سورة الجاثية

مسفر بن سعيد بن محمد الزهراني
عناصر الخطبة
  1. تعريف بسورة الجاثية .
  2. الإشارة لتناولها قضايا العقيدة الكبرى .
  3. محور السورة هو البرهان على وجود الخالق تعالى .
  4. سبب نزول بعض آياتها .
  5. استعراض لمحتواها .
  6. تفسير بعض آياتها .
  7. تسميتها .

اقتباس

وقد تناولت العقيدة في إطارها الواسع: الإيمان بالله ووحدانيته، والإيمان بالقرآن، ونبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، والإيمان بالآخرة والبعث والجزاء؛ ويكاد يكون المحور الذي تدور حوله السورة الكريمة هو إقامة الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين ..

الحمد لله الذي جعل في السماوات والأرض آيات للموقنين، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صَلَّى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين. 

فيا أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-، وموضوعنا اليوم سورة الجاثية، السورة الخامسة والأربعون في ترتيب المصحف الشريف، وآياتها سبع وثلاثون آية، وهي مكية إلا الآية الرابعة عشر منها فمدنية. ونزلت بعد سورة الدخان.

وقد تناولت العقيدة في إطارها الواسع: الإيمان بالله ووحدانيته، والإيمان بالقرآن، ونبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، والإيمان بالآخرة والبعث والجزاء؛ ويكاد يكون المحور الذي تدور حوله السورة الكريمة هو إقامة الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين.

وابتدأت السورة بالحديث عن القرآن ومصدره وهو الله العزيز الحكيم، الذي أنزل كتابه المجيد رحمة بعباده، ليكون نبراساً مضيئاً ينير للبشرية طريق السعادة والخير.

ثم ذكرت الآيات الكونية المنبثة في هذا العالم الفسيح، ففي السماوات البديعة آيات، وفي الأرض الفسيحة آيات، وفي خلق البشر وسائر الأنعام وأنواع المخلوقات التي تدب على وجه الأرض آيات باهرة، وفي تعاقب الليل والنهار دائبين لا يفتران، وإنزال الله للمطر من السحاب الذي به حياة البشر في معاشهم وأرزاقهم، وإحياء الله به الأرض بعد ما كانت هامدة يابسة لا نبات فيها ولا زرع فأخرج الله فيها من أنواع الزروع والثمرات والنبات، وتقليب الرياح جنوباً وشمالاً باردة وحارة، علامات ساطعة واضحة تدل على وحدانيته وقدرته، وقصها على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بالحق المبين الذي لا غموض فيه ولا التباس.

ثم تحدثت عن المجرمين المكذبين بالقرآن، وتوعدهم الله بالهلاك والدمار لكل كذاب مبالغ في اقتراف الآثام، يسمع آيات القرآن يقرأ عليه وهو في غاية الوضوح والبيان ثم يدوم على حاله من الكفر، ويتمادى في غيه وضلاله مستكبراً عن الإيمان بالآيات، ومكذباً كأنه لم يسمعها، (فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [الجاثية:8]، وسماه بشارة تهكماً به؛ لأن البشارة هي الخبر السار.

قال المفسرون : نزلت في (النضر بن الحارث) كان يشتري أحاديث الأعاجم ويشغل بها الناس عن استماع القرآن، وإذا بلغه شيء من الآيات سخر واستهزأ بها، (أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) [9]، أي: عذاب شديد مع الذل والإهانة، وإن جهنم أمامهم تنتظرهم لما كانوا فيه من التعزز في الدنيا، والتكبر عن الحق، لا ينفعهم ما ملكوا في الدنيا، ولا تنفعهم الأصنام التي عبدوها من دون الله، ولهم عذاب دائم مؤلم، ثم وصف الله سبحانه القرآن بأنه كامل في الهداية لمن آمن به واتبعه، وأن مَن جحد به له أشد أنواع العذاب، (هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) [11].

ولما توعدهم الله بأنواع العذاب ذكَّرَهم بنعمه الجليلة ليشكروه ويوحدوه، ومنها تسخير البحر لهم على ضخامته وعظمته لتسير السفن على سطحه بمشيئة الله وإرادته دون أن تغوص في أعماقه، وذلك لتطلبوا الله من فضله بسبب التجارة، والغوص بحثاً عن اللؤلؤ والمرجان وصيد الأسماك وغيرها.

كما سخر الله للإنسان كلما خلق في هذا الكون من كواكب وجبال وبحار وأنهار ونبات جميعها من فضله وإحسانه وامتنانه، وفي ذلك عبر وعظات لقوم يتأملون في بدائع صنع الله.

ثم بين الله سبحانه للمؤمنين وعلمهم فضائل الأخلاق ومحاسن الأفعال، وذلك بأن يصفحوا عن الكفار ويتجاوزوا عما يصدر منهم من الأذى والأفعال الموحشة، في قوله تعالى: (قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [14]، أي: بما اقترفوه من الإثم والإجرام قال مقاتل شتم رجل من الكفار عمر بمكة فهم أن يبطش به فأمره الله بالعفو والتجاوز عنه، وأنزل الله هذه الآية.

وبيَّن سبحانه أن من فعل خيراً في الدنيا فنفْعه لنفسه، ومن ارتكب سوءاً وشراً فضرره عائد عليها، ثم المرجع يوم القيامة إلى الله وحده فيجازي كلا بعمله، المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) [15].

ثم تحدثت السورة عن إكرام الله بني إسرائيل بأنواع التكريم، ومقابلتهم ذلك الفضل والإحسان بالجحود والعصيان، قال تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ)، أي: التوراة وفصل الحكومات بين الناس، وجعلنا فيهم النبوة والمرسلين، (وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ)، أي: ورزقنهم من أنواع النعم من المآكل والمشارب والأقوات والثمار، (وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) [16]، أي: وفضلناهم على سائر الأمم في زمانهم.

(وَآَتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ)، أي: وبينا لهم في التوراة أمر الشريعة وأمر محمد -صلى الله عليه وسلم- على أكمل وجه، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: يعني أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وشواهد نبوته بأنه يهاجر من تهامة إلى يثرب وينصره أهلها.

(فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ)، أي: فما اختلفوا في ذلك الأمر إلا من بعد ما جاءتهم الحجج والبراهين والأدلة القاطعة على صدقه، (بَغْيًا بَيْنَهُمْ)، أي: حسداً وعناداً وطلبا للرئاسة، (إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) [17]، أي: هو -جل وعلا- الذي يفصل بين العباد يوم القيامة فيما اختلفوا فيه من أمر الدين.

ثم امتن الله على رسوله فقال: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [18]، أي: ثم جعلناك يا محمد على طريقة واضحة، ومنهج سديد رشيد في أمر الدين، فاتبع ما يوحي إليك من ربك من الدين القيم ولا تتبع ضلالات المشركين.

(إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا)، أي: لن يدفعوا عنك شيئاً من العذاب إن سايرتهم على ضلالهم، (وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)، أي: يتولون بعضهم بعضاً في الدنيا، ولا ولي لهم في الآخرة، (وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) [19]، أي: ناصر ومعين المتقين في الدنيا والآخرة.

(هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [20]، أي: هذا القرآن نور وضياء للناس بمنزلة البصائر في القلوب، وهو رحمة لمن آمن به وأيقن، ثم أعقب الله ذلك ببيان أنه لا يتساوى المؤمن والكافر، ولا البر مع الفاجر، لا في الدنيا ولا في الآخرة، فقال: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ)، أي: اكتسبوا، والاجتراح الاكتساب، ومنه الجوارح، (أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) [21]، قال مجاهد: المؤمن يموت مؤمناً ويبعث مؤمناً، والكافر يموت كافراً ويبعث كافراً.

ثم ذكر سبحانه بأنه خلق السماوات والأرض بالعدل والأمر الحق؛ ليدل بهما على قدرته ووحدانيته، وليجزي كل إنسان بما يعمله وبما اكتسب من خير أو شر دون أن ينقص في ثواب المؤمن أو يزاد في عذاب الكافر.

ثم قال سبحانه: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ)؟ أي: أخبرني يا محمد عن حال من ترك عبادة الله وعبد هواه، (وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ)، أي: وأضل الله ذلك الشقي في حال كونه عالماً بالحق غير جاهل به، (وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ)، أي: وطبع على سمعه وقلبه بحيث لا يتأثر بالمواعظ، ولا يتفكر في الآيات والنذر، (وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً)، أي: وغطاه حتى لا يبصر الرشد، ولا يرى حجة يستضيء بها، (فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ)؟ أي: لا أحد يقدر على ذلك، (أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)؟ [23]، أي: أفلا تعتبرون أيها الناس وتتعظون؟ قيل: نزلت في أبو جهل .

ثم إن الكفار أنكروا البعث وهو الحياة بعد الموت، وقالوا: لا حياة إلا حياة هذه الدنيا. (وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ) [24]، أي: مرور الزمان وتعاقب الأيام، فرد عليهم الله سبحانه بأنه ليس لهم علم في ذلك مستند عليه من عقل أو نقل، وإن هم إلا يتوهمون ويتخيلون.

وإذا قرئت آيات القرآن على المشركين ما كان حجتهم في دفع الحق الصريح إلا أن يقولوا: أحيوا آباءنا الأولين إن كان ما تقولونه حقاً! فرد عليهم سبحانه بأن قال: قُلْ لهم يا محمد: الله الذي خلقكم ابتداء حين كنتم نطفاً، وهو الذي يميتكم عند انقضاء الأجل ثم يبعثكم بعد الموت للجزاء والحساب يوم القيامة، الذي لا شك فيه ولا ارتياب، ولكن أكثر الناس لجهلهم لا يعلمون قدرة الله فينكرون البعث بعد الموت.

ثم بيَّن تحقق وقوع الحشر والنشر فقال: (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ) [27]، أي: يخسر الكافرون والجاحدون بآيات الله، (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً)، أي: جالسة على الركب من شدة الهول والفزع، (كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا)، أي: تدعى إلى صحائف أعمالها، (الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [28]، أي: تنالون جزاء أعمالكم من خير وشر.

(هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ)، أي: هذا كتاب أعمالهم يشهد عليكم بالحق من غير زيادة ولا نقصان، (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [29]، أي: نأمر الملائكة بكتابة أعمالكم وإثباتها عليكم، قال المفسرون: ننسخ هنا بمعنى نكتب، وحقيقة النسخ هو النقل من أصل إلى آخر.

عباد الله: هذه بعض معاني سورة الجاثية، وسنكمل الحديث عنها في الخطبة الثانية إن شاء الله، أسأل الله أن ينفعنا بها وبهدي كتابه الكريم، وسنة خاتم رسله، أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، انه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه.

عباد الله: استكمالا للحديث عن سورة الجاثية نقول: بين الله تعالى أحوال كل من المطيعين والعاصين، فأما المؤمنون الصالحون (فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ)، وسميت الجنة رحمة لأنها مكان تنزل رحمة الله، (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ) [30]، أي: الظاهر الذي لا فوز يماثله.

وأما الكافر فيقال لهم توبيخاً وتقريعاً أفلم تكن الرسل تتلوا عليكم آيات الله (فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ) [31]، أي: فتكبرتم عن الإيمان بها وكنتم قوماً مغرقين في الإجرام.

وإذا قيل لكم إن البعث كائن لا محالة، والقيامة آتية لا شك فيها، قلتم عتوا: (مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ)؟ أي شيء هي؟ أحق أم باطل؟ (إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ) [32]، أي: لا نصدق بها ولكن نسمع الناس يقولون إن هناك آخرة فنتوهم توهماً ولسنا بمصدقين بالآخرة يقيناً.

وأظهر الله لهم في الآخرة قبائح أعمالهم، ونزل وأحاط بهم العذاب الذي كانوا يستهزئون به في الدنيا، (وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا)، أي: يقال لهم اليوم نترككم في العذاب، ونعاملكم معاملة الناسي، كما تركتم الطاعة التي هي الزاد ليوم المعاد فلم تعملوا لآخرتكم، (وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ)، أي: مستقركم نار جهنم، (وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ) [34]، أي: ينصركم ويخلصكم من عذاب الله.

(ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا)، أي: خدعتكم بزخارفها وأباطيلها، (فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) [35]، أي: فاليوم لا يخرجون من النار، ولا يطلب منهم أن يرضوا ربهم بالتوبة والطاعة؛ لعدم نفعها يومئذ.

وختم الله سبحانه السورة بحمده فقال: (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [36]، أي: فلله الحمد خاصة، لا يستحق الحمدَ أحدٌ سواه؛ لأنه الخالق المالك لجميع المخلوقات والكائنات، (وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، أي: العظمة والجلال والبقاء والكمال، (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [37].

عباد الله: هذه لمحة عن بعض معاني سورة الجاثية التي سميت بذلك للأهوال التي يلقاها الناس يوم الحساب، حيث تجثو الخلائق من الفزع إلى الركب في انتظار الحساب، ويغشى الناس من الأهوال ما لا يخطر على البال، وحقا إنه ليوم رهيب تشيب له الولدان، نسأل الله أن يرحمنا، ويتجاوز عنا، وأن يقينا أهوال ذلك اليوم إنه سميع قريب مجيب الدعاء.

وصَلُّوا وسلِّموا عباد الله على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-
 


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي