الواجب على العبد ما دام على قيد الحياة أن يكون متعادلاً بين الخوف والرجاء، فلا يغلب جانب الرجاء لئلا يفضي به ذلك إلى الأمن من مكر الله.
الحمد لله ذي الفضل والإنعام، توعد من عصاه بأليم الانتقام، ووعد من أطاعه بجزيل الثواب والإكرام، أحمده على إحسانه العام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،(تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) [الرحمن: 78]، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله حث على فعل الطاعات وحذر من المعاصي والآثام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، وسلم تسليماً كثيراً ومستمراً على الدوام...
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى: وتدبروا كتاب الله فقد حثكم على فعل الطاعات وبين لكم ثوابها وثمراتها لتكثروا منها، ونهاكم عن المعاصي وبين لكم عقابها وآثارها الضارة لتحذروا منها وتجتنبوها، كما أنه وصف لكم الجنة وما فيها من النعيم والفوز المقيم لتعملوا لها، ووصف لكم النار وما فيها من العذاب الأليم والهوان المقيم لتتركوا الأعمال الموصلة إليها، وهكذا كثيراً ما نجد آيات الوعد إلى جانب آيات الوعيد.
وذكر الجنة إلى جانب ذكر النار، ليكون العبد دائماً بين الخوف والرجاء. لا يأمن من عذاب الله ولا ييأس من رحمة الله، كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ) [27-28]، وقال تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ) [الرعد: 6].
وقد وصف الله أنبياءه وخواص أوليائه أنهم يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ورغباً ورهباً ويرجون رحمته ويخافون عذابه، وقد أمر الله العباد أن يخافوه ويرهبوه ويخشوه في آيات كثيرة، قال تعالى: (فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 175]، وقال تعالى: (فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) [النحل: 51]، وقال تعالى: (فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ) [المائدة: 3]، والخوف المحمود الصادق هو الذي يحول بين صاحبه وبين محارم الله عز وجل، والرجاء المحمود الصادق هو الثقة بجود الرب سبحانه وفضله وكرمه، ولا بد أن يقترن معه العمل، قال تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) [الكهف: 110]. وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [البقرة: 218].
فالرجاء لا يصح إلا مع العمل، قال العلماء: والرجاء ثلاثة أنواع:
الأول: رجاء الرجل عمل بطاعة الله على نور من الله فهو راج لثوابه.
الثاني: رجاء رجل أذنب ذنباً ثم تاب منه فهو راج لمغفرة الله وعفوه وإحسانه وجوده وحلمه وكرمه.
والثالث: رجل متماد في التفريط والخطايا يرجو رحمة الله بلا عمل فهذا هو الغرور والرجاء الكاذب.
والواجب على العبد ما دام على قيد الحياة أن يكون متعادلاً بين الخوف والرجاء، فلا يغلب جانب الرجاء لئلا يفضي به ذلك إلى الأمن من مكر الله. فيكون من الذين قال الله فيهم: (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) [الأعراف: 99].
ولا يغلب جانب الخوف لئلا يفضي به إلى اليأس من رحمة الله. فيكون من الذين قال الله فيهم: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) [الحجر: 56]، ومن الذين قال الله فيهم: (إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87]، ولهذا قال بعض العلماء: الخوف والرجاء كجناحي الطائر إذا استويا استوى الطائر وتم طيرانه، وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص، وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت، وقال بعضهم: الراغب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر. فالمحبة رأسه. والخوف والرجاء جناحاه.
فمتى أسلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر، وقد وصف الله سبحانه أنبياءه والصالحين من عباده أنهم يجمعون بين الخوف والرجاء فقال تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90]، وقال تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً) [الإسراء: 57].
وابتغاء الوسيلة إليه: هو طلب القرب منه بالعبودية والمحبة. فذكر أنهم تحلوا بمقامات الإيمان الثلاثة التي عليها بناؤه وهي: الحب والخوف والرجاء، فإن من أحب الله تقرب إليه. ومن رجاه أطاعه. ومن خافه ترك معصيته. وبذلك يكون قد اتخذ الأسباب الجالبة للثواب والمنجية من العقاب، فأهل المعرفة بالله هم الذين يعملون بطاعة الله ويخافون الله. قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) [المؤمنون: 57-61].
روى الإمام أحمد والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله قول الله: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) [المؤمنون: 60] أهو الذي يزني ويشرب الخمر ويسرق؟ قال: "لا يا ابنة الصديق، ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف أن لا يقبل منه" قال الحسن: عملوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها. وخافوا أن ترد عليهم، إن المؤمن جمع إحساناً وخشية، والمنافق جمع إساءة وأمناً، نعم إن الذي ذكره الحسن رحمه الله ينطبق على كثير من الناس اليوم فقد انغمس الكثير في المعاصي وإتباع الشهوات وإضاعة الصلاة، وجمع المال من المكاسب المحرمة، ولا يخافون عقاب الله، لقد حذر الله هؤلاء وأمثالهم بأخذهم بالعقوبة على غرة منهم وفي حال مأمنهم.
قال تعالى: (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) [الأعراف: 97-100].
فاتقوا الله يا من هجرتم المساجد وتركتم الصلاة مع جماعة المسلمين أو أخرتم الصلوات عن أوقاتها أو تركتم الصلاة بالكلية، أما تخافون أن يأخذكم الله على غرة كما أخذ من كان قبلكم من العصاة والمجرمين، قال تعالى: (أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) [المرسلات: 19-19]. ألم تسمعوا وعيد الله وإنذاره لكم بقوله: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً) [مريم: 59-60]، وقوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون: 4-5]. لقد فسر ابن عباس وغيره إضاعة الصلاة والسهو عنها بأنهما تأخيرها عن وقتها، فكيف بمن يتركونها بالكلية، هؤلاء في سقر وإذا قيل لهم: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) [المدثر: 42-43].
وإذا كان العاملون بطاعة الله يخافون أن لا تقبل منهم طاعتهم كما قال الله تعالى عنهم: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) [المؤمنون: 60]. فكيف لا يخاف العاصي أن يعاقب على معصيته، إن جهل هؤلاء بالله هو الذين حملهم على التمادي في معصيته، أما أهل المعرفة بالله فهم أهل خشيته، كما قال تعالى: (كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر: 28].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن اتقاكم لله وأشدكم له خشية" وقال عليه الصلاة والسلام: "إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية"، وقال: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً لوما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى" إن خوف الله تعالى يحبس الإنسان عن المعاصي ولو تمكن منها وكان خالياً من الناس كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) [الملك: 12]، وخوف الله تعالى هو الذي يحمل العاصي على المبادرة بالتوبة، كما في قصة الرجل والمرأة اللذين جاء كل منهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، واعترف عنده بالزنا وطلب منه إقامة الحد عليه بالرجم وألحا حتى أقيم عليهما الحد ورجما، ورجاء رحمة الله هو الذي يرغب العبد في الإكثار من الطاعات.
وعلى بذل النفوس والأموال في الجهاد في سبيل الله، والخوف والرجاء متلازمان فكل راج خائف وكل خائف راج، فالخوف بلا رجاء يأس وقنوط، والرجاء بلا خوف أمن من مكر الله، وقال بعض السلف ينبغي أن يغلِّب في حال الصحة جانب الخوف. ويغلّب عند الموت والخروج من الدنيا جانب الرجاء ويحسن الظن بالله تعالى، وفي الحديث: "يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي" وفي الحديث الآخر: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه" رواه مسلم.
فاتقوا الله عباد الله: واعلموا بطاعته راجين ثوابه. واتركوا معصيته خائفين من عقابه. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْأِنْسَانُ مَا سَعَى وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) [النازعات: 34-41].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
الحمد لله على فضله وإحسانه. أسبغ علينا نعمه ظاهرة وبطانة. (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا) [النحل:18] فله الحمد والشكر، ونسأله المزيد من فضله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانه، وسلم تسليماً...
أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله تعالى... بعض الناس قد يغتر بصحته أو بشبابه فيفسح لنفسه شهواتها المحرمة ويؤجل التوبة. إما اعتماداً على سعة عفو الله، وإما استبطاء للأجل وتمديداً للأمل، وهذا من تغرير الشيطان للإنسان، ومن تسويل النفس الأمارة بالسوء، وإلا فإن عوف الله سبحانه كما أنه واسع فإن عقابه شديد، وكما أنه سبحانه رحيم بعباده، فإنه غيور على محارمه، وفي كثير من الآيات قرن سبحانه مغفرته بتوبة العبد من ذنوبه، كما في قوله تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) [طه: 82]. وقرن مغفرته للذنوب بشدة عقابه للعصاة كما في قوله تعالى: (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ) [غافر:3].
وأما استبطاء الأجل وطول الأمل فإنهما من الغرور، فكم من عاص أخذه الله في ريعان شبابه ووافر صحته. وكم من صحيح الجسم مات من غير مرض، وكم من شخص فاجأه الموت في مأمنه وهو نائم على فراشه، أو راتع في شهواته. أو مستغرق في غفلاته كماقال تعالى: (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ) [الأعراف: 97-98]، وقال تعالى: (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَائِلُونَ) [الأعراف: 4].
إنكم ترون حدوث الأمراض التي لم تكن في أسلافكم الذين مضوا، وتسمعون عن وقوع الحوادث التي ينجم عنها كوارث في المراكب البرية والبحرية والجوية. فيهلك فيها جماعات وأسر بأكملها، وتسمعون عن حوادث الحروب والزلازل والحرائق والانفجارات المروعة التي يهلك بها المئات بل الألوف من الناس فجأة وعلى غرة. وأكثرهم على غير استعداد وعلى غير توبة وقد حذرنا ربنا هذا الموقف فقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون: 10-11].
فاتقوا الله عباد الله فإن كل آت قريب: (إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) [الأنعام: 134]، واعلموا أن خير الحديث كتاب الله... ألخ.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي