وصارت المرأة المسلمة في بلدان العالم كله تجد في المرأة السعودية نموذجا لها في التزامها بحجابها، وممارساتها لعملها، وأدائها لواجبها، دون اختلاط بالرجال الأجانب؛ أفَيَليقُ بنا، والغيورون والصالحون والعقلاء والحكماء يحاولون محاكاتنا، أفيَليق بنا أن نتخلى عن تجربتنا، ونتنازل عن ما كنا عليه من الحق في ذلك؟! لا أظن عاقلا يرضى بذلك ..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا عباد الله تعالى اتقوا الله -عزَّ وجل-، وذلك بفعل ما أمركم به، واجتناب ما نهاكم عنه، وملازمة طاعته، والبُعد عن مخالفته، فبتقوى الله -عز وجل- تهنأ القلوب، وتطمئن وتطيب النفوس والصدور، وتنشرح وتستقيم الحياة، ويحصل موعود الله للمتقين بالنجاة من كل مخوف ومرهوب، والفوز بكل مرغوب في الدنيا والآخرة.
(أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [يونس:62-64].
رزقني الله وإياكم تقواه، ومَنَّ علينا جميعا بهداه، وجنَّبَنا أسباب غضبه وسخطه، وختم لنا بخير ما ختم به لعباده وأوليائه الصالحين، إنه سميع مجيب.
أيها الأخوة المسلمون: لقد قامت هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على يد الموحد الملك عبد العزيز رحمه الله، قامت على ثوابتَ راسخةٍ، وأُسُسٍ مَتينةٍ من الدعوة إلى التوحيد الخالص، والبُعد عن الخرافة، وكل ما يقدح في التوحيد أو يعارضه.
قامت على الالتزام بأحكام الشريعة المطهرة في جميع مجالات الحياة كلها، وأن الشريعة وأحكامها حاكمة ومُهيمنة على جميع أنظمة هذه البلاد، فالحق ما وافق الشريعة، والباطل ما خالفها، وهو نهج حميد وسديد، سار عليه ولاة هذه البلاد، وتعاقبوا عليه، بل ودُوِّن ذلك في النظام الأساسي للحكم الذي يحكم جميع تصرفات المسؤولين في هذه البلاد المباركة.
وكان لهذا النهج السديد والتزامه أعظم الأثر في تحقيق الأمن، وزوال الخوف، وحصول القوة والمنعة، واجتماع الكلمة، وحصول النماء والرخاء، وتجاوز المشكلات والتحديات التي واجهت مسيرة هذه البلاد في الداخل والخارج.
وجميع ذلك، وما تفرع عنه، نتيجة حتمية لكل من طبَّقَ الشرع والتزمه، (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور:55].
إن تطبيق الشريعة من أجَلِّ نِعَم الله على هذه البلاد، وهو -في الوقت ذاته- ليس اختيارا من جملة اختيارات لكل أحد الحق في الأخذ بواحد منها، وليس مِنَّة يمتن بها من يشاء على أهل هذه البلاد، وإنما هو التزام من قِبل ولي الأمر بموجب ولايته الشرعية كما نص على ذلك النظام الأساسي للحكم، وهو استجابة لقول الله -عز وجل-: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [النور:56].
ومِن ثَمَّ -أيُّها الأخوة المسلمون- فإن جميع مسؤولي هذه الدولة، ونُوَّاب خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في أي قطاع من قطاعات الدولة، ومجال من مجالات الحياة، هم مؤتَمنون على تطبيق الشريعة فيما هو تحت ولايتهم، وملزَمون -بنصِّ النظام الأساسي للحكم- بأن تكون تصرفاتهم متطابقة مع الشريعة، بعيدة عن مصادمتها ومناقضتها والنقص منها.
والمرجع في ذلك إنما هو نصوص الكتاب والسنة، وما يقرره أهل العلم الذين فوض إليهم ولي الأمر أمر الفتوى، والنظر في مصالح المسلمين الشرعية والدينية.
ومن الانحراف عن هذه الجادة -أيها الإخوان- أن يحوِّل المسؤول -أيا كانت مسؤوليته، وزيراً أو مَن هو دونه- يُحوِّل مَن هو تحت ولايته من مصالح المسلمين، من وزارة أو إدارة أو رئاسة إلى حقل تجارب، تُطَبَّقُ فيها آراؤه الشخصية، وقناعته الفكرية، ويمرر أجندته وأهدافه الخاصة؛ محاولا فرضها على من هم تحت ولايته، مهما كانت منافية لتعاليم الشرع، ومتناقضة معه، ومصادمة للأنظمة واللوائح المتطابقة مع أوامر الشريعة ومقرراتها.
أيها الأخوة المسلمون: أيها الأخوة المؤمنون: لقد ساءنا وساء الغيورين من أهل هذه البلاد المباركة، وأغضَّ مضاجعهم، تلك الخطى المتسارعة التي تحدث في وزارة التربية والتعليم، والتي من مهامها التي فوضها إليها وليُّ الأمر تربية الناشئة من بنين وبنات على أحكام هذا الدين، والتزام آدابه وأخلاقه في جميع شؤون الوزارة، ومناشطها وأعمالها.
ولهذا جاءت التعليماتُ صريحةً في المنع من الاختلاط والتحذير منه، وأن التعليم بكافة أشكاله وصوره الصفي وغير الصفي في هذه البلاد قائم على البعد عن اختلاط الذكور بالإناث، وعن الطلاب بالطالبات، وعن الرجال بالنساء.
أقول -أيها الأخوة المسلمون- لقد ساءتنا تلك الخطوات المتسارعة التي ترمي بتلك التعليمات عرض الحائط، وتسعى جاهدة لفرض الاختلاط بين الرجال والنساء، وبين الطلاب والطالبات، حتى صرحت إحداهنَّ -ممن لا علاقة لها اعتبارية بالوزارة وإدارة شؤونها من قريب أو بعيد- بأن الاختلاط قادم لا محالة، لا حقَّقَ اللهُ لها هدَفاً ولا غايةً في ذلك.
تنفذ تلك الأهداف المشؤومة نحو فرض الاختلاط بين الجنسين في صور شتى، ابتداء من إلغاء وزارة التعليم الخاصة بالبنين ودمجها مع البنات في إدارة واحدة، وإعطاء إذن للمدارس الخاصة والأهلية بالاختلاط بين الطلاب والطالبات في المرحلة الأولية من التعليم الابتدائي، وإقامة ندوات تجمع الرجال والنساء من المشرفين والمشرفات، وقيام بعض المسؤولات بزيارة لمدارس البنين بتوجيه من المسؤول الأعلى في الوزارة، ولقاؤها بالهيئة الإدارية بالمدرسة، وعقد حوارات بين طلاب وطالبات المرحلة الثانوية بإشراف الوزير نفسه.
وإلى غير ذلك من الجهود الخبيثة المشؤومة لفرض الارتباط وتغريب التعليم في هذه البلاد المباركة، وأعظم من ذلك كله أن يخرج علينا المسؤول الأول في الوزارة ليقول على الملأ بأن هذه الأمور لا تنافي الشريعة، ولا تتعارض معها! وكأنه جهة فتوى من مهامها تبيين الحلال والحرام!.
أليست للفتوى جهة رسمية عيَّنَها وليُّ الأمر؟ أليست فتواهم موجودة تنص على تحريم تعليم المدرِّسات للبنين ولو في مراحل التعليم الأولى من المرحلة الابتدائية؟! أليست فتواهم بلغت الكثرة في تحريم الاختلاط في التعليم وتحذر منه أشد التحذير؟!.
وقبل ذلك وبعده، أليست نصوص الشرع وأحكام الشريعة -وهي فوق كل نظام، وفوق كل فتوى- تحرِّم هذا النوع من الاختلاط المرتبط المبرمج المعتاد، حتى حكم كثيرٌ من أهل العلم بالإجماع على تحريم هذا الاختلاط؟!.
إن المرء ليحار من تصرُّفات بعض المسؤولين الذين يستغلون مناصبهم لفرض أجندتهم وأهدافهم وقناعتهم الفكرية، وهذا -واللهِ- تخبُّطٌ ما بعده تخبط، وفوضى إدارية، وتناقُض، وازدواجية مُشينة نخشى من عواقبها الوخيمة، وآثارها السيئة.
أيها الأخوة المسلمون: لقد جربت دول كثيرة في العالم الاختلاط ومارسته في مؤسساتها ووزارتها وإداراتها، وجامعاتها ومدارسها، وحياتها كلها، فبالله عليكم! ماذا جنت تلك الدول من هذا الاختلاط؟! ماذا تحقق لها من وراء ذلك؟ لم تجنِ -والله!- تقدما اقتصاديا، ولا قوة سياسية، ولا نماء، ولا رخاء معيشيا؛ ومُحالٌ مُحالٌ أن يُرْجَى ذلك في مخالفة الشريعة، والإعراض عن أمرها؛ لأن الخير كلَّ الخير إنما هو في التزام الشرع المطهَّر، وأحكامه، ومبادئه، وأخلاقه السامية.
وإنما جنت تلك المجتمعات التي مارست الاختلاط تفكُّكاً أسريا، وفساداً أخلاقياً عريضاً، وانتشاراً للزنا والاغتصاب، وغير ذلك من صور الفساد والتحلُّل الأخلاقي. أما آن لنا أن نأخذ العبرة بالماضي والحاضر؟! أما آن لنا أن نستفيد من تجارب الماضي في التخطيط للمستقبل؟!.
لقد خرج الملك عبد العزيز -طَيَّب الله ثراه- ووحَّد أرجاء هذه البلاد المترامية، وحدها على التوحيد، على الكتاب والسنة والعمل بموجبهما ومقتضاهما في جميع مجالات الحياة، في زمن كان العالم من حوله يسعى نحو التغريب، وفرض الاختلاط، وتقليد الغرب في كل شيء؛ بل وإقصاء الشريعة عن الحكم؛ فلم يبالِ -رحمه الله- بوهج الحضارة وقوة تأثيرها وصخبها، ولم تكن حركة العالم من حوله لِتُثْنِيهِ على الاستمرار على نهج الكتاب والسنة والتزام أحكامهما.
وظن من ظن في ذلك الوقت من ضعاف الإيمان ومحدودي النظر أن هذا الموقف من الإمام الموحد -رحمه الله- سباحة ضد التيار، وأن مآله إلى الفشل والإخفاق، فكذَّب اللهُ -عز وجل- هذه الظنون، وكتب لمجهوده -رحمه الله- النصر والتأييد، وبآءت جهود أولئك الساعين نحو تغريب مجتمعاتهم إلى الفشل.
أفلا نستفيد من هذه التجربة لنعلم يقينا أن العبرة ليست في السعي في ركاب المنحرفين والمنهزمين، وإنما العبرة في التزام أحكام الشريعة ونظامها؟! أفلا يليق بنا في هذه البلاد المباركة، بعد أن ضربنا أروع الأمثلة في الأخذ بمبادئ التقدم والمدنية دون مساس بثوابت ديننا وأحكام شريعتنا، حتى سعى الآخرون من محاكاتنا وتقليدنا، فوُجد في العالم كله من يدعو لاقتفاء التجربة السعودية في مجالاتها المختلفة، وخاصة مجال التعليم، وتعليم المرأة على وجه الخصوص!.
وصارت المرأة المسلمة في بلدان العالم كله تجد في المرأة السعودية نموذجا لها في التزامها بحجابها، وممارساتها لعملها، وأدائها لواجبها، دون اختلاط بالرجال الأجانب؟ أفَيَليقُ بنا، والغيورون والصالحون والعقلاء والحكماء يحاولون محاكاتنا، أفيليق بنا أن نتخلى عن تجربتنا، ونتنازل عن ما كنا عليه من الحق في ذلك؟! لا أظن عاقلا يرضى بذلك.
فاللهمَّ! يا حيُّ يا قيُّومُ! هَبْ لنا من أمرنا رشَدا، واحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، واجعل ولايتنا في صغير الأمر وكبيره فيمن يخافك ويتقيك، ويعمل بشريعتِكَ، ويحفظ لهذه البلد دينها وأمنها واستقرارها، واجتماع كلمتها، يا أرحم الراحمين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة:49-50].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله الذي كتب العزة والنصر لمن التزم دينه، وعمل بشرعه، وكتب الذل والصَّغار على كُلِّ مَنْ أعرض عن أمره، وخالف شرعَه، (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) [غافر:51]، (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم:97].
أحمده -سبحانه- وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وسلَّمَ تسليما ًكثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدْيِ هديُ محمد رسول الله، وشرَّ الأمورِ مُحدَثَاتُها، وكُلَّ مُحْدَثَةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار؛ وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ عنه شذ في النار.
أيها الأخوة المسلمون: إننا في هذه البلاد المباركة لا نرضى هذه الجهود السيئة الساعية لفرض الاختلاط والدعوة إليه، وبالأخص في وزارة التربية والتعليم، المؤتمنة على رعاية وتنشئة أبنائنا وبناتنا، وهي -والله- مهمة عظيمة! ومسؤولية جسيمة! سيُحاسَب عليها كل مسؤول، ويا ويل من خان الأمانة وفرط فيها يوم العرض على الله -عز وجل-! واللهُ -سبحانه وتعالى- يحذر عباده من الخيانة في الأمانة، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الأنفال:27].
إننا نناشد ولاة أمرنا، حفظهم الله وسدَّدَهم ونصرهم على عدونا وعدوهم، نناشدهم أن يقفوا أمام هذا العبث الخطير في تعليم أبنائنا وبناتنا، وأن يقفوا أمام هذه الخطوات المتسارعة المشؤومة لفرض الاختلاط، وجعله أمرا عاديا.
إنه -واللهِ- خطوات ومشاريع تغريبية لن تحقق صلاحا للمجتمع في دينه، وهو أعظم من تجب العناية به، ولم تحقق في الوقت ذاته صلاحا في دنيا المجتمع ومعاشه، وهي أمور مفصلية في حياة الأمة، وأملنا ورجاؤنا مِن ولاة أمرنا الذين عاهدناهم حريصين على الشرع وحمايته، ومواقفهم مشهودة في ذلك، أملنا فيهم أن يُقِرُّوا أعيُنَنَا بما يُدخِل السرور والأمن إلى قلوبنا، بخطوات عملية؛ للوقوف بحزم أمام هذه الحركات التغريبية للمرأة والمجتمع.
إننا في وقت عصيب تمر به الدول والمجتمعات مِن حولنا، ونحن بأمس الحاجة لكل جهد بنَّاء، ووسيلة شرعية لترسيخ الأمن، وتفويت كل فرصة يحاول أعداء هذه البلاد استثمارها لبث الفرقة، وزعزعة الأمن؛ لا حقَّقَ اللهُ أهدافَهم.
يحاولون التشكيك في توجهات هذه البلاد، فنسأل الله -عز وجل- أن يحفظنا بحفظه، وأن يكلأنا برعايته، وأن يحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وصلاح دنيانا وآخرتنا، وسبب عزنا وقوتنا ومناعتنا، وأن يوفق ولاة أمورنا لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يأخذ بنواصيهم إلى البر والتقوى.
كما نسأله -سبحانه- أن يبارك في جهود كل من يريد إعزاز الدين، وحماية الشريعة، والمحافظة على هذه البلاد المباركةِ قويةً أبِيَّةً، منيعة مُوَحَّدَة، مُهابة؛ وإننا واثقون -بفضل الله، عَزَّ وجل، ورحمته- بأن هذه البلاد ستظل عاصية أبِيَّةً على محاولات التغريب؛ بالتزامها بكتاب ربها، وسنة نبيها، ومحافظتها على نظامها الأساسي للحكم، المعتمِد على الكتاب والسنة، وبعزيمة وُلاة أمرها -حفظهم الله وسدَّدهم-، نسأل الله -عز وجل- أن يحقق لنا ما نتمناه، وأن يحقق إلينا ما نصبو إليه من إعزاز الدين، والتمكين له.
هذا وصَلُّوا وسَلِّمُوا على نبيِّكُم مُحمَّدِ بنِ عبد الله. اللهمَّ صَلِّ وسلِّم وبارك عليه.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي