ومن الأخلاق التي ربَّى عليها الإسلام أهلَه أدبُ الاستئذان، هذا الأدب الذي رفَع الأسرةَ المسلمة إلى قمَّة النَّقاء والطهارة، والعفة والستر النظيف، وجنَّبَها ما يُحرِج أفرادها من مفاجآت كشف المستور، والاطِّلاع غير المشروع. والاستئذان إمَّا أن يكون من خارج البيت أو من داخله، والذي يكون من خارج البيت إمَّا أن يكون من أهل البيت، أو من الأقارب، أو من الزائرين، فإن كان الداخل من أهل البيت، وجَب عليه إعلام مَن بالبيت بدخوله...
الحمد لله الذي أعزَّنا بالإسلام وأدَّبنا بآدابه، وأكرمنا بالإيمان وأيَّدنا بكتابه، أشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وَهَبَ المؤمنين مجامع الخيرات، وحصَّنهم بالدين من جميع السيِّئات، وأشهد أنَّ سيِّدنا، وحبيب قلوبنا، وضياء أبصارنا، ونور بصائرنا، محمدًا عبدُه ورسولُه، ربَّى المؤمنين على أدب هذا الدين، فأنار سبيل الهدى والخلق المتين، اللهم صلِّ عليه في الأوَّلِين والآخِرين، وارضَ اللهم عن آله الطاهرين، وعلى صحابته الغُرِّ الميامين، وعلى مَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أمَّا بعد:
فيا أيُّها الإخوة في العقيدة: أدبٌ إلهي، وخلقٌ ربانيّ، جعَلَه الله أساسًا متينًا لدينه القويم، فإسلامنا العظيم منهجٌ شامل للحياة؛ بل هو الحياة، بل هو حياةٌ للحياة، هذا الدين القيِّم هو دين الخُلق الرفيع، فخير المؤمنين عند الله هم أهل الأخلاق العالية؛ يقول الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "إنَّ خِيارَكم أحاسِنُكم أَخلاقًا".
ومن الأخلاق التي ربَّى عليها الإسلام أهلَه أدبُ الاستئذان، هذا الأدب الذي رفَع الأسرةَ المسلمة إلى قمَّة النَّقاء والطهارة، والعفة والستر النظيف، وجنَّبَها ما يُحرِج أفرادها من مفاجآت كشف المستور، والاطِّلاع غير المشروع.
والاستئذان إمَّا أن يكون من خارج البيت أو من داخله، والذي يكون من خارج البيت إمَّا أن يكون من أهل البيت، أو من الأقارب، أو من الزائرين، فإن كان الداخل من أهل البيت، وجَب عليه إعلام مَن بالبيت بدخوله؛ وذلك بالقِيام بحركة تُشعِر أهله بقدومه، قال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-: "إذا دخَل الرجل بيته، استُحِبَّ له أن يتَنحنَح ثم يسلِّم".
وذاك حال بقيَّة الأسرة؛ لأن الله -جلَّ وعلا- أمَر بقوله -تبارك وتعالى-: (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً) [النور: 61]، ومعنى (فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ)؛ أي: سلِّموا على أهليكم، فالداخل إلى بيته حين يسلِّم على أهله فكأنما سلَّم على نفسه، فهم جزءٌ منه؛ ولذلك من وصايا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لخادمه أنس بن مالك -رضِي الله عنْه- وأنس خدَمَ النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- عشر سنين، خدَمَه وهو ابن عشرة أعوام، وفارَقَه الحبيبُ المصطفى -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهو ابن عشرين عامًا، قال له: "يا بنيَّ: إذا دخلتَ على أهلك فسلِّم، يكن بركةً عليك، وعلى أهل بيتك".
فإذا كان الداخل من الأقارب، وجَب عليه الاستئذان، ولا يدخل حتَّى يُؤذَن له، لا يدخل الرجل دارَ أخيه أو دار أخته، أو دار عمِّه أو دار خاله، أو دار ابنه أو دار ابنته؛ دون استِئذانِ مَن في الدار، لا بُدَّ أن يترك لهم فرصةَ الاستِعداد لاستِقباله، لا يطرق الباب ويدخل؛ وإنما يتريَّث حتى يَسمَع الإذن، هكذا أرادها الإسلام رابطة أسرية مَتِينة، وعلاقة إيمانيَّة طاهرة ونقيَّة.
في العهد النبوي الزاهر، وأحكامُ القرآن تتنزَّل بما يحتاج إليه الصحابة ومَن وراءهم حاجة الأمَّة إلى يوم القيامة، في ذلك العهد البهي جاءت امرأةٌ من الأنصار إلى النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقالت: يا رسول الله: إنِّي أكون في بيتي على حالٍ لا أحبُّ أن يراني عليها أحد، لا والد ولا ولد، فيأتي الأب فيدخل عليَّ، وإنَّه لا يزال يدخل عليَّ رجلٌ من أهلي وأنا على تلك الحال، فكيف أصنع؟! وقبل أن ينطق الحبيب -صلَّى الله عليه وسلَّم- أرسل الله لها الحل والجواب، فنزل جبريل -عليه السلام- بقول الله -تبارك وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [النور: 27، 28].
وعلى هذا المنهج ربَّى رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أصحابَه وأمَّته، أورد الإمام مالك في الموطأ عن الصحابي عطاء بن يسار: أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- سألَه رجلٌ فقال: يا رسول الله: أَستَأذِن على أمِّي؟! فقال: "نعم"، قال الرجل: إني معها في البيت، فقال: "استأذن عليها"، فقال الرجل: إني خادمها، فقال له رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "استأذن عليها؛ أتحبُّ أن تراها عُريانةً؟!"، قال: لا، قال: "فاستأذن عليها".
ولذلك للدخول إلى الحجرات داخل البيوت لا بُدَّ من الاستئذان، لا بُدَّ أن تستَأذِن ويُؤذَن لك، هذا هو الدين، هذا حفظٌ للأنفس، وبهجة للحياة، وخُلق رفيع يجمَع الأسرةَ على المودَّة والرحمة، ويؤلِّف بينها على البِر والتقوى، فإذا كان القادم من الأقارب أو من الزائرين، ففي ذلك أدبٌ من آداب الاستئذان، فعلى القادم أن يطرق الباب بلطفٍ، وبطريقةٍ يُسمِع بها مَن في البيت دون إزعاجٍ، قال أنس بن مالك -رضِي الله عنْه-: "كانت أبواب النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- تُقرَع بالأظافر، ثم يُستَأذن ثلاثًا".
يطرق الباب وينتظر قليلاً، فإذا تيقَّن أنَّ مَن في البيت لم يسمع أعاد الثانية، ثم ينتظر قليلاً ثم يُعِيد الثالثة وينتظر، فإن لم يجد بها أحدًا فلا يدخل، هذا أمر الله؛ (فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ) [النور: 28]، وكذلك إذا علم أنَّ أهل البيت في بيتهم، ولم يسمع منهم الإذن فليرجع؛ لقول حبيبنا -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "إذَا استأذنَ أحدُكم ثلاثًا فلم يُؤذَن له، فليَرجِع". رواه الإمام البخاري، وإن وجد بها مَن قال له: ارجع، وجد صاحبَه بالبيت؛ ولكن صاحبه في شغلٍ لا يستطيع مقابلته، وقال له: ارجع، فليرجع وهو طيِّب النفس، ودون حرج، مقتنعًا أنَّ للناس أسرارهم وأعذارهم، مُدرِكًا حقَّ صاحبه في تطبيق أمرِ الله للجميع، بقوله -تبارك وتعالى-: (وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ) [النور: 28].
ومن أدب الاستِئذان أن تُعلِم مَن في البيت باسمك، فبعض الناس إذا قيل له: مَن؟! قال: أنا، وهذا أمرٌ كرهه النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، أورد الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي جابر بن عبد الله -رضِي الله عنْهما- قال: أتيتُ النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في دَيْنٍ كان على أبي، فدققت الباب فقال: "مَن ذا؟!"، فقلت: أنا، فقال: "أنا! أنا!"، كأنَّه كَرِهَهَا، والصواب إن قيل لك: مَن؟! أن تقول: فلان، ومن الأدب أيضًا أن لا يقف الزائر قبالةَ الباب؛ إنما يتنحَّى جانب الباب الأيمن، فإن لم يتيسَّر فجانبه الأيسر.
روى الإمام البيهقي أنَّ الصحابي سعد بن معاذ -رضِي الله عنْه- أتى النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فاستأذَن عليه وهو مستقبِل الباب، فقال له: "يا سعد: إنما الاستِئذان من النظر، فإذا استأذنت فلا تستقبل الباب".
ومن روائع الإسلام في صناعة الروابط الأسرية، ذلك التوجيهُ الأقدس من عند رب البريَّة -جلَّ وعلا- الذي بيَّن فيه كيفيَّة دخول الأبناء صغارًا وكبارًا على الأبوَيْن؛ ليعلم أهل الدنيا أنَّ الحياة العائليَّة في الإسلام أدبٌ فاضل ينشر حسن الخلق، واحترام مُوَقَّر يحمل المودَّة في القربى؛ قال -جل جلاله-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [النور: 58].
فهذا الأمر الرباني فرض على المؤمنين والمؤمنات أن يربُّوا صِغارهم الذين لم يصِلوا سنَّ البلوغ، وأن يُعلِّموهم ويدرِّبوهم أن لا يدخلوا حجرة الأبوَيْن في أوقاتٍ ثلاث: من قبل صلاة الفجر، وفي الظهيرة وقت القيلولة، وبعد صلاة العشاء؛ في هذه الأوقات الثلاثة عادةً ما يتخفَّف الإنسان من ثِياب النهار، أو يتركها ويلبس لباس النوم، الذي عادةً ما يكون شفافًا وخفيفًا؛ طلبًا للراحة، فعلى الطفل الصغير الذي بدأ يميِّز -من سنِّ الرابعة مثلاً إلى حين بلوغه- أن لا يدخل الحجرة على أبوَيْه، إلا بعد أن يستأذن، وينتظر إذنهما بدخوله، أمَّا بعدَ تلك الأوقات؛ أي: من بعد صلاة الفجر إلى القيلولة، ومن بعد القيلولة إلى صلاة العشاء، فإنَّ الأطفال الصِّغار قبل البلوغ أحرارٌ في دخولهم على آبائهم؛ كما قال الله -جل وعلا-: (طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ) [النور: 58].
بهذا الأدب الرفيع زيَّن الله لنا دين الإسلام، وأمَرَنا بالتزيُّن بأدبه؛ حفظًا للتآلُف والتراحُم بين المؤمنين عامَّة، وبين أفراد الأسرة المسلمة خاصَّة، وللحديث بقيَّةٌ بعد جلسة الاستراحة بإذن الله.
اللهم اجعلنا ممَّن يستَمِعون القول فيتَّبِعون أحسنه، اللهم طهِّر بيوتنا من كلِّ دنس، وطهِّر قلوبنا من كلِّ غبش، وطهِّر معاملاتنا من كلِّ سوء، واجعلنا اللهم على منهجك القويم، واكتبنا من أهلك وخاصَّتك الطائعين.
أقول قولي هذا، وأستغفِر الله العظيم الكريم لي ولكم.
الحمد لله حمدَ الشاكرين، نحمده -سبحانه وتعالى- ما سبَّحت بحمده ألسنة الذاكرين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له وليُّ الصالحين، ونشهد أنَّ سيِّدنا وحبيبنا محمدًا عبده ورسوله إمامُ المتَّقين، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أمَّا بعد:
أيُّها المؤمنون والمؤمنات، عِباد الله: الاستئذان أدبٌ يتعلَّمه الطفل مع أمِّه وأبيه، ومع أخته وأخيه، ومع جدته وجده، ويشبُّ عليه ويعلِّمه لأبنائه عندما يُكَوِّن بيته؛ لتستمرَّ الأسرة المسلمة أسرة متينةً في علاقتها، خيِّرة في توجُّهها، يستأذن الأطفال قبلَ بلوغهم ثلاثَ مرات: قبل الفجر، وعند الظهيرة، وبعد صلاة العشاء، لا يدخل الطفل الصغير على أمِّه أو أبيه إلاَّ بعدما يطلب الإذن بالدخول ويُؤذَن له، فإذا كبر الطفل ووصَل سنَّ البلوغ: بماذا أمرَه الله؟! وبماذا أوصاه؟! وماذا فرَض عليه؟! يقول الله -جل جلاله-: (وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [النور: 59].
إذا كبر الطفل، وأدرك سِنَّ البلوغ، وجرَى عليه القلم، وجَب عليه الاستِئذان في كلِّ وقتٍ من ليلٍ أو نهار، لا فرق بين ذكر أو أنثى، على الأسرة أن تعمِّم هذا الأدب بين جميع أفرادها؛ لينعم الجميع بين أبوَّة بانيةٍ تمثِّل الأسوة والقدوة، وبين أخوَّة صادقة تشمَلها المودَّة والرحمة: (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [النور: 59]، فهو العالم بما خلَق: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الملك: 14]، وهو الحكيم فيما شرَع، فجعَل للبيوت حرمةً، وحَفِظَ أهلَها من حرج المفاجآت، وضِيق المباغتات، كما حفظ للبيوت أسرارَها، وللمؤمنين حياتهم فيها، وجعَلَها حياةَ طُهْرٍ ورغد وصفاء.
اللهم فقِّهنا في ديننا، وزد في إيماننا، وحسِّن يقيننا، واجعلنا من عِبادك الصالحين، اللهم افتح مسامع قلوبنا على طاعتك، ونوِّر بصائرنا بحسن عبادتك، واجعلنا نخشاك كأنَّنا نراك، واجعل تعاملنا في مرضاتك وتقواك، اللهم اهدِ أُسَرَنا للحق واليقين، واجعل حكمنا شرعك المتين، وأصلح ذات بيننا يا أرحم الراحمين.
يا خالق الخلق أجمعين، يا حبيب التوَّابين، يا رجاء المذنبين، يا أمان الخائفين، يا أنيس الذاكرين، يا مجيب السائلين، نسألك اللهم عزَّة للإسلام ورفعة للمسلمين، ونصرًا مؤزرًا لإخواننا في فلسطين.
اللهم أَمِّنَّا في دورنا، ووفِّق إلى الخير والصلاح ولاة أمورنا، واجعل اللهم بلدنا آمنًا مطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي