في غمرة الأحداث والابتلاءات التي تمر بكثير من المجتمعات الإسلامية اليوم، وفي ظل تتابع النعم والخيرات على هذه البلاد، يتعين على كل مسلم ومسلمة أن يدرك عظيم نعمة الله عز وجل عليه؛ ليقوم بواجب الشكر لله المنعم المتفضل الذي جميع ما في هذا الكون كله من خيرات ونعم هو من آثار رحمته وفضله وجهده وإحسانه.. وإن كثيرًا من الناس وهم يتقلبون في هذه النعم ويهنئون بهذه المنن؛ لا يدركون عظمتها، ولا يقدرونها قدرها، ومن ثم يقصرون ويفرطون في واجب الشكر لله سبحانه ..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب: 70-71].
أما بعد: فيا عباد الله اتقوا الله عز وجل بطاعته، واجتناب معصيته؛ فإن بتقوى الله تطيب القلوب وتنشرح الصدور وتصح الأبدان، وتهنأ الحياة ويحلو لقاء الله عز وجل بعد الممات .
ألا فاتقوا الله عباد الله في جميع ما تأتون وما تذرون، وما تسرون وما تعلنون، رزقني الله وإياكم تقواه ومنَّ عليَّ وعليكم بمحبته وهداه إنه سميع مجيب .
أيها الأخوة المسلمون: في غمرة الأحداث والابتلاءات التي تمر بكثير من المجتمعات الإسلامية اليوم، وفي ظل تتابع النعم والخيرات على هذه البلاد، يتعين على كل مسلم ومسلمة أن يدرك عظيم نعمة الله عز وجل عليه؛ ليقوم بواجب الشكر لله المنعم المتفضل الذي جميع ما في هذا الكون كله من خيرات ونعم هو من آثار رحمته وفضله وجهده وإحسانه .
إن كثيرًا من الناس وهم يتقلبون في هذه النعم ويهنئون بهذه المنن؛ لا يدركون عظمتها، ولا يقدرونها قدرها، ومن ثم يقصرون ويفرطون في واجب الشكر لمسديها ومانحها سبحانه وتعالى .
ولهذا كان الابتلاء بالسراء والنعم، كان الابتلاء بالخيرات والبركات أعظم من الابتلاء بالضراء والنقم، وقد قال بعض الصالحين: "ابتُلينا بالضراء فصبرنا وابتُلينا بالسراء فلم نصبر".
والمسلم يعلم أنه في كلا الحالين مبتلى وممتحن من الله عز وجل: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء: 35].
بل إن سنة الله سبحانه وتعالى في المجتمعات أنه عز وجل يبتلي عباده بالبأساء والضراء من البخس والفقر، والسقم والحروب، والمجاعات والزلازل والبراكين، ونحو ذلك من البلايا الخاصة والعامة؛ لعلهم ينيبون إليه ويرجعون إليه، ويلتزموا شرعه وحكمه، فإذا لم يجدِ معهم هذا النوع من البلاء بالضراء والشدة ابتلاهم سبحانه بنوع آخر من البلاء، إنه الابتلاء بالسراء والنعم، إنه الابتلاء بالخيرات والبركات لعلهم يرجعون.
ويستعينون بهذه النعم على مراضي الله ومحابه، وتكون عونًا لهم على طاعة الله والاستقامة على دينه والتزام شرعه وتكون دافعًا لهم على ملازمة التوبة والاستغفار .
فإذا لم يجدِ هذا النوع الآخر من الابتلاء في إصلاح الأحوال فتحت على العباد الخيرات من كل جانب، وتوالت عليهم النعم من كل صوب لا محبةً من الله، وإنما استدراجًا من العزيز الحكيم؛ حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون .
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 42- 45].
هذه أيها الإخوة المسلمون معادلة الابتلاء، هذه سُنّة الله في أخذه للمجتمعات الجاحدة لنعم الله المستعينة بها على معاصيه. نعوذ بالله عز وجل من زوال نعمته وتحول عافيته وفجأة نقمته..
أيها الأخوة المسلمون ألسنا في هذا المجتمع بحمد الله وفضله نعيش نعمًا عظيمة ومننًا جسيمة على المستوى الخاص والعام، أليس أكبر نعمة امتن الله بها علينا هدايتنا لهذا الدين العظيم دين الإسلام الذي رضيه الله لنا فينا ولا يقبل من أحد سواه ..
أليس التوفيق للتوحيد وعبادة الله وحده، واجتناب الشرك بكافة صوره وأشكاله وأنواعه اللفظية والعملية نعمة جلى حرمها كثيرًا من الخلق حيث وقعوا في صور من الشرك بالله عز وجل تحبط معها الأعمال وتوجب دخول النار والحرمان من الجنان؛ (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) [المائدة: 72] ، (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر: 65].
أليست شعائر الدين ظاهرة وأعلام السنة ظاهرة مشهورة منشورة يراها كل أحد بحمد الله عز وجل، ويعمل بها كل من وفقه الله عز وجل لطاعته، فيمارس المرء في هذه البلاد عباداته دون خوفًا على نفسه أو وظيفته أو أهله، أليست راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مرفوعة بحمد الله عز وجل، فلا يجد أهل المنكر الإعلان عن منكراتهم وفسقهم والمجاهرة بفجورهم، أليس تطبيق الشرع في القصاص والحدود وأحكام الأسرة وغيرها من المجالات نعمة أخرى يهنأ المجتمع بها وبآثارها .
أليس اجتماع الكلمة ووحدة الصفة سمة ظاهرة في هذه البلاد المباركة، هذه أيها الإخوان نِعم عظيمة نعيشها ونتقلب في أكنافها ونتفيؤ ظلالها وهي والله نعم جُلى ومنح كبرى حرمتها مجتمعات كثيرة بسبب قياداتها التي لا تقيم وزنًا للشرع المطهر، وها هي تلك المجتمعات تجاهد وتكافح من سنين طويلة للوصول إلى هذا المستوى .
نسأل الله عز وجل أن يحقق الخير لكل مجتمعات المسلمين، وأن يوفقهم للعمل بشرع الله وتطبيق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أيها الأخوة المسلمون: ليست هذه النعم وحدها ما أنعم الله بها علينا في هذه البلاد وإن كانت هذه النعم من أجل النعم وأعظمها، غير أن هناك نعمًا أخرى؛ كنعمة الرخاء الاقتصادي والنماء المعيشي، فخيرات الله عز وجل تُساق لهذه البلاد من جميع أقطار الأرض، والناس بحمد الله يهنئون بالطعام والشراب والغذاء والدواء والكساء على سعة في ذلك، اقتضتها سنة العزيز الحكيم .
وتلفتوا يمنا ويسرا لتجدوا وتدركوا عظيم نعم الله في هذه المجالات التي حرمتها مجتمعات أخرى لا تبعد عنا كثيرًا ولا ينقصها أحيانًا الخيرات والثروات التي أودعها الله في باطن الأرض؛ حيث تعيش تلك المجتمعات حياة البؤس والفقر.
وأما نعمة الأمن على الأنفس والأعراض فقصة أخرى؛ حيث يعم الأمن بحمد الله عز وجل الأرجاء يأوي الإنسان إلى بيته ويصبح ويمسي مع أولاده في أمن وأمان، ويصبح ويغدو إلى عمله في أمن وطمأنينة ويزاول تجارته وأعماله، ويتنقل من مدينة إلى أخرى وهو في جميع ذلك آمن على نفسه وأهله وماله ..
أليست هذه والله نعمة جلى تتضاءل بجانبها كثير من النعم "من بات منكم آمنًا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
أيها الإخوة المسلمون: إن المرء وهو يسرح بصره ويتأمل بعقله هذه النعم وهذه الخيرات التي ننعم بها في هذه البلاد المباركة يدرك أولاً أن هذه النعم هي محض فضل الله عز وجل وأثر من آثار رحمته وجوده وكرمه فهو سبحانه وحده المانّ بها على عباده (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) [النحل: 53]،لم يحصلها العباد بمحض جهودهم ولا بأعمالهم، وإنما هي محض فضل الله عز وجل فهو وحده الموجد لهذه النعم وهو الواجد لها وهو المنعم بالتمتع والتلذذ بها، فلربنا وحده الشكر أولاً وآخرًا وظاهرًا وباطنًا .
ثم إن هذه النعم ثانيا امتحان وابتلاء من الله عز وجل أيقوم العباد بشكرها ظاهرًا وباطنًا، ويستعين بها على مراضي الله ومحابه وطاعته، وتكون هذه النعم دافعًا لهم إلى مزيد من الاستمساك بالشرع المطهر، إلى مزيد من طاعة الله عز وجل، إلى مزيد من رفع راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاربة المنكرات وشتى صور الفجور، فتدوم هذه النعم لهم حينئذ، وتكون هذه النعم خيرًا لهم في دنياهم وأخراهم أم تكون الأخرى؟ أي جحودها والكفر بها، فيكون ذلك عياذًا بالله سببًا لزوالها، والمؤاخذة عليها في الدنيا والآخرة ..
إنه ليس بين الله وبين أحد من خلقه لا نسب ولا حسب، وإنما العباد في ميزان الله عز وجل: مؤمنون مطيعون موعودون بالخير والنعيم في الدنيا والآخرة، وكفار فجار متوعدين بالخزي والنكال في الدنيا والآخرة .
فنسأل الله عز وجل بمنه وكرمه وجوده وفضله ولطفه ورحمته أن يجعلنا من الشاكرين لنعمائه المستعملين لها في طاعته الصابرين على بلائه، إن ربنا رحيم ودود .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم: 7].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين..
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار . وعليكم بجماعات المسلمين؛ فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ عنهم شذ في النار.
أيها الإخوة المسلمين .. أيها الإخوة المؤمنون: متى ما أردنا لهذه الخيرات والنعم أن تدوم وتستمر، متى ما أردنا لهذا الأمن أن يعم ويترسخ، متى ما أردنا لهذا النماء والخيرات أن تتواصل، متى ما أردنا لاجتماع الكلمة ووحدة الصف أن تتعمق وتتأكد، متى ما أردنا دوام النعم والبعد عن النقم ... فلن نجد ذلك إلا في المزيد من التمسك بطاعة الله والمزيد من الاستمساك بشرعه عملاً وتطبيقًا ودعوة، فوالله إن ما عند الله من الخير والنعيم لا يُستجلب إلا بطاعة الله سبحانه، وأما الكفران: الإعراض والصدود وانتهاك الحرمات ومقارفة المحرمات والتهاون بالواجبات وتهوين المنكرات والمخالفات وتسويغها ونشرها والدعاية إليها .. فوالله ثم والله لن تجني منه الأمة عاجلاً أو آجلاً إلا الذل والهوان، والتفرق والتشرذم، وتسلط الأعداء وسلب الخيرات والبركات، وحلول المصائب والباليات .
وربنا عز وجل يقول ذلك في كتابه محذرًا عباده وأولياءه: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) [النحل: 112].
وقد قص الله عز وجل علينا في كتابه أخبار أمم كفرت بنعم الله، فأذاقها الله من عذابه ما قصه علينا في كتابه: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ) [سبأ: 15- 17].
إن على كل مسلم يعيش على أرض هذه البلاد المباركة، وينعم بخيرات الله ونعمه، عليه أن يكون سببًا في دوام هذه النعم، وذلك بملازمة طاعة الله، والحرص على الاستقامة على منهج الله وشرعه، والبعد عن معاصي الله، والبعد جميع ما يغضب الله ويسخطه .
على كل مسلم أن يكون آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر داعيًا إلى الله على بصيرة محذرًا إخوانه عن كل منكر ومن كل مظهر من مظاهر الفسوق والفجور، داعيًا إلى الله بقوله وأفعاله وقدوته.
وعلى من بسط الله عز وجل يده من ولاة الأمور واجب عظيم حتى تدوم هذه النعم وتترسخ وتتعمق وتتمدد، عليهم واجب عظيم ليس كالواجب على آحاد الناس، وذلك بما منحهم الله عز وجل من قوة السلطان، عليهم واجب عظيم في مزيد من الاستمساك بالشرع المطهر، في مزيد من رفع راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة أهل الفسوق والفجور، وسد كل ثغرة يحاول الأعداء والمتربصون من خلالها النيل من ديننا وعقيدتنا وثوابتنا أو الاستهزاء بربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
على ولاة الأمر متى ما أرادوا لهذا الخير العظيم أن يترسخ ويتعمق ويتمدد في أرجاء هذه البلاد المباركة أن يدركوا أنه لا عز إلا بهذا الدين، ولا نصر إلا بمزيد من التمسك بشرع الله عز وجل .
فنسأل الله عز وجل أن يوفق ولاتنا بكل خير، وأن يأخذ بأيديهم إلى ما فيه صلاح العباد والبلاد، وأن يرزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدلهم على كل خير، وتأخذ بأيديهم إلى كل خير، وتحذرهم من كل شر، وتحذرهم من كل فيه فساد البلاد والعباد.
هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على نبيكم محمد بن عبد الله، فقد أمركم ربكم عز وجل في كتابه فقال عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد ..
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي