الترغيب في تقوى الله تعالى

عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان
عناصر الخطبة
  1. الترغيب في التقوى .
  2. بيان لوازم التقوى .
  3. تفسير التقوى .
اهداف الخطبة
  1. أهمية التقوى وفضائلها

اقتباس

فمن اتقى الله حق تقواه ما تعدى حدود الله، ومن اتقى الله حق تقواه ما تجرأ على معصية الله، ومن اتقى الله حق تقواه ما ترك طاعة الله، ومن اتقى الله حق تقواه ما ترك تربية أولاده على طاعة الله، وهو مسئول عنهم أمام الله، ومن اتقى الله ما أكل الربا...

 

 

 

الحمد لله الذي جعل تقواه أفضل بضاعة، ووفق من اصطفاه من عباده فسارع إلى فعل الطاعة، وخذل من شاء من خلقه حتى صار يرغب المعاصي ويستثقل الطاعة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة توصل صاحبها إلى الجنة وأعظم بضاعة، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله الذي جاهد المشركين والكفار المرتكبين للمحرمات والمضيعين للطاعة، صلى الله عليه وسلم صلاة وسلاماً دائمين متكررين إلى يوم الساعة، ورضي الله عن آله وأصحابه وعن أهل السنة والجماعة.

أما بعد،

فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى حق تقواه، وسارعوا إلى مغفرته ورضاه، واعلموا أن تقوى الله مفتاح كل خير، وسبب للرزق ولصلاح الأعمال ومغفرة الذنوب، كما قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) الطلاق: من الآية2-3، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71].

وهي سبب أيضاً لتنوير الله قلب عبده حتى يعرف الحق من الباطل، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الأنفال:29]، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [الحديد:28].

وقد أمر الله بتقواه، ومدح أهلها في كتابه الكريم في مواضيع كثيرة، وجعلها سبباً لدخول الجنة، فقال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) [الطور:18]، وقال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) [الذاريات:15-19].

ومن أعظم شأن التقوى وأهميتها في الإسلام أن الله نادى أهل الإيمان وأمرهم بها، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة:119]، وغير ذلك من الآيات.

وقد يقرن الله التقوى مع البر كقوله:( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) [المائدة:2].

فُسّرت التقوى بترك المعصية، والبر بفعل الطاعة. وإذا أفردت التقوى أو أفرد البر شمل كل واحد فعل الطاعة وترك المعصية كقوله: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) [البقرة: 177].

وقد فسرها العلماء بتفاسير كثيرة، كلها تدور على أنها فعل طاعة الله وترك معصيته.

قال طلق بن حبيب: " تقوى الله أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله".

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "تقوى الله حق تقاته: أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر".

فمن اتقى الله حق تقواه ما تعدى حدود الله، ومن اتقى الله حق تقواه ما تجرأ على معصية الله، ومن اتقى الله حق تقواه ما ترك طاعة الله، ومن اتقى الله حق تقواه ما ترك تربية أولاده على طاعة الله، وهو مسئول عنهم أمام الله، ومن اتقى الله ما أكل الربا، ومن اتقى الله حق تقواه ما ظلم الناس في دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم، ومن اتقى الله حق تقواه ما أشرك بالله غيره، ومن اتقى الله حق تقواه ما تعاطى الفواحش والإثم والبغي والعدوان، ومن اتقى الله حق تقواه ما استمع للأغاني الخليعة، ومن اتقى الله حق تقاته ما قال على الله بغير علم ولا برهان ولا دليل، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الأنفال:29].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي