المسيح الدجال (1)

إبراهيم بن صالح العجلان
عناصر الخطبة
  1. وجوب الإيمان بالساعة وأشراطها العظام .
  2. الإيمان بالدجال هو جزء من الإيمان بالغيب .
  3. الدجال منبع الكفر والضلال وينبوع الفتن والأوحال .
  4. صفات الدجال وهيئته .
  5. علامات وإرهاصات خروج الدجال .
  6. أحداث الملحمة الكبرى في آخر الزمان .
  7. سرعة التوبة قبل فوات الأوان .

اقتباس

إن الإيمان بالساعة وأشراطها العظام، ومنها الدجال هو جزء من الإيمان بالغيب، وهذا الإيمان مبناه على التسليم والإيمان، ولا مجال لأعمال العقل فيه فعقول البشر لها حدود لا تتعداها، ومواطن تنتهي إليها وتقف عندها، ومن مأثور أقوال السلف في هذا الباب : إن قدم الإسلام لا تثبت إلا على قنطرة التسليم ..

معاشر المسلمين: تقدم في جمعة ماضية الحديث عن عقيدة اليهود في بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى وأنهم يسعون لبناء الهيكل، تمهيداً لنزول مسيحهم المنتظر والذي يحكم العالم ألف سنة كما يفترون .

ونحن المسلمين نؤمن أن مسيح اليهود سيخرج، وأن انتظارهم له سيكون له نهاية، وسيكون لليهود معه صولة وجولة، وانتفاش وانتفاخ، ونؤمن أيضاً أن نبي الله موسى عليه السلام لم يبشر بهذا المسيح كما تزعم اليهود، بل حذر بني إسرائيل منه، ومن فتنته وشره، قال صلى الله عليه وسلم: "ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب" متفق عليه.

فتعالوا عباد الله نقف مع حقيقة هذا المسيح وقصته، وشيء من أخباره وصفته، وزمان خروجه وفتنته، ثم سبل التوقي بعد ذلك من محنته.

نقف مع أخبار هذا المسيح ليس من تلمود اليهود المبدل، ولا من أسفار النصارى المحرفة، وإنما من مشكاة النبوة المحمدية، من دواوين السنة النبوية، والتي بلغت أخبار الدجال فيها حد التواتر المعنوي .

وقبل الدخول في موضوع الدجال، من المهم أن يقال : إن الإيمان بالساعة وأشراطها العظام، ومنها الدجال هو جزء من الإيمان بالغيب، وهذا الإيمان مبناه على التسليم والإيمان، ولا مجال لأعمال العقل فيه فعقول البشر لها حدود لا تتعداها، ومواطن تنتهي إليها وتقف عندها، ومن مأثور أقوال السلف في هذا الباب : إن قدم الإسلام لا تثبت إلا على قنطرة التسليم.

عباد الله: الدجال منبع الكفر والضلال وينبوع الفتن والأوحال، أنذرت به الأنبياء أقوامها، وحذرت منه الرسل أممها، وما بالكم بفتنة استجار منها النبي صلى الله عليه وسلم، وأمرنا أن نستعيذ منها دبر كل صلاة.

الدجال شر غائب ينتظر، وأخباره عبرة لمن تذكر وادكر، أيامه أيام بؤس وفتن، تصغر كل المحن أمامها ودودنها، قال عليه الصلاة والسلام: "ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال" رواه مسلم في صحيحه.

وكان عليه الصلاة والسلام يُذكِّر أصحابه دائما بأمر الدجال حتى ظنوا أنه موجود في طائفة النخل، تقول أم سلمة رضي الله عنها: "ذكرت المسيح الدجال يوما فلم يأتيني النوم، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال لا تفعلي، فإنه إن يخرج يكفكم الله بي، وإن يخرج بعد أن أموت يكفكموه بالصالحين" رواه الطبراني وصححه الألباني.

الدجال صفة مبالغة من الدجل، وهو كثرة الكذب والتدليس على الناس، وسمى الدجال مسيحاً لأنه يمسح الأرض في أربعين يوماً، أو لأنه ممسوح العين اليمنى.

أما صفته وهيئته فقد جلاها النبي صلى الله عليه وسلم ووصفه وصفاً دقيقاً، ونعت رسمه من أعلاه إلى أسفله، كل ذلك نصحاً للأمة وإعذارًا، وحتى لا يغتر مغتر بتلبيسه وتدليسه.

فمن مجموع الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم يقال في صفته : هو رجل من بني آدم، عقيم لا يولد له، جسيم شاب، عظيم الخلقة مع قصر فيه، أجلى الجبهة - أي واسع الجبهة - ( والأجلى: هو الذي انحسر شعره عن مقدمه)، وأنه عريض النحر، أي رقبته فيها ضخامة، وأنه أفحج، وهو تباعد ما بين أوساط الساقين أو الفخذين، وأن جسمه فيه دفأ أي انحناء .

أما لونه ففي الصحيحين أنه أحمر، والعرب تسمى الأبيض أحمراً، وفي رواية أن لونه (هجان أزهر) والهجان الأبيض، والأزهر وهو الأبيض الذي فيه حمره. فيستخلص من ذلك أن بشرته بيضاء مشربة بحمرة.

أما شعر رأسه، فقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه جعد الشعر، وفي رواية عند مسلم قال عن شعره: ( قطط) أي شديد الجعودة . وعند مسلم أيضا وصفه بأنه (جفال الشعر )، وهو الشعر الكثير . وعند أحمد بسند صحيح : "إن رأس الدجال من ورائه حبك" أي متكسر من شدة الجعودة. فيستخلص من ذلك أن شعره كثير، ومتجعد، وتزداد جعدته في أواخر رأسه .

ووصف النبي صلى الله عليه وسلم : رأس الدجال بأنه يشبه الأَصَلَة، فقال: (كأن رأسه أَصَلَة)، والأصلة هي الحية المعروفة، والعرب تشبه الرأس الصغير الكثير الحركة برأس الحية.

أما عيني الدجال: فقد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم وصفاً دقيقاً، وأخبر أن كلا عينيه معيبتين. فهو أعور العين اليمنى، كأنها عنبة طافية، وأن هذا العين ليست بناتئة ولا حجراء، أي ليست بارزة ولا غائرة. أما عينيه اليسرى فعيبها أن عليها ظفرة غليظة، والظفرة لحمة تنبت عند مآقي العين، أي أسفلها.

وأبرز صفاته الواضحة: أنه مكتوب بين عينيه كافر، وفيه لفظ : ( ك ف ر ) يقرؤها كل مسلم، وفي رواية (يقرؤه كل مؤمن كاتب، وغير كاتب).

إخوة الإيمان: ويخرج الأعور الكذاب في خفقة من الدين، وإدبار من العلم، واختلاف بين الناس، فيكون خروجه أول الأشراط الكبرى المؤذنة بتغيير أحوال الأرض، وتعاقب العلامات الكبرى في إثر خروجه .

بيد أن هذا الخروج لن يكون إلا بعد علامات وهنَّات، ومقدمات وإرهاصات، تدل على أن خروجه قد دنى، وأمره قد قرب.

- من هذه العلامات: فساد طبائع الناس وأخلاقهم، وتكلم السفيه التافه في القضايا الكبيرة، والأمور النازلة والتي تهم الناس أجمع، قال صلى الله عليه وسلم: "إن أمام الدجال سنين خداعة، يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن، ويتكلم فيها الرويبضة، قيل : وما الرويضة ؟ قال: الفويسق يتكلم في أمر العامة" رواه الإمام أحمد وغيره، وهو حديث صحيح.

- ومن الأمارات الدالة على قرب خروجه، والتي أخبر بها الدجال نفسه كما في حديث الجساسة الطويل في صحيح مسلم: أن الدجال سأل تميما الداري وأصحابه عن نخل بيسان هل يثمر نخلها؟ قال: نعم، قال: أما إنه يوشك أن لا يثمر، وبيسان منطقة في فلسطين، ثم سأله عن بحيرة طبرية هل فيها ماء؟ فقال تميم ومن معه: هي كثيرة الماء، قال: أما إن ماؤها يوشك أن يذهب، ثم سألهم عن عين زغر، وهل في العين ماء؟ وزغر بلدة في الشام، فقال: نعم هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها.

- ومن علامات خروج الدجال أن يبتلى الناس في معاشهم، وينتشر الجوع والفقر بين الناس، فتمنع السماء عن قطرها، وتحبس الأرض عن نباتها وهذا زيادة في فتنة وبلاءه، فهذا الدجال إذا خرج يأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتخرج نباتها.

قال صلى الله عليه وسلم: "إن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد، يصيب الناس فيها جوع شديد، يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها، ثم يأمر الله السماء في الثانية، فتحبس ثلثي مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر الله السماء في السنة الثالثة، فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله، فلا تنبت خضراء فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا هلكت إلا ما شاء الله" رواه ابن ماجه وصححه ابن خزيمة وغيره.

إخوة الإيمان: وأمارة بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أنها إذا حصلت كان الدجال في إثرها، هذه الأمارة هي فتح القسطنطينية، وهذا الفتح غير الفتح الأول الذي كان في عصر الدولة العثمانية.

ولكن القسطنطينية لن تفتح حتى تكون الملحمة الكبرى مع الروم، ولن تحصل الملحمة حتى تخرب يثرب، ولن تخرب يثرب حتى يعمر المسجد الأقصى، سلسلة يتبع بعضها بعضاً، والله أعلم بمدة الزمن بينها.

قال صلى الله عليه وسلم: "عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح قسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال"، ثم قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: "إن هذا الحق كما أنك قاعد هاهنا" رواه الإمام أحمد وأبو داود. والمقصود بعمران القدس أي عمرانها بالعقار والمال والرجال حتى يترك الناس بذلك المدينة، وهذا خرابها.

عباد الله: وقبل فتح القسطنطينية سيصالح المسلمين النصارى، ويقاتلون عدوا آخر، وتكون الغلبة للمسلمين والنصارى، ثم بعد ذلك تكون الملاحم والحروب الكبرى بين المسلمين وعباد الصليب، ثم تكون الغلبة في النهاية لأهل الإسلام، وتتوجه راياتهم بعد هذا النصر المبين إلى فتح القسطنطينية، قال صلى الله عليه وسلم: "تُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا وَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِهِمْ فَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ ثُمَّ تَنْزِلُونَ بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ فَيَقُومُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الرُّومِ فَيَرْفَعُ الصَّلِيبَ وَيَقُولُ أَلَا غَلَبَ الصَّلِيبُ فَيَقُومُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ وَتَكُونُ الْمَلَاحِمُ فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْكُمْ فَيَأْتُونَكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةً مَعَ كُلِّ غَايَةٍ عَشْرَةُ آلَافٍ" رواه أبو داود وهو حديث صحيح.

وأحداث هذه الملحمة جاءت مفصلة في روايات أخرى في صحيح مسلم من حيث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتْ الرُّومُ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ إِذْ صَاحَ فِيهِمْ الشَّيْطَانُ إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ فَيَخْرُجُونَ وَذَلِكَ بَاطِلٌ فَإِذَا جَاءُوا الشَّامَ خَرَجَ المسيح الدجال".

وأخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث آخر عن هول تلك المعركة، وعن الفدائية التي تكون في صفوف المسلمين، فيبايع رجال ويبيعون أنفسهم على الموت أو النصر، ويحصل بعد هذه الملحمة موت كبير بين المسلمين.

روى مسلم في صحيحه عن عبدالله بن مسعود قال: "لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُقْسَمَ مِيرَاثٌ وَلَا يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَنَحَّاهَا نَحْوَ الشَّام فَقَالَ عَدُوٌّ يَجْمَعُونَ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الْإِسْلَامِ قُلْتُ الرُّومَ تَعْنِي قَالَ نَعَمْ وَتَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمْ الْقِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَةٌ فَيَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ اللَّيْلُ فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ اللَّيْلُ فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الرَّابِعِ نَهَدَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَيَجْعَلُ اللَّهُ الدَّبْرَةَ عَلَيْهِمْ فَيَقْتُلُونَ مَقْتَلَةً إِمَّا قَالَ لَا يُرَى مِثْلُهَا وَإِمَّا قَالَ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ فَمَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيْتًا فَيَتَعَادُّ بَنُو الْأَبِ كَانُوا مِائَةً فَلَا يَجِدُونَهُ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلَّا الرَّجُلُ الْوَاحِدُ فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ أَوْ أَيُّ مِيرَاثٍ يُقَاسَمُ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ فَجَاءَهُمْ الصَّرِيخُ إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَهُمْ فِي ذَرَارِيِّهِمْ فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ أَوْ مِنْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ".

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ)[الأعراف:158].

الخطبة الثانية:

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اجتبى.

أما بعد .. فيا عباد الله:
ويبقى من أخبار الدجال الحديث عن مكان خروجه، ومن هم اتباعه وأنصاره؟ وصور فتنته العظمى ونهايته بعد ذلك، وتقف مع أسباب النجاة من فتنته كما بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم.

ثم ما أوجه التقارب والترابط بين مسيح اليهود وغائب الرافضة المنتظر؟ ولضيق المقام وخشية الإطالة فلعل هذا يكون حديث الجمعة القادم إن أطال في العمر وأنسأ في الأثر، نسأل الله عز وجل أن يمن علينا بحسن العمل والنجاة من الفتن .
 


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي