سنتحدَّثُ في هذا اليوم عن سِتِّ السُّوَرِ الأخيرة في كتابِ اللهِ، القرآنِ الكريم: الكافرون، والنصر، والمسد، والإخلاص، والفلق، والناس ..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونتوب إليه ونعوذ بالله من سرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، اللهم صَلِّ وسلِّمْ عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله وطاعته، وسنتحدَّثُ في هذا اليوم عن سِتِّ السُّوَرِ الأخيرة في كتابِ اللهِ، القرآنِ الكريم: الكافرون، والنصر، والمسد، والإخلاص، والفلق، والناس.
فسورة الكافرون: مكية، وآياتها ست آيات، قال ابن كثير -رحمه الله-، ثبت في صحيح مسلم عن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ بهذه السورة، وبسورة: قل هو الله أحد، في ركعتي الطواف. أخرجه مسلم.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ بهما في ركعتي الفجر.
وروى الإمام أحمد عن الحارث بن جبلة قال: قلت يا رسول الله: علِّمْني شيئاً أقوله عند منامي. قال: "إذا أخذت مضجعك من الليل فاقرأ: قل يا أيها الكافرون؛ فإنها براءة من الشرك".
وفي الحديث أنها تعدل ربع القرآن، أي في الأجر، لاشتمالها على الأمر والنهي، وكل واحد منهما يتعلق بعمل القلوب، وإلى ما يتعلق بعمل الجوارح، فحصل من ذلك أربعة أقسام.
وهذه السورة مشتملة على النهي عن عبادة غير الله تعالى، وهذا من الاعتقاد، وذلك من أفعال القلوب، فكانت هذه السورة تعدل ربع القرآن على هذا التقسيم.
(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) [الكافرون:1]، أي: المشركون الجاحدون للحق، الذي وضحت حجته، واتضحت محجته، (لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ) [2]، أي: من الآلهة والأديان الآن، (وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ) [3]، الآن، (وَلَا أَنَا عَابِدٌ)، أي: فيما أستقبل (مَا عَبَدْتُمْ) [4]، أي: فيما مضى.
(وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ) [5]، أي: فيما تستقبلون أبداً، أي الآن وفيما استقبل، هكذا فسرها ابن جرير -رحمه الله-، ثم قال: وإنما قيل ذلك كذلك لأن الخطاب من الله كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أشخاص بأعيانهم من المشركين قد علم أنهم لا يؤمنون أبدا،ً وسبق لهم ذلك في السابق من علمه، وإن ذلك غير كائن منه ولا منهم في وقت من الأوقات.
(لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) [6]، تقرير من الله تعالى، والمعنى أن دينكم هو الإشراك بالله مقصور على الحصول لكم لا يتجاوزه إلى الحصول لي أيضا كما تطمعون فيه؛ فإن ذلك من المحاولات، وإن ديني هو التوحيد، مقصور على الحصول لي، لا يتجاوزه إلى الحصول لكم، فلا مشاركة بيني وبين ما أنتم عليه.
قال ابن كثير -رحمه الله-: استدل الشافعي وغيره بهذه الآية الكريمة: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) على أن الكفر كله ملة واحدة، فورَّث اليهود النصارى وبالعكس إذا كان بينهم نسب أو سبب يتوارث به؛ لأن الأديان -ما عدا الإسلام- كلها كالشيء الواحد في البطلان.
وذهب أحمد بن حنبل ومن وافقه إلى عدم توريث النصارى من اليهود وبالعكس، لحديث عمرو ابن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يتوارث أهل ملتين".
سورة النصر: سورة مدنية، وآياتها ثلاث، وهي آخر سورة نزلت في رواية ابن عباس -رضي الله عنه-، وروى البيهقي عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لما نزلت هذه السورة: "قد نُعِيَتْ إلىَّ نفسي"، وسورة النصر هي السورة العاشرة بعد المائة في ترتيب المصحف الشريف.
بدأت بقوله تعالى (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ)، أي: الدين الحق على الباطل (وَالْفَتْحُ) [النصر:1]، أي: فتح مكة، الذي فتح الله به بينه وبين قوامه -صلى الله عليه وسلم- فجعل له الغلبة، وضعَّف أمرهم في التمسك بعقائدهم الباطلة.
(وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا) [2]، أي: رأيت الناس من صُنوف العرب وقبائلها عند ذلك يدخلون في دين الله، وهو دينك الذي جئتهم به، لزوال ذلك الغطاء الذي كان يحول بينهم وبينه، فهو غطاء فريق الباطل، فيدخلون فيه أفواجاً، أي: طوائفَ وجماعاتٍ لا آحاداً كما كان في بدء الأمر في أيام الشدة.
فإذا حصل ذلك كله، وهو لا ريب حاصل، (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ)، أي: فنزِّهْ ربك عن أن يهمل الحق ويدعه للباطل يأكله، وعن أن يخلف وعده في تأييده، وليكن هذا التنزيه بواسطة محمد -صلى الله عليه وسلم- ليمتحن قلوب المؤمنين، فلن يضيع أجر العاملين، ولا يصلح عمل المفسدين، والبصير بما في قلوب المخلصين والمنافقين، فلا يذهب عليه رياء المرائين.
(وَاسْتَغْفِرْهُ)، أي: اسأله أن يغفر لك ولأصحابك ما كان من القلق والضجر والحزن؛ لتأخر زمن النصر والفتح، والاستغفار إنما يكون بالتوبة الخالصة، والثقة بوعد الله، وتغليب هذه الثقة على خواطر النفس التي تحدثها الشدائد.
(إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [3]، فالله سبحانه كثير القبول للتوبة؛ لأنه يربي النفوس بالمحن، فإذا وجدت الضعف أنهضها إلى طلب القوة، وشدد همتها، وحقق الوعد، ولا يزال بها حتى تبلغ الكمال، وهي في منزلة تتوب عن الذنوب التي قبلها، والله سبحانه يقبل توبتها.
سورة المسد: يُقال سورة أبي لهب، وهي مكية، وآياتها خمس آيات، وهي السورة الحادية عشر بعد المائة في ترتيب المصحف الشريف.
قال تعالى (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) [المسد:1]، أي: خسرت يداه وخسر هو، واليدان كناية عن الذات من النفس، لما بينهما من اللزوم في الجملة، والمراد خسرانه فيما كسبه وعمله بيديه، حيث لم يفده ولم ينفعه، وهو دعاء عليه من الله تعالى، وأبو لهب وتلهُّب وجنتيه وإشراقهما، مع الإشارة إلى أنه من أهل النار وأن مكانه إلى نار ذات لهب، فوافقت حاله كنيته، فحسن ذكره بها.
قال الرواة: كان أبو لهب من أشد الناس عداوة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأذيةً له، وبغضاً له، وازدراء به، وتنقصا له ولدعوته، ومات على كفره بعد وقعة بدر، ولم يحضرها بل أرسل بديلا عنه، فلما بلغه ما جرى بقريش مات غما.
وقد روي الشيخان عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: لما نزلت: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) [الشعراء:214]، صعد النبي -صلى الله عليه وسلم- الصفا ونادى: "يا بني فهر! يا بني عدي! لبطون قريش"، حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أرسل رسولا لينظر ما هو.
فجاء أبو لهب وقريش، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تُغِير عليكم، أكنتم مصدقيَّ؟". قالوا: نعم، ما جرَّبْنا عليك إلا صدقا، قال -صلى الله عليه وسلم-: "فإني نذير بين يدي عذاب شديد". فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليوم! ألهذا جمعتنا؟ فنزلت هذه السورة.
(مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) [2]، أي: لا شيء من ماله وما كسبه أغنى عنه من سخط الله عليه، وخسرانه، فكسبه هو عمله الذي يظن أنه على شيء، (سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ) [3]، أي: ذات وقود واشتعال، وهي نار الآخرة، جزاء بما كان يأتيه من مقاومة الحق ومجاهدته.
(وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) [4]، أي: ستصلاها معه امرأته أيضاً؛ لأنها كانت تحطب بالكلام، وتمشي بالنميمة، كما قال مجاهد وغيره، وكانت زوجته من سادات قريش، وهي أم جميلة، واسمها أروى بنت حرب ابن أمية.
قال الزمخشري: ويقال للمشاء بالنميمة المفسد بين الناس يحمل الحطب بينهم أي يوقد بينهم ويورث الشر (فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) [5]، أي: في عنقها حبل من الليف؛ لأنها تفسد بين الناس، وتؤجج العداوة بينهم، فأبو لهب وزوجته مفسدون في الأرض، نسأل الله العافية.
سورة الإخلاص: هي سورة مكية، وآياتها أربع، وترتيبها الثانية عشرة بعد المائة في المصحف الشريف.
روى البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث رجلا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال "سلوه لأي شيء يصنع ذلك"، فسألوه، فقال: "لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها"، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أخبروه أن الله تعالى يحبه. وفي الحديث، عن ابن مسعود أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) تعدل ثلث القرآن. أي في الأجر.
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) [1]، أي: الخير الحق المؤيد بالبرهان، الذي لا يُرتاب فيه أنه الله، واحد في الألوهية والربوبية، (اللَّهُ الصَّمَدُ) [2]، أي: الذي يصمد إليه في الحوائج، ويقصد إليه في الرغائب. أو: منتهي السؤدد. (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) [3]، تنصيصا على إبطال زعم المفترين في حق الملائكة والمسيح، ولذلك ورد النفي على صيغة الماضي، أي لم يصدر عنه ولد؛ لأنه لا يجانسه شيء ليمكن أن يكون من جنسه صاحبة فيتوالدا، (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) [4]، أي: لم يكن أحد يكافؤه، أي: يماثله، من صاحبةٍ أو غيرِها.
عباد الله: هذه لمحة مختصرة عن سور: "الكافرون والنصر والمسد والإخلاص"، من قصار سور القرآن الكريم، ومن السور التي يسهل حفظها، ونُكثر من قراءتها، وخاصة في صلواتنا.
أسأل الله أن ينفعنا بقراءتها، وأن يوفقنا لفهم معانيها، والعمل بها، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، امرَنا بالاستعاذة به من كُلِّ سوء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبدُه ورسوله، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومَن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فاتقوا الله عباد الله: سورة الفلق: سورة مكية وآياتها خمس آيات وترتيبها في المصحف الشريف الثالثة عشر بعد المائة.
روي الإمام مسلم عن عقبة بن عامر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة، لم ير مثلهن قط: (قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس).
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) [الفلق:1]، أي: أعوذ والتجئ إليه، والفلق، قال ابن تيمية: كل ما فلقه الرب فهو فلق. وقال الحسن: الفلقُ كُلُّ ما انفلق عن شيء: الصبح والحَبُّ... وقال كثير من المفسرين: الفلق: الصبح، فإنه يقال: هذا أبين من فلق الصبح.
(مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ) [2]، أي: من شر ما خلقه من الثقلين: الإنس والجن، وغيرهم، (وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ) [3]، فسر الغاسق بالليل، وهو قول أكثر المفسرين وأهل اللغة، ومعنى (وَقَبَ) أي: دخل في كل شيء.
(وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) [4]، أي: ومن شر السواحر اللاتي ينفثن في عُقَدِ الخيط حين يرقين عليها، وبه قال أهل التأويل، والنفْثُ: النضح مع ريق، ولا تأثير لذلك إلا بقدرة الله تعالى إذا كان الإنسان واثقاً بالله، ومتوكلا عليه، آخذاً بالأسباب، وفي ذلك تفصيل كثير.
(وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) [5]، أي: إذا أظهر حسده، وعمل بمقتضاه من بغي الغوائل للمحسود؛ لأنه إذا لم يظهر أثره وأضمره فلا ضرر يعود منه على مَن حسده، بل هو الضارّ لنفسه؛ لاغتمامه بسرور غيره.
سورة الناس: سورة مكية، وآياتها ستُّ آيات، وترتيبها في المصحف الشريف الرابعة عشر بعد المائة، فهي السورة الأخيرة.
قال تعالى: (قُلْ أَعُوذُ)، أي: ألجأ إليه، وأستعين به، (بِرَبِّ النَّاسِ) [1]، أي: أعوذ بالذي يربيهم بقدرته ومشيئته وتدبيره، وهو رب العالمين كلهم، والخالق للجميع، (مَلِكِ النَّاسِ) [2]، أي: الذي ينفذ فيهم أمره وحكمه وقضاءه ومشيئته دون غيره، (إِلَهِ النَّاسِ) [3]، أي: معبودهم الحق، وملاذهم إذا ضاق بهم الأمر.
والإله: المعبود الذي هو المقصود بالإرادات والأعمال كلها، (مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ) [4]، أي: الشيطان ذي الوسوسة، والخناس، أي: الذي عادتُه أن يخنس، أي: يتأخر إذا ذكر الإنسان ربه؛ لأنه لا يوسوس إلا مع الغفلة، وكلما تنبه العبد فذكر الله -عز وجل- خنس.
(الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) [5]، أي: بالإلقاء الخفي في النفس، إما النفس إما بصوت خفي لا يسمعه إلا من ألقي إليه، وإما بغير صوت، (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [6]، بيان للذي يوسوس على أنه ضربان: ضرب من الجِنة، وهم الخلق المستترون الذين لا نعرفهم، وإنما نجد في أنفسنا أثراً ينسب إليهم، وضرب من الإنس، كالمضلين من أفراد الإنسان، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) ، وإيحاؤهم هو وسوستهم.
عباد الله: من اللطائف التي أنبهكم إليها أنه في سورة الفلق أمرنا بالاستعاذة بالله من شر أربعة أشياء، هي شر كل ما خلق الله -عز وجل-، ومن شر الليل إذا أظلم واشتدت ظلمته، ومن شر الساحرات، ومن شر الحسَدة.
بينما أمرنا في سورة الناس بالاستعاذة بثلاث صفات لله -عز وجل-، وهي الربوبية(رب الناس)، والمـــُـلك والإحاطة(ملِك الناس)، والألوهية(إله الناس)، من خطرِ وشرِّ شيءٍ واحدٍ: ألا وهو الشيطان الرجيم، ووسوسته، وإغواؤه للناس؛ وذلك لأن أعظم خطر وشر على الإنسان هو شر الشيطان الرجيم، وهو أعظم مِن كُلِّ ما ورد في سورة الفلق، بل أن شره يشمل أغلب ما ورد في سورة الفلق، فنعوذ بالله -عز وجل- من شر الشيطان الرجيم، ووسوسته، سواء كان من شياطين الجن أو من شياطين الإنس.
عباد الله: تحدثنا في هذا اليوم عن معانٍ عامة لسورتيْ "الاخلاص" و"الكافرون"، فهما يلخصان الألوهية والربوبية لله -عز وجل-، فله الأسماء الحسنى، والصفات العلى.
وتحدثنا عن سورة النصر، آخر سورة نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسورة المسد التي فيها دعاء على أحد أعداء الله الذين حاربوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعادوه مع بداية دعوته.
كما تحدثنا وباختصار أيضا عن المعوذتين: الفلق والناس، وهذه السور -مع قصرها- إلا أن فضلها عظيم، فلنحرص على فهمها وتدبرها والعمل بها، مع سائر آيات وسور كتاب الله القرآن الكريم.
وسورة الكافرون وسورة قل هو الله أحد هما سورتا الإخلاص؛ لأن بهما صفات الله -عز وجل-، وسورة الفلق وسورة الناس هما المعوذتان، ولهما مع سابقتها فضل عظيم للتعوذ والرقية، حسب ما هو معروف في سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.
وصلُّوا وسلِّموا -عباد الله- على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي