لو أخرج أغنياء المسلمين وأثرياؤهم زكاة أموالهم ما وُجد في بلاد المسلمين فقير أو مسكين، ولكنه الشح والبخل، وهي دعوة للقائمين على أمر الزكاة بالعناية بهذه الفريضة، بالعناية بهذه الشعيرة العظيمة، وتفعيل دور مصلحة الزكاة، هذه المصلحة التي لا يعلم بها إلا قلة من الناس، ينبغي أن يكون لهذه المصلحة دور ظاهر في المجتمع، وتفعيل لأحكام الزكاة، والقيام بأنشطة المحاضرات والندوات، تفعل هذا الأمر حتى يعلم الجميع أحكام الزكاة ..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله: إن خير ما تواصي به المؤمنون فهو والله الصلاح كله، والخير كله، والفلاح كله، ألا فاتقوا الله عباد الله، اتقوه في الأقوال والأفعال، اتقوه -سبحانه- فيما تنطوي عليه القلوب، وتنطق به الألسن، وتعمل به الجوارح؛ اتقوه -سبحانه- تقوى عبد يعلم أن الله محيط به، ومطلع على أعماله، ومراقب حركاته وسكناته، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، نسأله -سبحانه- أن يجعلنا من عباده المتقين، وأوليائه المفلحين، وأن يمن علينا جميعاً بالتوبة والإنابة، وتدارك بقايا الأعمار، (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [يوسف:100].
أيها الأخوة المسلمون: لا يرتاب المسلم في أن ما شرعه الله -سبحانه وتعالى- لعباده في كتابه وعلى لسان نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- هو الخير كله، وعليه وبه تقوم مصالح العباد في العاجل والآجل، فالشريعة كلها، أصولها وفروعها، قواعدها وكلياتها وجزئياتها، تضمنت ما يجلب الخير للعباد، ويدفع الشرور عنهم في دنياهم وأخراهم، قال تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل:89].
إن على قدر تمسك العبد بأحكام الشرع المطهر وبعده عن الإخلال بها يكمل إيمانه، وتعظم تقواه، وينال بذلك ولاية الله ومحبته، ونصره وتأيده: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ) [يونس:62-64].
ألا وإنَّ مِن آكَد ما تجب العناية به من أحكام الدين وشرائعه، وأصوله وقواعده، وأركانه ومبانيه العظام التي جاء ذكرها في قوله -صلى الله عليه وآله وسلم- "بني الإسلام على خمسة: على أن يوحد الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، والحج"؛ وقوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله".
ومن هذه الأركان العظيمة التي يقوم عليها بناء هذا الدين العظيم "إيتاء الزكاة"، هذه الفريضة العظيمة التي تتابعت الشرائع السماوية على الأمر بها، واتفقت على فرضيتها، كما قال الله -عز وجل- عن أنبيائه ورسله: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) [الأنبياء:73]، وقال عن نبيه عيسى -عليه السلام-: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) [مريم:31]، وقال عن إسماعيل -عليه السلام-: (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) [مريم:55].
إن فريضة تتابعَت الشرائع على الأمر بها لدليل على أنها من الفرائض العظيمة التي لا صلاح للإنسانية عامة إلا بها، بل دليل على أن القيام بها سبب لعمارة الكون، وانتشار الخير فيه؛ ولهذا كان إيتاء الزكاة من خصال الإيمان، والامتناع عن أدائها من خصال أهل النفاق؛ يقول الله -عز وجل-: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة:71]؛ وقال -عز وجل- في المنافقين: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [التوبة:67]. ولا أظن أن مسلما حريصا على مرضاة ربه إلا وهو شديد الحذر من الوقوع في خصال أهل النفاق.
ولهذه المنزلة العظيمة للزكاة في دين الله -سبحانه وتعالى- تكاثرت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في التنويه بأمر الزكاة، وإعلاء شأنها، والتحذير من البخل بها، والشح عن إخراجها؛ فالزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله -عز وجل- في معظم المواضع، فما من آية جاء فيها الأمر بإقامة الصلاة أو التنويه بإقامتها أو الإعلاء من شأن مقيميها إلا والزكاة مقرونة بها: (فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ) [الحج:78؛ المجادلة:13]، (وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ) [الأنبياء:73؛ النور:37]، (وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ) [البقرة:277؛ التوبة:5، 11]، (لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ) [المائدة:12]، (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ) [المائدة:55؛ النمل:3؛ لقمان:4]. وفي آيات كثيرات في كتاب الله -عز وجل-، وهذا الاقتران بين الصلاة والزكاة في كتاب الله دليل واضح على أهمية هذه الفريضة في شريعة الله -عز وجل-.
ومن أجْل هذا جعل الله -عز وجل- إقامة هذه الشعيرة من مهمات الولاية الشرعية، ومن واجبات ولي الأمر أن يأمر رعيته بها، وأن يلزمهم بإخراجها، (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [الحج:41]؛ بل جعل الله -عز وجل- إيتاء الزكاة من الأسباب التي تتحقق بها القوة الدينية، (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [التوبة:11]؛ كما جعلها سبحانه من الأسباب التي تنال بها رحمة الله وبركته في الدنيا والآخرة، (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) [الأعراف:156].
أيها الأخوة المسلمون: لقد بلغ من عناية النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بهذه الفريضة أنه كان يبايع الناس عليها من جملة ما يبايعهم عليه، فعن بشير بن الخصاصية -رضي الله عنه- قال:" أتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لأُبَايِعَهُ عَلَى الإِسْلامِ، فَاشْتَرَطَ عَلَيَّ: "تَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ, وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُصَلِّي الْخَمْسَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَّا اثْنَتَانِ فَلا أُطِيقُهُمَا: إِيتَاءُ الزَّكَاةِ، فَمَا لِي إِلا عَشْرٌ ذُودٌ هُنَّ رَسَلُ أَهْلِي وَحَمُولَتُهنَّ، وَأَمَّا الْجِهَادُ، فَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ مَنْ وَلَّى فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ فَأَخَافُ إِذَا حَضَرَنِي قِتَالٌ كَرِهْتُ وَجَشِعَتْ نَفْسِي، قَالَ: فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَدَهُ ثُمَّ حَرَّكهَا ثُمَّ، قَالَ: لا صَدَقَةَ وَلا جِهَادَ، فَبِمَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُبَايِعُكَ، فَبَايِعْنِي عَلَيْهِنَّ كُلِّهِنَّ.
واستمر هذا التأكيد من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أمر الزكاة، فأخذ يبعث السعاة ويأمر عماله وولاته بذلك، كما قال لمعاذ بن جبل لما بعثه إلى اليمن: "أَعْلِمْهُمْ أَنَّ الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وتُرد على فقرائهم"؛ بل كان من جملة ما اشتملت عليه خطبته العظيمة في حجة الوداع -وقد حضرها عشرات الألوف من الصحابة رضوان الله عليهم- قوله -صلى الله عليه وسلم- لذلك الجمع المبارك: "اتقوا الله ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم؛ تدخلوا جنة ربكم".
وعلى هذا الأمر من العناية بالزكاة، وتعظيم شأنها، وإلزام الناس بها، سار صحابته وخلفاؤه من بعده، فهاهو الصدِّيق الخليفة الأول بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقف ذلك الموقف المشهود مع مانع الزكاة بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فيقول بكل ثقة: والله لأقاتلنَّ من فرَّق بين الصلاة والزكاة! فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتَلْتُهُمْ على منعه متى استمسكت السيف بيدي! ولو قاتلتهم وحدي. قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق!.
أيها الأخوة المسلمون: هذا هو شأن الزكاة في الإسلام، ركن عظيم، وشعيرة ظاهرة، وعلامة فارقة بين أهل الإيمان والنفاق، وتزكية للنفوس، ونماء للمال، فاحرصوا -رحمكم الله- على إيتائها وإخراجها في وقتها طيبة بها نفوسكم؛ تفلحوا في الدنيا والآخرة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) [التوبة:18].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم لما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله على إحسانه والشكر على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله، أدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد رسول الله، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. وعليكم بجماعة المسلمين؛ فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ عنهم شذ في النار.
عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واحذروا المعاصي كلها، صغيرها وكبيرها، فإن أجساكم ضعيفة على النار لا تقوى، مَنّ الله عليَّ وعليكم بهداه، وأخذ بأيدينا لما يحبه ويرضاه، وأعاذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وختم لنا بخير ما ختم به لعباده وأوليائه الصالحين، إن ربي رحيم ودود.
أيها الأخوة المسلمون: لو لم يرد في أمر الزكاة إلا أن القيام بإيتائها استجابة لأمر الله وأمر رسوله، وطاعة لله ورسوله، لكان ذلك أعظم سبب في الحرص على إخراجها، والحذر من التهاون في أدائها، أو الشح والبخل بها؛ فكيف إذا أضيف إلى ذلك تلك العقوبات الشنيعة التي يستحقها مانع الزكاة؟ (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) [التوبة:34-35].
بل كيف إذا علم المسلم أن إخراجه لزكاته سبب لزيادة ماله وحصول البركة فيه؟ وسبب آخر هو زكاة نفسه وطهارتها، (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) [التوبة:103]، وفي الحديث الصحيح "ما نقصت صدقة من مال".
إن إخراج الزكاة من أصلح الأعمال كما قال عمر -رضي الله عنه-، يقول عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: الصلاة تبلغك نصف الطريق، والصوم يبلغك باب الملك، والصدقة تدخلك عليه.
ألا فاحرصوا رحمكم الله على أداء هذه الشعيرة؛ إرضاءً لربكم، وتطهيراً لأموالكم ونفوسكم، وحذراً من عقوبة الله لمن يمنعها في الدنيا والآخرة. إن المال مال الله، وما العباد إلا مؤتمنون عليه، فرحم الله امرأً حافظ على الأمانة وأدائها كما أمر بها.
أيها الأخوة المسلمون: لو أخرج أغنياء المسلمين وأثرياؤهم زكاة أموالهم ما وُجد في بلاد المسلمين فقير أو مسكين، ولكنه الشح والبخل، وهي دعوة للقائمين على أمر الزكاة بالعناية بهذه الفريضة، بالعناية بهذه الشعيرة العظيمة، وتفعيل دور مصلحة الزكاة، هذه المصلحة التي لا يعلم بها إلا قلة من الناس، ينبغي أن يكون لهذه المصلحة دور ظاهر في المجتمع، وتفعيل لأحكام الزكاة، والقيام بأنشطة المحاضرات والندوات، تفعل هذا الأمر حتى يعلم الجميع أحكام الزكاة، وحتى تُؤدى هذه الشعيرة على الوجه الأعظم والوجه الأكمل. نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يأخذ بأيد الجميع إلى ما فيه الخير والصلاح والفلاح.
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبد الله، فقد أمركم -سبحانه وتعالى- في كتابه فقال -عز من قائل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56]، اللهم صَلِّ وسلم على عبدك ونبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي