إن فرح المسلم بقبول عمله ينبغي أن يكون أعظم من فرحه بالقيام بالعمل كما كان السلف الصالح -رحمهم الله-، وذلك لأنهم قرؤوا في كتاب ربهم: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [المائدة:27]، فمن تقبل عمله كان داخلاً في عباده المتقين، الذين وعدهم ربهم بأصناف الكرامات وجزيل الهبات. ومن لم يتقبّل منه عمله فما ذاك إلا دخن في إخلاصه وإيمانه حجبه عن أن يكون من المتقين، الذين لا يتقبل الله إلا منهم.
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فيا عباد الله: اتقوا الله -عز وجل- وراقبوه، واعلموا أن جميع أعمالكم محصاة عليكم، وستوافون بها يوم القيامة، فالمسلمون في هذه الدنيا يجدون في دواوين أعمالهم يوم القدوم على ربهم الهدى والخير والنور والفلاح والظفر والفوز، والمسيئون يودون أن لو لم يكتب في دواوينهم شيء: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) [الكهف:49].
ألا فاجتهدوا -أيها الإخوة المسلمون- اجتهدوا في اغتنام الأعمار قبل تصرمها وانقضائها، اجتهدوا في عمارة دنياكم قبل حلول منيتكم وآجالكم، ورحم الله امرأ اعتبر بسرعة مرور الليالي والأيام والشهور والأعوام، رحم الله امرأ اعتبر بفجائع الدنيا وتقلباتها وأحوالها.
جعلني الله وإياكم ممن اهتدى واتقى وعمل في دنياه الأخرى.
أيها الإخوة المسلمون: لقد سارع قوم ممن أكرمهم الله ومنَّ عليهم، سارعوا إلى أداء ما افترضه الله عليهم من حج بيته الحرام، يدفعهم الطمع في ثواب الله والرغبة فيما أعده الله لحجاج بيته من عظيم الأجر ووافر الثواب: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه".
وأي فضل وأي جزاء للحاج أعظم من تكفير سيئاته وستر عيوبه وإقالة عثراته، وأي هدف أسمى وغاية أنبل من غفران الذنوب والتجاوز عن السيئات!! وإن الرب ليدنو من الحجيج ويقول لملائكته: "أشهدكم أني قد غفرت لهم"، فهنيئًا للمخلصين في حجهم، هنيئًا لهم المغفرة والرحمة من الرب الرحيم الكريم.
إن فرح المسلم بقبول عمله ينبغي أن يكون أعظم من فرحه بالقيام بالعمل كما كان السلف الصالح -رحمهم الله-، وذلك لأنهم قرؤوا في كتاب ربهم: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [المائدة:27]، فمن تقبل عمله كان داخلاً في عباده المتقين، الذين وعدهم ربهم بأصناف الكرامات وجزيل الهبات.
ومن لم يتقبّل منه عمله فما ذاك إلا دخن في إخلاصه وإيمانه حجبه عن أن يكون من المتقين، الذين لا يتقبل الله إلا منهم.
أيها الإخوة المؤمنون: لقد ذكر بعض السلف أمارات ودلائل وعلامات تشير إلى قبول الله العمل ورضاه عنه، ومن أعظم هذه الأمارات والدلائل أن يرجع الحاج بعد حجه بحال غير الذي ذهب بها، فيرجع وقد زاد إيمانه واشتد حرصه على التزام أوامر ربه والبعد عن مناهيه، يرجع بقلب منيب لله، خاشع راغب فيما عند مولاه، يرجع بنفس تواقة للعمل الصالح مشتاقة لفعل الطاعات، ومزاولة القربات، ومتلهفة للتزود من الصالحات، يرجع بجوارح مسارعة لفعل الخيرات والبعد عن المحرمات.
قال بعض السلف: " ثواب الحسنة الحسنة بعدها"، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى.
وعلى هذا -أيها الإخوة المسلمون- فالحاج المقبول منه حجه -إن شاء الله- لا تجده إلا حريصًا على الصلوات مع الجماعات، سباقًا لأعمال البر والإحسان، مراقبًا لربه في جميع أحواله وسكناته، يعمل جاهدًا في أن لا يراه ربه إلا حيث أمره -سبحانه وتعالى-، بعيدًا عن حياة اللهو والبطالة، بعيدًا عن الغفلة والتسويف.
أيها الإخوة المؤمنون، يا من أكرمكم الله بالحج هذا العام: لئن كنتم أقبلتم على الله في أيام حجكم ودعوتموه ذليلين منكسرين، وانطرحتم بين يديه خاشعين خاضعين، فلتكن هذه صفتكم دائمًا، وليكن سمتكم طيلة حياتكم الذل لله والانكسار بين يديه والخضوع له -سبحانه وتعالى-.
لئن كنتم التزمتم حدود الله في شعائر الحج ومناسكه، فأحرمتم من حيث أمركم الله، ووقفتم بعرفات في المكان الذي أمركم الله أن تقفوا فيه امتثالاً لله، ووقفتم في مزدلفة لأمر الله، وفعلتم جميع مناسك الحج على وفق شرع الله، وحرصتم على موافقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومتابعته في جميع أموركم وأحوالكم.
خذوا من ذلك درسًا في سائر حياتكم وجميع أحوالكم، ولتكن أعمالكم كلها على وفق ما شرع الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن أمره -صلى الله عليه وسلم- مطاع في الحج وغير الحج، وشرعه -صلى الله عليه وسلم- وهديه مقتدى به في الحج وغيره.
أيها الإخوة المسلمون: إن الحج عبادة من أجل العبادات الشرعية التي يظهر فيها معاني الالتزام بحدود الله والخضوع لأوامره، ومع ذلك كله فإن صنفًا من الحجاج -هداهم الله- استمرؤوا تعدي حدود الله، وتجاوزوا ما شرعه الله، فتلحظ عندهم تساهلاً عظيمًا وتفريطًا جسيمًا في أداء المناسك والمشاعر، حتى يخيل إليك أن أولئك ما ذهبوا إلا للنزهة والفسحة.
تلحظهم يتصرفون في الحج على وفق أهوائهم وعواطفهم دون الرجوع لأهل العلم وسؤالهم، ترى بعضهم ينصرف من مزدلفة قبل منتصف الليل، وبعضهم ينصرف راجعًا إلى مكة ثم إلى بلده في اليوم العاشر أو الحادي عشر ويوكل عنه في الرمي وغيره.
ومثل هؤلاء قد أساؤوا في حجهم، فعليهم أن يتوبوا إلى الله -عز وجل- ويسألوا أهل الذكر عن تصرفاتهم هذه وما يجب عليهم.
إن للحج -أيها المسلمون- حدودًا حدها الله، وشرائع شرعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا ينبغي لأحد من الناس مجاوزتها وتعديها، إن الحج جهاد لا قتال فيه مهما توفرت فيه وسائل الراحة، إلا أنه يبقى جهاد لا قتال فيه، فيه من المشقة والتعب والعناء ما لا يمكن أن يتخلص منه الحاج.
فمن أراد النزهة والسياحة والفرجة، ومن لا يستطيع الصبر على أذى الحج ومشاقه فليوفر ماله وليرح بدنه، نسأل الله أن يوفق الجميع لصالح الأعمال والأقوال.
إخوة الإسلام: يخطئ بعض الناس حينما يظن أن من حجّ فما عليه بعد ذلك أن يفعل ما يفعل، فإنه مهما اقترف بعد حجه من سيئات ومهما ارتكب من مخالفات وتساهل في الواجبات فإن ذلك لا يضره بسبب حجه كما يزعم، ولا شك أن ذلك ضلال كبير وبُعد عن الصواب عظيم.
وطائفة أخرى من الناس تظن أن من حجَّ فإنه لا يمكن أن تقع منه معصية بعد حجه، ومن ثم تراهم يؤخرون حج الفريضة مع وجوبه عليهم وتوفر شروط الوجوب بدعوى أنهم لا زالوا معرضين للوقوع في المعصية وارتكاب المخالفة، فتراهم يؤخرون الحج إلى حال كبرهم، وذلك أيضًا جهل وخطأ فادح؛ فإن المسلم إذا توفرت فيه شروط وجوب الحج فعليه أن يبادر في أدائه، ولا يعني ذلك أنه معصوم بعد أدائه الحج من الوقوع في المعصية أو التلبس ببعض المخالفات، ثم لو فرض ووقع الحاج بعد حجه في بعض المخالفات فإنها لا تؤثر على صحة حجه.
ألا فليتب إلى الله أولئك الذين وجب عليهم الحج وتوفرت فيهم شروطه ثم سوفوا حتى فاتهم الحج، ليتوبوا إلى الله فإنهم على خطر عظيم، وليعقدوا العزم على أن يكونوا في عداد الحجيج الموسم القادم إن مد الله في أعمارهم، وصحت أبدانهم، ما دام الحج قد وجب عليهم.
نسأل الله للجميع توبة نصوحًا، وعملاً صالحًا، وإقبالاً على الخير، وبعدًا عن الشر.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران:133].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا كما يحب ربنا ويرضى، وأشكره سبحانه على نعمه العظيمة، وقد تأذن بالزيادة لمن شكرها، وأصلي وأسلم على نبينا وحبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وعليكم بجماعة المسلمين؛ فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ عنهم شذ في النار.
أيها الإخوة المسلمون: لئن تسابق كثير من الناس إلى الحج لأنه من الأعمال الصالحة؛ لأنه من الأعمال العظيمة التي تكفر بها السيئات وتقال بها العثرات، فإن أبواب الخير الأخرى ينبغي أن تكون ميدانًا للمسابقة والمنافسة، لئن عجز بعض الناس عن الحج فإن أمامهم أعمالاً لها من الفضل والأجر شيء عظيم.
ومن هذه الأعمال اليسيرة التي رتب الله –عز وجل- عليها أجرًا عظيمًا: ذكر الله -عز وجل- دبر كل صلاة، روى البخاري -رحمه الله- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاء الفقراء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: "ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم؛ يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون".
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أحدثكم بما لو أخذتم به لحقتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله؟! تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثًا وثلاثين".
ومن أبواب الخير الأخرى: أداء صلاتي العشاء والفجر في جماعة، روى الإمام مسلم -رحمه الله- عن أبي ذر -رضي الله عنه- أن أناسًا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا: يا رسول الله: ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: "أوليس قد جعل الله لكم صلاة العشاء في جماعة تعدل حجة، وصلاة الغداة في جماعة تعدل عمرة".
إن أداء الواجبات والفرائض التي فرضها الله -عز وجل- كلها -أيها الإخوة المسلمون- أفضل من التنفل بالحج والعمرة، كما في الحديث القدسي: "وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه".
إن كثيرًا من النفوس يسهل عليها التنزه عن كسب الحرام والشبهات، ويسهل عليها إنفاق ذلك في الحج والصدقة، قال بعض السلف: "كف الجوارح عن المحرمات أفضل من التطوع بالحج وغيره، وهو أشق على النفوس".
وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "لا حج ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان، ولو أصبحت يهمك لسانك أصبحت في هم شديد".
وليس الاعتبار بأعمال البر بالجوارح، وإنما الاعتبار بلين القلوب وتقواها وتطهيرها عن الآثام، فاجتهدوا -رحمكم الله- في تطهير القلوب من كل قصد يخالف أمر الله ويضاده، ومن كل شهوة وفعل تعارض أمر الله، اعمروا القلوب بحب الله وتعظيمه وخوفه وإجلاله ومراقبته دائمًا في السر والعلن، اعمروا القلوب بالخوف من ذي الجلال والإكرام ومحبته وتعظيم أمره.
أيها الإخوة المسلمون: خذوا من أحداث الزمان عبرة، ومن وقائعه عظة تنفعكم في تصحيح مساركم وإصلاح أحوالكم، فالسعيد -أيها الإخوة المسلمون- من اتعظ بغيره، والشقي من لا يتعظ إلا بنفسه.
أيها الإخوة المسلمون: فجعنا بالأمس بحادث الحريق العظيم الذي تسبب في عدد من الوفيات والإصابات والتلفيات، نسأل الله -عز وجل- للموتى الرحمة والمغفرة، وأن يكتبهم عنده -سبحانه وتعالى- في عداد الشهداء، وأن يمن بالشفاء العاجل على المصابين، ويخلف بخير على من ابتلي بشيء من جراء ذلك الحادث.
ولا شك أن ما حصل أمر قد قدره الله –عز وجل- قبل خلق السماوات والأرض: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [الحديد:22].
والمسلم يتلقى أقدار الله بالرضا والتسليم، ويحتسب الأجر من الكريم بالصبر عليها: "عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن".
نسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا من المؤمنين بقضائه وقدره، الصابرين عند بلائه، والدرس الأهم من هذه الأحداث وأمثالها الاستعداد ليوم الرحيل دائمًا، يوم النقلة، يوم الفراق من هذه الدنيا الزائلة؛ فإن الإنسان لا يدري متى يفجعه الموت ويحل به الأجل، يخرج المرء من بيته صحيحًا سليمًا معافى في غاية السعادة لقضاء حاجة، ثم يفاجأ أهله بخبر موته في ساعة من ليل أو نهار، فيودع هذه الدنيا ومن عليها، فيقدم على مصيره المحتوم وحياته البرزخية التي لا ينفعه فيها إلا العمل الصالح والبر والتقوى.
ألا فلنستعد -أيها الإخوة في الله- نستعد لهذه الساعة التي تحل بنا، لكننا نجهل وقتها وتاريخها وميعاد حلولها، واللبيب من أخذ أهبته واستعد للقاء ربه، ولازم التوبة والإنابة، وواظب على الاستغفار، وداوم على الأعمال الصالحة، واجتنب المحرمات، وهجر المنكرات والموبقات.
هذا؛ وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبد الله؛ فقد أمركم ربكم بهذا في كتابه فقال -عز من قائل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
اللهم صل وسلم وبارك...
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي