يوم التناد

سيف الدين الكوكي
عناصر الخطبة
  1. غفلة الناس عن يوم القيامة .
  2. من أسماء يوم القيامة يوم التناد .
  3. نداءات يوم القيامة .
  4. يوم عاشوراء .

اقتباس

إن الناس -كما تعلمون يقينا- إذا حَلَّ بهم ابتلاء، أو إذا حَلَّ بهم أمر مخيف، أو إذا حَلَّ بهم أمر عسير، كثر التنادي بينهم لطلب النجاة، ودفْع المكاره، ويوم القيامة هو يوم الخوف الأكبر، قال -جل وعلا-: (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى? وَمَا هُمْ بِسُكَارَى? وَلَ?كِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)؛ ولذا يكثر في هذا اليوم العظيم التنادي بين الناس، حتى كان من أسماء يوم القيامة: يوم التناد ..

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وكشف الله تعالى به الغمة.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد، إخوة الإيمان: فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدى هدى الحبيب محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

فيا عزيز يا غفار، يا عزيز يا غفار، اجعل هذا اللقاء لقاءً مرحوما، وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تجعل فينا ولا مِنا ولا معنا شقيا ولا محروما.

أما بعد، إخوة الإيمان: أوصيكم وأوصى نفسي بتقوى الله، اتقوا الله وأطيعوه، واعتبروا بما مضى من الزمان لما بقي من الأيام، وتفكروا فيما انقضى من أعماركم؛ للتزود فيما بقي منها إلى ما أمامكم؛ فإن هول المطلع شديد، إن هول المطلع لشديد، وإن الحساب عسير، ومن نوقش الحساب عُذب، قال -جل وعلا-: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) [الكهف:49].

إخوة الإيمان: يخاف كثير من الناس من الموت وهم في غفلة عنه، ويخشون يوم الحساب وهم لا يعدون له، ويؤمنون بالجنة ونعيمها ولا يعملون بعمل أهلها، ويوقنون بالنار وعذابها ولا يأتون أسباب النجاة منها، وتمضى الأيام وراء الأيام وهم يسوِّفون التوبة، ويعدون أنفسهم بالعمل الصالح، ولكن: بعد حين، في الغد، في الأسبوع القادم، في الشهر القادم، في السنة المقبلة، إلي أن تنتهي بهم الآجال ولم يأت ذلك الحين الذي وعدوا أنفسهم به.

اعلموا -إخوة الإيمان- أن كل عام يمضى ينبغي أن لا يمضى على المؤمن دون محاسبة واعتبار؛ فإن ذلك العام الذي انقضى يقرب إلى الآخرة ويبعد عن الدنيا، قال -جل وعلا-: (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) [النور:44].

إن الناس -كما تعلمون يقينا- إذا حَلَّ بهم ابتلاء، أو إذا حل بهم أمر مخيف، أو إذا حل بهم أمر عسير، كثر التنادي بينهم لطلب النجاة، ودفْع المكاره، ويوم القيامة هو يوم الخوف الأكبر، قال -جل وعلا-: (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) [النساء:2]؛ ولذا يكثر في هذا اليوم العظيم التنادي بين الناس، حتى كان من أسماء يوم القيامة: يوم التناد، قال تعالى على لسان مؤمنِ آل فرعون في نصيحته ودعوته لهم بالإيمان: (وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ) [غافر:32].

فمن أسماء يوم القيامة يوم التناد، وسمي بذلك لأن الخَلق، كل الناس، يتنادون فيما بينهم في ذلك اليوم العظيم، حيث تعلو الأصوات بالصياح والعويل، نسأل الله العلي القدير أن يخفف عنا وعن المسلمين.

النداء في ذلك اليوم يصدر أولا من رب العزة -جل وعلا-، ويصدر من ملائكته -تبارك وتعالى-، نداءٌ يصدر من الله ونداءٌ يصدر من الملائكة، ونداءٌ يصدر من المؤمنين، ونداءٌ يصدر من الكفار الملاعين، فكان حقيقا أن يسمي هذا اليوم بيوم التناد، وهذا عنوان خطبتنا اليوم.

ويبدأ ذلك النداء العظيم في نداء إسرافيل -عليه السلام- للخلق حين ينفخ في الصور، فيخرجون من قبورهم للحشر والحساب، قال -سبحانه وتعالى-: (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) [ق:41-42].

ينادي إسرافيل -عليه السلام- على الناس في المحشر بأن يتبع كل عابد معبوده الذي كان يعبده في الحياة الدنيا، كما أخبر بذلك -صلى الله عليه وسلم-، في الحديث الذي أورده مسلم في صحيحه، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن لتتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقي أحد كان يعبد غير الله -سبحانه وتعالى- من الأصنام والأنصاب إلا ويتساقطون في نار جهنم"، ولا ينجوا بعد هذا النداء إلا من كان يعبد الله تعالى ولا يشرك به شيئا، أسال الله العلى القدير أن يجعلنا من هؤلاء، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

تُنادَى الأمم لتحاسب بحسب أعمالها، ولتنظر في سجلاتها هل وافقته أم خالفته، قال -جل وعلا-: (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا * وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا) [الإسراء:71-72].

النداء الثاني في ذلك اليوم العظيم ينادي الله -سبحانه وتعالى- المشركين ليسألهم عن الشهادة، شهادة التوحيد، وكيف أشركوا معه غيره قال -جل وعلا-: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) [القصص:62؛ 74]، ثم يناديهم الحق -سبحانه وتعالى- ثانيةً ليسألهم عن اتّباعهم للأنبياء والرسل، قال -جل وعلا-: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ) [القصص:65].

وسبحان الله! إذا كان نداء الله تعالى للمشركين نداء تهديدٍ ونداء تخويفٍ ونداء وعيدٍ؛ فإن ندائه -جل في علاه- للمؤمنين نداء تهنئةٍ ونداء تكريمٍ ونداء توقيرٍ ونداء تبشيرٍ، قال -جل وعلا-: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [الأعراف:43]، فأسأل الله العلى القدير أن يجعلنا من هؤلاء، إنه الوليّ والقادر عليه.

فما أعظم هذا النداء! (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، نداءٌ بفوزٍ أبديٍ في نعيم الجنة، والقرب من الرحمن -جل وعلا- ونيل رضوانه، ورؤية وجهه الكريم، وحسبك هذا النعيم، ويا له من نعيم باق إلى أبد الآبدين في جنة رب العالمين!.

وإذا نال أهل هذا النداء جائزتهم ودخلوا جنتهم تذكروا أقرانًا لهم في الحياةِ الدنيا، إذا دخل أهل الجنة الجنةَ تذكروا أقرانهم في الحياة الدنيا الذين كانوا يصدونهم عن سبيل الله، ويعيقون علاقتهم بربهم -جل علا-؛ بل ويعيقون دعوة الإسلام، يزينون لهم ركوب الهوى، واتِّباع الشياطين، ويسخرون منهم فينادونهم، وهذا نداءٌ آخر من نداءات يوم القيامة، قال -جل وعلا-: (وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ) [الأعراف:44].

قالوا نعم! وما تنفعهم نعم؟ ما تنفعهم نعَم اليوم؟ ولو قالوها في الحياة الدنيا لنفعتهم، ولكنهم قالوا سمعنا وعصينا! ويعظم حزن أهل النار وخزيهم بعد علمهم بحال أهل الجنة، ولكن أملهم قد انقطع حين ينادَى فيهم أن هذا العذاب دائم لهم؛ لأنهم مطرودون من رحمة الله تعالى إلى غضبه، (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) [الأعراف:44]. فيزداد أهل النار حزنا وكمدا وهمَّا.

وعلى الأعراف هنالك بين الجنة وبين النار أناس استوت حسناتهم بسيئاتهم ينتظرون على جبل يسمي جبل الأعراف، فلم ترجِّحْ بهم كفة الحسنات حتى يدخلوا الجنة ولم تبلغ بهم السيئات دخولهم إلى النار، ينظرون إلى الجنة فيطمعون في دخولها، وينظرون إلى النار فينادون مَن يعرفون مِن أهلها فيوبخونهم على كفرهم في الحياة الدنيا، قال -جل وعلا- على لسانهم: (وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ) [الأعراف:48].

كنتم تستكبرون في الحياة الدنيا، وكنتم تصدون عن سبيل الله -تبارك وتعالى-، وحين ييأس أهل النار من الخروج منها وأيقنوا أنهم مخلدون فيها توجهوا بنداءٍ آخر من نداءات يوم القيامة، توجهوا بنداء لأهل الجنة يسألونهم الماء، ويسألونهم الطعام؛ من شدة ما يجدون من العطش والجوع، قال -جل وعلا-: (وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ) [الأعراف:50].

وحين علموا أنهم محرومون من الجنة وما فيها، وأنهم لن ينالوا من مائها وطعامها شيئًا، توجهوا بنداءٍ آخر إلى خازن جهنم بعد أن يئسوا من الدخول إلى الجنة، يطلبون ماذا؟ هل سيطلبون من خادم جهنم الماء؟ لا؟ يطلبون منه ماذا؟ يطلبون منه الموت، يتمنون الموت من شدة ما فيهم من العذاب، نعوذ بالله من حالهم ومآلهم، قال -جل وعلا- على لسانهم: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ) [الزخرف:77].

يتمنون الموت! يطلبون الموت! وقد كانوا يفرون منه في الحياة الدنيا، لا يريدون الحياة في جهنم وكانوا أشد حرصا عليها في الحياة الدنيا.

أسأل الله تعالى أن يجيرنا ووالدِينا من النار، وأن يجعلنا من عباده الأخيار، وأن ينزلنا منازل الأبرار، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.

أقول ما تسمعون، فإن كان صوابا فمن الله وحده، وإن كان خطأ فمن نفسي ومن الشيطان، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، واجعلنا اللهم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنك وليّ ذلك والقادر عليه.

البارحة يوم عاشوراء، ما معني عاشوراء؟ باختصارٍ شديد: هو اليوم العاشر من شهر محرم، يستحب فيه الصيام فقط باعتبار أنه يوم عظيم عند الله -سبحانه وتعالى-.

أما ما نشاهده عند أهل الشيعة من ضرب وندب وإقامة مراسم حزن على مقتل الحسين، سؤال يُطرَح: هل الحسين -رضي الله تعالى عنه- أفضل من النبي -صلى الله عليه وسلم-.

لا، ولكن هؤلاء جاءوا بأشياء لا علاقة لها بالإسلام، لا من بعيد ولا من قريب؛ بل هي أسباب يمكن أن تتسبب في بُعد من يريد أن يسلم، تصور شخصاً غير مسلم يفكر أن يدخل الإسلام ويعتقد أن هذه الأفعال من الإسلام! ويري مشهد رجل يضع السكين على رأس ابنه فداء للحسين.

هذه الأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، ولا علاقة لها بالإسلام، فهي أبعد ما تكون عن ديننا. أسال الله أن يرد المسلمين إلى دينه مردا جميلا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الله -جل وعلا- يقول في محكم التنزيل: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة:186].

اللهم...


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي