وبلاد الشام، كما قال ياقوت الحموي: حدها من نهر الفرات إلى العريش المتاخم للديار المصرية، وأما عرضها فمن جبلي طيء من نحو القبلة إلى بحر الروم. وقال: سميت بذلك لكثرة قراها وتداني بعضها من بعض فشبهت بالشامات. وقيل غير ذلك.أهـ. وتشتمل في الوقت الحاضر على سورية ولبنان وفلسطين والأردن وجزءٍ من العراق ..
أما بعد: أيها الإخوة: فقد لفت النبي -صلى الله عليه وسلم- أنظار المسلمين إلى فتح بلاد الشام منذ معركة مؤتة سنة ثمان من الهجرة، ثم غزوة تبوك سنة تسع، ثم حملة أسامة سنة إحدى عشرة، والتي كُتب لها أن تتأخر إلى خلافة الصديق -رضي الله عنه-.
ثم بدأ الصديق -رضي الله عنه- بتوجيِه الحملات إلى الشام سنة ثلاث عشرة بعد أن رجع من الحج، وتم فتح بلاد الشام في أول خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وقد غادرها البيزنطيون ولحق بهم أتباعهم من أهل البلاد، وبقيت من ذلك التاريخ إسلامية؛ بل صارت حاضرة الإسلام، وبها عاصمته دمشق في الدولة الأموية.
وبلاد الشَّامِ أَرضٌ مُبَارَكَةٌ، وَصَفَهَا بِذَلِكَ اللهُ الَّذِي يَخلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَختَارُ، فقال تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ) [الأنبياء:81]، قال غير واحد من المفسرين: وَالْأَرْضُ الَّتِي بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا هِيَ أَرْضُ الشَّامِ.
وقَالَ تَعَالى عن إِبرَاهِيمَ وَلُوطٍ -عَلَيهِمَا السَّلامُ-: (وَنَجَّينَاهُ وَلُوطًا إِلى الأَرضِ الَّتي بَارَكنَا فِيهَا لِلعَالمِينَ) [الأنبياء:71]، وَالْأَرْضُ الَّتِي خَرَجَا مِنْهَا هِيَ كُوثَى مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقِ، وَالْأَرْضُ الَّتِي خَرَجَا إِلَيْهَا هِيَ أَرْضُ الشَّامِ.
أيها الأحبة: لم يقتصر ذكر البركة في بلاد الشام بالوصف فقط كما ذكر الله تعالى في كتابه الكريم، بل دعا لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالبركة صراحة، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا" رواه البخاري.
وبلاد الشام، كما قال ياقوت الحموي: حدها من نهر الفرات إلى العريش المتاخم للديار المصرية، وأما عرضها فمن جبلي طيء من نحو القبلة إلى بحر الروم. وقال: سميت بذلك لكثرة قراها وتداني بعضها من بعض فشبهت بالشامات. وقيل غير ذلك.أهـ. وتشتمل في الوقت الحاضر على سورية ولبنان وفلسطين والأردن وجزءٍ من العراق.
وعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ -رضي الله عنه- قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نُؤَلِّفُ الْقُرْآنَ مِنَ الرِّقَاعِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: -صلى الله عليه وسلم-: "طُوبَى لِلشَّأْمِ". فَقُلْنَا: لأَىٍّ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لأَنَّ مَلاَئِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا" رواه الترمذي وصححه الألباني.
وَفي الشَّامِ خَيرُ جُندِ اللهِ، صَحَّ بِذَلِكَ الخَبَرُ، فعَنِ عبدالله بْنِ حَوَالَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "سَيَصِيرُ الأَمْرُ إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُودًا مُجَنَّدَةً، جُنْدٌ بِالشَّامِ، وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ، وَجُنْدٌ بِالْعِرَاقِ". قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ -رضي الله عنه-: خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ. فَقَالَ: "عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَإِنَّهَا خِيَرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ؛ يَجْتَبِى إِلَيْهَا خِيَرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ؛ فَأَمَّا إِنْ أَبَيْتُمْ فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ، وَاسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ" رواه أبو داود وصححه الألباني.
وَالشَّامُ -أيها الأحبة- أَرضُ غَنِيمَةٍ وَرِزقٍ، فَعَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ اللهَ استَقبَلَ بِيَ الشَّامَ وَوَلىَّ ظَهرِيَ اليَمَنَ، وَقَالَ لي: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي جَعَلتُ لَكَ مَا تُجَاهَكَ غَنِيمَةً وَرِزقًا، وَمَا خَلفَ ظَهرِكَ مَدَدًا" رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وَفي الشَّامِ العِلمُ وَالإِيمَانُ إذا وقعت الفتن، فَعَن عَبدِاللهِ بنِ عَمرٍو -رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنِّي رَأَيتُ كَأَنَّ عَمُودَ الكِتَابِ انتُزِعَ مِن تَحتِ وِسَادَتي، فَأَتبَعتُهُ بَصَرِي فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ عُمِدَ بِهِ إِلى الشَّامِ، أَلا وَإِنَّ الإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتِ الفِتَنُ بِالشَّامِ" أَخرَجَهُ الطَّبَرَانيُّ وَالحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "وَعُقرُ دَارِ المُؤمِنِينَ الشَّامُ" رَوَاهُ النَّسَائِيُّ في حَدِيثٍ طَوِيلٍ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وَفي الشَّامِ تَكُونُ قَاعِدَةُ المُسلِمِينَ في زَمَنِ المَلاحِمِ، وَفِيهَا يَكُونُ نُزُولُ عِيسَى -عليه السلام- في آخِرِ الزَّمَانِ وَمَهلِكُ الدَّجَّالِ، الَّذِي مَا وُجِدَت وَلَن تُوجَدَ عَلَى الأَرضِ فِتنَةٌ هِيَ أَشَدُّ مِنَ فِتنَتِهِ؛ عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ فُسْطَاطَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ بِالْغُوطَةِ، إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشَّامِ" رواه أبو داود وصححه الألباني.
وَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "يَنزِلُ عِيسَى ابنُ مَريَمَ -عليه السلام- عِندَ المَنَارَةِ البَيضَاءِ شَرقِيَّ دِمَشقَ" رَوَاهُ مُسلِمٌ وَغَيرُهُ. وفي حديث آخر عن ملاحم آخر الزمان: "فَإِذَا جَاؤُوا الشَّامَ خَرَجَ -أي جاء المسلمون الشام خرج الدجال- فَبَينَمَا هُم يُعِدُّونَ لِلقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَيَنزِلُ عِيسَى ابنُ مَريَمَ فَأَمَّهُم، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ المِلحُ في المَاءِ، فَلَو تَرَكَهُ لانذَابَ حَتَّى يَهلِكَ، وَلَكِنْ يَقتُلُهُ اللهُ بِيَدِهِ، فَيُرِيهِم دَمَهُ في حَربَتِهِ" رَوَاهُ مُسلِمٌ.
وَبلاد الشَّامُ هِيَ أَرضُ المَحشَرِ وَالمنشَرِ، فَعَن أَبي ذَرٍّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "الشَّامُ أَرضُ المَحشَرِ وَالمَنشَرِ" رَوَاهُ أَحمَدُ وَغَيرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
أيها الأحبة: هذه بلاد الشام وفضلها ومنزلتها في الإسلام في أول التاريخ، ونهاية العالم، ففيها النهاية، وهذا برهان أنها ستظل أرض إسلام وإيمان إن شاء الله.
نسأل الله بمنه وكرمه أن يكشف كرب بلاد الشام، ويهلك الظالمين المتسلطين، ويديل دولتهم، إنه جواد كريم.
وتتواصل أخبار البطش والتنكيل الأهوج بالمسلمين في بلاد الشام من قتل وهدم واعتقال وتشريد، حتى المياه والكهرباء تقطع عن المدن المنتفضة ضد الباطل وأهله.
ولو ذهبتُ أسرد بعض تلك الجرائم لطال بي المقام، فمنذ ولي حزب البعث ومن يسيطر عليه من النصيرين رقاب المسلمين وجرائمه تسْوَدُّ صفَحَاتُ الأخبار، وأمست صفحات تاريخه الأسود محفورة في قلوب الأمة قبل أن تلتقطها عدسات التصوير، وتنقلها تقارير المراسلين، وشهود العيان.
إن أي إنسان -وإن كان كافرا- لَتتفطر كبده كمدا، وتريق عينه الدمع دماً لهول ما يرى من الصور المرعبة للمجازر والخراب والبطش والتنكيل، فقد خلت من قلوب فاعليه الظلَمة الرحمة، هذا إن كانت لهم قلوب! فكيف بنا ونحن نرى ذلك يُفعل بإخواننا؟! فهم (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ). ولقد رأيت إحدى لقطات الفيديو لأحد قوادهم للهلاك وهو يصور بهدوء تلك المجازر الرهيبة التي لم استطع النظر إليها.
أيها الأحبة: أعلم علم اليقين أن ما في نفوسكم من الألم والحسرة على إخواننا وخير بلادنا بعد الحرمين ما لا مزيد عليه، ولست بحاجة لأن أستجيش مشاعركم بنقل تلك الأخبار؛ لكني أحب -ونحن في زمن الانفتاح الإعلامي الضخم- أن أذكركم ببعض الأمور:
أول هذه الأمور إن الخلاف بين السنة الذين هم الغالبية الساحقة من أهل البلاد، وبين النصيرين أو ما يسمى بالعلويين خلاف متأصل الجذور، وقد قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: هَؤُلاءِ القَومُ المُسَمَّونَ بِالنُصَيرِيَّةِ هُم وَسَائِرُ أَصنَافِ القَرَامِطَةِ البَاطِنِيَّةِ أَكفَرُ مِن اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، بَل وَأَكفَرُ مِن كَثِيرٍ مِنَ المُشرِكِينَ، وَضَرَرُهُم عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- أَعظَمُ مِن ضَرَرِ الكُفَّارِ المُحَارِبِينَ، مِثلِ كُفَّارِ التَّتَارِ وَالفِرِنجِ وَغَيرِهِم. وهؤلاء هم الذين يحكمون سوريا فاقرؤوا عنهم.
الأمر الثاني: أن الظالم نهايته آتية وإن تأخرت فإن الله يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وقد وجِّه الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- التحذيرَ لمن تولَّى للمسلمين عملاً -حكَّامًا وغيرهم- أن ينهَجوا أي صورةٍ من صور الظلم في ولايتهم، فيقول -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله ليُملِي للظالم حتى إذا أخَذَه لم يُفلِتْه"، ثم قرأ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود: 102).
الثالث: الدعاء ثم الدعاء لإخواننا، فهم بأمسِّ الحاجة إليه، ولن تعدم الأمة رجالاً مخلصين لو أقسموا على الله لأبرهم، فقد قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ" رواه البخاري، أي: لو حلف يميناً طمعاً في كرم الله بإبراره لأبره بحصول ذلك. أدعو لإخوانكم وألِحُّوا فإن الله يحب الملحين بالدعاء، ولا تستبطئوا الإجابة..
ثم أقول لأهلنا في الشام ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال: وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ مُنَافِقِيهَا لَا يَغْلِبُون أَمْرَ مُؤْمِنِيهَا كَمَا رَوَاهُ أَحْمَد فِي الْمُسْنَدِ فِي حَدِيثِ. وَبِهَذَا اسْتَدْلَلْت لِقَوْمِ مِنْ قُضَاةِ الْقُضَاةِ وَغَيْرِهِمْ فِي فِتَنٍ قَامَ فِيهَا عَلَيْنَا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْفُجُورِ وَالْبِدَعِ الْمَوْصُوفِينَ بِخِصَالِ الْمُنَافِقِينَ لَمَّا خَوَّفُونَا مِنْهُمْ فَأَخْبَرْتهمْ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَأَنَّ مُنَافِقِينَا لَا يَغْلِبُون مُؤْمِنِينَا.
وَقَدْ ظَهَرَ مِصْدَاقُ هَذِهِ النُّصُوصِ النَّبَوِيَّةِ عَلَى أَكْمَلِ الْوُجُوهِ فِي جِهَادِنَا لِلتَّتَارِ، وَأَظْهَرَ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ صِدْقَ مَا وَعَدْنَاهُمْ بِهِ، وَبَرَكَةَ مَا أَمَرْنَاهُمْ بِهِ، وَكَانَ ذَلِكَ فَتْحًا عَظِيمًا مَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ مِثْلَهُ مُنْذُ خَرَجَتْ مَمْلَكَةُ التَّتَارِ الَّتِي أَذَلَّتْ أَهْلَ الْإِسْلَامِ؛ فَإِنَّهُمْ لَمْ يُهْزَمُوا وَيُغْلَبُوا كَمَا غُلِبُوا عَلَى بَابِ دِمَشْقَ فِي الْغَزْوَةِ الْكُبْرَى الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْنَا فِيهَا مِنْ النِّعَمِ بِمَا لَا نُحْصِيهِ خُصُوصًا وَعُمُومًا. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَاهُ، وَكَمَا يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلَالِهِ. اهـ.
أحبتي: إِنَّ أَرضًا عَاشَ فِيهَا كَثِيرٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَكِبَارِ التَّابِعِينَ، وَثُغُورًا رَابَطَ فِيهَا كَثِيرٌ مِنَ الأَبطَالِ وَالمُجَاهِدِينَ، وَمُدُنًا أَخرَجَت أَفذَاذًا من العُلَمَاءِ وَالمُصلِحِينَ، كَابنِ تَيمِيَّةَ وَابنِ القَيِّمِ وَابنِ كَثِيرٍ، وَبِلادًا عَاشَ فِيهَا كِبَارٌ كَالأَوزَاعِيِّ وَابنِ قُدَامَةَ والذَّهَبيِّ، وَاحتَوَت مَا لا يُحصَى مِن أَربِطَةِ العُلَمَاءِ وَأَوقَافِ المُحسِنِينَ، وَازدَهَرَت بها مَكتَبَاتُ العِلمِ، وَحُفِظَت فِيهَا المَخطُوطَاتُ، إِنَّهَا لَن تَعجَزَ أَن تَلِدَ رِجَالاً يُعِيدُونَ لها سَابِقَ مَجدِهَا وَغَابِرَ عِزِّهَا، والأَحَادِيثُ تُبَشِّرُ بِزَوَالِ البَاطِلِ وَظُهُورِ الحَقِّ، وَالأَيَّامُ دُوَلٌ: وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُم في الأَرضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ) [الحج:41].
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي