أنا بوليس وفتاة القطيف وخلايا الإرهاب

سامي بن خالد الحمود
عناصر الخطبة
  1. مؤتمر أنابوليس وأهدافه الخبيثة .
  2. استغلال الحاقدين قضية فتاة القطيف لتشويه أحكام الإسلام .

اقتباس

فعلى صعيد الأمة، بل قضية الأمة، فلسطين، ووسط معارضة واسعة فلسطينية وعربية وإسلامية عقد هذا الأسبوع مؤتمر أنابوليس، في مدينة صغيرة أمريكية، يفوح اسمها بالبوليسية، مؤتمر مهزلة، ليس له برنامج واضح، ولا موضوعات جديدة أو جادة، بل هو على حد قول الشاعر العربي ..

أما بعد: شهد هذا الأسبوع أحداثًا لا بد من الوقوف معها، على صعيد الأمة، وعلى صعيد بلادنا المباركة.

فعلى صعيد الأمة، بل قضية الأمة، فلسطين، ووسط معارضة واسعة فلسطينية وعربية وإسلامية عقد هذا الأسبوع مؤتمر أنابوليس، في مدينة صغيرة أمريكية، يفوح اسمها بالبوليسية، مؤتمر مهزلة، ليس له برنامج واضح، ولا موضوعات جديدة أو جادة، بل هو على حد قول الشاعر العربي:

كأننا والماء من حولنا *** قوم جلوس حولهم ماء

لسان حال الرئيس الأمريكي في (أنابوليس) يقول: أنا بوليس العالم، أنا البوليس الأمريكي الذي يفرض على المجرمين من الفلسطينيين والعرب أن يقدموا التنازلات تلو التنازلات، لأنه يرضي أحبابه اليهود.

ووراء الأكمة أهداف عديدة، فالرئيس الأمريكي الفاشل الذي يستعد لمغادرة البيت الأبيض في أواخر ولايته، يسعى لحفظ ماء وجهه وتغطية فشله في العراق وغيرها، وإعطاء انطباع بوجود جهد أمريكي لتحقيق السلام، وقدرة على حشد الدعم العربي في قضايا المنطقة، كرسالة مبطنة ضد إيران، علاوة على تكريسِ الانشقاق بين حماس وفتح، واستغلالِ الصراع الفلسطيني الفلسطيني وتوظيفِه لمصلحة إسرائيل, ولا ننسى الحقد اليهودي والأمريكي على المجاهدين وحركة حماس، مع أن حماس وفق معايير الغرب هي الممثِّل الشرعي عن الشعب الفلسطيني بعد الانتخابات المشروطة بشروط الغرب.

وعلى الرغم من إصرار الأمريكان والصهاينة إلا أن عددًا من وزراء الخارجية العرب قالوا إنهم لن يصافحوا الوفد الإسرائيلي، وهذا أمر طيب، لكن الأمر الأهم هو عواقب الأمور ومصلحة المسلمين، وإلا فالنبي –صلى الله عليه وسلم- عقد صلحا مع اليهود ومع المشركين وصافحهم، وكانت بنود العقد تختلف قوة وضعفا بحسب الوضع السياسي للرسول –صلى الله عليه وسلم- والمسلمين, ثم نقض اليهود العهد في المدينة مرارًا -كعادتهم على مر الأزمان- فنبذ إليهم عهدهم، ونصره الله عليهم.

لقد خضنا مؤتمرات السلام مع اليهود مرارًا، من عرفات وباراك وكلينتون في كامب ديفيد وأوسلو، ثم خربطة الطريق، وانتهاءً بعباس وأولمرت وبوش في (أنابولس), وفي كل مرة تضع سلطات الاحتلال الإسرائيلي شروطا تعجيزية يستحيل معها السلام، وهي الآن ماضية بعدم إزالة المستوطنات وعدم الانسحاب واعتبار القدس عاصمة موحدة لها.

والإرهابي أولمرت رئيس ما يسمى بإسرائيل يؤكد مرارًا على ضرورة الاعتراف من دول الجوار بيهودية الدولة العبرية، وبالتالي: التخلي عن عودة اللاجئين، والسماح لإسرائيل بإبعاد من يطلق عليهم عرب 48، واستمرار بناء المستعمرات في الأراضي المحتلة.

المؤتمر ينعقد، وجيش الاحتلال مستمر في القتل والتدمير والحصار على الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنع دخول المؤن الطبية والغذائية، وإغلاق المعابر بين غزة وسيناء، بينما يشب الخلاف والنزاع بين إخوتنا الفلسطينيين، ولا نسمع من السلطة الفلسطينية إلا أنها ستقوم باجتثاث حماس من الضفة والقطاع, بل نرى على شاشات التلفزة أفراد الأمن الفلسطيني يتعرضون بالضرب والاعتقال وإطلاق النار على المظاهرات السلمية المعارضة للمؤتمر.

وكما هو متوقع، انتهى المؤتمر بل ولد ميتا، ولم تنفع العملية القيصرية والرعاية الأمريكية في إنقاذه, ومع هذا فإن أخوف ما نخافه من هذه المؤتمرات، أن تكون أداةً لوأدِ للجهاد، وخيانةِ دماءِ الشهداء في فلسطين، وتحويلِ قضية فلسطين الإسلامية إلى صراع عربي صهيوني.

إن فلسطين، ليست أرض الفلسطينيين فقط، بل هي أرض الإسلام، وقضية كل مسلم يدين الله بالإسلام, فلا يحق لفتح ولا حماس، ولا عرفات ولا عباس ولا هنية ولا أي فلسطيني، أن يتنازل عن القدس أو عن أي شبر من أرض الإسلام، أو يعقد سلامًا مع اليهود إلا بحق، وبسلام حقيقي ينفع المسلمين.

لا نرجو خيرًا ولا عدلاً وإنصافًا من بوش وعصابته، وتشدقِهم الكاذب بالديموقراطية، يكفي أن الرئيس الروسي بوتين قال في كلمته الرسمية العام الماضي: إن جعجعة بوش عن الديمقراطية ليست سوى قناع لتحقيق الأطماع الأمريكية على حساب بقية الشعوب.

عباد الله: ومع هذا المكر والعدوان المستمر، لا زلنا نتضرع إلى الله تعالى، أن يكشف البلاء عن إخواننا في فلسطين، وأن يجمع كلمتهم على الحق، وأن يجعل دائرة السوء على اليهود ومن هاودهم ونصرهم، وأن ينصر إخواننا المجاهدين، وأن تظل شعلة الجهاد في فلسطين لا تخمد، بإذن الله أولاً، ثم بدماء المجاهدين الفلسطينيين الشرفاء، (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [الصف:8].

هـذي فلسطين العزيزة لم تزل *** فـي كل قلب مسلم تتربعُ
مسرى النبـي بهـا وأول قبلـة *** فيها وفيها للبطولة مهيعُ
هي أرض كل موحِّد لا بيع من *** باعوا يتمّ ولا الدعاوى تسمعُ
بعهـا فـأنت لمـا سواهـا أبيع *** لك عارها ولها المقام الأرفعُ
ضيَّعت جهـدَ المخلصين كأنهم *** لم يبـذلوا جهدًا ولم يتبرعوا
وعلمت أنك ابن اسرائيل لم *** تفطم وأنك من هــواها ترضعُ
لكن بعض القـوم قد خُدِعـوا بما *** نمّقته فتـأثروا وتسرعوا
ظنوك منقـذَهم ولو علمـوا بما *** تخفي وأنك في الرئاسة تطمعُ
لرماك بالأحجار طفل شامخ ***مـا زال يحرس ما هجرت ويمنع
يا بـائعَ الأوطان بيعك خـاسر *** بيـع السفيه لمثله لا يشرعُ
سيجيء يوم حافلٌ بجهـادنا *** الخيلُ تصهل والصوارم تلمعُ
قد طال ليلُ الكفر لكني أرى *** مـن خلفه شمس العقيدة تسطعُ

عباد الله: ومن المؤتمر المهزلة، والخطر المتربص بالأمة في فلسطين، أنتقل بكم إلى خطرٍ آخر يتربص ببلادنا المباركة.

مهزلةٌ إعلاميةٌ دولية، أقامت الدنيا ولم تقعدها على قضية واحدة من آلاف القضايا في محاكمنا الشرعية، التي هي بحق شوكةٌ في حلوق أعداء الإسلام ومن وافقهم, فقد تناقلت وسائل الإعلام أن امرأة في مدينة القطيف، تعرضت لاغتصاب جماعي من عدد من الشباب، وأنها حكمت بتسعين جلدة لأنها كانت في السيارة مع رجل أجنبي، ثم زيد الحكم من قبل محكمة التمييز ليصل الى 200 جلدة والسجن لمدة 6 أشهر, وانتشر الخبر بفعل فاعل داخلي، وموافقة حاقد خارجي, وقامت قناة ان بي سي التلفزيونية الأميركية بنقل حديث أدلت به الفتاة عن قضيتها, وفي الهند تنظم منظمة (مواطنون من أجل العدل والسلام) مظاهرة صامتة ضد الحكم أمام القنصلية السعودية في بومباي, ومنظمة (هيومان رايتس ووتش) للدفاع عن حقوق الإنسان تصدر بيانًا حول القضية، وتصف المرأة بالشابة الشجاعة التي تتحدث علنًا.

والأطم من هذا، أن العجوز الأمريكية هيلاري كلينتون، حرم الرئيس السابق، والتي تستعد لدخول الانتخابات، أدخلت أنفها في القضية بدعوى حقوق الإنسان، وناشدت الحكومة السعودية برفع الظلم عن الفتاة.

السيدة هيلاري كلينتون التي تربت في بيت العهر، نسيت فضائج زوجها الجنسية مع مونيكا وغيرها، وتريد لفتياتنا الحرية الأمريكية التي جعلت زوجها يتحرش بمراهقة, بل نسيت أو تناست مايعج به بلدها من ظلم واستعباد لجسد المرأة, نسيت قضية حميدان التركي وغيره من المظلومين في أمريكا وغوانتانامو والعراق وأفغانستان, نسيت أن الصحافة الأمريكية شنت هجومًا لاذعًا على وزير العدل الأمريكي الذي جاء إلى السعودية وتحدث مع الملك عبد الله في قضية حميدان التركي, لأن هذا تدخل في القضاء الأمريكي، وأنه لا يحق للسعودية ولا لحاكمها أن يتدخل في شأن القضاء الأمريكي, ونحن نقول يا مجرمون، يا ظلمة العالم: هذه شريعتنا وعليكم أن تحترموا أنظمتنا الشرعية ولا تتدخلوا فيها, بل إن ولي أمرنا الملك عبد الله -حفظه الله- قال في كلمته المشهورة في استقلالية القضاء: لا عبد الله ولا سلطان يتدخل في حكم القضاء.. ثم يأتي هؤلاء الأقزام ويتفوهون بمثل هذا الكلام.

وبعد انتشار القضية، صدر مؤخرًا -بحمد الله- بيان شاف وواضح من وزارة العدل حول القضية يوضح الحقائق من واقع الأدلة والاعترافات، فالفتاة المتهمة في القضية هي امرأة متزوجة وقد اعترفت بإقامة علاقة غير شرعية مع الشخص الذي قبض عليه معها وأنها خرجت معه بدون محرم وتبادلا العلاقات المحرمة من خلال الخلوة المحرمة شرعا والوقوع فيما حرمه الله, اعترفت المرأة شرعا أنها اتصلت وهي في بيت الزوجية من هاتفها النقال على شاب، واتفقت معه على اللقاء خفية، وركبت في سيارته واتجها إلى الكورنيش في مكان مظلم ومكثا مدة من الوقت، وهناك شاهدهم بقية المدعى عليهم، والمرأة في حالة غير محتشمة وقد ألقت ملابسها، فحصل منهم الاعتداء على المرأة، وأفاد البيان أن المرأة بهذا العمل قد انتهكت عقد الزوجية الذي عظم الله تعالى أمره وأغلظ في شأنه فقال تعالى (وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً) [النساء:21], ثم إن المرأة والشاب أخفيا جميع ما حدث ولم تتقدم المرأة بأية شكوى، وبعد ثلاثة أشهر، علم الزوج بالأمر من خلال رسالة وصلت إليه عبر البريد الإلكتروني، فاعترفت بما وقع، ثم تقدم الزوج بالإبلاغ عن الحادثة.

نظر في القضية ثلاثة قضاة، وصدر بحقها الحكم الشرعي بتعزيرها واقتنعت المرأة وزوجها بالحكم، وصدرت أحكام أخرى بحق من قاموا بهذه الجريمة النكراء كل حسب دوره ومسؤوليته في الجريمة والأدلة ضده, وبينت الوزارة أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وأن بعض وسائل الإعلام أثارت القضية بمعلومات مغلوطة مستقاة من أشخاص لا صلة لهم بالقضاء ولا معرفة لديهم بملابسات القضية.

ومن المؤسف له، أنه حتى بعد صدور الحكم النهائي، لا يزال محامي المرأة يكابر ويظهر على القنوات، ويتهم القضاء بعد سحب تصريح المحاماة منه، بناء على ما صدر منه من مخالفات, والأسوأ منه الزوج الذي ظهر في إحدى القنوات يبريء امرأته، ويقول إنها كانت مجتهدة في الخطأ!!.

عباد الله: تظل المطالبة بحقوق المرأة السعودية مادة دسمة لكل من يريد الشهرة، أو الطعن في الشريعة، من خلال قلب الحقائق وتشويهها، وتأليب الرأي الغربي العام على المجتمع السعودي، كما يفعله وللأسف بعض الصحفيين من أبناء هذا الوطن ممن دخلوا في هذه القضية.

منهم صحفية مختلة, أحتفظ باسمها (ابتهال مبارك) وأبتهل إلى الله تبارك اسمه أن يهديها وأن يكفي الوطن شرها, ولا عجب، فهذه الصحفية هي التي تقول في مقال آخر: "كل ما تحمله ذاكرتي الطفولية وقتها.. انطلقت مسيرة نسائية في مدينة الرياض.. واجتمعت قرابة خمس وأربعون امرأة بسياراتهن ويقمن بالقيادة بأنفسهن وهن متبرجات.. خمسة وأربعون امرأة من أبطال صباي.. شقوا طريقا لم تعبَّد بعدها جيدا.. لازلنا نعرج بقدم واحدة نأمل أن نعيش يوما كما يعيش الأحرار" اهـ بتصرف.

وصحفية أخرى (فوزية العيوني) جعلت من القضية قضية كل أنثى في السعودية، وإنها تمثل خطرًا على النساء في الشارع.

سبحان الله، إذا كانت الأخت جبانة وحساسة إلى هذا الحد، لماذا تطالب بالأمس بقيادة المرأة للسيارة، بل وتؤسس قبل أشهر لجنة من مجموعة من النساء لهذه المطالبات، وكيف ستحمي نفسها إذا تعطلت السيارة؟ أم أنها تريد بهذا الكذب تصوير الموقف في الشارع العام بأنه متأزم، وإظهار الانطباع السيئ عن وضع المرأة في البلاد، واستغلال هذه القضية من قبل بعض المنظمات والهيئات العالمية للضغط على السعودية، لتقديم تنازلات قد تخالف توجه المجتمع أو الدين، بدعوى حقوق الإنسان.

بل رأيت بالأمس أن عددًا من الكتّاب المنحرفين (منهم لاعب كرة اليد) تبنوا القضية وطاروا بها، بل تلقفها الأقباط النصارى بمصر في موقع لهم على الانترنت، ونقلوا بعدها نصوصًا من الإنجيل في العفو والسماح، حتى ولو زنت المرأة، فتركوا الإسلام وأقبلوا إلى المسيح.

وعلى كل حال، لا بد من الحذر من هذه الدعوات الفاسدة التي توجه لبلادنا في الداخل والخارج، والأخذ على أيدي من يحاول خرق السفينة.

ولا بد كذلك من بيان الحق وتعرية الباطل، (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) [الأنعام/55], ومن المفيد أن ينشر بيان وزارة العدل والمقالات الأخرى المناسبة باللغة الانجليزية عبر المواقع الإعلامية الغربية، قدر الاستطاعة, لا بد أن يعلم القوم أن الأمر مرتبط بشريعتنا الإسلامية لا بأهواءٍ فرديةٍ أوطائفية كما يزعم بعض الجهلة والفجرة.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه.

عباد الله: إن من الخطر الداهم لبلادنا، ما وفد علينا من تياراتِ التضليل والتكفير، وثمرتِها الخبيثة من التدمير والتفجير، وإننا مع تحذيرنا المتكرر من هذه التيارات الفاسدة، لنحمد الله تعالى على ما وفق وزارة الداخلية من تنفيذ ضربات استباقية تحول دون هذه التنظيمات وما تريده من أعمال الإفساد، ومن آخر هذه الضربات الموفقة ما أعلن عنه مؤخرًا من القبض على ست خلايا تضم مائتين وثمانية أشخاص، منها خلية مكونة من 8 أشخاص يقودهم أحد المقيمين كانت تخطط لهجوم وشيك على منشأة نفطية مساندة، وتم إحباطه بحمد الله، وخلية أخرى مكونة من 22 شخصًا يخططون لأعمال اغتيال واستهداف للعلماء ورجال الأمن، وخلية أخرى يقودها متسلل خبير في إطلاق الصواريخ، خططت لتهريب 8 صواريخ عبر الحدود لتنفيذ عمليات إرهابية، و112 شخصًا مرتبطون بدوائر تنسيق خارجية تعمل على تسفير المغرر بهم إلى المناطق المضطربة، و32 سعوديًا ومقيمًا ناشطون في توفير الدعم المالي لأتباع الفكر الضال، و16 شخصًا في المدينة المنورة شكلوا خلية إعلامية لترويج أفكار الفئة الضالة وإصدار نشرة (صدى الرافدين)... إلخ ما جاء في البيان.

عباد الله: ماذا يريد هؤلاء؟ وهل بقي لأحد أن يعتذر عن إجرامهم وفساد منهجهم، أو يتوانى في الوقوف ضدهم، وتحصين أبنائه من أفكارهم؟

كلما استبشرنا بانكماش هذه الفتنة، وانكسار هذه الموجه، فجعتنا موجات أخرى بعد انكسار الموجة الأولى.

هل تدرك هذه الجماعات أنها في مقام المغفل النافع لأعداء الإسلام، وأعداء هذه البلاد؟

هل يفيق هؤلاء الذين تسلطوا على بلاد التوحيد بأفكارهم الخرقاء وأعمالهم الحمقاء، أنهم يخدمون أعداء الله، سواء كانوا من الدول الكافرة التي تتخذ من هذه الأوضاع ذريعة للضغط على هذه البلاد، أو من المنافقين من أهل البدع والعلمنة الذين يجدون الفرصة سانحة للتهجم على أحكام الإسلام، وفصل الدين عن الحياة؟.

ألم يكف هؤلاء المفسدون التراجعات التي أطلقها منظرو ومعتنقو هذا الفكر ومن آخرهم منظر القاعدة في مصر الشيخ الدكتور سيد إمام الشريف والذي أصدر مؤخرًا وثيقة ترشيد العمل الجهادي، وفند فيها كثيرًا من شبهات القاعدة ومنهجها.

عباد الله: إن المسؤولية كبيرة في استشعار خطورة ما ينزل ببلادنا، وما يستهدف أفكار أبنائنا، الذين تتلقفهم الأيدي الآثمة، لتحولهم إلى أدوات للنسف والتفجير، وتوهمهم أن قتل المسلمين في ديار المسلمين هو الطريق الحتمي لنصرة الدين، أو إقامة دولة الدين، أو نيل الحور العين.

لقد تبيَّن أن الأمرَ خارجيُ التدبير والتخطيط, داخليُ التنفيذ بأبناء الوطن، الذين يخضعون لغسيلِ مخٍّ مكثفٍ ومركز، لا يترك للمتلقي خيارًا للرجوع، إلا أن يشاء الله.

إنها رسالة لكل مواطن ومقيم في هذا البلد, الوطن وطنكم، وهو في حاجتكم، فلا تخذلوه ولا تتهاونوا مع من يقصد به الشر كائنًا من كان.

اللهم صل على محمد.
 


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي