وسميت (سورة الدخان) بهذا الاسم لأن الله تعالى جعله آية لتخويف الكفار، حيث أصيبوا بالقحط والمجاعة بسبب تكذيبهم للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وبعث الله عليهم الدخان حتى كادوا يهلكوا، ثم نجاهم الله بعد ذلك ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ..
الحمد لله الذي أنزل القرآن العظيم في ليلة مباركة كريمة على رسوله خاتم المرسلين، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-، فمن اتقى الله وقاه وحماه، ومع كتاب الله ومع سورة الدخان لنا وقفة، فسورة الدخان هي السورة الرابعة والأربعون في ترتيب المصحف الشريف، وآياتها تسع وخمسون آية.
وهي مكية تناولت أهداف السور المكية: التوحيد والرسالة والبعث؛ لترسيخ العقيدة، وتثبيت دعائم التوحيد.
وسميت (سورة الدخان) بهذا الاسم لأن الله تعالى جعله آية لتخويف الكفار، حيث أصيبوا بالقحط والمجاعة بسبب تكذيبهم للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وبعث الله عليهم الدخان حتى كادوا يهلكوا، ثم نجاهم الله بعد ذلك ببركة دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: إن قريشاً لما استعصت على النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا عليهم بسنين كسنين يوسف، فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، فأنزل الله تعالى: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ) [الدخان:10].
فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقيل: يا رسول الله! استسق لمضر، فإنها قد هلكت؛ فاستسقى فسقوا، فنزلت: (إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ) [15]، ولما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم فأنزل الله: (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ) [16].
وابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن القرآن العظيم، المعجزة الخالدة الباقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وإليه يرجعون، وأن الله تعالى أنزله في ليلة مباركة من أفضل ليالي العمر هي ليلة القدر، وبينت شرف تلك الليلة العظيمة التي تُفصل وتُدبَّر فيها أمور الخلق والتي أختارها الله سبحانه لإنزال خاتمة الكتب السماوية (القرآن الكريم) على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم-.
حيث أقسم الله تعالى فقال (حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ) [الدخان:1-2]، أي: القرآن البين في إعجازه، الواضح في أحكامه، (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) [3-4]، أي: يُفصل فيها كل أمر محكم من أرزاق العباد وآجالهم وسائر أحوالهم، (أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) [5]، أي: هو أمر حاصل من الله وعلمه وتدبيره الذي أرسل الأنبياء إلى البشر بالشرائع الإلهية لهدايتهم وإرشادهم.
(رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [6]، أي: من أجل الرأفة والرحمة بالعباد، (رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) [7]، أي: إن كنتم من أهل الإيمان واليقين، (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) [8]، أي: لا رب غيره، ولا معبود سواه، يُحيي الأموات ويميت الأحياء، خالقكم وخالق من سبقكم من الأمم الماضين.
ثم تحدثت السورة عن موقف المشركين من القرآن العظيم، وأنهم في شك وارتياب من أمره مع وضوح آياته وسطوع براهينه، (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ) [9]، أي: يسخرون ويهزؤون، وأنذرتهم بالعذاب الشديد.
(فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ) [10]، أي: فانتظر يا محمد عذابهم يوم تأتي السماء بدخان كثيف بيِّن واضح يراه كل أحد، (يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ) [11]، أي: يشمل كفار قريش ويعمهم من كل جانب، ويقولون حين يصيبهم الدخان هذا عذاب أليم.
ويستغيثون الله فيقولون: (رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ) [12]، أي: ربنا ارفع عنا العذاب فإننا مصدقون بمحمد وبالقرآن إن كشفته عنا، (أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى)؟ استبعاد لإيمانهم من أن يتعظوا عند كشف العذاب (وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ) [13]، أي: والحال أنه قد آتاهم رسول بين الرسالة (ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ) [14]، أي: ثم أعرضوا عنه وبهتوه ونسبوه إلى الجنون، وحاشاه! فهل يتوقع من قوم هذه صفاتهم أن يتأثروا بالعظة والتذكير؟!.
(إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ) [15]، أي سنكشف عنكم العذاب زمناً قليلا إنكم عائدون إلى ما كنتم عليه من الشرك والعصيان (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ) [16]، أي: اذكروا يوم نبطش بالكفار بطشتنا الكبرى انتقاماً منهم، والبطش الأخذ بقوة وشدة.
قال ابن عباس -رضي الله عنه- هو يوم القيامة، وقيل غيره، ثم ذكَّر الله سبحانه قريشاً بما حل بالطاغين من قوم فرعون الذين أرسل الله لهم موسى -عليه السلام- فكذبوه، وطلب منهم أن يرسلوا معه بني إسرائيل، وأن لا يتكبروا على الله ولا يترفعوا عن طاعته، وجاءهم بالبرهان الساطع، واستعاذ بالله منهم أن يقتلوه، وإذا لم يؤمنوا أن يكفوا أذاهم عنه ويخلوا سبيله؛ فلما كذبوه دعا عليهم.
وأمره الله أن يخرج ببني إسرائيل ليلاً فإن فرعون وقومه يتبعونهم، ويكون ذلك سبباً لهلاكهم، وأن يترك البحر ساكناً منفرجاً على هيئته بعد أن يتجاوزوه فإن فرعون وقومه سيغرقون فيه، فأغرقهم الله في البحر كما ورد في القرآن في مواضع كثيرة.
ثم أخبر الله تعالى عن إهلاكهم، وأنهم تركوا بعدهم بساتين وحدائق غناء فيها عيون جارية، ومزارع عديدة فيها أنواع المزروعات، ومجالس ومساكن حسان، وتنعم ورفاهية وكمال سرور، فلما أغرقهم الله أورثها الله لقوم آخرين كانوا مستبعدين في عهد فرعون وهم بنو إسرائيل، وأنه لم يحزن أحد على فقد فرعون وقومه بعد غرقهم، ولا تأثر بموتهم كائن من الخلق، وما كانوا ممهلين إلى وقت آخر بل عجل الله لهم عقابهم في الدنيا، وذلك في الآيات من (17 إلى 29) من السورة الكريمة.
ولما ذكر الله تعالى هلاك فرعون وقومه أردفه بذكر إحسانه لبني إسرائيل ليشكروا ربهم على إنعامه وفضله عليهم، حيث أنجاهم سبحانه من تعذيب فرعون وقومه لهم، فقال: (وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ) [30]، أي: والله لقد أنقذنا بني إسرائيل من العذاب الشديد المفرط في الإذلال والإهانة، وهو قتل أبنائهم واستخدام نسائهم وإرهاقهم في الأعمال الشاقة، ذلك من طغيان فرعون وجبروته فإنه كان متكبراً جباراً، واصطفاهم الله على جميع الناس في زمانهم، وآتاهم من الحجج والبراهين ما فيه اختبار وامتحان ظاهر جليٌّ لمن تدبَّرَ وتبصَّر.
ثم حذر الله كفار قريش من بطشه وانتقامه حيث أنكروا البعث وطلبوا إحياء آبائهم على وجه التعجيز من الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليستدلوا على صدقه، وذكَّرهم الله بعد ذلك ببعض الأمم السابقة التي أهلكها الله لكفرهم فقال: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ)؟، للإنكار عليهم، أي: أهؤلاء المشركون أقوى وأشد أم أهل سبأ ملوك اليمن؟ الذين كانوا أكثر أموالا وأعظم نعيماً من كفار مكة؟ (وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) [37]، أي: أهلكناهم بسبب إجرامهم، وإن هؤلاء -أي كفار مكة- يمكن أن يفع الله بهم كما فعل بقوم تُبَّعٍ والمكذبين من الأمم السابقة.
ثم نبه الله تعالى إلى دلائل البعث، وهو خلق العالم بالحق، فقال: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [38-39]، قال المفسرون: إن الله تعالى خلق النوع الإنساني، وخلق ما ينتظم به معاشهم من السقف المرفوع، والمهاد المفروش، وما بينهما من عجائب المصنوعات، وبدائع المخلوقات، ثم كلفهم بالإيمان والطاعة، فآمن البعض، وكفر البعض، فلابد إذا من دار يثاب فيه المحسن، ويعاقب فيها المسيء، لتجزى كل نفس بما كسبت؛ ولو لم يحصل البعث والجزاء لكان هذا الخلق لهواً وعبثا، تنزه الله عن ذلك.
ولهذا قال بعده: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ) [40]، أي: يوم القيامة موعد حساب الخلائق أجمعين، (يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ) [41]، أي: إن في ذلك اليوم الرهيب لا يدفع قريب عن قريب، ولا ينفع أحد أحداً ولا ينصره ولو كان قريبه، (إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [42]، أي: لا يغني قريب عن قريب إلا المؤمنين فإنه يؤذن لهم في شفاعة بعضهم لبعض. وقيل غيره.
عباد الله: هذه بعض معاني سورة الدخان، وسنكمل الحديث في الخطبة الثانية إن شاء الله، نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وسنة خاتم رسله، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: عباد الله، استكمالاً للحديث عن سورة الدخان فإنه لما ذكر الله سبحانه الأدلة على القيامة أردفه بوصف ذلك اليوم العصيب، وذكر وعيد الكفار أولا ثم ما وعد به الأبرار ثانيا؛ للجمع بين الترهيب والترغيب.
فقال: (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ) [43-44]، وشجرة الزقوم: شجرة خبيثة تنبت في أصل الجحيم طعاماً لكل فاجر كثير الآثام، (كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ) [45-46]، أي: هي في شناعتها وفظاعتها إذا أكلها الإنسان كالنحاس المذاب الذي تناهي حَرّه فهو يجرجر في البطن كغليان الماء الشديد الحرارة.
ثم يقال للزبانية ملائكة العذاب: (خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ) [47]، أي: خذوا هذا الفاجر فسوقوه وجروه من تلابيبه بعنف وشدة إلى وسط الجحيم، (ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ) [48]، أي: صُبُّوا فوق رأس هذا الفاجر ذلك الحميم الذي تناهي حَرُّه، (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) [49]، أي: يقال على سبيل الاستهزاء والإهانة: ذق هذا العذاب إنك أنت المعزز المكرم! أي في الدنيا، (إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ) [50]، أي: إن هذا العذاب ما كنتم فيه وأنتم في الدنيا تشكون.
ولما ذكر الله تعالى أحوال أهل النار أتبعه بذكر أحوال أهل الجنة فقال : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ) [51]، أي: في موضع إقامة يأمنون فيه من الآفات والمنغِّصات والمكاره، (فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) [52]، أي: في حدائقَ وبساتينَ ناضرةٍ، وعيونٍ جاريةٍ، (يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ) [53]، أي: يلبسون ثياب الحرير الرقيق منه وهو السندس، والسميك منه وهو الإستبرق، متقابلين في المجالس ليستأنس بعضهم ببعض.
(كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) [54]، أي وزوجناهم أيضاً بالحور الحسان، الحوراء البيضاء والعيناء عظيمة العينين، (يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ) [55]، أي: يطلبون من الخدم إحضار جميع أنواع الفواكه في الجنة لأجل أنهم آمنون في الجنة من التُّخَم والأمراض، فلا تعب في الجنة ولا وصب.
(لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) [56]، أي: لا موت في الجنة بعد الموتة الأولى في الدنيا بل خلود أبد الآبدين، ونجاهم الله من عذاب جهنم الشديد الإيلام، (فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [57]، أي: فضلاً من الله ذلك الذي أعطوه من النعيم وهو الفوز العظيم الذي لا فوز وراءه.
(فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [58]، أي: فإنما سهلنا القرآن بلغتك وهي لسان العرب ليتعظوا وينزجروا، (فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ) [59]، أي: فانتظر يا محمد ما يحل بهم إنهم منتظرون هلاكك وسيعلمون لمن يكون الظفر في الدنيا والآخرة، وفيه وعد للرسول -صلى الله عليه وسلم- بالنصر والعز والتمكين، ووعيد للمشركين بالخزي في الدنيا والآخرة.
عباد الله: هذه لمحة عن بعض معاني سورة الدخان، تلك المعجزة التي حدثت في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أسأل الله أن ينفعنا بما جاء فيها من المواعظ والتذكرة، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
وصَلُّوا وسلِّموا عباد الله على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي