التفكر في طريق الآخرة

مرشد الحيالي

عناصر الخطبة

  1. أهمية التفكر في خلق الله وعظم منزلته
  2. فوائد التفكر والاعتبار في المآل والحال
  3. مجالات التفكر والتأمل
  4. حاجتنا الشديدة للتفكر في عصرنا عصر المادِّيات
  5. من الطرق المعينة على التفكر

الخطبة الأولى:

إنَّ الحمد لله، نحمدُه ونستعينه، ونستغفرُه ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِ الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعَثَه الله رحمةً للعالمين، هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، بلَّغ الرسالةَ، وأدى الأمانة، ونصَحَ الأمة، فجزاه الله خير ما جزى نبيًّا من أنبيائه، فصلوات ربي وتسليماته عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته وآل بيته، وعلى مَن أحبَّهم إلى يوم الدين.

أما بعدُ: فإنَّ أصدق الحديث كتاب الله، وأحسنَ الهدي هدْيُ محمد، وشر الأمور محدثاتُها، وكل مُحدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.

أيها المسلمون: إنَّ التفكُّر في خلْق الله وما أودَعه الله في الكون الواسع من بديع الصُّنع والإحسان، وجمالِ الخلق والإتقان؛ من صِفات المتَّقين الذَّاكرين، الذين استنارت قلوبهم بنور القرآن المبين، وانشرحَت صدورهم بمعاني الحقِّ والإيمان واليقين، وقد أكثر الله من لفْتِ الأنظار، وتوجيهِ الأبصار إلى قضيَّة التفكُّر والاعتبار؛ لما له من الأثر البليغ في زيادة الإيمان، وقوَّةِ اليقين وبلوغِ درجة الإحسان، فقال في مُحكم التنزيل: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران:191].

توعَّد الله من تبلَّد إحساسهم، وخفَت نورُ إيمانهم، فلم يَعد يجذبهم بديعُ الصنع، ويلفت أنظارهم خلق البصر والسمع، ووسَمهم بقساوة القلب واستيلاء الغفلَة، والتنبُّه للعاقبة في آخر وهلة فقال -سبحانه-: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾ [الأعراف:146].

وما زال المؤمنون الصَّادقون يتفكَّرون ويتأمَّلون، ويَعتبرون ويتبصَّرون حتى قادهم التفكُّر إلى اليقين، وباشرَت قلوبَهم حلاوةُ الإيمان والدِّين، فانكشفَت لهم المعاني الصَّادقة، والأفكار النيِّرة، والعلوم النَّافعة، والإشارات المفيدة، وحملَهم على الجدِّ والاجتهاد في التزوُّد للآخرة، وحملَهم الشوقُ والحبُّ إلى تحمُّل مشاقِّ الطريق في سبيل السِّلعة الغالية، ومن أقوالهم في تلكم المعاني: "تَفكُّرُ ساعة خيرٌ من قيام ليلة".

وقال أبو سليمان الداراني -رحمه الله-: "إنِّي لأَخرج من منزلي، فمَا يقَع بصري على شيء إلَّا رأيتُ لله عليَّ فيه نِعمة، ولي فيه عِبرة".

وقال الشاعر:

إذا المرءُ كانَتْ له فِكرةٌ *** ففي كلِّ شيءٍ له عِبرةٌ

أيها الناس: إنَّ التفكُّر والاعتِبار في المآل، وفيما يَراه الإنسانُ في الحال، له فوائد جمَّة، وفرائد قيِّمة، ومن ذلك:

زيادة الإيمان، وانشِراح الصَّدر، وقوَّة اليقين، ووضوح الرُّؤية والبصيرة؛ فإنَّ التأمُّل فيما خلَقه المولى من مخلوقاتٍ، والتفكُّرَ في بديع الصُّنع وكمالِ القدرة يَقود الإنسانَ إلى زِيادة الصِّلَةِ بالله، وما أجمل قول الأعرابي الذي قادَه تَجوالُه في الصحراء، والتأمُّل فيما حوله من مخلوقاتٍ في دائرة مجتمعه وبيئتِه، إلى وحدانيَّة الله، وتفرُّده بالخلق والرِّزق، فقال: (البَعرة تدلُّ على البَعير، والأثر يدلُّ على المسير؛ فسماءٌ ذاتُ أبراجٍ، وأرض ذات فِجاج، ألا تدلُّ على العليم الخبير).

زيادة المحبَّةِ والشوق للخالق، والتنعُّم بذِكره واللَّهج بدعائه؛ والنَّفس مَجبولةٌ على حبِّ مَن أحسن إليها وتفضَّل، فكيف وكلُّ نِعمة ومنَّةٍ وفضْلٍ يجري على العبد هو من الله، وإنَّ التأمُّل في نعمه والتفكُّر في إحسانه وبرِّه سببٌ للمحبَّة، وقد جاء في الحديث: "أَحِبُّوا اللهَ لِما يَغذوكم من نِعَمه"، قال -تعالى-: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [النحل:18]، بل إنَّه سبحانه سخَّر له ما في السموات والأرض تكريمًا له.

نظرُ الإنسانِ في الكون والمخلوقات حولَه يدلُّ على ضَعفه وقصورِه، وقلَّةِ حيلته ومكره، ويدلُّ على عظَمَة الخالقِ وقدرتِه، وكمال إرادته وعظيمِ صنعه، وأنَّ الخلق لا يَستغني عن خالقه وموجِدِه طرفةَ عينٍ؛ مما يدعوه إلى التذلُّل والانكسارِ بين يدي الله، وألا يوجِّه حوائجَه إلى غير الخالِق القادِر؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾ [الحج:73].

أيها المؤمنون: إنَّ مجالات التفكُّر والتأمُّل واسعةٌ، وأبوابه عديدة، وكلُّ ما حولنا في الآفاق وفي هذه الحياة يدعونا إلى استِعمال العقل في تدبُّر ما حولنا، وتأمُّل ما يُحيط بنا، ومن مجالات التفكير:

التفكُّر في مخلوقات الله، وما أودع فيها من البراهين الدالَّة على وحدانيَّته، والمرشِدة للعقل إلى اليقين، ومن ذلك اختلاف اللَّيل والنهار، فإنَّهما من الآيات لِأُولي النُّهى والأبصار، والتفكُّر فيهما أنْ يديم النَّظرَ والتأمُّل في حالهما، وما يترتَّب عليه من مصالح العباد، وأنَّه لو دام أحدهما دون الآخر لحصلَت مفاسدُ، وهلَك الناس، ولما تنعَّموا بطعام أو شراب أو نوم؛ قال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ(72)﴾ [القصص:71-72]، ومن المخلوقات العظيمة الشمسُ والقمر، فقد وصف الله الشمسَ بالسِّراج، والقمرَ بالإنارة: ﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا(16)﴾ [نوح:15-16].

ومن مجالات التفكير أنْ يتأمَّل الإنسانُ في خلْقِه ونشْأتِه؛ حيث جعلَه الله أشرف المخلوقات بهذا الشَّكل البديع المتناسِق، والصورة الشكلية في غاية الإبداع والتوافُق؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5)﴾ [العلق:1-5].

إنَّ الماء الذي خُلِق منه الإنسان يَحتوي على ملايين الحيوانات المنوية التي لا تُرى بالعين المجرَّدة يتكوَّن منها هذا الإنسان بطوله وعقلِه، وسمعِه وبصره، وعلمِه وإرادته، ألا يدلُّ ذلك على قدرة الله، وأنَّه أحق بالعبادة والملك والتدبير؟ تأمَّل معي -رعاك اللهُ- تلك الآيات البيِّنات الكريمات: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ(14)﴾ [المؤمنون:12-14].

إنَّ من أعظم مجالات التَّفكير معرفةَ طريق الآخرة، والتزوُّد لها، والاستعداد لها، وتيقُّن المرء أنه سيَرحل عمَّا قريب إلى دار القرار، تاركًا ما وراءه من مال وبنين وعَقار، ولا يَنفعه هناك إلاَّ العمل الصَّالح، والعلم النَّافع، وما قدَّمه من خيرٍ وجهاد ودعوة.

أيها الناس: لا غِنى للمَرْء عن هذا النَّوع من التفكر، خاصَّة في عصرنا عصر المادِّيات، وانتشارِ الشهوات، وتحجُّر القلوب وجفاف العين من الدَّمعات، وانقطاعِ العلاقات والمودات، وكثرة الفِتن والشبهات، إنَّ هذا النوع من التفكُّر والتدبُّر من أعظم ما يُعين على مواصلة الدَّرب، وبلوغِ القصد، وتحمُّل الكرب.

أيها المسلمون: أين اليوم مَن يتَّصف بالقناعة بالقليل، ويتزوَّد من الدنيا ليوم الرَّحيل؟! أين خشوع القلب، والزُّهد عن الدنيا؟! أين العلماء العاملون الزَّاهدون الورعون؟! أين مصابيح الدجى؟! أين نجومُ السَّما؟! أين أهل الوُدِّ والصَّفا؟! إلى الله المشتكَى، لقد أصبح من يتفكَّر في طريق الآخرة أندَر من الجوهر، ومن الكِبريت الأحمر، اللَّهمَّ ارحم حالَنا، والْطُف بأهل زماننا، والله المستعان.

إنَّ ثمار هذا النَّوع من التفكر تَجعل المرءَ يَحيا في سعادة، وتَجعل المرءَ يعيش في سعادة غامرة، وبهجةٍ عامرة، وإن كان قليلَ الثروة والمال، بل وإنْ كان فاقدًا لهما، وليس في ذلك أيُّ خيال أو مبالغة -وإنْ كان في عصرنا مَن لا يصدِّق تخيُّله؛ لأنَّه عنده من المحال- وقد نُقِلَ عن أئمَّة الهدى من المتأخرين، فضلًا عن الأولين، ما يَدُلُّ على السعادة الحقَّة، التي يَشعرون بها في الخَلوات، بل في الملمَّات ودخولِ السجن وطول القيام في الظلمات فيه؛ يقول شيخُ الإسلام لَمَّا دخل السجن وتلا قوله تعالى: ﴿بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ﴾ [الحديد: 13]، ويقول في مَحبسه الأخير: "اللهمَّ أعنِّي على ذِكرك".

اعلموا -رحمكم الله- أنَّ كلَّ ثِمار الإيمان، من القناعة بالقليل، والتزوُّد ليوم الرحيل، والخوفِ من الجليل، وانشراح النُّفوس وإشراقها، والصَّبرِ على المصائب وشرورها، بل ونهضةِ الأُمَّة وعزَّتِها، ورِفعتها وتطورها سببها التفكُّر في طريق الآخرة.

لقد تفكَّر رجل ممَّن قبلنا ممَّن كثرت منه الذنوب والسيئات، فقاده التفكُّر في طريق الآخرة إلى مَنازل الأبرار، ورِفعة الدَّرجات، ففي الأثر: "كان توبةُ بن الصِّمَّة بالرَّقة، وكان مُحاسبًا لنفسه، فحسب، فإذا هو ابنُ ستِّين سنةً، فحسب أيَّامَها، فإذا هي أحدٌ وعشرون ألف يومٍ وخمسُمائة يومٍ، فصَرخ وقال: يا ويلتى! ألقى المليكَ بأحدٍ وعشرين ألف ذنبٍ، كيف وفي كلِّ يومٍ عشرةُ آلاف ذنبٍ"، ثمَّ خرَّ مغشيًّا عليه، فإذا هو ميِّتٌ، فسمعُوا قائلًا يقول: "يا لكِ ركضةً، إلى الفِردوس الأعلى".

فاتقوا اللهَ -عباد الله- وحاسِبوا أنفسَكم قبلَ يوم الحساب، وتفكَّروا وتأمَّلوا فيما حولكم وممَّن دُفن من أقاربكم ومعارفكم تحت التُّراب، واحذروا من الغَفلة عن ذِكر الله، وتهيَّؤوا للقيام لربِّ الأرباب؛ قال سبحانه: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [البقرة: 281].

أيها المؤمنون: إنَّ من الوسائل الهامَّة للتفكُّر أن يَخلوَ المرءُ مع نفسه، وأن يَعتزل عن الناس في أوقات مَحدودة، وعند قيامِ الليل؛ ففضائلُه معلومة، خاصَّة وقد أصبحَت الخلطة مفسدة، والبعد عن الفِتن مَنجاة ومَسعدة.

وقد كان سلفُنا من الأوائل، وعلماؤنا من الأفاضل -وبالرغم من أنَّ زمانهم فيه من الفضل والخير والبرَكة وكثرة مجالس العلم والمعرفة- يحثُّون على التفكُّر في أوقاتٍ فاضلة؛ عن وهب بن مُنبِّه، قال: "مكتُوبٌ في حكمة آل داود -عليه السَّلام-: حقٌّ على العاقل ألا يغفُل عن أربع ساعاتٍ؛ ساعةٍ يُناجي فيها ربَّه، وساعةٍ يُحاسب فيها نفسَه، وساعةٍ يخلو فيها مع إخوانه الذين يُخبرونه بعُيوبه، ويُصدق عن نفسه، وساعةٍ يَخلو فيها بين نفسه وبين لذَّتها فيما يحلُّ ويجمُلُ؛ فإنَّ في هذه السَّاعة عونًا على تلك السَّاعات، وإجمامًا للقُلوب، وحقٌّ على العاقل ألا يُرى ظاعنًا في غير ثلاثٍ؛ زادٍ لمعاد، أو مرمَّةٍ لمعاش، أو لذَّةٍ في غير مُحرَّم، وحقٌّ على العاقل أن يكون عارفًا بزمانه، حافظًا للسانه، مُقبلًا على شأنه".

أقول قولي هذا، وأستغفر اللهَ لي ولسائر المسلمين من الأحياء والأموات، وطوبى لِمن وَجَد في صَحيفته استغفارًا كثيرًا، وصلاة على الحبيب المختار.


تم تحميل المحتوى من موقع