إن مما يَسعد به كلُّ موحِّد محبٍّ للخير ما نشهده من كثير من الناس اليوم من زيادة في الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان؛ اقتفاء لسنة نبيهم -صلى الله عليه وسلم-، وحرصا على ختام هذا الشهر بالخير، ومن ذلك ما نشاهده من كثرة المعتكفين الذين صاروا يتزايدون عاما بعد عام في بيوت الله -جل وعلا- إحياء لهذه السنة العظيمة، وحرصا على الخير والأجر، وتطهيرا للنفس من كل ما قد يشوبها ..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضْلِلْ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
عباد الله: يُحَدِّثنا الصحابي الجليل سهلُ بنُ سعد الساعديُّ -رضي الله عنه- أن رجلا من أعظم المسلمين غَناءً عن المسلمين في غزوة غزاها مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فنظر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "مَن أحب أن ينظر إلى الرجل من أهل النار فلينظر إلى هذا".
فأتبعه رجل من القوم وهو على تلك الحال من أشَدِّ الناس على المشركين، حتى جُرح فاستعجل الموت، فجعل ذبابة سيفه بين ثدييه، فتَحَامَلَ عليه حتى خرج من بين كتفيه، فأقبل الرجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- مسرعا، فقال: أشهد أنك رسول الله! فقال: "وما ذاك؟"، قال: قلتَ لفلان: "مَنْ أحَبَّ أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه"، وكان من أعظمنا غَنَاء عَن المسلمين، فعرفت أنه لا يموت على ذلك، فلما جُرح استعجل الموت فقتل نفسه.
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- عند ذلك: "إن العبد ليعمل عمل أهل النار (فيما يرى الناس)، وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة (فيما يرى الناس) وإنه من أهل النار، (وإنما) الأعمال بالخواتيم" رواه البخاري. هذا حديث عظيم، وأصل كبير من الأصول الشرعية، وهي أن العمل ينظر فيه لخاتمته.
أيها الإخوة المؤمنون: هذه أيام هذا الشهر العظيم بدأت تتصرم وتنقضي، وها نحن نستقبل عشره الأخير، الذي هو من أفضل عشرٍ في الدنيا، فقد جعلها الله تعالى عشرا مختارة من هذا الشهر العظيم المختار من الشهور، (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ) [القصص:68]، فهلَّا هيأنا أنفسنا للعمل فيها كما هيأنا أنفسنا لاستقبال رمضان وأكثر! فإنها مختارة منه، مُفَضَّلَةٌ على باقيه من وجوه عديدة.
عباد الله: إن مما يَسعد به كلُّ موحِّد محبٍّ للخير ما نشهده من كثير من الناس اليوم من زيادة في الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان؛ اقتفاء لسنة نبيهم -صلى الله عليه وسلم-، وحرصا على ختام هذا الشهر بالخير، ومن ذلك ما نشاهده من كثرة المعتكفين الذين صاروا يتزايدون عاما بعد عام في بيوت الله -جل وعلا- إحياء لهذه السنة العظيمة، وحرصا على الخير والأجر، وتطهيرا للنفس من كل ما قد يشوبها.
ومع هذا الخير العظيم فإنك لا تزال تجد بعض المعرضين عن الاهتمام بهذه العشر، وتخرج عندهم ولا كأنها دخلت عليهم، فلا هم يجدِّدون العهد مع الله تعالى، ولا هم يجددون التوبة والإنابة، ولا هم تتغير أحوالهم، فلماذا، وهذه الأيام والليالي الفاضلة هي من خير أيام الله تعالى؟!.
عباد الله: لقد كان النبيُّ الكريمُ الَّذِي أعماله كلها طاعات وخير وجهاد واجتهاد ودعوة وتعليم وتربية، وهو مع هذا يزيد اجتهاده في هذه العشر الأخيرة من رمضان، فما بالك بالعبد المقصِّر الذي تزداد حاجته لما أعده الله من الخير في هذه الأيام لعباده المتقين؟.
ها هي أمُّنا عائشة -رضي الله عنها- تحدثنا عن حال نبينا -صلى الله عليه وسلم- في هذه العشر الأخيرة من رمضان فتقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله. رواه البخاري. ولمسلم: أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشدَّ المئزر.
وفي رواية لمسلم قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره. وفي مسند أحمد عنها -رضي الله عنها- قالت: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر -يعني الأخير- شمَّر وشد المئزر.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر دون غيره من الليالي، كما ذكرت ذلك عائشة -رضي الله عنها-، وعند الطبراني من حديث علي -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان، وكل صغير وكبير يطيق الصلاة.
عباد الله: قال الله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [القدر:3]، والألف شهر عبارة عن ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر، قال النخعي: العمل فيها خيرٌ من العمل في ألف شهر.
عباد الله: أَبَعْدَ هذا نضيُّع هذه الليالي المباركة في السهَر في الأسواق، وتتبع المحلاَّت، حتى يفوت قيام الليل، ويفوتَ بذلك خير كثير؟ أَبَعْدَ هذا لا يزال بعض الناس مستمرًّا في السهر في الاستراحات أو المقاهي بأنواعها، فتضيع عليه هذه الليالي العظيمة؟ أبعد هذا يضيِّعُ كثير من الشباب أوقاتَهم في السهر على الأفلام، والألعاب، أو التسكُّعِ في الأسواق من غير حاجة إلاَّ مطاردة الفتيات، وتضييع الأوقات؟.
أين هؤلاء من شباب يَقْضُونَ عشرَهم الأخيرة في المسجد الحرام، أو في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو في بيتٍ من بيوت الله -جل وعلا- معتكفين قائمين راكعين ساجدين.
عباد الله: أبعدَ هذا تؤخر حاجات العيد، ويزداد الاهتمام بها في العشر الأخيرة حتى يضيع عليها من الوقت ما يكفي منه اليسير، وكان بالإمكان إنهاء حاجات العيد منذ زمن مبكِّر؟!.
عباد الله: النفسُ تحتاجُ إلى عزم وحزم، وتحتاج إلى مجاهدة، وأن تؤطرها على الحق أطرا حتى تستقيم عليه:
وَالنَّفْسُ كَالطِّفْلِ إِنْ تُهْمِلْهُ شَبَّ عَلَى *** حُبِّ الرَّضَاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ
يحدثنا الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبشِّر أصحابه برمضان، فكان مما يقوله لهم: "فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حُرِم" رواه أحمد والنسائي.
عباد الله: إن الاجتهاد في العشر شاملٌ للاجتهادِ في جميع أنواع العبادةِ مِن صلاةٍ وقرآنٍ وذكرٍ وصدقةٍ وغيرِها، كان قتادةُ -رحمه الله- يخْتِم القرآنَ في كلِّ سبعِ ليالٍ دائماً، وفي رمضانَ في كلِّ ثلاثٍ، وفي العشْرِ الأخيرةِ منه في كلِّ ليلةٍ. وكان إبراهيمُ النَخعِيُّ -رحمه الله- يختم القرآن في رمضان في كلِّ ثلاثِ ليالٍ، وفي العشر الأواخِرِ في كلِّ ليلتينِ. وكان الأسْودُ رحمه الله يقرأ القرآنَ كلَّه في ليلتين في جميع الشَّهر.
عباد الله: مَن فاته المغفرة الأولى بقيام ليالي رمضان: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"، فلا تفوتَنَّهُ المغفرة الثانية: "مَن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليهما.
عباد الله: إن هذه الليالِي العشر المباركة فرصةُ الْعُمر،ِ وغنيمةٌ لِمَنْ وفَّقه الله عزَّ وجلَّ، فلا ينبغِي للمؤمن العاقلِ أنْ يُفَوِّت هذه الفرصةَ الثمينةَ على نفسِه وأهلِه، فما هي إلاَّ ليَالٍ معدودةٌ ربَّمَا يدركُ الإِنسانُ فيها نفحةً مِن نَفَحَاتِ الموْلَى، فتكونُ سعادةً له في الدنيا والآخرةِ.
وإنه لَمِنَ الحرمانِ العظيمِ، والخسارةِ الفادحةِ أنْ تَرى بعض المسلمينَ يُمْضُونَ هذه الأوقاتَ الثمينة فيما لا ينفعُهم، يَسْهَرُونَ مُعْظَمَ الليلِ في اللَّهوِ الباطلِ، ويتركون القيامَ والذكرَ والدعاءَ وقراءةَ القرآن، يفوِّتُون على أنفسهم خيراً كثيراً لعَلَّهُمْ لا يُدركونَه بعد عامِهم هَذَا أبَداً، وهذا مِن تلاعُبِ الشيطانِ بِهم ليصَدّهُم عن الخير والمعروف، حيث يَشغلهم بالمباحات عن الطاعات، بل قد يشغلهم بالمعاصي عن الطاعات.
والعاقلُ لا يتخذُ الشيطانَ ولِيًّا من دَونِ الله مع عِلْمِهِ بَعَدَاوَتِهِ لَهُ، فإنَّ ذَلِكَ مُنَافٍ للعقل والإِيمانِ، قَالَ الله تعالى: (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِى وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّلِمِينَ بَدَلاً) [الكهف:50]. عباد الله يقول الله تعالى: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [البقرة:125]، ويقول في عُمُوم المساجد: (وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ).
وعن أمِّ المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النبي -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ من رَمَضَانَ، حتى تَوَفَّاهُ الله، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ.متفق عليه.
عباد الله: ما الاعتكافُ؟ إنه لُزُومُ المسجِد للتَّفَرُّغِ لطاعةِ الله -عزَّ وجلَّ-، وهو من السنن الثابتة بكتاب الله وسنةِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم-. قال الإِمامُ أحمدُ بنُ حنبلَ رحمه الله: لا أعْلَمُ عن أحدٍ من العلماءِ خلافاً أنَّ الاعتكافَ مَسْنونٌ.
وإنما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعتكف في العشر الأواخر طلبا وتحريا لليلة القدر، فيقطع أشغاله، ويتفرغ لمناجاة ربه.
قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله تعالى-: معنى الاعتكاف وحقيقته قَطْعُ العلائق عن الخلائق للاتصال بخدمة الخالق. وقال أيضا: فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذِكْرِه، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه، وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يُقّرِّبه منه، فما بقي له همٌّ سوى الله وما يرضيه عنه.
فليحرص المسلم على الاعتكاف، فإن تيسَّر له في العَشْرِ كُلِّها فهو أفضل، وهو فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإلا فلا يفوتَنَّهُ أن يعتكف ما تيسر له منها، ولو يومًا، أو ليلة، أو ساعة من الزمان مِن العصر إلى المغرب، أو من القيام الأول إلى الثاني، أو غيرها.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًّا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
عباد الله: يقول الله عز وجل: (مثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة:261].
عباد الله: إنَّ من أعظم الواجبات إخراجَ الزكاة المفروضة التي هي ركن من أركان الإسلام، ومِن أعظم البخل: البخلُ عن إخراجها، وقد يتهاون بعض الناس في إخراجها لأسباب عديدة، منها:
- البخل بها، فمَن كان هذا حاله فليستمع إلى قول الله تعالى: (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [آل عمران:180].
- ومن الناس من يمنع الزكاةَ استكثارًا لها، فمَن كان هذا حاله فليستمع إلى قول الله تعالى: (فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ) [التوبة:76].
- ومن الناس من يمنع الزكاةَ خشيةَ الفقر، فمَن كان هذا حاله فليستمع إلى قول الله تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [التوبة:268].
- ومن الناس من يمنع الزكاةَ تهاونًا بدفعها، وكسلاً منه، فيؤخر ذلك حتى ينساها، والواجب المبادرة بدفعها أول ما تجب، فإنها واجبةٌ في المال الحاضر على الفور.
- ومن الناس من يمنع الزكاةَ جهلا بوجوبها، وهذا من الجهل الذي لا يُعذَر به، فالعلماء متوافرون، وسؤالهم عند النوازل واجب؛ ليعرف المرء أحكام دينه، ولذلك صور متعددة منها:
* استقلال المال، وظن عدم وجوب الزكاة فيه، والواجب إخراج الزكاة من المال إذا بلغ النصاب، والنصاب يختلف باختلاف قيمة الفضة، ومن ملَك ألفا أو ألفين فالغالب أنها بالغة النصاب فيجب زكاتها إذا كان يحول عليها الحول.
* ومنها: كون الإنسان فقيرا يقول لا تجب علي، وعنده مال يدخره يبلغ النصاب.
* ومنها: كون المال مجموع عند شخص لامرأة كبيرة أو لبعض الصغار .
* ومنها: كون الشخص يجمع المال لبعض حوائجه الضرورية، كالزواج، وبناء مسكن أو شرائه، فيمر عليه سنوات ولا يزكيه، وهذا غلط، والواجب زكاته كل سنة.
*ومنها: كون الشخص خاسرا في تجارته أو في أسهمه، فيظن أن الزكاة متعلقة بالأرباح، وهذا غير صحيح، فالزكاة متعلقة بملك النصاب، فمن ملك نصابا وحال عليه الحول وجبت فيه الزكاة، سواء أكان رابحا أم خاسرا.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ) [التوبة:34-35].
عن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَن آتَاهُ الله مَالًا فلم يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ له يوم الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ له زَبِيبَتَانِ، يُطَوَّقُهُ يوم الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بلهزميه، يَعْنِي شدقيه، ثُمَّ يقول أنا مَالُكَ، أنا كَنْزُكَ، ثُمَّ تَلا: (ولا يَحْسِبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بما آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرَاً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيامةِ وللهِ مِيراثُ السَّمواتِ والأرضِ واللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [آل عمران:180]" رواه البخاري.
اللهم...
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي