النهي عن الربا والحض على الكسب الطيب

صالح بن عبد الله الهذلول
عناصر الخطبة
  1. قبح التعامل بالربا .
  2. صور الربا في الجاهلية .
  3. حكم الفوائد البنكية .
  4. الأدلة على حرمة الربا .
  5. فضل السعي في طلب الرزق بالطرق الشرعية .

اقتباس

لم يبلغ التهديد في القرآن الكريم -سواء في اللفظ أو المعنى- ما بلغه في أمر الربا، ولله الحكمة البالغة، فلقد كان للربا في الجاهلية الأولى مفاسده وشروره، ولكن الجوانب الشائهة والقبيحة من وجهه الكالح ما كانت كلها بادية في مجتمع الجاهلية الأولى كما بدت اليوم وتكشفت في عالمنا الحاضر، ولا كانت البثور والدمامل في ذلك الوجه الدميم مكشوفةً كلها كما كشفت اليوم في مجتمعنا الحديث ..

أما بعد:

أيها المسلمون: فإن خير ما أوصى به المسلمُ المسلمَ أن يحضه على تقوى الله -عز وجل-، ثم أحذركم مما حذركم الله ورسوله –صلى الله عليه وسلم- من أمر الربا الذي هو كبيرة من الكبائر وموبق من الموبقات، فكم خرّب من ديار عامرة، وكم صيّر غنيًا فقيرًا، وكم أصبحت عائلات وتجار بل دول بكاملها أصبحت في أصفاد الفقر والفاقة والأنهار تجري من تحتهم، ذلكم بسبب الربا، ولعل الحال الاقتصادي للعالم اليوم كافٍ لترجمة المعاني التي ذكرت، وكافٍ للدلالة على ما قلت.

عباد الله: يقول الله تعالى في محكم تنزيله: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) [البقرة: 275]، ويقول -جل شأنه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) [البقرة: 278، 279].

عباد الله: في هذه الآيات وغيرها جاء التحذير من أكل الربا وتعاطيه والتغليظ الشديد على من يتعامل به وخسارتُه، كيف لا وهو في حرب مع الله ذي القوة المتين؟!

واعلموا أنه لم يبلغ التهديد في القرآن الكريم -سواء في اللفظ أو المعنى- ما بلغه في أمر الربا، ولله الحكمة البالغة، فلقد كان للربا في الجاهلية الأولى مفاسده وشروره، ولكن الجوانب الشائهة والقبيحة من وجهه الكالح ما كانت كلها بادية في مجتمع الجاهلية الأولى كما بدت اليوم وتكشفت في عالمنا الحاضر، ولا كانت البثور والدمامل في ذلك الوجه الدميم مكشوفةً كلها كما كشفت اليوم في مجتمعنا الحديث، وكثيرًا ما نسمع أن دولاً مدينة لدول أخرى ديونًا أثقلت كاهل حكوماتها وشعوبها، وأضحت تئن تحت وطأة الديون، كل هذا بسبب التعامل الربوي ونظمه الاقتصادية التي وقفت في حرب مع الله، ثم انهزمت في آخر أمرها أمام جنود الله، (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) [المدثر: 31]، (وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [الزمر: 26].

أيها المسلمون: إن الربا الذي كان معروفًا في الجاهلية والذي نزلت الآيات السابقة وغيرها لإبطاله ابتداءً كانت له صورتان رئيستان هما: ربا النسيئة وربا الفضل.

فأما ربا النسيئة فقد قال عنه قتادة -رحمه الله تعالى-: "إن ربا أهل الجاهلية أن يبيع الرجل البيع إلى أجلٍ مسمى، فإذا حلّ الأجل ولم يكن عند صاحبه قضاء زاده وأخَّر عنه". وقال مجاهد: "كانوا في الجاهلية يكون للرجل على الرجل الدين فيقول: لك كذا وكذا وتؤخر عني، فيؤخر عنه". وقال الرازي -رحمه الله- في تفسيره: "إنّ ربا النسيئة هو الذي كان مشهورًا في الجاهلية؛ لأن الواحد منهم كان يدفع ماله لغيره إلى أجل على أن يأخذ منه كل شهر قدرًا معينًا، ورأس المال باقٍ على حاله، فإذا حلّ الأجل طالبه برأس ماله، فإن تعذر عليه الأداء زاده في الحق والأجل".

وأما ربا الفضل فهو أن يبيع الرجل الشيء من نوعه مع زيادة، كبيع الذهب بالذهب والدراهم بالدراهم والقمح بالقمح، وهكذا. وقد ألحق هذا بالربا لما فيه من شبَه به، ولما يصاحبه من مشاعر مشابهة للمشاعر المصاحبة لعملية الربا. عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلاً بمثل يدًا بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى، الآخذ والمعطي فيه سواء". متفق عليه. وعنه أيضًا قال: جاء بلال إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بتمر برني، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من أين هذا؟!". قال: كان عندنا تمر رديء، فبعت منه صاعين بصاع، فقال: "أوَّه! عين الربا، عينُ الربا، لا تفعل؛ ولكن إذا أردت أن تشتري فبع التمر ببيع آخر، ثم اشتر به". متفق عليه.

ومعنى هذا أن هناك فروقًا أساسية في الشيئين المتماثلين هي التي تقتضي الزيادة، وذلك واضح في حادثة بلال حين أعطى صاعين من تمره الرديء وأخذ صاعًا من التمر الجيد، ولكن لأن تماثل النوعين في الجنس يحدث شبهةَ أن هناك عملية ربوية؛ إذ يلد التمرُ التمر، فقد وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم- بالربا المنهي عنه، وأمر ببيع الصنف المراد استبداله بالنقد، ثم شراء الصنف المطلوب بالنقد أيضًا؛ إبعادًا لشبح الربا من العملية تمامًا.

فاللهم صلِّ وسلم على نبيك وحبيبك محمدٍ، فلا خير إلا دل الأمة عليه، ولا شر إلا حذرها منه، ولكن هل نفيق من غفلتنا ونستيقظ من نومنا ونصحو من سكرتنا؟! فالسعيد من وُعِظ بغيره، والشقي من وُعِظ بنفسه.

أيها المسلمون: يقول الحق -تبارك وتعالى- محذرًا عن أكل الربا والتعامل به: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) [البقرة: 278، 279]. يا لفظاعة الأمر وهوله! حرب من الله ورسوله، حرب تواجهها البشرية، حرب رهيبة معروفة المصير مقررة العاقبة، فأين الإنسان الضعيف الفاني من تلك القوة الجبارة الساحقة الماحقة؟!

لقد أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عامله على مكّة بعد نزول هذه الآيات التي نزلت متأخرة أن يحارب آل المغيرة هناك إذا لم يكفوا عن التعامل الربوي، ولقد أمر كذلك في خطبة يوم فتح مكة بوضع كلّ ربا كان في الجاهلية -وأوله ربا عمه العباس- عن كاهل المدينين الذين ظلوا يحملونه إلى ما بعد الإسلام بفترة طويلة، وقال في خطبته -صلى الله عليه وسلم-: "وكل ربا في الجاهلية موضوع تحت قدميّ هاتين، وأول ربا أضع ربا العباس".

إن هذه الحرب معلنةٌ وليست خفية، إنها معلنةٌ في صورتها الشاملة الداهمة الغامرة، وهي حرب على الأعصاب والقلوب، وحرب على البركة والرخاء، وحرب على السعادة والطمأنينة، حربٌ يسلط الله تعالى فيها العصاة لنظامه ومنهجه بعضهم على بعض، إنها حرب المطاردة، حرب الغبن والظلم، حرب القلق والخوف، حرب الأمراض المزمنة والأوبئة الفتاكة، حرب البطالة، وأخيرًا حرب السلاح بين الأمم والجيوش والدول.

إنها الحرب المشبوبة دائمًا، وقد أعلنها الله على المتعاملين بالربا، وهي مستعرة الآن، تأكل الأخضر واليابس في حياة البشرية الضالة، وهي غافلة، تحسب أنها تكسب وتتقدم كلما رأت تلال الإنتاج المادي الذي تخرجه المصانع.

عباد الله: إن استرداد رأس المال مجردًا عدالةٌ لا يظلم فيها دائن ولا مدين، فأما تنمية المال فلها وسائلها الأخرى البريئة النظيفة، لها وسيلة الجهد الفردي والعمل اليدوي، ووسيلة المشاركة على طريقة المضاربة؛ وهي إعطاء المال لمن يعمل فيه ومقاسمته الربح والخسارة، ووسيلة الشركات التي تطرح أسهمها مباشرة في السوق دون سنداتِ تأسيس تستأثر بمعظم الربح.

أما وسيلة إيداعها بالبنوك القائمة الآن التي تأخذ الربا وتعطيه وهي ما يسمونه بغير اسمه فيسمونه فائدة؛ فهذا حرام لا يجوز أكله، وقد عرَّض المتعامل به نفسَه لحرب الله ورسوله.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281].

نسألك اللهم أن تقينا شح أنفسنا، وأن تعيذنا من نزغات الشيطان ووساوسه وتوهيماته، وأن تحقق لنا ما وعدتنا بقولك -وقولك الحق-: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 268].

استغفروا الله، (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور: 31].

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي أحلّ الطيبات من الرزق ونهى عن الخبائث، وحرّم الربا بكل صوره وأشكاله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في أسمائه وصفاته وأفعاله، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وبارك، وعلى آله وأزواجه وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد:

أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى وأطيعوه، وتوبوا إليه واستغفروه، واعلموا أنه لا يغني عن بركة الله ولا من رحمته شيءٌ، والعبد لا يدري ما الذي خبِّئ له في الغيب، فقد يكون أجله إلى شهر أو يوم أو ساعة أو أقل، ثم ينتقل إلى الآخرة، ويترك كل شيءٍ وراءه للوارث خيره ونفعِه وعليه حسابه وعقابه.

والربا عظيم جرمه، شديد عقابه، أليم عذابه في الدنيا والآخرة، فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه". رواه أصحاب السنن وصححه الترمذي، وفي رواية للإمام أحمد بسند صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "درهم ربًا يأكله الرجل وهو يعلم أشدّ من ستّ وثلاثين زنية". وقال -صلى الله عليه وسلم-: "الربا ثلاثة وسبعون بابًا، أيسرها أن ينكح الرجل أمه، وإنَّ أربى الربا عرض الرجل المسلم". رواه الحاكم وصححه، وفي الحديث المتفق عليه قال -صلى الله عليه وسلم-: "اجتنبوا السبع الموبقات"، قيل: يا رسول الله: وما هي؟! قال: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكلُ مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات"، وعن سمرة بن جندب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة، فانطلقنا حتى أتينا على نهرٍ من دم فيه رجل قائم، وعلى وسط النهر رجل بين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أراد الرجل أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه، فردَّه حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر، فيرجع كما كان، فقلت: ما هذا؟! فقال: الذي رأيته في النهر آكل الربا". رواه البخاري.

أيها المسلمون: إن آثار أكل الربا والتعامل به والتي تظهر تداعياتها في كل المجتمعات الآن دعت كثيرًا من الناس والدول يلجؤون إلى حل مشاكلهم الاقتصادية والمالية عن طريق الربا ثانية؛ من الاقتراض من البنوك، ومن إعادة جدولة الديون، ومن القروض المشروطة، فصارت أحوالهم كالذي يشرب من البحر، كلما شرب زاد ظمؤه وهيامه بالماء، فأحوالهم الآن مكبلة بالديون.

إن الإسلام في الوقت الذي يحذر فيه من الربا والتعامل به فتح أبواب العمل والكسب الطيب على مصاريعها، ورغب الله تعالى ورسوله في ذلك، وأثنى على العاملين، بل إن الله -تعالى وتقدس- ذكر فضل السعي في الرزق وابتغاءه، حتى لو اضطر الإنسان إلى السفر، قال تعالى: (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ -أي: يسافرون- يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ)، وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) [الملك: 15].

يقول الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-: "ومن فضل العمل باليد الشغل بالأمر المباح عن البطالة واللهو، وكسر النفس بذلك، والتعفف عن ذلة السؤال والحاجة إلى الغير".

إن توكيد قيمة العمل وإبرازه والحض عليه فكرة واضحة شديدة الوضوح في مفهوم الشرع المطهر، وضحها الرسول القدوة -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي قال فيه: "إن قامت الساعة وفي بيد أحدكم فسيلة فاستطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها، فله بذلك أجر".

ما أجدر المسلمين -أيها الإخوة- وهم يشكون من البطالة الآن وتمتلئ الشوارع في كثير من البلدان الإسلامية بالرجال العاطلين بالرجوع إلى مثل هذا الحديث وغيره من الأحاديث التي تؤكد أصالة العمل في كل ميدان مشروع.

أخرج البخاري -رحمه الله تعالى- عن عروة بن الزبير عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لما استخلف أبو بكر الصديق قال: "لقد علم قومي أن حرفتي لم تكن تعجز عن مؤنة أهلي، وشُغلت بأمر المسلمين، فسيأكل آل أبي بكر من هذا المال، وأحترف للمسلمين فيه". ويشير -رضي الله عنه- إلى أنه كان كسوبًا لمؤنته ومؤنة عياله بالتجارة من غير عجز، ولم تصده الخلافة عن الاحتراف والعمل، وقوله هذا تمهيد على سبيل الاعتذار عما يأخذه من مال المسلمين إذا احتاج إليه.

وذكر الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- أن أبا بكر -رضي الله عنه- لما استخلف أصبح غاديًا إلى السوق على رأسه أثواب يتجر بها، فلقيه عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح فقالا له: كيف تصنع هذا وقد وليت أمر المسلمين؟! قال: فمن أين أطعم عيالي؟! قالوا: نفرض لك، ففرضوا له كل يوم شطر شاة، أي: نصفها.

فانظروا دأبَ وعمل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذين اقتدوا به حقّ الاقتداء، وانظروا إلى سيرة الحاكم العامل الزاهد الورع -رضي الله عنه- الذي لا يأخذ من بيت المال إلا ما يطعم نفسه وعياله، وهكذا الخلفاء الراشدون -رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان-، فبمثل هؤلاء ينتشر الصلاح، وتنتصر الجيوش، ويعم العدل أرجاء المعمورة، وتفتح البلدان، وتحمى الأعراض، وتحفظ الحقوق.

وفي الصحيح كذلك عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عُمالَ أنفسهم، فكان يكون لهم أرواح، فقيل لهم: لو اغتسلتم، أي: أنهم كانوا يعملون ويجهدون في ذلك حتى تنبعث منهم روائح العرق.

اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وأغننا بفضلك عمن سواك...
 


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي