وأمرَ النبيُ -صلى الله عليه وسلم- باغتنامِ الزمانِ بالعملِ الصالحِ، فقال: "احرِص على ما ينفعُك". وأيامُ الحياةِ معدودةٌ إن ذهبَ يومٌ نقصَ عُمرُ ابنِ آدم، وإن ذهبَ بعضُه زالَ كلُّه، قال ابن القيم -رحمه الله-: "العبدُ من حينِ استقرَّت قدمُه في هذه الدار فهو مُسافرٌ فيها إلى ربِّه، ومُدَّةُ سفره هي عُمره الذي كُتِب له". ومن مِنَن الله الجِسامِ على العبدِ طُولُ العُمر مع صلاحِ العمل، قال -عليه الصلاة والسلام-: "خيرُ الناسِ من طالَ...
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله- حقَّ التقوى؛ فتقوى الله طريقُ الهُدى، ومُخالفتُها سبيلُ الشقاء.
أيها المسلمون: الحياةُ سببُ الرِّفعةِ في الدنيا والآخرة أو السُّفولِ فيهما، ولشرفِ ما حوَتْه من الزمانِ أقسمَ اللهُ بأجزائه؛ فأقسمَ بالفجر، والضُّحَى، والعصر، والشَّفَق؛ بل أقسمَ بالزمنِ كلِّه ليله ونهاره، قال سبحانه: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) [الليل: 1، 2].
والله يُقلِّبُ حالَ الزمانِ من ظُلمةٍ إلى إشراقٍ لإيقاظِ القلوبِ بعمارةِ الكونِ بعبادةِ الله، قال -جلَّ شأنُه-: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا) [الفرقان: 62].
وأمرَ النبيُ -صلى الله عليه وسلم- باغتنامِ الزمانِ بالعملِ الصالحِ، فقال: "احرِص على ما ينفعُك". رواه مسلم.
وأيامُ الحياةِ معدودةٌ إن ذهبَ يومٌ نقصَ عُمرُ ابنِ آدم، وإن ذهبَ بعضُه زالَ كلُّه، قال ابن القيم -رحمه الله-: "العبدُ من حينِ استقرَّت قدمُه في هذه الدار فهو مُسافرٌ فيها إلى ربِّه، ومُدَّةُ سفره هي عُمره الذي كُتِب له".
ومن مِنَن الله الجِسامِ على العبدِ طُولُ العُمر مع صلاحِ العمل، قال -عليه الصلاة والسلام-: "خيرُ الناسِ من طالَ عُمرهُ وحسُنَ عملُه". رواه الترمذي.
وحياةُ النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلَها ونهارَها كانت كلُّها لله، قال الله له: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 162].
وأثنَى الله على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وعلى صحابته لعِمارةِ أوقاتهم بالعبادة، فقال: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) [الفتح: 29].
ومن وصايا أبي بكر -رضي الله عنه- لعُمر -رضي الله عنه-: "إن لله عملاً بالنهار لا يقبَلُه بالليل، وعملاً بالليل لا يقبَلُه بالنهار".
وكان السلفُ -رحمهم الله- يغتنِمُون لحظاتِ أعمارِهم، فعمَروا زمانَهم بما يُرضِي ربَّهم، قال الحسنُ البصريُّ -رحمه الله-: "أدركتُ أقوامًا كانوا على أوقاتهم أشدَّ منك حرصًا على دراهِمِكم ودنانيرِكم".
وقد انقضَى عامٌ من تحصيلِ العلمِ أو المعرفةِ المُنتظِمِ في دورِ التعليم، وفي حالِ انقِضائه يبقَى في وقتِ المُتعلِّمين سَعَةٌ من الفراغ، والرابحُ منهم من اغتنَمَ زمنَه بما ينفعُه، والمغبونُ من فرَّطَ في لحظاته، قال -عليه الصلاة والسلام-: "نِعمتانِ مغبونٌ فيهما" -أي: يُفرِّطُ فيهما- "كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ". رواه البخاري.
قال ابن بطَّال -رحمه الله-: "الذي يُوفَّقُ لذلك -أي: لاغتنامِ الصحةِ والفراغِ- قليلٌ".
ومن خيرِ ما يُعمرُ به زمنُ الإجازةِ ويُنتفَعُ به: حِفظُ كتابِ الله العظيمِ ومُراجعتُه؛ فهو كنزٌ ثمينٌ وتجارةٌ رابحةٌ، قال عُقبةُ بن عمارٍ -رضي الله عنه-: خرجَ علينا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "أيُّكم يُحبُّ أن يغدُوَ كلَّ يومٍ إلى بُطحانَ أو إلى العَقيقِ فيأتي منه بناقَتَين كومامَيْن". أي: عظيمتَي السَّنامِ "في غيرِ إثمٍ ولا قطيعةِ رَحِمٍ؟!". فقلنا: يا رسول الله: نحبُّ ذلك. فقال: "أفلا يغدُو أحدُكم إلى المسجدِ فيعلمُ أو يقرأُ آيتين من كتابِ الله -عز وجل- خيرٌ له من ناقتَيْن، وثلاثٌ خيرٌ له من ثلاث، وأربعٌ خيرٌ له من أربع، ومن أعدادهنَّ من الإبِل". رواه مسلم.
ومن نالَ حِفظَ القُرآن شرُفَ، ومن تلاهُ عزَّ، ومن قرُبَ منه عظُم، ومنزلةُ العبدِ في الجنةِ عند آخر آيةٍ يُرتِّلُها منه، وفي زمنِ الفتنِ وانفتاحِ أبوابِ الشُّبُهات والشَّهوات يكونُ الاعتصامُ بكتابِ الله ألزَم، والقُربُ منه أوجب، قال -عليه الصلاة والسلام-: "تركتُ فيكم شيئين لن تضِلُّوا بعدَهما: كتابَ الله وسنَّتي". رواه الحاكمُ.
والتزوُّدُ من العلمِ الشرعيِّ بحفظِ الأحاديث النبويةِ ومُتونِ أهلِ العلمِ المُصنَّفةِ في علومِ الشريعة تأصيلٌ للطلَب، ورُسوخٌ في العلم، ورفعةٌ للمُسلم، قال سبحانه: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة: 11].
قال الإمام مالكٌ -رحمه الله-: "أفضلُ ما تُطوِّعَ به: العلمُ وتعليمُه".
وبرُّ الوالدَين طاعة، وصُحبتُهما سعادة، والقربُ منهما توفيق، قال سبحانه عن عيسى -عليه السلام-: (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) [مريم: 32].
قال ابن كثيرٍ -رحمه الله-: "من برَّ بوالدَيه كان مُتواضِعًا سعيدًا".
والابنُ الفَطِنُ يسعَدُ بالإجازةِ لمزيدِ البرِّ بوالدَيْه إدخالِ السرورِ عليهما، ومما يُفرِحُهما استقامتُك على الدين، ومن برِّهِما: زيارةُ صديقِهما، وإكرامُهما من بعدِهما، قال -عليه الصلاة والسلام-: "إن البرَّ أن يصِلَ الرجلُ وُدَّ أبيه". رواه مسلم.
وصِلةُ الرَّحِم تُرضِي الرحمنَ، وتُطيلُ العُمرَ، وتَزيدُ في المالِ، وتُبارِكُ في الوقت، وتُقرِّبُ ما بين النفوس، وتُظهِرُ مكارمَ الأخلاق، وتُبدِي جميلَ المُروءات، قال -عليه الصلاة والسلام-: "من أحبَّ أن يُبسَطَ له في رِزقِه، ويُنسأَ له في أثرِه، فليصِلْ رحِمَه". متفق عليه.
وزيارةُ أهل العلم والصالحين تُهذِّبُ النفوسَ، وتسمُو بالرُّوح، وتُذكِّرُ بالآخرة، وتُعلِي الهِمَم، وتُصلِحُ الحال، وينالُ بها الزائرُ معرفةً وعلمًا؛ فهم ورثةُ الأنبياء، ودُعاةُ الهُدى.
والتنافُسُ في الخير والتقوى من صفاتِ الصالحين، قال سبحانه: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) [المطففين: 26].
قال الحسن البصري -رحمه الله-: "إذا رأيتَ الناسَ في خيرٍ فنافِسْهم فيه".
والصُّحبةُ الصالحةُ خيرُ مُعينٍ على العملِ الصالحِ تدفعُ إلى البرِّ، وتُغلِقُ عنك أبوابَ الشُّرور، وتحُثُّ على الطاعةِ، ولا غِنَى لأحدٍ عن الصُّحبةِ الصالحةِ؛ فقد كان لنبيِّنا -صلى الله عليه وسلم- صاحبٌ يُعينُه على طريقِ الدعوةِ وتبليغِ الرسالة، قال سبحانه: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبة: 40].
والمُتحابُّون بجلال الله على منابِرَ من نورٍ، يغبِطُهم النبيُّون والشُّهداءُ، ورفيقُ السوءِ يدعُوك إلى الشُّرور، ويصدُّ عنك أبوابَ الخير، وقد أخبرَ الله أن رُفقتَه ندامة، قال سبحانه: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلاً) [الفرقان: 27، 28].
قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "اعتبِرِ الرجلَ بمن يُصاحِب" -أي: انظُروا إلى رُفقاء الرُّجُل- "فإنما يُصاحِبُ الرَّجلَ من هو مِثلُه".
والتطلُّعُ إلى مواطنِ الفتنِ وأسبابِها من المرئيات في القنواتِ وغيرِها يعيشُ المرءُ معها وهمًا، وتُورِثُه نُكرانَ النِّعَم، وترفعُ القناعةَ من النفسِ، وتُورِدُ على القلبِ الظُّلَم.
والإجازةُ مغنَمٌ لقُرب الأبِ من أبنائِه، يملأُ فراغَ قلوبهم، ويُهذِّبُ سُلُوكَهم، ويُقوِّمُ عِوَجَهم، والأبناءُ يسعَدون بمُرافقَتهم لأبيهم وأُنسِهم به، وانتِفاعهم بأخلاقه، واكتِسابِهم الصفات الحميدة منه.
قال ابن عقيل -رحمه الله-: "العاقلُ يُعطِي للزوجةِ وللنفسِ حقَّهما، وإن خلا بأطفالِها خرجَ في صُورةِ طفلٍ، وهجَرَ الجِدَّ في بعضِ الوقت".
وتغافُلُ الأبِ عن أبنائِه وبُعدُه عنهم إهمالٌ لتنشِئَتهم، وتيسيرٌ لأهل السوءِ للوصولِ إليهم، ويجنِي من ذلك الأبُ الندامةَ والحسرةَ.
والسفرُ المُباحُ بهم يُقرِّبُ ما بين الوالدَين والأبناء، ويُوارِي هُوَّة الفجوةِ بينهم.
والعُمرةُ سفرُ عبادةٍ يحُطُّ الأوزار، ويرفعُ الدرجات، وصلاةٌ في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- خيرٌ من ألف صلاةٍ فيما سِواه.
والسفرُ المُحرَّمُ إهدارٌ للمال، وعُرضةٌ للفتن، وقد تقعُ بسببِه في قلوبِ الأولاد شُبُهاتٌ أو شهواتٌ لا يملِكُ الأبُ منعَها أو تحويلَها، وقد يعودُ المرءُ من السفرِ المُحرَّم أسوأَ من حاله قبل السفر.
وفي الإجازة تُبنَى أسرٌ في المُجتمع بالزواج، ومن شُكر تلك النِّعمة: أن لا يصحَبَ وليمتَها مُحرَّمٌ؛ من إسرافٍ، أو عُريٍ، أو غناءٍ، أو تصويرٍ، وأن يكون زواجًا لا معصيةَ فيه.
والله جعل الليل سكَنًا، قال سبحانه: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا) [النبأ: 10]، ومن هديِه -عليه الصلاة والسلام-: النومُ أولَ النهار، قال أبو بَرزةَ -رضي الله عنه-: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكرهُ النومَ قبل العشاء والحديثَ بعدها". متفق عليه.
وإذا كان السهرُ وسيلةً إلى التخلُّف عن صلاة الفجرِ مع الجماعةِ كان مُحرَّمًا.
والمُسلمُ يُراقِبُ ربَّه في أحواله وأزمانه، ويُوقِنُ بأن الله يرى أفعالَه أيًّا كان زمانُها أو مكانُها، قال سبحانه: (وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ) [يونس: 61].
والثوابُ والعقابُ يُجازَى عليه العبدُ في كل موطنٍ حلَّ فيه، قال -عليه الصلاة والسلام-: "اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ". رواه الترمذي.
والله يغارُ إذا انتُهِكَت حُدودُه في سفرٍ أو حضرٍ، قال -عليه الصلاة والسلام-: "إن الله تعالى يغَار، وغيرةُ الله تعالى: أن يأتِيَ المرءُ ما حرَّم الله عليه". متفق عليه.
فكُن مُبتعِدًا عن الخطيئات، وتزوَّد من الأعمال الصالحة، ولئن كان العملُ مجهدةً فإن الفراغَ مفسدةٌ، ونفسَك إن لم تشغَلها بالحق شغلَتْك بالباطل، والمرءُ مُمتحنٌ في رخائِه وسرَّائه، وعافيته وبلائه، في حلِّه وترحالِه، والمُوفَّقُ من جعلَ التقوى مطيَّتَه، وسارعَ إلى جنَّة ربِّه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [التوبة: 105].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا مزيدًا.
أيها المسلمون: واجبُ الأبِ نحو أبنائِه عظيمٌ؛ فهو مسؤولٌ عنهم يوم القيامة، والأمُّ عليها واجبٌ مُضاعَفٌ في الحِفاظِ على بناتِها، ومُلازمَتِها لهُنَّ في الرِّعاية والنُّصحِ والتوجيه؛ بحثِّهنَّ على حفظِ كتابِ الله وسماعِ ما يُفيدُ من الذِّكرِ، والقيامِ بأمور البيت ولو مع توافُر من يخدِمُهنُّ، وأمرِهنَّ بالحجابِ والسِّترِ والعفافِ، ونبذِ ما يضُرُّهنَّ مما يُنافِي الدينَ والأخلاقَ.
والدُّنيا أمَدُها قصيرٌ، ومتاعُها زائلٌ، فلا تتعلَّق منها إلا بما يقضِي به الغريبُ حاجتَه في غير موطِنه، ولا تشتغِل فيها إلا بما يشتغلُ به الغريبُ الذي أعدَّ العُدَّة للرجوعِ إلى أهله.
قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "ما ندِمتُ على شيءٍ ندَمي على يومٍ غرَبَت شمسُه نقصَ فيه أجلي ولم يزدَدْ فيه عملي".
والمؤمنُ بين مخافتَين: بين ذنبٍ قد مضَى لا يدرِي ما الله صانِعٌ فيه، وبين أجلٍ قد دنا لا يعلمُ ما هو صائرٌ إليه.
ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاةِ والسلامِ على نبيِّه، فقال في مُحكَم التنزيل: (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضَوا بالحق وبه كانوا يعدِلون: أبي بكرٍ، وعمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ أجمعين، وعنَّا معهم بجُودك وكرمِك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مُطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم إنا نسألُك الإخلاصَ في القول والعمل، اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم ولِّ عليهم خيارَهم، واجمَع كلمتَهم على الحقِّ والتقوى يا رب العالمين.
اللهم انصر المُستضعفين من المؤمنين في الشام، اللهم كن لهم وليًّا ونصيرًا، ومُعينًا وظهيرًا، اللهم احقِن دماءَهم، واحفَظ أعراضَهم وأموالَهم وأولادَهم.
اللهم عليك بمن طغَى عليهم، اللهم زلزِل الأرضَ من تحت أقدامهم.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي