أجل؛ لقد بلغ الغرب مبلغاً من التطور والتقنية المادية، وبلغ حدًّا لا يجارى في الصناعة والتقدم التكنولوجي، ولكنه أفلس في قيادة العالم في المضمار الحضاري بمفهومه الصحيح، برعاية القيم، واعتبار الخُلق، والمحافظة على الطهر والعفاف. إن انتشار مرض الإيدز، وإعلان العجز عن مقاومته، مؤشر هذا الإفلاس الحضاري، ومانع من القيادة الراشدة لركب سفينة العالم ..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وعلى آله المؤمنين، وارض اللهم عن أصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فأما بعد: فأوصي نفسي وإياكم -معاشر المسلمين- بتقوى الله، فتلك وصية الله للأولين والآخرين: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء:131].
أيها المسلمون: قضت سنة الله تعالى أن الأمم لا تفنى ولا تُدمَّر والديار تُنهى إلا حين تسقط الهمم، وتستسلم الشعوب لشهواتها، فتتحول الأهداف من مثل عليا إلى شهوات دنيئة، فتسود فيها الرذائل وتنتشر الفواحش، وتفتك بها الأمراض الخبيثة، فلا تلبث أن تتلاشى وتضمحل، وتصيبها السنة الإلهية في التدمير: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً) [الإسراء:16].
ولقد قصَّ الله علينا من أنباء السابقين ما فيه عظة وزجر للآخرين ونشهد اليوم من أحوال الزائغين التائهين ما يؤكد العبرة عبر القرون.
أجل، لقد حاق العذاب الأليم بقوم لوط -عليه السلام- حينما انحرفت فطرُهم، وانتكست أخلاقهم، وشاع المنكر في ناديهم، فتحولت قراهم إلى خراب بلقع، وجعل الله عاليها سافلها، وأمطر على أصحابها حجارة من سجيل منضود، مسومة عند ربك، وما هي من الظالمين ببعيد.
إنها الفاحشة المستقذرة، والاستجابة لدواعي الشهوة، تُهتك بها أستار الحلال، ويُستمرأ بها الحرام؛ تُجلب بها النقم خراباً في البلاد، وفساداً وأمراضاً مستعصية في العباد.
ولا يقل الزنا أثراً وخطراً؛ فيه تختلط الأنساب، وتُهتك الأعراض، وتقتل الذرية، ويهلك الحرث والنسل، عارُه يهدم البيوت، ويسوّد الوجوه، ينزع ثوب الجاه مهما اتسع، ويخفض عالي الذِّكر مهما علا؛ نسأل الله السلامة لنا ولإخواننا المسلمين.
بالزنا يكثر اللقطاء، ويتقلص العفاف، وتسودُ الفوضى، وتنتشر الأمراض المخيفة، وتُحطم أسوار البيوت المنيعة، وتروج الفاحشة، وتنزع عن مرتكبيه الفضيلة، حرمه الله على المؤمنين، وقال: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) [الإسراء:32]، وفي آية أخرى جعله قريناً للشرك في سفالة المنزلة والعقوبة والجزاء: (الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) [النور:3].
(وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً) [الفرقان:68-69]، وحرمه رسوله -صلى الله عليه وسلم- وحذّر من عقوبته فقال: "ما ظهر في قوم الربا والزنا إلا أحلوا بأنفسهم عقاب الله" رواه أحمد، صحيح الجامع.
أيها المسلمون: يُقال هذا وأكثر بمناسبة اليوم العالمي لمواجهة مرض الإيدز، والمصادف للعشرين من هذا الشهر (رجب).
إنه الشبح المخيف، والمرض المرعب، واللوحة السوداء لحضارة الرجل الأبيض؛ إنه ثمرة الانحراف الخلقي، ونتيجة الزهد في القيم، وهو نموذج مشين لأي حضارة لا يرعاها الإسلام، ولا يتولى دفَّتها المسلمون.
أجل؛ لقد بلغ الغرب مبلغاً من التطور والتقنية المادية، وبلغ حدًّا لا يجارى في الصناعة والتقدم التكنولوجي، ولكنه أفلس في قيادة العالم في المضمار الحضاري بمفهومه الصحيح، برعاية القيم، واعتبار الخُلق، والمحافظة على الطهر والعفاف.
إن انتشار مرض الإيدز وإعلان العجز عن مقاومته مؤشر هذا الإفلاس الحضاري، ومانع من القيادة الراشدة لركب سفينة العالم.
إخوة الإسلام: مرض الإيدز أو نقص المناعة المكتسبة، وهو وباء آت من فساد الأخلاق، وإن الطريق الوحيد الذي يسلكه فيروس هذا المرض نحو جسم الإنسان يمر عبر بوابةٍ واحدة فقط، هي: بوابة الرذيلة والفساد.
وعلى الرغم من مرور حوالي خمسة عشر عاماً على اكتشاف هذا المرض، إلا أن العلم الحديث بكل إمكاناته التقنية ما زال يقف قاصراً معلناً عجز كلِّ محاولاته التي لم تتوقف طوال السنوات الماضية أمام علاج هذا المرض؛ بل إن خيبة الأمل في التعامل مع هذا الفيروس قد تعددت إلى عدم التوصل إلى لقاح (أي تطعيم) ضد هذا المرض، ولسان حال الأطباء العاجزين عن الوقاية أو العلاج يقول: إن نتيجة الإصابة بهذا المرض هي: الوفاة وحتى إشعار آخر.
عباد الله: وتُشير الإحصاءات من بلاد هذا الداء أن نسبة 73% (ثلاث وسبعين بالمائة) من جميع حالات الإيدز المعروفة هي للمخنثين، أي الشاذين جنسيًّا، وأن خمسة عشر إلى سبعة عشر بالمائة من الحالات هي لمدمني المخدرات، وعشرة بالمائة ناتجة عن عمليات نقل الدم الملوث، وأسباب أخرى لا زالت مجهولة.
وخلاصة القول: المرعب في هذا المرض أنه مهلك لمن هم في زهرة الشباب واكتمال القوة، إذ إن خمسة وتسعين بالمائة من جميع حالات الإيدز هي إصابات في الذكور الذين تتراوح أعمارهم ما بين خمس وعشرين وخمس وأربعين سنة، وهؤلاء هم النشطون جنسيًّا، أو مدمنو المخدرات.
وتشير الإحصاءات والتقارير أن النساء لم تسلم من هذا المرض الخبيث، وأن ثمانين بالمائة من المصابات هنَّ في سنِّ الإنجاب، ما بين الثالثة عشر، والتاسعة والثلاثين عاماً- في الولايات المتحدة-
ولقد أصبح الإيدز في تلك البلاد السبب التاسع المؤدي للموت عند الأطفال، وإذا سلم طفل المصابة بالإيدز أصبح البعض منهم حاملاً للمرض إلى غيره.
وحول انتشار هذا المرض قيل: إن هذا الفيروس المتناهي في الصغر قد أصاب أكثر من ربع مليون شخص فيما يقرب من اثنتين وخمسين ومائة دولة، في حين أن ما يقرب من عشرة ملايين شخص حاملون لهذا الفيروس ولا يظهر عليهم، وهم الأشدُّ خطورة على المجتمعات التي يعيشون فيها.
والمفزع لهذا العالم الموبوء أن أرقام منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن المجموع التراكمي لحالات الإيدز قد يتضاعف أكثر من عشرين مرة منذ بدأ التبليغ عن حالات الإيدز عام واحد وثمانين وتسعمائة وألف للميلاد.
أيها المؤمنون: لا غرابة -بعد هذا وبعد سيل التقارير وزيادة الإحصاءات- أن يصاب العالم بالذعر والخوف من انتشار هذا المرض والإصابة به، وأن يكون الإيدز هو الشاغل الأول لوزارة الصحة في أمريكا، كما صرحت بذلك وزيرة الصحة عام ثلاثة وثمانين وتسعمائة وألف للميلاد، وأن تخصص الحكومة الأمريكية أربعة وعشرين مليون دولار للأبحاث المتعلقة بهذا المرض، ثم تضيف إليه اثني عشر مليوناً أخرى كما ذكرته مجلة التايمز في نشرة خاصة بالإيدز.
أجل، لقد بلغ الرعب بالقوم نهايته، وقد نشرت إحدى مجلاتهم خبر وفاة امرأة أمريكية بلغت من العمر خمسة وخمسين عاماً، وقد أصيبت بالإيدز، فرفض الحانوتي الذي يجهز الموتى للدفن أن يستلمها، أما الطبيب فقد قام بإحراق قفازاته، وأدواته وثيابه التي استعملها أثناء التشريح.
أرأيتم كيف حل الرعب فيهم؟ إنها العقوبة المعجلة في الدنيا، وهي واحدة من ضرائب الفساد الخلقي، وعذاب الآخرة أشدُّ وأبقى.
أما الإسلام فتحذيره من هذه المفاسد لا يخفى، وهاكم حديثاً محذراً من أحاديث المصطفى، وهو شاهدٌ على النبوة وأنه لا ينطق عن الهوى، يقول -عليه الصلاة والسلام- محذراً متعوذاً: "يا معشر المهاجرين، خمس خصال إذا ابتليتم بهن -وأعوذ بالله أن تدركوهن-: لم تظهر الفاحشة في قوم قدُّ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا..." رواه ابن ماجة والحاكم، صحيح الجامع.
اللهم احفظنا واحفظ أمتنا، وأنزل بلاءك وعقابك على أعدائنا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [العنكبوت:33-35].
الحمد لله رب العالمين، أمر بالعدل والإحسان، ونهى عن الفحشاء والمنكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يمهل ولا يهمل، وإذا أخذ فإن أخذه أليم شديد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، مثال الطهر والعفاف، وفي بيته نموذج يحتذى للبيوت المسلمة، (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب:33].
اللهم صل وسلم عليه وعلى إخوانه، وأزواجه، وآله المؤمنين.
أما بعد: إخوة الإسلام! فليس يخفى أن هذا العالم المضطرب لم يصل إلى ما وصل إليه من تدني في القيم وفساد في الأخلاق فجأة ولا مصادفة؛ بل كان نتيجة تراكمات من الفساد والانحراف عن منهج الله، وتغليب الشهوة، وتهييج الغرائز، ووأد الكرامة والحياء، وإشاعة الفاحشة، وترويج المخدرات، ونشر المسلسلات وإطلاق عنان الحرية المزعومة، حتى عمَّ البلاء، وانتشر الوباء، والخوف قائمٌ من تصديره خارج منطقة الداء.
ونحن معاشر المسلمين مطالبون بحماية أنفسنا ومجتمعاتنا من هذا الوباء أو غيره من الأوبئة الأخرى، والحماية لا تكون بمجرد العلاج إذا وقع الداء وتفشى المرض، وإنما تستلزم الوقاية أولا، والوقاية خير من العلاج وأجدى.
إن علينا بشكل عام ألا نفكر في دخول النفق المظلم الذي دخله هؤلاء، ونحن نرى بأم أعيننا كيف كان المنتهى، وأن ننظر إلى دعوات التقليد البلهاء على أنها صوت من أصوات السفهاء، وعلى العقلاء أن يأطروهم على الحقِّ أطراً.
علينا أن ندرك مسئوليتنا تجاه الناشئة، ونجنبهم مواطن الردى، إن التربية الجادة للشباب، وتوفير المحاضن الصالحة، وابتكار البرامج المفيدة، كلُّ ذلك يُسهم في إصلاح المسيرة، ويجنبُ أمة الإسلام ما وقعت فيه الأمم الأخرى.
ويا ويح أمةٍ يغرق شبابها بالمخدرات، ويُفتنون بما تعرضه الشاشات من زُبالات! ويح أمةٍ يتعلق شبابها برخيص الفن، وتكون الرياضة همَّه الأول والأخير!.
إن توفر الصورة الهابطة عند الشباب عن طريق المجلة أو الشاشة أسلوب من أساليب الإثارة والإغراء، وهو وأدٌ للكرامة واستهلاك للحياء، وربما كان في النهاية طريقاً للفاحشة، وإن إغراق الشباب بسيل المسلسلات الفاتنة والمعتمدة أساساً على إثارة الغرائز، هو انتحار للقيم، وخطوات في طريق تفريغ طاقات الشباب بما يضر ولا ينفع.
وإن سفر الشباب للخارج دون حسيب أو رقيب، ودون تنظيم يحقق المصالح ويمنع المفاسد هو رميٌ لهؤلاء الشباب في أتون معركة قلَّ أن يخرج أحدٌ منها دون أن يُصاب بشيء من لهيبها، إنها مخاطرة مع هؤلاء الفتية في مجتمعات تكره المسلمين من جانب، ويتوفر فيها من الإغراءات والإباحية ما يُثير الغرائز ويخاطب الشهوات؛ ومن يرضى لفلذات الأكباد أن يكونوا ضحايا للفساد، أو يكونوا نقلة فيروسات الدمار لبني الإسلام؟.
ليس من المنطق السليم أن نطالب الشباب بالعفة والطهر ونحن نواصل إغراءهم ونهيء لهم من الوسائل ما يثير غرائزهم، لا بد أن نُسهم جميعاً في حمايتهم، ونشارك في تربيتهم.
إن بقاء الشباب دون عمل، أو المغالات معه في المهر، كل ذلك ربما أسهم في دفع أصحاب الأنفس الضعيفة إلى اقتراف المحرمات والوقوع في حمأة الرذيلة.
عباد الله: أما المرأة فهي وسيلة للفتنة إذا لم تُصن وتحترم، وهل كانت فتنة بني إسرائيل إلا في النساء؟ وفي هذه الأمة حذر المصطفى -صلى الله عليه وسلم- من الفتنة بهن، فقال: "ما تركت بعدي فتنة هي أضرُّ على الرجال من النساء" متفق عليه.
ألا فاستوصوا بالنساء خيراً، امنعوا إماء الله من التعرض للبلاء، وتنبهوا للدعوات المحمومة التي تريد بهنَّ وبمجتمعهن الشرور والأذى، فما لنا نسمع أحياناً دعوات للاختلاط بين الذكر والأنثى ولو كانت في الصفوف الأولى؟ ويرتفع الصوت حيناً للمطالبة بقيادة المرأة للسيارة علناً، ثم تحشد الأقلام للمطالبة ببطاقة المرأة!.
ثم يتوسع الكاتبون بالمطالبة بإيجاد فرص كثيرة لعمل المرأة ولو أدى ذلك إلى الاختلاط، بل ولو لم يتوفر من الفرص الوظيفية ما يكفي الذكور؟ وهل يرضى عاقلٌ حرٌّ أن تعمل ابنته أو أخته أو زوجته في مجتمع الأصل في نزلائه من الرجال؟ إنها خطوات ومقدمات لها ما بعدها، فلنتق الله ولنتعاون جميعاً على البرِّ والتقى، ولنحمي مجتمعنا من أسباب الأمراض التي حلت في الأمم من حولنا؛ إنها مسئولية الآباء والمربين، والعلماء والأمراء، ورجالات الفكر والإعلاميين.
يا قوم، ألا نفيق على صراخات المتأوهين؟ ألا يكفينا واعظاً ما حلَّ بالآخرين، أين نحن من هدي السماء، وكتاب الله فينا يتلى صباح مساء، وفيه ما يقطع دابر الفتن لمن أبصر واهتدى، وقد قيل لخير بيوتات النساء: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب:32-33].
يا قوم، أيخفى ما يريده العلمانيون وهم يرون المرأة باباً مشرعاً لإيجاد الخلل والفساد في هذا المجتمع الآمن الخيّر؟ وهل ننخدع بأساليب النفاق والمنافقين في دعاوى الإصلاح والتحضر -فيما يزعمون-، والله أعلم بما يبيتون!.
ونسأل الله أن يكشفهم كما كشف أسلافهم: (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) [الأحزاب:60-62].
اللهم احفظ علينا أمننا وإيماننا.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي