الحوار بين الأمم

صالح بن عبد الله بن حميد
عناصر الخطبة
  1. ضرورة الوقفة الجادة لدراسة المتغيرات .
  2. الحوار من أسس الحياة البشرية .
  3. أهمية الحوار .
  4. ثمرة الحوار .
  5. الدائرة الواسعة للحوار .

اقتباس

ولم يعد بوسع أهل دين أو ثقافة أن ينفردوا بحل هذه المشكلات والإشكاليات؛ ما يدعو الجميع لفهم مشترك للنظر في مستقبل البشرية ومنع وقوع صدامات اجتماعية أو حضارية أو انتشار ضروب من الكراهية الجماعية والعداء والاستعلائية، والنظر من مرآة مكسورة أو مشوهة أمام هذه الصورة المختزلة لواقع اليوم؛ فإن عقلاء العالم وقادته وأصحاب القرار فيه مدعوين لوقفة جادة فاعلة ..

الحمد لله، الحمد لله جامع الناس ليوم لا ريب فيه، سبحانه وبحمده يعلم ما يظهر وما يخفيه، يحصي عليه خطرات قلبه وكلمات فيه، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه، وأستغفره وأستهديه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مجزل العطاء والفضل ومسديه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، معلن لواء الحق ومعليه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وتابعيه ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب أيام الدهر ولياليه، وسلم تسليمًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه.

أما بعد: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله -عز وجل- فاتقوا الله -رحمكم الله-، فالدنيا تنادينا بمواعظها وتذكر بعبرها، وتعظ بما تري أهليها من تقلب أحوالها ومصارع هلكاها، وأهلها بين صحة وسقم، وشيبة وهرم، ورفعة وذلة، وفقر وغنى، ومن نظر بعين الزوال صغرت في عينيه، وعزّ في الطلب بلا تكلف: (لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [الحديد:23].

أيها المسلمون: أهل هذا العصر يعيشون في عالم يتسارع فيه التغير والتغيير، وتتداخل فيه الظواهر الثقافية والدينية والقضايا السياسية والمسائل الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المناشط البشرية، وتتشابك فيه العلاقات الدولية في طفرة معلومات وتقنية اتصالات.

ولم يعد بوسع أهل دين أو ثقافة أن ينفردوا بحل هذه المشكلات والإشكاليات؛ ما يدعو الجميع لفهم مشترك للنظر في مستقبل البشرية ومنع وقوع صدامات اجتماعية أو حضارية أو انتشار ضروب من الكراهية الجماعية والعداء والاستعلائية، والنظر من مرآة مكسورة أو مشوهة أمام هذه الصورة المختزلة لواقع اليوم؛ فإن عقلاء العالم وقادته وأصحاب القرار فيه مدعوين لوقفة جادة فاعلة يستحضرون المفاهيم، ويسبرون المسار، ويرسمون الأهداف في ضوء الواقع وتحدياته ومتغيراته.

إن محاولات فرض العولمة، أو إملاء النموذج، أو تبني الأحكام المسبقة والصور المشوهة عن الآخر، كل ذلك يحتاج إلى مراجعة ونظر من خلال الحوار والتفاهم المشترك، حوار يصحح الصورة والتصور، ويفتح الميدان واسعًا للتعاون على البر والتقوى والمعروف والعدل والبر والإحسان، ومقاومة الفساد والإثم والعدوان والمنكر والظلم والطغيان، وبث روح التعايش السلمي، وإبراز الجوامع المشتركة وقيم الاعتدال، وسنة الله في الاختلاف والتعدد الإيجابي وتعميق المصالح المشتركة: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) [الحجرات: 13].

الحوار من أسس الحياة البشرية، وأحد وسائل الرسالات السماوية، ومن نهج أنبياء الله -عليهم السلام-؛ ففي نوح: (قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا) [هود:23]، وفي إبراهيم: (وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ) [الأنعام:80] وقوله سبحانه: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ...) [البقرة:258]، وفي يوسف: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [يوسف:39]، وفي نبينا محمد -صلى الله عليه وعلى إخوانه جميعًا من النبيين والمرسلين- جاء قوله سبحانه: (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل: 125]؛ ذلكم -عباد الله- أن اختلاف الناس هو المدخل للتعارف والتواصل والتعاون، بل التسابق والتنافس إلى التعاون وعمارة الأرض والقيام بمهمة الاستخلاف.

لقد خلق الله البشر مختلفين -شعوبًا وقبائل- ليتعارفوا ويتعاونوا، لا ليتصارعوا ويتناثروا، لقد جاء رسل الله جميعًا -عليهم الصلاة والسلام- لهداية الناس وإصلاحهم وإسعادهم ودلالتهم على وجوه الخير وسبل التقوى وعبادة الله سبحانه، عبر مسيرة الإنسانية من القيم الحافظة لجوهر الخير والتعاون والعدل في علاقات الناس: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) [الحديد:25].

معاشر الإخوة: الحوار ليس دعوة مجردة للتفاهم، بل حوار محدود أركانه وأسسه، ونفي لما قد يشوب أو يرد من الخواطر والنوايا الخفية التي لا تلبث أن تنكشف، فتزيل الظنون وتفرغ الحوار من مضمونه أو عناصره الجوهرية من الصدق والوضوح والإخلاص والتجرد، كما هي كذلك تستبطن التبادل والتفاهم المشترك.

عباد الله: الحوار سعي يتوخى معرفة الآخر الصادق، ويتفهم نقاط الاختلاف والمغايرة، ومدى القرب والبعد في المسافات، ويتفاعل في مجالات الفكر المتنوعة، ويتعاون معتمدًا المقاصد الحسنة والقيم المستمدة من رسالات المرسلين والفطرة التي فطر الناس عليها: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا) [الشورى:13].

الحوار تبادل للأفكار والحقائق والمعلومات والخبرات؛ ما يزيد المعرفة ويوسع دائرة الفهم المشترك في جو من الاحترام والمعاملة بالحسنى والجدال بالتي هي أحسن، بعيدًا عن نوازع التشكيك ومقاصد التجريح، بل مع القصد إلى إشاعة روح التفاهم والوئام فيما يقع فيه التوافق من ميادين النفع العام ومجالات للبشرية جمعاء.

معاشر الإخوة: الحوار نهج حضاري وفعل ثقافي رفيع يؤكد على المشترك الإيجابي بين الحضارات، يسهم في تثبيت السمة الرئيسة للثقافة الإنسانية واستجابتها للتطور والاغتناء والثراء في التفاعل فيما بينها ليتخذ بعضهم بعضًا سخريًا.

الحوار الناضج ينطلق من استعداد كل طرف لفهم الآخر، ويتجنب إصدار الأحكام المسبقة، مع الاتفاق والاستعداد لتحري الحق وقبوله في إطار من التفهم والعدل والرغبة المشتركة في تبني قيمة إنسانية مستقيمة في إحداث التفاعل الحضاري، حوار يقوم على مبدأ التعاضد والتعاون في مواجهة العنصرية ونفي الآخر، والبعد عن نزعات التفوق والاستعلاء، والدعوة الصادقة الجادة لحماية كرامة الإنسان وحقوقه.

معاشر الإخوة: والحوار عند المسلمين ينطلق من إيمانهم بالله وبرسولهم محمد -صلى الله عليه وسلم-، ثم بعلم وبصيرة وحكمة مأخوذة من الدين وسماحته، ونهج وممارسة لسيرة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ودعوته وما سار عليه أئمة الهدى من علماء المسلمين ودعاتهم عبر مسيرة المسلمين الطويلة: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل:125 ]، (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ) [الإسراء:53]، (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً) [البقرة:83]، (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) [العنكبوت:46].

فالحوار ثقافة راسخة في ذاكرة الأمة الإسلامية، اصطبغت بها العلاقة بين المسلمين وغيرهم منذ مبعث رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعبر تاريخ حضارتها الطويل.

وكيف لا يكون الحوار والعقلاء الناصحون يدركون ما تعيشه البشرية اليوم من أزمات في سياساتها واقتصادياتها وأخلاقياتها وما تواجهه من تحديات بسبب بعدها عن هدي الدين ورسالات الله، وما تجلى في الأسرة من تفكك وفوضى؛ ما أوقع في براثن الرذيلة والظلم والإرهاب وهتك حقوق الإنسان وإفساد البيئة التي أنعم الله -عز وجل- بها على بني آدم في هذه الأرض، وهم المستخلفون فيها المكلفون بعمارتها: (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) [هود:61]، (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا) [الأعراف:56].

لماذا لا يكون الحوار من أجل مساندة القضايا العادلة في الشعوب المظلومة، وحقوق الإنسان المشروعة، والدفاع عنها والتعاون على تحقيق الحق وإزهاق الباطل؟! حوار وتعاون لبث القيم الأخلاقية الفاضلة، ومناصرة الحق والخير والسلام، والوقوف ضد الهيمنة والاستغلال والظلم والفساد والإضرار والتحلل والعنصرية والعصبية، والتنديد بمسالك الاستعلاء البغيضة.

فأكرم الناس عند الله وعند المؤمنين أتقاهم؛ يقول نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-: "يا أيها الناس: ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر، إلا بالتقوى".
 

وبعد:

عباد الله: فإن الله سبحانه خلق خلقه على سلامة الفطرة: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) [الروم:30].

فطرة مستقيمة من حب الخير وبغض الشر والاحتفاء بالعدل والنصرة من الظلم؛ فلا بد من رد الناس إلى فطرة الله من أجل تجنب الشر والشقاء الذي يهدد مستقبلهم؛ ولتحمى الأخلاق ويسلم الناس من الظلم والإرهاب والعنف والغلو والتحلل، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) [الشورى:15].

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على ما ستر من العيوب، والشكر له على ما كشف من الكروب، وأتوب إليه وأستغفره وهو غفار الذنوب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له علام الغيوب، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، كشف به ربه الغمة ودفع الخطوب، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما أشرقت شمس وآذنت بغروب، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

أيها المسلمون: الحوار الهادئ والتعايش السلمي والتعاون بين البشر ليس تنازلاً عن المسلمات، ولا تفريطًا في الثوابت ولا تلفيقًا بين الأديان والمبادئ، حاشا وكلا؛ فهذا ليس مقصودًا ولا مطلوبًا ولا مقبولاً ولا ممكنًا، ولكن المطلوب الممكن المفيد المشروع هو التعاون على ما فيه خير الإنسان وحفظ الكرامة وحماية الحقوق ورفع الظلم ورد العدوان وحل المشكلات وتوفير العيش الكريم، والوقوف أمام مظاهر الظلم والقهر والبغي، واستغلال مقدرات الأمم الضعيفة والفقيرة تحت ستار دعوى تحرير الشعوب وحماية حقوق الإنسان.

ومن هنا فلا يُظنّ أن الحوار لا يكون إلا في المسائل الدينية والقضايا الاعتقادية، بل إنه يجري في المشتركات من غير مسائل الدين والمعتقد من البيئة وحقوق الإنسان وقضايا الاقتصاد والأسعار والغلاء والفقر والفقراء والمستضعفين والمخدرات، وسائر ما يأتيه الناس في عاداتهم وتقاليدهم ومناشطهم مما يحق الحق ويبطل الباطل، وإن كان من الحق الثابت أن من مقاصد الحوار الدعوة إلى الله وإظهار الحق وإقامة الحجة، كما أن الحوار وسيلة من وسائل الدعوة مضمومًا إلى الحكمة والموعظة الحسنة، ومجموع ذلك هو البصيرة المدلول عليها في قوله سبحانه: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [يوسف:108].

وبعد:

عباد الله: كان لإمامنا وولي أمرنا ملك هذه البلاد الحرمين الشريفين -وفقه الله - دولة الدين والدعوة، فقد كان له -حفظه الله- مبادرة محمودة ومبادأة مشكورة في تنظيم الحوار وتوظفيه في دوائر متدرجة، حتى وصلت أوسع منابر للارتقاء بين الأمم وأعلاها، مبادرة كبرى لتحقيق كل هذه المقاصد من التعاون على الحق والخير والبر والعدل والفضيلة وحفظ الحقوق ومنع الظلم والعنف والإرهاب والفساد والرذيلة، مع التعريف بالإسلام والدفاع عنه، وإزالة ما أصاب غير المسلمين من غبش ولبس وصور خاطئة واتهامات باطلة عن الإسلام وأهله.

وقد لقيت هذه المبادرة -ولله الحمد والمنة- من القبول والاستجابة ما تجلى من تجاوب قيادات العالم وصناع القرار فيه والمؤثرين؛ من أجل التفاهم لما فيه خير البشرية جمعاء لحل التفاهم محل الصراع، والرفق بدل العنف والاستقامة، والفضيلة محل التحلل والتفسخ، والتسامح محل التطرف، فبارك الله في الجهود وسدد الخطى، وهدى للتي هي أقوم.

ألا فاتقوا الله -رحمكم الله-، وتفقهوا في دينكم، واستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم، ثم صلوا وسلموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيكم محمد رسول الله؛ فقد أمركم بذلك ربكم فقال -عز قائلاً عليمًا-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد، صاحب الوجه الأنور، والجنبين الأزهر، والخلق الأكمل، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين والأئمة المهديين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، وانصر عبادك الموحدين.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا بتوفيقك، وأعزه بطاعتك، وأعل به كلمتك، وانصر به دينك، واجمع به كلمة المسلمين على الحق والهدى يا رب العالمين.

اللهم وفقه ونائبه وإخوانه وأعوانه لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، وبسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، واجعلهم رحمة لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين.

اللهم وأبرم لأمة الإسلام أمر رشد، يعز فيه أهل الطاعة، ويهدى فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر؛ إنك على كل شيء قدير.

اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا وعن سائر بلاد المسلمين.
 

اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، والرضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد الموت، ونسألك نعيمًا لا ينفد وقرة عين لا تنقطع، ونسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة.

اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهديين، لا ضالين ولا مضلين. اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، ونسألك قلوبًا سليمة، وألسنة صادقة، ونسألك من خير ما تعلم، ونعوذ بك من شر ما تعلم، ونستغفرك لما تعلم، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا واغفر لنا ولولدينا ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
 


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي