شرح حديث إنهما ليعذبان

سامي بن خالد الحمود
عناصر الخطبة
  1. إثبات عذاب القبر .
  2. التحذير من ملابسة البول أو النجاسة بالبدن والثوب .
  3. التحذير من النميمة وآفات اللسان .
  4. التحذير من صغائر الذنوب .
  5. التحذير من أسباب عذاب القبر .
  6. وضع النبي صلى الله عليه وسلم الجريدتين على القبرين .
  7. التحذير من كشف العورات أو ترك الصلوات .

اقتباس

وأشد النميمة ما يكون بين الأقارب والأرحام، فقد يبتلى الرجل بابن نمام يفسد قلبه على إخوانه، وقل مثل ذلك في الزوجة والأب والأم، فيفسد الأب ابنه على زوجته فيقول: زوجتك تفعل كذا وكذا, وتفسد الأم ابنتها على زوجها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لعن الله من خبب امرأة على زوجها"..

أيها الأحبة: أقف معكم اليوم مع حديث عظيم كثير الفوائد عظيم المشاهد، كشف فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- حقيقة كبرى من حقائق الغيب.

روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- "قال: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، ثم قال بلى، إنه لكبير، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، قَالَ: فَدَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ بِاثْنَيْنِ، ثُمَّ غَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا، وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا، ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا".

حديث عظيم فيه وعيد وتهديد, وعذاب شديد لمن تعدى حدود الله في الطهارة والصلاة, أو تعدى على عباد الله بالنميمة والأذى.

وقد اشتمل هذا الحديث على إشارات مفيدة وفوائد عديدة.

الفائدة الأولى: إِثْبَات عَذَاب الْقَبْر أجارنا الله وإياكم منه.

وقد دل الحديث على أن عذاب القبر ليس خاصاً بالكفار، بل قد يعذب به المسلم كما في هذا الحديث، فهذان الرجلان مسلمان، كما يدل عليه سياق الحديث، بل جاء هذا صريحًا في مجموع طرق الحديث، فَفِي رِوَايَة صحيحة لاِبْن مَاجَهْ أنه صلى الله عليه وسلم "مَرَّ بِقَبْرَيْنِ جَدِيدَيْنِ" يعني ليسا من الْجَاهِلِيَّة, وَفِي رواية أَبِي أُمَامَةَ عِنْد أَحْمَد "أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِالْبَقِيعِ فَقَالَ: مَنْ دَفَنْتُمْ الْيَوْم هَاهُنَا؟".

عباد الله: ينبغي أن نعلم أن سعة القبر وضيقه، ونوره وظلمته، ليست من جنس المعهود للناس في عالم الدنيا؛ لأن الله تعالى جعل الدور ثلاثة، دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار الآخرة، وجعل الله لكل دار أحكامًا تختص بها.

والصحيح أن عذاب القبر ونعيمه يقع على الروح والبدن، فأصله على الروح، والبدن متعلق بها.

وهو نوعان: الأول: عذاب للكفار: وهو عذاب دائم إلى قيام الساعة؛ كما قال تعالى: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا) [غافر:46].

والنوع الثاني: عذاب لعصاة الموحدين، من باب التمحيص والتطهير، وهو دون الأول وقد لا يكون دائمًا.

اللهم قنا عذاب القبر، اللهم اجعل قبورنا رياضًا من رياض الجنة، واملأها علينا بالضياء والنور، والفسحة والسرور.

2/ التَّحْذِير مِنْ مُلَابَسَة الْبَوْل أو النجاسة بالْبَدَن وَالثَّوْب, ووُجُوب إِزَالَة النَّجَاسَة ولو لم يرد الإنسان الصلاة.

ولهذا قال العلماء: يستحب لمن أراد البول أن يطلب الموضع اللين الطاهر الذي يأمن فيه من تطاير البول على ثوبه وأسفلِ بدنه.

وقد جاء الحديث بثلاثة ألفاظ: الأولى "لا يستتر من بوله" والثانية: "لا يستنزه من بوله" والثالثة: "لا يستبريء".

أما رواية "لا يستتر من بوله" فقال بعض العلماء: إنه يكشف عورته عند بوله ولا يجعل لنفسه سترًا دون نظر الناس، وقال آخرون: لا، بل المعنى إنه لا يستتر ويتوقى من رشاش البول، وهذا يتفق مع الرواية الثانية "لا يستنزه" أي لا يتوقى من البول.

قالوا: وَسِيَاق الْحَدِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّ لِلْبَوْلِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى عَذَاب الْقَبْر خُصُوصِيَّة, ولهذا قال: "لا يستتر مِنْ بوله" فَلَوْ حُمِلَ عَلَى مُجَرَّد كَشْف الْعَوْرَة زَالَ هَذَا الْمَعْنَى, فيحمل الاستتار على التوقي جمعًا بين اللفظين.

وأما رواية "لا يستبرئ" فتدل على زيادة التوقي، وفيها معنى آخر وهو أنه يبول ثم يقوم مباشرة قبل التأكد من انقطاع البول، وهذه العجلة تفضي إلى بقاء شيء من البول وخروجه بعد ذلك مما يؤدي إلى ملابسة النجاسة ونقض الوضوء بسبب تفريطه وتهاونه.

إذن، على الإنسان أن يتوقى من النجاسات، ويبادر إلى إزالتها، ومع هذا نقول:

يجب أن لا يصل الأمر بالإنسان إلى الوسوسة والتنطع، بل عليه أن يفعل الواجب ولا يلتفت إلى الاحتمالات.

3/ التحذير من النميمة وآفات اللسان:

قال صلى الله عليه وسلم في الآخر الذي يعذب في قبره: "وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة".

والنميمة: نقل الكلام بين الناس على وجه الإفساد، وهي كبيرة من كبائر الذنوب، تفرق بين المسلمين وتوقع البغضاء بين المتحابين.

النمام مجرم عظيم وأفاك أثيم، ينقل الحديث إليك؛ لكي يفسد قلبك على إخوانك.

الله يجمع بين عباده ويؤلف بين قلوبهم, والنمام يفرّق ويفسد.

ولهذا أخبر الله أن النمامين فيهم المهانة والكذب والفجور (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) [القلم:10-12] وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة نمام" قال بعض العلماء: إنه لا يوفق لحسن الخاتمة والعياذ بالله.

وكان السلف الصالح -رحمة الله عليهم- يحذرون من النمامين، بل كانوا يحتقرونهم ويهينونهم.

جاء رجل إلى الحسن البصري -رحمه الله- فقال: إن فلانًا يتكلم فيك, فقال له: أما وجد الشيطان رسولاً غيرك؟.

وجاء رجل إليه فقال: إن فلانًا يذكرك بسوء أو يسبُّك.

فقال: والله لأُغيظن مَن أَمَره بذلك, اللهم اغفر لي ولأخي.

وأشد النميمة ما يكون بين الأقارب والأرحام، فقد يبتلى الرجل بابن نمام يفسد قلبه على إخوانه، وقل مثل ذلك في الزوجة والأب والأم، فيفسد الأب ابنه على زوجته فيقول: زوجتك تفعل كذا وكذا, وتفسد الأم ابنتها على زوجها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لعن الله من خبب امرأة على زوجها".

ألا يخشى الله النمام أن يعذبه الله في قبره، كما جاء في هذا الحديث؟ بل نقول يا -عباد الله- ألا نتقي الله في ألسنتنا؟ فإن هذا الحديث ليس خاصًّا بالنميمة، بل يشمل آفات اللسان من الغيبة والفحش والبذاءة وغيرها، ودليل ذلك ما جاء في رواية لابن حبان وصححها الألباني: قال صلى الله عليه وسلم: "كان أحدهما لا يستنزه من البول، وكان الآخر يؤذي الناس بلسانه ويمشي بينهم بالنميمة" وعند أحمد والطبراني بسند حسن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتى على قبر يعذب صاحبه فقال:" إن هذا كان يأكل لحوم الناس" يعني الغيبة.

4/التحذير من صغائر الذنوب، وأنها قد تكون سببًا للعقوبة، وخاصة مع الاستمرار، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِير, ثُمَّ قَالَ: بَلَى، إنه لكبير".

قال بعض العلماء: لَيْسَ بِكَبِيرٍ فِي اِعْتِقَادهمَا أَوْ فِي اِعْتِقَاد الناس، وَهُوَ عِنْد اللَّه كَبِير، كَقَوْلِهِ تَعَالَى (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) [النور:15] ويدل على هذا رواية ابن حبان، قال: كنا نمشي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمررنا على قبرين فقام فقمنا معه، فجعل لونه يتغير حتى رَعِد كُمُّ قميصه، فقلنا: ما لك يا رسول الله؟ فقال: أما تستمعون ما أسمع؟ فقلنا وما ذاك يا نبي الله؟ قال هذان رجلان يعذبان في قبورهما عذابًا شديدًا في ذنب هين، قلنا: فيم ذاك؟ قال: كان أحدهما لا يستنزه من البول، وكان الآخر يؤذي الناس بلسانه ويمشي بينهم بالنميمة.

وقِيلَ: لَيْسَ بِكَبِيرٍ تركه عليهما؛ أي: أنه لَا يَشُقّ عَلَيْهِمَا الِاحْتِرَاز مِنه, وَقِيلَ لَيْسَ بِكَبِيرٍ بِمُجَرَّدِهِ وَإِنَّمَا صَارَ كَبِيرًا بِالْمُوَاظَبَةِ عَلَيْهِ, ويدل على هذا أنه عبر في الحديث بالفعل المضارع بَعْد حَرْف كَانَ، مما يفيد أن الاستمرار على الذنب وإن كان صغيرًا يعرض المرء للعذاب العظيم.

5/التحذير من أسباب عذاب القبر ومنها معاصي الجوارح.

قال ابن القيم: "فعذاب القبر عن معاصي القلب والعين والأذن والفم واللسان والبطن والفرج واليد والرجل والبدن كله" وذكر منهم: النمام والكذاب والمغتاب وشاهد الزور وصاحب الفتنة أو البدعة, وآكل الربا وآكل أموال اليتامى وآكل السحت من الرشوة ونحوها, وشارب المسكر وآكل لقمة الشجرة الملعونة يعني الحشيشة، والزاني واللوطي، ومستمع الغناء، قال: "يُقرأ عليه القرآن فلا يؤثر فيه وربما استثقل به، فإذا سمع قرآن الشيطان ورقية الزنا ومادة النفاق طاب سره وتواجد، وهاج من قلبه دواعي الطرب، وود أن المغني لا يسكت" والذي يؤخر الصلاة عن وقتها ولا يؤدى زكاة ماله، ولا يحج مع قدرته على الحج, ثم قال: "فكل هؤلاء وأمثالهم يعذبون في قبورهم بهذه الجرائم بحسب كثرتها وقلّتها وصغيرها وكبيرها، ولما كان أكثر الناس كذلك كان أكثر أصحاب القبور معذبين والفائز منهم قليل، فظواهر القبور تراب، وبواطنها حسرات وعذاب" اهـ.

نسأل الله تعالى السلامة، والعفو والعافية في الدنيا والآخرة، والحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية

الحمد لله.

الفائدة السادسة: لماذا وضع النبي -صلى الله عليه وسلم- الجريدتين على القبرين، وما الحكمة في التخفيف عنهما مدة رطوبة الجريدتين؟

قال بعض العلماء: لعله أُوحِيَ إِلَيْهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ الْعَذَاب يُخَفَّف عَنْهُمَا هَذِهِ الْمُدَّة، وقال آخرون: إنه شَفَعَ لَهُمَا أو دَعَا لَهُمَا بِالتَّخْفِيفِ هَذِهِ الْمُدَّة، ويدل على هذا ما جاء في حديث جابر المعجزة في أواخر صحيح مسلم، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم أخذ بغصن شجرة فقال انقادي علي بإذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش، حتى أتى الشجرة الأخرى فانقادت معه، حتى جمعهما بالمنصف فقال التئما علي بإذن الله، فقضى حاجته صلى الله عليه وسلم، ثم قام فافترقت الشجرتان وقامت كل واحدة منهما على ساق، ثم أمر صلى الله عليه وسلم جابرًا أن ينطلق إِلَى الشَّجَرَتَيْنِ فَيقْطَعْ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا غُصْنًا، وأن يضعهما على قبرين، ثم قال له: إِنِّي مَرَرْتُ بِقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ فَأَحْبَبْتُ بِشَفَاعَتِي أَنْ يُرَفَّهَ عَنْهُمَا مَا دَامَ الْغُصْنَانِ رَطْبَيْنِ.

والصحيح أن هذا الفعل خاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وبالرجلين وما علمه من حالهما، وهو ظاهر السنة وعمل عامة الصحابة إلا ما نقله البخاري عن بريدة اجتهادًا منه -رضي الله عنه- ولهذا فإن من الخطأ ما يفعله بعض الناس من وضع جَرِيد النخل أو أغصان الشجر على الْقَبْر استنادًا لهَذَا الْحَدِيث.

7/ دل الحديث بقياس الأولى على التحذير من كشف العورات أو ترك الصلوات:

وبيان هذا القياس: أنه إذا كان من يقضي بوله فتنكشف عورته يعذب في قبره، فكيف بمن يقصد أو تقصد الخروج بلباس يكشف العورة، من الألبسة الكاسية العارية التي تنتشر اليوم، كصورة من التعري الشيطاني المحرم؟ لا شك أن عذاب هذا أشد.

ثم نقول: إذا كان من قصر في الطهارة وإزالة النجاسة، وهي شرط من شروط الصلاة يعذب في قبره، فكيف بمن أضاع أركان الصلاة وواجباتها؟ كيف بمن ضيع أوقاتها؟ كيف بمن لم يصلّ بالكلية والعياذ بالله العظيم؟.

وقد روى ابن حبان والطبراني في الأوسط وحسنه الألباني، عن أبي هريرة أيضا -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه، فإن كان مؤمنًا كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن شماله، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتَى من قبل رأسه فتقول الصلاة ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة ما قبلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس ما قبلي مدخل، فيقال له اجلس، فيجلس وقد مثلت له الشمس وقد أدنيت للغروب، فيقال له أرأيتك هذا الذي كان فيكم ما تقول فيه؟ وماذا تشهد به عليه؟ فيقول دعوني حتى أصلي، فيقولون إنك ستفعل، أخبرنا عما نسألك عنه، فيقول: محمد أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه جاء بالحق من عند الله، فيقال له: على ذلك حييت وعلى ذلك مت، وعلى ذلك تبعث -إن شاء الله- ثم يفتح له بابٌ من أبواب الجنة، فيقال له هذا مقعدك منها، وما أعد الله لك فيها، فيزداد غبطة وسرورا، ثم يُفتح له باب من أبواب النار، فيقال له هذا مقعدك وما أعد الله لك فيها لو عصيته، فيزداد غبطة وسرورا، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا، وينور له فيه، ويعاد الجسد كما بدأ منه، فتجعل نَسَمتَه في النسيم الطيب، وهي طير تعلق في شجر الجنة، فذلك قوله ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) [إبراهيم:27] وإن الكافر إذا أتي من قبل رأسه لم يوجد شيء، ثم أتي عن يمينه فلا يوجد شيء، ثم أتي عن شماله فلا يوجد شيء، ثم أتي من قبل رجليه فلا يوجد شيء، فيقال له اجلس، فيجلس مرعوبا خائفا، فيقال أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم، ماذا تقول فيه وماذا تشهد عليه؟ فيقول أيُّ رجل؟ ولا يهتدي لاسمه، فيقال له: محمد، فيقول لا أدري، سمعت الناس قالوا قولا فقلت كما قال الناس، فيقال له على ذلك حييت وعليه مت، وعليه تبعث -إن شاء الله- ثم يفتح له باب من أبواب النار، فيقال له هذا مقعدك من النار، وما أعد الله لك فيها، فيزداد حسرة وثبورا، ثم يفتح له باب من أبواب الجنة، ويقال له هذا مقعدك منها، وما أعد الله لك فيها لو أطعته، فيزداد حسرة وثبورا، ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طـه:124].

اللهم صل على محمد.
 


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي