لقد مضى من رمضان صدرُه، وانقضى منه شطرُه، واكتملَ منه بدرُه، ويُوشِكُ الضيفُ أن يرتحِل، وشهرُ الصوم أن ينتقِل، فحُثُّوا حزمَ جزمكم، وشُدُّوا لَبَبَ عزمكم، وأرُوا اللهَ خيرًا من أنفسكم، فبالجِدِّ فازَ من فازَ، وبالعَزم جازَ من جازَ، وبالصبر حازَ من حازَ، ومن دامَ كسلُه خابَ أملُه، وتحقَّق فشلُه. وكان رسولُ الهُدى -صلى الله عليه وسلم- يجتهِدُ في رمضان ما لا يجتهِدُ في غيره. أخرجه مسلم.
الحمد لله، الحمد لله الذي لا خير إلا منه، ولا فضلَ إلا من لدُنه، أحمده حمدًا لا انقطاع لراتبه، ولا إقلاع لسحائبه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مُجزِلُ الهِبات والعطايا، وغافرُ الذنوب والخطايا، وعالِمُ المقاصد والنوايا، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه والسائرين على ذلك السبيل وسائر المُنتمين إلى ذلك القَبيل.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون: اتقوا الله؛ فإن تقواه أفضلُ مُكتسَب، وطاعتَه أعلى نسَب: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
أيها المسلمون: لقد مضى من رمضان صدرُه، وانقضى منه شطرُه، واكتملَ منه بدرُه، ويُوشِكُ الضيفُ أن يرتحِل، وشهرُ الصوم أن ينتقِل، فحُثُّوا حزمَ جزمكم، وشُدُّوا لَبَبَ عزمكم، وأرُوا اللهَ خيرًا من أنفسكم، فبالجِدِّ فازَ من فازَ، وبالعَزم جازَ من جازَ، وبالصبر حازَ من حازَ، ومن دامَ كسلُه خابَ أملُه، وتحقَّق فشلُه.
وكان رسولُ الهُدى -صلى الله عليه وسلم- يجتهِدُ في رمضان ما لا يجتهِدُ في غيره. أخرجه مسلم.
أيها المسلمون: هذا شهر القبول والسعود، هذا شهر العِتق والجود، هذا إبَّان الترقِّي والصعود، هذا نسيمُ القبول هبَّ، هذا سيلُ الخير صبَّ، هذا الشيطانُ تبَّ، هذا بابُ الجنة مفتوحٌ لمن أحبَّ، ولله عُتقاءُ من النار في كل ليلة، فأقصِروا عن التقصير في هذا الشهر القصير.
يا مَن ألِفَ الذنوبَ وأجرَمَ *** يا من غدَا على زلاَّته مُتندِّمًا
تُب فدونـك المُنَى والمغنَمَ *** والله يحبُّ أن يجُود ويرحَمَ
ويُنيلَ التائبين نواله تكرُّمًا
فطُوبَى لمن غسلَ في هذا الشهر درَنَ الذنوب بتوبة، ورجعَ عن خطاياه قبل فوت الأوبة.
يا أسيرَ المعاصي، يا سجينَ المخازي: هذا شهرٌ يُفكُّ فيه العاني، ويُعتقُ فيه الجاني، ويُطلَق فيه العاصي، فبادِر الفرصة، وحاذِر الفَوتة، ولا تكن ممن أبَى، وخرج رمضانُ ولم ينَل فيه الغُفرانَ والرضا.
أيها المسلمون: هذا أوانُ التوبة والاستغفار، والأوبة والانكسار، والتضرُّع والافتقار، هذا زمانُ إقالة العِثار، وغُفران الأوزار، والعِتق من النار، فالبِدارَ البِدارَ قبل فوات الأوان وانقضاء شهر رمضان.
اللهم أيقِظ قلوبَنا من الغَفَلات، وألهِمنا التوبةَ قبل الممات، وارزقنا الفوزَ والنجاةَ في شهر النفحات.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ؛ فاستغفروه، إنه كان للأوابين غفورًا.
الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقه وامتِنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رِضوانه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون: اتقوا الله؛ فقد فاز المُتَّقي، وخسِر المُذنِبُ الشقي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119].
أيها المسلمون: تذكَّروا الأكبادَ الجائعة، والأُسرالفقيرة الضائعة ممن يُعانون عُدمًا، ويُعالِجون سُقمًا، أعينوهم وأغنوهم، وأطعموا القانِعَ والمُعتَرّ، وأغيثوا الجائع والمُضطَرّ، وانفَحوا وانضِحوا؛ فأفضلُ الصدقة صدقةٌ في رمضان.
وتراحَموا وتلاحَموا، واحمَدوا اللهَ على ما أولاكم من نعمة الأمن والرخاء، وتذكَّروا إخوانَكم المُشرَّدين والمنكوبين والمُضطَهدين، وتضرَّعوا إلى الله تعالى أن يُفرِّج كربَهم، ويرفع البلاءَ عنهم، وينصرهم على من ظلمَهم.
ثم صلُّوا وسلِّموا على خيرِ الورَى؛ فمن صلَّى عليه صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا.
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وآله البَررة، وخلفائه الأربعة أصحاب السنَّة المُتَّبَعة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابة أجمعين، والتابعين لهم وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وفضلِك وجُودِك وكرمِك وإحسانِك يا أرحمَ الراحِمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمشركين، ودمِّر أعداء الدين يا رب العالمين.
اللهم كُن لأهلنا في الشام ناصرًا ومُعينًا، اللهم كُن لأهلنا في الشام ناصرًا ومُعينًا، ومُؤيِّدًا وظهيرًا، اللهم انصرهم على القوم الظالمين، اللهم انصرهم على القوم الظالمين، ونجِّهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم عليك باليهود الغاصبين، الصهاينة الغادِرين، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجِزونك، اللهم طهِّر المسجد الأقصَى من رِجسِ يهود يا قويُّ يا عزيز يا رب العالمين.
اللهم مُنَّ على جميع أوطانِ المُسلمين بالأمنِ والرخاءِ والاستِقرارِ يا رب العالمين.
اللهم أدِم على بلاد الحرمين الشريفين أمنَها ورخاءَها، وعِزَّها واستقرارَها، اللهم وفِّق قادتَها لما فيه عِزُّ الإسلام وصلاحُ المسلمين.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي