَّنوا له أن غاية المال (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ)[القَصَص: 77]، فيكونُ همك واهتمامك لتحصيل الثواب والنجاة من العقاب، والدارُ الآخرةُ هي خير وأبقى.

وأوضحوا أن المال لا يمنع أن يكون في استعمالات مباحة بقولهم: (وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا)[القَصَص: 77]، فتناولْ بِمَالك ما أحل الله لك بالملاذِّ الطيبةِ الحلال، قال الحسن -رحمه الله-: "ما أحل الله لك منها فإن لك فيها غنى وكفاية".

وذكّروه بالإحسان للخلق كما أحسن إليه الخالق، (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ)[القَصَص: 77]، بالصدقة والبذل والعطاء للمحتاجين.

وحذّروه من الفساد في الأرض، فالله لا يحب المفسدين، ولا يرضاه لعباده.

فما كان جوابُه لهذه النصيحةِ الفصيحة، إلا أن: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)[القَصَص: 78]، أي: لا أحتاج إلى استماع ما ذكرتم، ولا إلى ما إليه أشرتم، فإن الله أعطاني هذا لِعلمِه أني أستحقه، وأني أهل له، ولولا أني حبيبٌ إليه لمّا أعطاني ما أعطاني، ولم يعلم: (أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلاَ يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ)[القَصَص: 78].

فاللهُ أهلك من الأمم الماضية بذنوبهم وخطاياهم من هو أشدُّ من قارون قوة، وأكثرُ مالاً وولدًا، فلو كانت مقولةً صحيحةً لم نعاقب أحدًا ممن كان أكثر مالاً منه، ولم يكن مالُه دليلاً على محبتنا له، قال -تعالى-: (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا)[سَبَإ: 37].

نسأل الله أن يثبتنا على دينه حتى نلقاه.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

الخطبة الثانية:

ذكر الله من حال قارونَ أن خرج على قومه في زينته، وتجمُّلٍ عظيمٍ من الملابس والمراكب والخدم، فلما رآه من يعظّم الحياة الدنيا، تَمنّوا أنْ لو كانوا مثلَه، وغبطوه بما وهبه الله، فلما سمع مقالتهم العلماءُ قالوا لهم: (وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا)[القَصَص: 80]، فإن ثواب الله في الآخرة خير وأبقى وأجل وأعلى، (وَلاَ يُلْقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ)[القَصَص: 80].

فكانت نهاية بغيه وطغيانِه أن ذكر الله لنا كيفية هلاك قارون، فقال -عز وجل-: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ)[القَصَص: 81].

قال ابن عباس -رضي الله عنها-: "لما أتى موسى قومه أمرهم بالزكاة، فجمعهم قارون فقال لهم: جاءكم بالصلاة وجاءكم بأشياء فاحتملتموها، فتحملوا أن تعطوه أموالكم، فقالوا: لا نحتمل أن نعطيه أموالنا فما ترى؟ فقال لهم: أرى أن أرسل إلى بغي بني إسرائيل، فنرسلها إليه، فترميه بأنه أرادها على نفسها.

 فدعا موسى عليهم، فأمر الله الأرض أن تطيعه، فقال موسى للأرض: خذيهم، فأخذتهم إلى أعقابهم، فجعلوا يقولون: يا موسى، يا موسى، ثم قال للأرض: خذيهم، فأخذتهم إلى ركبهم، فجعلوا يقولون: يا موسى، يا موسى، ثم قال للأرض: خذيهم، فأخذتهم إلى أعناقهم، فجعلوا يقولون: يا موسى، يا موسى، فقال للأرض: خذيهم، فأخذتهم فغيبتهم، فأوحى الله إلى موسى: يا موسى! سألك عبادي وتضرعوا إليك فلم تجبهم، وعزتي لو أنهم دعوني لأجبتهم، قال ابن عباس: وذلك قول الله -عز وجل-: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ)[القَصَص: 81]، خسف به إلى الأرض السفلى"(رواه الحاكم، وقال حديث صحيح على شرط الشيخين).

بعد إهلاك الله له، قال الله: (فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ)[القَصَص: 81]، ولما حَلَّ به ما حلَّ من الخسف والدمار والهلاك، ندم من كان تمنى مثل ما أوتي قارون، وشكر الله -تعالى- الذي يدبر عباده بما شاء من حسن تدبير، ولهذا قالوا: (لَوْلاَ أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ)[القَصَص: 82].

ثم أخبر الله -تعالى- أن الدار الآخرة هي دار القرار، وهي الدار التي يُغبَط من نالها، ويُعَزَّى من حُرمها، وهي مُعَدَّة (لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)[القَصَص: 83].

ثم اعلموا أن الله ذكر مذمة قارونَ في غيرِ آية من القرآن الكريم، فقال -سبحانه-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ)[غَافر: 23-24]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- حين ذكر الصلاة يومًا: "من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورًا، ولا برهانًا، ولا نجاة، ويأتي يوم القيامة مع قارونَ وفرعونَ وهامانَ وأُبيِّ بنِ خلف"(رواه أحمد).

اللهم توفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين.

ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيه؛ فصلوا عليه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي