ولا نجاةَ من العذابِ ولا وصولَ إلى السعادةِ إلا بها، وهي أجلُّ نِعمِ الله الواجِب شكرُها، قال جلّ جلاله: (وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ) البقرة:198.
أمّا بعد: فاتّقوا اللهَ ـ عبادَ الله ـ حقَّ التقوى، فمنِ اتَّقى ربَّه نجا، ومن اتّبَع هواه غوَى.
أيّها المسلمون، أسبَغ الله على عبادِه مِننًا جليلةً، وأعظمُ النِّعم وأعزُّها نعمةُ الهداية لهذا الدّين، وبفضلٍ منه اهتدى المهتدون، وبعدله ضلَّ ضالّون، قال سبحانه: (فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمْ الضَّلالَةُ) [الأعراف:30]
والهدايةُ مِنحةٌ منَ الكريم لا تُسدَى لكلِّ أحَد، ولا تتحقّق بالآمالِ والأماني، وقد تتخلّف مع وجودِ أسبابها، (بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ) [الحجرات:17]
ولا نجاةَ من العذابِ ولا وصولَ إلى السعادةِ إلا بها، وهي أجلُّ نِعمِ الله الواجِب شكرُها، قال جلّ جلاله: (وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ) [البقرة:198]
وطلبُ الثباتِ عليها من أخصِّ أدعيةِ الصالحين: (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران:8]. ولا سبيلَ إلى الجنّة إلا بسلوكِ طريق الهدايةِ، (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ)[الأعراف:43]
ورأسُ الأدعية وأفضلُها الدعاءُ بالهدايةِ، فإنه يجمع صلاحَ العبدِ في الدين والدنيا والآخرة. وأُمِر المسلم بأن يدعوَ ربَّه في كلّ صلاةٍ بأن يمنحَه الهداية، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "أنفعُ الدعاءِ وأعظمهُ وأحكمُه دعاءُ الفاتحةِ: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) [الفاتحة:6]؛ لأنَّ العبدَ إلى الهُدى أحوجُ منه إلى الأكل والشرب".
وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابَه بالدّعاء بالهدايةِ، يقول عليّ رضي الله عنه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قل: اللهمّ اهدني وسدِّدني)) رواه مسلم
وقال لمعاويةَ رضي الله عنه: ((اللهمّ اجعله هاديًا مهديًّا واهدِ به)) رواه الترمذي، ومن دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((اللهمّ اهدني ويسِّر الهدَى لي)) رواه الترمذي.
ولعِظَم شأنها لم يخلُ قومٌ من هادٍ ونذير وداعٍ إليها، قال سبحانه: (إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) [الرعد:7].
وفتحُ القلوبِ بيَد الله وحدَه، لا للخلقِ منها شيءٌ سوى بذل الأسباب، (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) [القصص:56]، (قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [البقرة:142].
والجليسُ الصالح خيرُ عونٍ للهدايةِ، يذكِّرك إذا نسيتَ، ويعينك إذا غفلتَ، لا تسمعُ منه إلاّ قولاً طيّبًا وفِعلاً حسنًا. الصُّحبةُ الصالحةُ عبادةٌ ممزوجة بالمتعَةِ والأنس، تزداد بالإيمانِ والنُّصح، حقيقتُها جسَدٌ واحدٌ تتعدّد فيه القلوب، يقول عليه الصلاة والسلام: ((المؤمِنون كرَجلٍ واحد)) رواه مسلم.
وللجليس تأثيرٌ على الدين والسلوكِ والآداب والأخلاق، والمرءُ يعرَف بمُجالسِه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((المرءُ على دين خليله، فلينظُر أحدُكم من يخالِل)) رواه أبو داود.
وقرينُ السوءِ يدعوك إلى البُعدِ عن الطاعات، ويزيِّن لك السيئاتِ، قريبٌ منك في السّرّاء، بعيدٌ عنك في الضرّاء، ضَرَرُه متجدِّد في صُورٍ شتّى، حذّر الإسلام من مصاحبتِه ومن مجالسته، لا للمعالي يُعليك، ولا عن الدنايَا يجافيك، لذا شبّهه النبيّ صلى الله عليه وسلم بنافخِ الكير الذي ينالك أذَاه على كلِّ حال. رفيقُ السّوء صحبتُه حَسرةٌ في الدنيا وندامةٌ في الآخرة، قال جلّ وعلا: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً) [الفرقان:27-29].
وحضورُ مجالسِ العلماءِ من مواطِن الهداية، في عِلمهم وتعليمهم زيادةُ إيمان، وعلى وجوههم سمتُ الصالحين، وعلى جوارِحهم أمارةُ نقاءِ السريرَة، مجالسُهم تذكيرٌ بسِيَر الأفذاذ من الأسلاف وشَحذٌ دائم للهِمَم إلى الآخرة، في مجالسَتِهم خيراتٌ متناثِرة وثمراتٌ يانعة، فكُن أقربَ الناس إليهم، يقول ميمون بن مهران رحمه الله: "وجدتُ صلاحَ قلبي في مجالسةِ العلماء".
وتطهيرُ القلبِ من أدرانِ القوادح والحِفاظ عليه من تلويثِه بالشبهاتِ أو تدنيسِه بوَحل الشّهوات مِن أسباب الهداية، والشبهةُ إذا وَردت على القلب ثقُل استئصالُها وثَنتِ العبدَ عن القُرب من الربِّ.
والتطلُّعُ إلى المنكرات والشهوات في المرئيّات والسّمعيات يُظلِم القلبَ بكثرةِ العِصيان، ومن تعرّض للشبهاتِ والشهوات ثم طلبَ إصلاحَ القلب رام مُمتنِعًا، ورُبَّ عثرةٍ أهلكت، ورُبَّ فارِطٍ لا يُستدَرك، وفي زمن تنزُّل الوحيِ وملازمة الصحابةِ للنبيّ صلى الله عليه وسلم كان عليه الصلاة والسلام يخشى عليهم من الفِتن، وينهاهم عن القُرب منها.
والنفسُ طامعةٌ إذا أطمَعتَها، منتهيةٌ إذا نهيتها، فألجِمها بلجامِ الأوامر والنواهي، وابتعِد عن أسبابِ الفِتَن وموارِدها، فإنّ المقاربةَ منها مِحنةٌ لا يكادُ صاحبها ينجو منها، ومن حام حولَ الحِمى يوشِك أن يقعَ فيه.
والانتصارُ على الشهوات تاجٌ على الهام، ودرءُ الشبهاتِ وقارٌ يعلو النفسَ، وصَونُ الجوارحِ عن المعاصي ثباتٌ بإذنِ الله على الهداية، والاستسلام للهَوى والفراغِ من مداخلِ الشيطان للغوايةِ، والسّعيد من استبق الخيراتِ، ونأى بنفسه عمّا يضرُّه ولا ينفعه، وعمِل بوصيّة النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله: ((احرِص على ما ينفعُك، واستعِن بالله، ولا تعجَزَن)) رواه ابن ماجه.
وعمارةُ الوقتِ ببرِّ الوالدَين وصِلةِ الرحم وقضاء حوائج المسلمين عبادة.
والمعصية تورِد صاحبَها المهالك، والذي يفوتُ بارتكاب الخطيئةِ مِن خَيرَيِ الدّنيا والآخرة أضعافُ ما يحصُل له من السّرور واللّذة.
والإكثارُ من الطاعات مِن وسائل الثّبات على الدين ومن أسبابِ حفظِ الله لعبدِه، يقول عليه الصلاة والسلام : ((احفَظ الله يحفَظك)). وكان أفاضِلُ البشَر هم القدوةُ في التعبُّد، قال سبحانه عن إبراهيمَ عليه السلام: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [النحل:120]
وكان سلَف الأمة يكثرون من التعبُّد لله، قال ابن كثير عن ابن القيّم رحمهما الله: "ولا أعرفُ من أهلِ العلم في زمانِنا أكثرَ عبادةً منه، وكانت له طريقةٌ في الصلاة يُطيلها جدًّا، ويمدُّ ركوعَها وسجودَها، ويلومه كثيرٌ من أصحابه في بعضِ الأحيان، فلا يرجع ولا ينزع عن ذلك".
وكتابُ ربِّ العالمين منارُ الهدى والصلاح، (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) [الإسراء:9] والمداومةُ على تلاوتِه حفظٌ بإذن الله من الشّرور والفِتن وحصنٌ من الشّبهات والشهوات.
وزيارةُ المقابر للعِظةِ والعبرة سنّةٌ قائمة تذكِّر بالآخرة، وتعين على الاستقامةِ على أمر الله والبُعدِ عن المعاصي وعن الاغترارِ بالأمل، يقول عليه الصلاة والسلام: ((زوروا المقابرَ فإنها تذكِّركم الآخرة)) رواه الترمذي. ومن جَعل الموتَ بين ناظِرَيه صلَحت أحواله.
والقلوبُ بين أصبعَين من أصابعِ الرحمن، يقلِّبها كيف يشاء، ولا شيءَ من الأسبابِ أنفَع ولا أبلَغ من الدعاءِ في حصول المطلوبِ، فتضرّع إلى ربِّك في يومِك وليلتك بأن يجعلَك من عباده الصالحين.
وإذا رأيتَ أهلَ العصيان هم الأكثر عددًا في الأرض فلا يُثنِيك ذلك عن التمسُّك بهذا الدّين، فسنّة الله قضَت أنّ أهلَ الفسوق والمعاصِي هم أكثر عددًا ممّن يطيع الرحمن، قال سبحانه: (وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) [المائدة:49] وانظر إلى الحقِّ ولا تنظُر إلى العدد، فالله وصَف إبراهيم عليه السلام بأنه أمّةٌ وهو وحدَه: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا) [النحل:120] يقول الفضيلُ بن عياض رحمه الله: "لا تستوحِش من الحقِّ لقلّةِ السّالكين، ولا تغترَّ بالباطِل لكثرة الهالكين".
ومِنّةُ الله عليك بالصّلاح مع ضلالِ كثير من الخلق ممّا يزيدك هدايةً في نفسِك ويحمِلُك على دعوة غيرك إلى الطريق المستَقيم.
أيّها المسلمون، سُنّةُ الله في هذه الحياة ابتلاءُ مَن تمسّك بهذا الدّين لتمحيص الصادِق في الاستقامة، قال سبحانه: (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت:3]
ولقد سخِر الكفار من رُسُل الله إليهم، قال سبحانه: (وَلَقَدْ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون) [الأنعام:10] وكلُّ رسولٍ يُبعَث يُبهَت بالسِّحر ويُرمى بالجنون، (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) [الذاريات:52] وصحابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم سَخِر منهم أهلُ النفاق، (وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ) [المطففين:30] فمن استهزأ باستقامَتك فتلك منقبةٌ لك، رُمِيتَ بما رُميَ به خيرُ البشَر، وتلك بُشرَى صدقٍ في الاستقامة، ولا تحزن فإنّ دافعَ الساخِر الهوَى أو الجهل، (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا) [النمل:14]
والساخرُ في عُمقِ نفسه يتمنَّى الهدايةَ، ولكنّه لا يملكها، قال سبحانه عن أهل الضلال: (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ) [الحجر:2] ومن سخِر منك فتحلَّ بما اتّصف به الأنبياءُ من الصبر، ولا تُحبِط عملك بالجزَع أو الهلَع، والزَم جانبَ العفوِ والحلم والأناة والإعراض عمّن آذاك، قال جلّ وعلا: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ) [الأحقاف:35]
والموفَّق من استنارَ بنور الهداية، ودعا صاحِبَ خطيئةٍ إلى التوبة، وخفض جناحَه لمن ابتُلي بمعصيةٍ بدعوته بحكمةٍ ولين ورويّة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ)[يونس:108]
بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفَعني الله وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفِر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كلّ ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفورُ الرّحيم.
الحمدُ لله على إحسانه، والشّكر له على توفيقه وامتنانِه، وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحدَه لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمّدًا عبده ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا مزيدًا.
أمّا بعد: أيّها المسلمون، أسعدُ الخلق هم أهل الهداية، وأوّل الخير الهدَى، ومنتهاه الرحمةُ والرضوان، ومَن عرف الحقَّ واتّبعه فقد هدِي إلى صراطٍ مستقيم، ومن اهتدى جُلِبت له السعادة والرزقُ والسرور، وأعانه الله على الطاعةِ وتركِ المعصية، فلم يصِبه شرٌّ لا في الدنيا وفي الآخرة، ومن تمسَّك بنور الهداية زادَه الله نورًا، (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى) [مريم:76]، ومنزلتُك في الآخرةِ مبنيّة على هذه اللحَظات التي تعيشها، (وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى) [النجم:39]، والسعيد من قدّم لنفسِه صالحًا.
ثمّ اعلَموا أنّ الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيّه، فقال في محكم التنزيل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
اللهمّ صلّ وسلِّم وزد وبارك على نبينا محمّد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين...
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي